تظاهر مئات الإسرائيليين في تل أبيب وأغلقوا الشارع المقابل لمقر وزارة الدفاع مطالبين الحكومة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى. في غضون ذلك، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة إن رد حماس جزء لا يتجزأ من مسار التفاوض، وهذه خطوة أخرى لتمرير الصفقة.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمّل حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية مصير الأسرى المحتجزين.

كما شهدت مدينة رعنانا (شمال تل أبيب) مظاهرة مماثلة للضغط على صناع القرار لإرسال الفريق الأمني المفاوض لسد الفجوات التي تشهدها عملية التفاوض.

وأعربت هيئة عائلات الأسرى عن دعمها موقف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بإمكانية سد الفجوات بين إسرائيل وحماس بشأن مقترح الصفقة.

وفي السياق، قالت القناة 12 الإسرائيلية عن أحد المسؤولين إنه لا تزال هناك فرصة لاتفاق بشأن المحتجزين، مشيرا إلى أن الأمر يعتمد بشكل كبير على الجانب الأميركي على حد قوله.

الطريق الأسرع

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الأميركي أن مقترح الصفقة الحالي يمثل الطريق الأسرع والأكثر فعالية للتوصل إلى وقف مستدام لإطلاق النار بقطاع غزة.

وأوضح بلينكن -في مقابلة خاصة مع الجزيرة- أن الرئيس جو بايدن طرح ملامح مقترحه منذ 12 يوما، ولقي دعما من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وكافة دول المنطقة بما فيها إسرائيل والسلطة الفلسطينية، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تأخرت في تقديم ردها "الذي جاء ليلة أمس عبر الوسطاء، ولم يكن بالموافقة التي أبدتها باقي الأطراف".

وقال الوزير الأميركي إن حماس تسعى لتعديل بعض البنود "التي سبق وقبلتها" مبينا أن بعضها قابل للتطبيق، وبعضها الآخر غير قابل للتنفيذ، وهو ما ينظر فيه الوسطاء حاليا، في ظل ترقب الجميع لقرار حماس.

وامتنع بلينكن عن الخوض في تفاصيل المقترح، لكنه أكد أنه شبيه إلى حد كبير بالمقترح الذي وافقت عليه حماس في السادس من مايو/أيار الماضي، ولا يرى سببا يحول دون قبولها له الآن.

بيد أنه قال إن أهم بنود المقترح تتمثل في الوقف الفوري لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، مع زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.

كما تنص بعض البنود على عودة الفلسطينيين في غزة إلى منازلهم، والتزام الطرفين بالتفاوض خلال الأسابيع الستة الأولى للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، معتبرا أن هذا هو المسار الأسرع والأنجع لتحقيق تهدئة مستدامة بين الجانبين.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن كل شيء تغير خلال الأيام الـ12 التي استغرقها رد حماس، حيث ازدادت معاناة الفلسطينيين يوما بعد يوم، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار الآن.

وبشأن محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال إنه تم التأكيد مجددا على قبول إسرائيل المقترح المطروح على طاولة المفاوضات.

وأكد بلينكن أن وقوف بلده وقطر ومصر خلف المقترح يمثل أفضل الضمانات لطمأنة الطرفين، إلى جانب دعم المجتمع الدولي بأسره لهذا الاتفاق في سابقة نادرة تعكس إصرار العالم على إنهاء الحرب.

رد حماس

من جانبها، قالت حركة حماس إنها أبدت الإيجابية المطلوبة للوصول لاتفاق شامل ومُرض يقوم على مطالب الشعب الفلسطيني العادلة، موجهة انتقادات حادة لإدارة بايدن ووزير خارجيته.

وأكدت حماس في بيان أنه بينما يواصل وزير الخارجية الأميركي الحديث عن موافقة إسرائيل على مقترح الرئيس بايدن، لم يُسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث عن هذه الموافقة.

وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أي ترحيب أو موافقة من قبل إسرائيل على قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار.

ولفتت حماس إلى أن مواقف بلينكن التي "تحاول تبرئة الاحتلال هي استمرار للسياسة الأميركية المتواطئة مع حرب الإبادة الوحشية" ودعت الوزير الأميركي وإدارة بايدن للضغط على حكومة الاحتلال "المصرة على استكمال مهمة القتل والإبادة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة الأمیرکی رد حماس

إقرأ أيضاً:

سفير إسرائيل في واشنطن: إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني

أكّد سفير إسرائيل في واشنطن أن إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني، لكن ذلك مشروط بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية القائمة. 

