الاحتفال بعيد الأضحى في سلطنة عمان: بين الماضي والحاضر
تاريخ النشر: 16th, June 2024 GMT
أثير – أحمد الحارثي
يعد عيد الأضحى إحدى أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين، ويشهد تطورًا ملحوظًا في طرق الاحتفال به عبر السنين. ففي سلطنة عمان، يعكس تطور الاحتفال بعيد الأضحى التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي شهدتها البلاد. ومن خلال هذا المقال سنسلط الضوء على بعض التغييرات التي شهدت تطورًا بين الماضي والحاضر.
ففي العقود الماضية، حملت الاحتفالات بعيد الأضحى في عمان طابعًا بسيطًا وتقليديًا، متجذرة في العادات والتقاليد القديمة. وكانت الاستعدادات للعيد تبدأ قبل أيام من حلول العيد، حيث يتم تجهيز المنازل وتنظيفها وترتيبها لاستقبال الضيوف.
وتحتل الجوانب الدينية للعيد مكانة كبيرة. كان الجميع يتوجه إلى المصليات لأداء صلاة العيد، وكان الخطبة تركز على قيم التضحية والتآخي بين المسلمين، وبعدها يقوم الرجال بذبح الأضاحي، وهي من الطقوس الأساسية للعيد، وكانت التجمعات الاجتماعية بسيطة ومتواضعة. بعد ذبح الأضاحي، يتم توزيع اللحوم على الأهل والأصدقاء والجيران، وكذلك على الفقراء والمحتاجين، وتتجمع الأسر لتناول وجبات الطعام التقليدية، وغالبًا ما تُعد بطريقة محلية بسيطة.
أما اليوم، ومع التطورات الاقتصادية والتكنولوجية التي شهدتها سلطنة عمان، تغيرت طرق الاحتفال بعيد الأضحى بشكل كبير. حيث أصبحت الاستعدادات للعيد تشمل استخدام التكنولوجيا في شراء مستلزمات العيد، حيث يتم التسوق عبر الإنترنت وطلب الأضاحي من خلال التطبيقات الذكية. وأصبح بإمكان الأسر طلب جميع مستلزماتهم بلمسة زر، مما جعل التجهيز للعيد أسرع وأسهل.
التجمعات الاجتماعية تطورت لتصبح أكثر تنوعًا. تجتمع الأسر ليس فقط في المنازل، بل أيضًا في الأماكن العامة والمطاعم الفاخرة. كما أصبح لوسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في التواصل بين الأفراد، حيث يتم تبادل التهاني والمعايدات عبر التطبيقات والمنصات الرقمية. وعلى الرغم من التغييرات، حافظ العمانيون على جوهر الاحتفالات التقليدية، فما زال الذبح والتوزيع على الفقراء يمثلان جزءًا أساسيًا من العيد، فيما يتبرع البعض للجمعيات الخيرية التي تتولى مهمة الذبح والتوزيع. أما الأطفال فأصبحوا يستمتعون بوسائل ترفيه حديثة، تشمل الألعاب الإلكترونية والذهاب إلى المتنزهات والمراكز التجارية. كما تُقام فعاليات ترفيهية وعروض خاصة بالعيد في مختلف أنحاء السلطنة.
تغيرت الاحتفالات بعيد الأضحى في سلطنة عمان بين الماضي والحاضر بشكل ملحوظ، مع الحفاظ على جوهرها الديني والاجتماعي. ويعكس هذا التغير التطور العام الذي شهدته في مختلف المجالات، ليجسد توازنًا بين التقاليد العريقة والحداثة المعاصرة.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: بعید الأضحى سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
المتاحف الروسية تفتح نافذة على التاريخ: معرض “روسيا والشرق” يصل إلى سلطنة عمان
روسيا – في خطوة ثقافية رائدة، تخطط متاحف موسكو للكرملين لإطلاق معرض استثنائي بعنوان “روسيا والشرق: الروابط الدولية والتأثيرات الثقافية” في المتحف الوطني بسلطنة عمان في ديسمبر 2025.
يأتي هذا المعرض كجزء من مشروع تبادل ثقافي بين البلدين، بعد النجاح الكبير الذي حققه معرض “كنوز عمان الفضية” الذي استضافه الكرملين سابقًا.
وكشفت إيلينا غاغارينا، المديرة العامة لمتاحف الكرملين، خلال مشاركتها في مهرجان “إنترموسيوم” الدولي، أن المعرض سيركز على التواصل التاريخي بين روسيا والعالم الشرقي، من خلال عرض مجموعة نادرة من الأسلحة الفاخرة التي كانت ملكًا لقياصرة روسيا والدروع التاريخية وزينة الخيول المستوحاة من الفنون الشرقية وقطع فنية ثمينة صنعت في ورش القصور الروسية بتقنيات شرقية أصيلة.
وأوضحت غاغارينا:
“نشهد اليوم تحولًا في الاهتمام نحو مراكز ثقافية ناشئة مثل سلطنة عمان، التي تولي تطوير تراثها اهتمامًا كبيرًا. لذلك، اخترنا أن نقدم لهم أفضل ما لدينا: مقتنيات تعكس التأثير الشرقي في بلاط روسيا القيصرية، بعضها لم يغادر متاحفنا من قبل!”
تحف نادرة تخرج من روسيا لأول مرة يضم المعرض 82 قطعة فريدة من مجموعة متاحف الكرملين، تشمل مجوهرات شرقية ونقوش حجرية تعكس براعة الحرفيين وأعمال معدنية يدوية الصنع مزينة بزخارف إسلامية وشرقية ومقتنيات دينية مثل أغطية الأيقونات والصناديق الكنسية المطعمة بأنماط شرقية.
يذكر أن الإعلان عن هذا المعرض جاء خلال فعاليات مهرجان “إنترموسيوم” الدولي، الذي يُعد أكبر تجمع للمتاحف في روسيا، حيث يجمع خبراء التراث والصناعات الإبداعية. وشهدت نسخة 2024 إقبالًا قياسيًا تجاوز 10 آلاف زائر، مما يؤكد أهمية هذه الفعاليات في تعزيز الحوار الثقافي العالمي.
المصدر: RT