ليس هناك ما يدعو للريبة أو الاستغراب في استسلام الجنجويد هذه الأيام. منطقي جدا.
فهم يتابعون أخبار المليشيا في دارفور وقبلها كردفان. تابعوا فشل الهجوم على الفاشر وسمعوا المتمرد الهالك علي يعقوب وهو يستنجد بالقبائل لتفزعه في الفاشر ثم تابعو مقتله. ماذا يعني أن يسمع جنجويدي في العاصمة أحد القادة وهو يطلب الفزع ثم يراه مقتولا بعد يومين؟

يعني، لو كان هذا الجنجويدي يملك القليل من العقل، أن لا إمداد سيأتي قريبا من دارفور إلى الخرطوم، كل الإمداد، إن وجد، سيذهب إلى محاولات الهجوم على الفاشر أو الدفاع مناطق وجود المليشيا في دارفور.

ببساطة لو كنت في الخرطوم وتعاني من نقص في الإمداد فلن يأتي أحد ليفزعك. أنت في موقع غير مهم وستترك لتواجه مصيرك الحتمي. هذا ان لم يتم استدعاءك إلى دارفور لمحرقة الفاشر.

إذا كنت جنجويدي مرتزق محاصر في منطقة مثل الجيلي لماذا سأذهب من الخرطوم لأموت في الفاشر؟ الأفضل أن أسلم نفسي للجيش في هذه الحالة.

قبل ذلك تابع الجنجويدي من الخرطوم فشل الهجوم على بابنوسة، ثم الفشل في الأبيض ومقتل قائد المليشيا في كردفان كلها.

أضف إلى ذلك غياب القادة الكبار أو بالأحرى هروبهم، وتردي الأوضاع مع الحصار ونقص المؤن والذخائر والاستنزاف المستمر في الجنود والعتاد. كل ذلك ولا أمل قريب في النجدة، فلماذا لا يستسلمون؟

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل

استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل

مقالات مشابهة

  • “مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
  • والي شمال دارفور يفند شائعات المليشيا حول محاولة اغتياله
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
  • استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل
  • والي شمال دارفور يكشف الكثير حول حصار الفاشر
  • أيُّ عصابة هذه التي تزعم حماية دارفور وتبتز أبناءها؟!
  • يمكن أن يتواصل مناوي مع الجنجويد لإبقائهم في دارفور إن أراد هو
  • أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
  • تجمع روابط دارفور يرسل خطابًا شديد اللهجة إلى المجتمع الدولي والإمارات