وقال إن الإشكالية لا تكمن في الجلوس على طاولة المفاوضات، بل في أن إيران تواصل برنامجها النووي، ما يجعل هذه المفاوضات دون نتائج ملموسة ما لم تأخذ طهران قراراً واقعياً ينهي قدراتها على تخصيب اليورانيوم وتعطل منشآتها النووية. 

وأضاف السفير أن إسرائيل تبغى "اتفاقاً" لكنه لن يُكتب بنجاح ما لم يُفكك البرنامج النووي الإيراني فعلياً 

وقد جاء ذلك في سياق تبرير الضربات الجوية المكثّفة التي شنّتها إسرائيل مؤخراً على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بهدف إحباط تمديد البرنامج وضرب بنى تحتية رئيسية، بحسب تقديرات إسرائيلية نشرت في وسائل إعلام غربية . الضربات التي شملت مواقع في طهران ونطنز وإصفهان أوقفت جزءاً من أنشطة تخصيب اليورانيوم وألحقت أضراراً كبيرة بالبنى التحتية، وفق تقارير وكالة الطاقة الذرية وأصداء نشرها ناشطون إيرانيون رسميون

 ورغم التأكيدات بأن الضربات نجحت في تعطيل المفاعلات وفرض سيطرة جوية مؤقتة، إلا أن مراقبين يجزمون بأن إسرائيل ليست قادرة بمفردها على القضاء نهائيًا على البرنامج النووي الإيراني 

الموقف الإسرائيلي جاء في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق. فقد شنت إسرائيل ما عُرف بعملية "أسد الطلوع" (Operation Rising Lion) التي استهدفت قيادات عسكرية وعلماء نوويين إيرانيين، ما أدى إلى مقتل عدد من كبار القادة. 

وقد ردّت إيران بإطلاق موجات من الصواريخ وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، أسفرت عن إصابات وإضرار مادية، بما في ذلك مبنى تابع للسفارة الأميركية في تل أبيب .

في ضوء هذا التصعيد، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوته لسكان طهران إلى الإخلاء الفوري، مشيراً إلى أن الوقت المخصص لولاية 60 يوماً انتهى دون اتفاق، وأن إيران يجب أن تُمنح مزيداً من الأيام للاستجابة أو مواجهة عواقب عسكرية إضافية. 

وقلل ترامب من احتمال إرسال قوات أمريكية مباشرة، لكنه أبقى الباب مفتوحاً، وسعى لتأمين دعم شامل للضربات الإسرائيلية وتوفير مساعدات دفاعية، مثل اعتراض صواريخ إيرانية. 

في رد فعل دبلوماسي، تراجع جدول محادثات كان يقام في مسقط، فيما طرحت دول الخليج وسطاء لتهدئة الأوضاع واستئناف المفاوضات. 

وتقترح عُمان وقف التخصيب مقابل ضمانات من الأمم المتحدة وتسهيلات إنسانية، لكنها لن تُرفع العقوبات كلياً قبل ظهور أثر ملموس على الأرض من إيران. 

طباعة شارك سفير إسرائيل في واشنطن إسرائيل الملف النووي الإيراني البنية التحتية النووية الإيرانية طهران إسرائيل منشآت نووية وعسكرية إيرانية

مقالات مشابهة

  • سفير إسرائيل في واشنطن: إسرائيل لا ترفض التفاوض حول الملف النووي الإيراني
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • بين صواريخ إيران وملف الأسرى.. نتنياهو يدفع نحو إنجاز سياسي داخلي
  • إيران تبلغ الوسطاء رفضها التفاوض على وقف إطلاق النار مع إسرائيل
  • حماس تصدر بيانًا بعد تقارير عن اغتيال رئيس مكتبها السياسي بعملية إسرائيلية في قطر
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • سيادةٌ تحت النار: العراق يواجه انتهاكات إسرائيلية متكررة
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • غارة إسرائيلية تستهدف بلدة بيت ليف جنوبي لبنان
  • العلاقات الخارجية: يجب أن تتحرك أوروبا لمنع نشوب حرب كبرى بين إسرائيل وإيران