عربي21:
2025-05-28@01:33:30 GMT

هل يتم إحياء فكرة الناتو العربي؟

تاريخ النشر: 21st, June 2024 GMT

في سياق المخاض الذي تعيشه المنطقة، في ظل الحرب على غزة واحتمالات توسعها الى لبنان، تتسلّل من الكواليس أنباء عن محاولات لإحياء فكرة "ناتو عربي" سبق أن طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وجرى دفنها في المهد حينما بدت أنها فكرة خبيثة المراد منها اللعب على خريطة الصراعات في منطقتنا ودمج إسرائيل بوصفها فاعلا طبيعيا ورشيدا، ووضع الملف الفلسطيني في طي النسيان، وفي أحسن الأحوال تحويله الى قضية إسرائيلية داخلية.



في هذا السياق، نشر موقع أكسيوس الأمريكي، القريب من مصادر استخبارات إسرائيلية وأمريكية، خبرا عن اجتماع في المنامة ضم مسؤولين عسكريين من خمس دول عربية بنظرائهم الإسرائيليين برعاية أمريكية، للتباحث بشأن التنسيق بين هذه الأطراف لمواجهة التطورات والتداعيات التي قد ترتبها الحرب في غزة على مسارات المنطقة، والتوصل الى تفاهمات جامعة لمواجهة ما يطرأ من تطورات، فيما يبدو أنه بعث لفكرة "ناتو إقليمي" بوصفها الإطار الذي يمكن أن يجمع هذه الأطراف المختلفة.

ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة
ماذا ستكون مهمة هذا التجمع، إذا كان اجتماع المنامة قد توصل لمخرجات معينة؟ وهل في الأصل تم التوصل خلال الاجتماع الى تفاهمات حول قضايا محدّدة؟ ربما يبدو الأمر محاولة من الأمريكيين والإسرائيليين لبعث رسائل معينة للداخلين الإسرائيلي والأمريكي بوجود تأييد للحرب الإسرائيلية في غزة، في سياق طمأنتهما بأن الأمور تسير على ما يرام، أو تخفيض حدة الرفض لاستمرار هذه الحرب ومخاطر تداعياتها المستقبلية، وقد يكون الهدف محاولة لترميم صورة الولايات المتحدة الامريكية التي حطمتها الحرب بتأييدها المطلق لحكومة نتنياهو التي ارتكبت جرائم حرب غير مسبوقة، إذ تستفيد واشنطن من نشر مثل هذه الأخبار من التأكيد على أن العرب موافقين على ما تقوم به إسرائيل، وبالتالي لا يحق للأمريكيين ولا الإسرائيليين أن يكونوا ملكيين أكثر من العرب.

من المؤكد أن واشنطن وتل أبيب تبحثان عن مخرج للحرب في غزة، عبر ترتيبات تجريانها مع دول المنطقة، وليس سرا أنه يتم طرح فكرة مشاركة جيوش عربية في إدارة الأوضاع في غزة في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، الفكرة لم تلاق قبولا عربيا على جميع المستويات، وكان الرأي السائد أن الهدف من ذلك توريط العرب في مواجهة مع حماس التي لن تقبل خطة إلغائها من خريطة القوى الفلسطينية الفاعلة في المرحلة المقبلة، وهي لم تستسلم حتى تقرّر إسرائيل مصيرها، وما زالت تقاوم إسرائيل تحت الأرض وفوقها.

هذه الفكرة أصبحت من الماضي، ومن الصعب تصوّر أن العرب قد تمر عليهم الخدع الأمريكية والإسرائيلية ببساطة، حتى وإن كان هناك ميل لدى العديد من الأطراف العربية للتطبيع مع إسرائيل، ورغم كل ما حصل لا يوجد ما يوحي بأن الأطراف المطبعة قد تذهب إلى إلغاء التطبيع أو تجميده،من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا لكن هذه مسألة تحسبها بعض الأطراف العربية في سياق مساعيها لتشكيل نظام إقليمي جديد يؤمّن الاستقرار للمنطقة؛ بما يضمن نجاح مشاريعها الاقتصادية وتعزيز استقرار أنظمتها في مواجهة ديناميكيات صاعدة في المنطقة قد تؤثر بالفعل على مخططاتها وحساباتها السياسية والأمنية.

ولم تعد الفكرة لتشكيل تحالف عسكري في المنطقة لمواجهة إيران، إذ عدا عن أن الدول العربية تحاول تفكيك حالة العداء مع طهران وإقامة علاقات طبيعية، وخاصة بعد الاتفاق السعودي- الإيراني؛ فإن الثقة العربية بالأمريكيين تراجعت إلى حد بعيد، بالإضافة الى التوجهات السياسية الجديدة لدى العديد من الدول العربية التي تركز بالدرجة الأولى على إدارة الأوضاع الداخلية والتطلع الى تحقيق أدوار إقليمية من خلال توسيع بيكار علاقاتها الخارجية وزيادة مساحات تأثيرها؛ عبر استثمار ما تملكه من رؤوس أموال يحتاجها الاقتصاد العالمي في هذه المرحلة.

