آلاف أمام الكنيست يطالبون بانتخابات جديدة.. وزعيمة الاحتجاجات تتهم نتنياهو بـ«الاستمتاع» بمقتل الجنود
تاريخ النشر: 18th, June 2024 GMT
تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، أمام الكنيست، مساء اليوم الإثنين، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، والتوصل إلى صفقة يتحرر بموجبها الأسرى الإسرائيليون المحتجزون لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وردد المتظاهرون هتافات" "لا، لن نوافق على حكومة متهورة.. لا للفاشية".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المتظاهرين رددوا بأن نتنياهو "مذنب" فيما يتعلق بالإخفاق الذي أدى إلى هجوم "طوفان الأقصى" على إسرائيل، في السابع من شهر أكتوبر الماضي، وطالبوا بأن تجرى انتخابات مبكرة.
من جانبه، دعا رئيس حزب العمل يائير جولان إلى إجراء "انتخابات مُبكرة وسريعة"، مُشددًا على أن "الحكومة المتهورة يجب أن تعود إلى ديارها".
وقال جولان - في حديثه للصحفيين خلال الاجتماع الأسبوعي لحزب العمل في الكنيست - إن "إسرائيل تواجه تحديات أمنية كبيرة، تتمثل في حزب الله في لبنان وإيران"، وأن "الحكومة ضعيفة وفاشلة وغير قادرة على التعامل مع هذه التهديدات"، ويجب أن يتم استبدالها.
وأضاف: "سوف يتوسع الاحتجاج ويتعزز وينمو.. أولئك الذين لا يريدون تحديد موعد مبكر للانتخابات سيجدون أنفسهم منجرفين إلى هناك بسبب ضغط الشارع وإرادة الشعب والشعور المتزايد بالاشمئزاز".
وفي المظاهرة المناهضة للحكومة خارج الكنيست، قال عضو الكنيست المعارض موشيه تور-باز من حزب (يش عتيد) إنه خرج لدعم المتظاهرين وأنه يتعين الذهاب إلى الانتخابات وتغيير الحكومة.
وردا على سؤال لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عما إذا كان يعتقد أنه من الممكن إسقاط الحكومة، أجاب النائب بالإيجاب.
وفي المظاهرة، دعا زعيم الاحتجاج المناهض للحكومة، شيكما بريسلر إلى إجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى اتفاق مع حماس يسمح بعودة جميع الرهائن.
وقالت: "خلال عطلة نهاية الأسبوع، سمعنا عضو مجلس الوزراء الحربي السابق جادي أيزنكوت يقول إن رئيس الوزراء يخضع لسيطرة الكاهانيين وغير قادر على اتخاذ القرارات".
وأضافت أمام آلاف المتظاهرين: "بعد ما حدث في 7 أكتوبر، وفي ظل تطرف هذه الحكومة وإنكارها لفشلها، عليها إعادة التفويض إلى الشعب".
واتهمت بريسلر، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالاستمتاع بمقتل جنود إسرائيليين، وقالت إن إسرائيل "لديها رئيس وزراء يبتسم عندما يطرق ضباط الجيش الإسرائيلي أبواب المزيد من العائلات لإبلاغهم بوفاة أحبائهم".
اقرأ أيضاًالبث الإسرائيلية: الجيش كان على علم بخطة حماس قبل 3 أسابيع من هجوم أكتوبر
حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. ما السبب وراء ذلك وما هي البدائل؟
نتنياهو يلتقي المبعوث الأمريكي هوكشتاين لبحث منع التصعيد مع حزب الله على الجبهة الشمالية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل انتخابات الكنيست مظاهرات سياسة تل ابيب
إقرأ أيضاً:
54 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على غزة.. عانوا من اضطرابات نفسية
كشفت هيئة البث العبرية الرسمية، مساء الاثنين، عن معطيات صادمة تشير إلى تزايد حالات الانتحار في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث أقدم 54 عسكرياً على إنهاء حياتهم خلال هذه الفترة، من بينهم 16 حالة سُجّلت منذ مطلع عام 2025 فقط.
ووفقاً للهيئة، توزعت حالات الانتحار منذ بداية العام الحالي على النحو التالي: 8 جنود في الخدمة النظامية، و7 من قوات الاحتياط، وجندي واحد في الخدمة الدائمة. وسبق أن سُجّلت خلال عام 2024 انتحار 21 جندياً، مقابل 17 في عام 2023.
وأفادت الهيئة بأن الارتفاع الملحوظ في معدل الانتحار سُجّل خصوصاً في صفوف قوات الاحتياط، الذين يشاركون بشكل مباشر في العمليات القتالية الجارية في قطاع غزة، وهو ما يعكس حجم الضغط النفسي الذي يتعرض له هؤلاء الجنود في ساحات المعركة.
آلاف الجنود يعانون من اضطرابات نفسية
في السياق ذاته، أفادت تقارير إسرائيلية بتشخيص ما يقرب من 3770 عسكرياً باضطراب ما بعد الصدمة، فيما يُقدّر عدد الجنود الذين ظهرت عليهم أعراض نفسية بنحو 10 آلاف عسكري من بين نحو 19 ألف جريح منذ اندلاع الحرب.
وبحسب المعطيات، فإن هؤلاء الجنود يخضعون حالياً للرعاية النفسية ضمن قسم إعادة التأهيل التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، في وقت يحاول فيه الجيش احتواء الأزمة عبر تنظيم ورش عمل لتعزيز ما يُسمى بـ"الصمود النفسي"، وتوجيه المشاركين في المعارك إلى مختصين نفسيين عسكريين.
وفي أحدث هذه الحالات، أعلن الجيش الإسرائيلي الاثنين عن العثور على جندي الاحتياط "آرئيل تمان" ميتاً داخل منزله في مستوطنة أوفاكيم جنوب البلاد، بعد أن أقدم على الانتحار. وكان تمان يعمل ضمن وحدة التعرف على جثث الجنود، وهي من أكثر المهام التي ترتبط بصدمات نفسية شديدة.
وفي 15 يوليو/ تموز الجاري، رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفرين، الكشف عن بيانات رسمية لعدد حالات الانتحار المسجلة خلال عام 2025، ما يعزز المخاوف من سعي المؤسسة العسكرية إلى حجب المعلومات الحقيقية عن الرأي العام.
خسائر تتجاوز المعلن
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، والذي أدى حتى الآن إلى مقتل 893 جندياً وإصابة 6108 آخرين، بحسب آخر بيانات الجيش المنشورة على موقعه الرسمي. غير أن مراقبين يشككون في دقة هذه الأرقام، ويرون أنها لا تعكس الحجم الحقيقي للخسائر البشرية التي تكبدتها المؤسسة العسكرية.
ويخوض الجيش الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، حرب إبادة شاملة في غزة منذ أكثر من 9 أشهر، تشمل القتل الجماعي والتجويع الممنهج والتدمير الواسع وتهجير السكان قسراً، في تحدٍّ صارخ للنداءات الدولية المتكررة، ولقرارات محكمة العدل الدولية التي دعت مراراً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية.
وأسفرت هذه الحرب حتى الآن عن مقتل وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 9 آلاف مفقود لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إليهم، إلى جانب مئات آلاف النازحين الذين يكابدون المجاعة والأمراض وسوء الظروف الإنسانية.
أزمة نفسية داخل الجيش
ويرى مختصون أن الجيش الإسرائيلي يواجه واحدة من أسوأ أزماته النفسية والمعنوية في تاريخه، نتيجة طول أمد المعركة، وغموض نتائجها، وتوالي الصدمات التي تطال الجنود وعائلاتهم. ويؤكد محللون أن ارتفاع معدلات الانتحار وازدياد حالات الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة يمثلان مؤشراً خطيراً على اهتزاز المعنويات، في ظل تآكل ثقة كثير من الجنود بمبررات الحرب وأهدافها.
وفيما تحاول القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، تشير المعطيات المتسارعة إلى أن الكلفة النفسية والبشرية للحرب على غزة باتت تمثل تحدياً متعاظماً لا يمكن تجاهله، مع تفاقم الضغوط الاجتماعية والسياسية والدولية التي تُحاصر إسرائيل من كل الجهات.