ربما، بل من المؤكد، أن العديد من الدول العربية تتمنى لو أن الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين تتلقى هزيمة ساحقة وتبتعد نهائيا عن مضمار السياسة، وخاصة وأنها في التقديرات العربية الخصم الأساسي للأنظمة الرسمية ومصدر التهديد الأكثر خطورة والبديل المحتمل لتولي السلطة، وهذا الأمر ينطبق على الموقف من حماس وغيرها من الفصائل الإسلامية، لكن بالمقابل فإن الخطط الأمريكية والإسرائيلية تذهب بعيدا الى حد الطلب من هذه الدول التشمير عن سواعدها والانخراط في الحرب الإسلاميين في فلسطين، وهو أمر ترى فيه الأنظمة العربية بمثابة خطر لما سيولده من ديناميكيات قد تؤدي بالفعل إلى هز الاستقرار في المنطقة، لذا لا ناتو ولا غيره من الأطر الشبيهة في المرحلة المقبلة.

x.com/ghazidahman1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة إسرائيل إسرائيل امريكا غزة العالم العربي تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة العدید من فی سیاق فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسبانيا مؤهلة لقيادة تحرك جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

تحدث السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة جامعة الدول العربية بالأمم المتحدة، عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والأوروبيين في مدريد، وهل إذا كان يعكس تحوّلًا في المزاج الأوروبي تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو إمكانية إسبانيا في قيادة حراك أوروبي جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

أحمد موسى: إسرائيل حولت غزة إلى سجن.. والمقاومة حق أصيل للفلسطينيينأحمد موسى: إسرائيل حولت غزة لسجن.. والشعب الفلسطيني مش هيسيب أرضه.. فيديوالإسرائيليين أصبحوا أشلاء.. القسام توجه ضربة موجعة لجيش الاحتلال شمال غزةالإغاثة الطبية: غزة بحاجة إلى 20 ألف شاحنة مساعدات

وقال في تصريحات ببرنامج "كل الأبعاد" الذي تقدمه الإعلامية هدير أبو زيد، عبر قناة "إكسترا نيوز"، إنّ إسبانيا تُعد من الدول المؤهلة لقيادة مثل هذا الحراك، إلى جانب دول مثل النرويج، فرنسا، السويد، وإيرلندا، وكلها دول قامت مؤخرًا بخطوة الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، ما يشير إلى تصاعد الزخم السياسي في هذا الاتجاه.

وتابع، أنّ المؤتمر الدولي المرتقب عقده منتصف يونيو في الأمم المتحدة قد يُفضي إلى زيادة عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى ما يتراوح بين 160 إلى 165 دولة، متجاوزًا الرقم الحالي البالغ 148 دولة، مشددًا على أن هذا المسار يُعزز شرعية القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

أشار إلى أن البعثة العربية تُكثف جهودها مع عدد من الدول المؤثرة، من بينها فرنسا، المملكة المتحدة، كندا، بالإضافة إلى دول في آسيا مثل أستراليا ونيوزيلندا، بهدف دفعها للاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، لافتًا أن مؤتمر مدريد يُشكّل انطلاقة نحو سلسلة من الإجراءات السياسية والدبلوماسية الحاسمة في المرحلة المقبلة.

طباعة شارك المسجد الأقصى القدس الاحتلال اخبار التوك شو إسبانيا

مقالات مشابهة

  • مقبرة بيزنطية مكتشفة في معرة النعمان تعيد إحياء الذاكرة التاريخية للمدينة
  • مسؤول سابق في الناتو: أوروبا لا تريد قمعا من الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان
  • مؤتمر في الجامعة العربية يحظر 20 شركة تنتهك أحكام المقاطعة العربية للاحتلال
  • رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسبانيا مؤهلة لقيادة تحرك جماعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • ترامب يرفض فكرة أن تكون الحرب خيار بوتين ونتنياهو الوحيد
  • مسؤول سابق في الناتو: الدول الأوروبية لا تريد من إسرائيل أن تقوم بقمع حقوق الإنسان
  • تونس تعيد فتح قنصليتها في بنغازي.. توازن مع مع مختلف الأطراف الليبية
  • تونس تعود إلى الشرق الليبي.. الهدف علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف
  • قيادي بحماس: نتواصل مع كل الأطراف لدراسة أي مقترحات لوقف الحرب
  • العربية للتنمية الزراعية تنظم ورشة عمل لتطوير التعداد الزراعي العربي