روسيا تعلن إحباط هجوم أوكراني بـ25 مسيّرة وتطرح فكرة جديدة للتفاوض
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أنها أسقطت 25 طائرة مسيرة أوكرانية خلال سلسلة هجمات نُفذت على أراضي عدة مقاطعات روسية، بينها موسكو.
ويأتي ذلك غداة تصعيد روسي غير مسبوق في العاصمة الأوكرانية كييف، وإطلاق روسيا لما وصفه مسؤولون أميركيون بأنه "مقترح جديد" بشأن الحرب.
وقالت الوزارة في بيان على قناتها في تليغرام إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 14 طائرة مسيرة فوق منطقة بريانسك، و8 طائرات فوق بيلغورود، فيما أسقطت 3 طائرات مسيرة أخرى فوق منطقة موسكو.
بدوره، أعلن رئيس بلدية موسكو أن الدفاعات الجوية أسقطت 3 طائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا صباح الخميس باتجاه العاصمة الروسية.
كما أعلنت هيئة الطيران المدني الروسية تعليق الرحلات مؤقتا من وإلى مطار مدينة كالوجا، التي تبعد نحو 200 كلم جنوب غرب موسكو.
اقتراح روسي "جديد" لوقف الحربوفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن نظيره الروسي سيرغي لافروف قدم له "فكرة جديدة" بشأن النزاع الأوكراني خلال لقائهما في ماليزيا على هامش قمة آسيان.
وقال روبيو في مؤتمر صحفي إن "لافروف لم يطرح مقاربة جديدة بل مفهوما جديدا سأنقله للرئيس ترامب"، معتبرا أن المقترح "قد يفتح مسارا"، لكنه لا يرقى بعد إلى خطة سلام.
وأضاف روبيو أن "الرئيس ترامب يشعر بخيبة أمل بسبب انعدام التقدم في إنهاء الحرب"، التي دخلت عامها الرابع منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022.
وتأتي هذه التطورات غداة هجوم روسي واسع على كييف، أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 22 آخرين، وفق ما أعلنت خدمة الإسعاف الأوكرانية.
وذكرت السلطات أن الهجوم استهدف 6 أحياء وألحق أضرارا بمبان سكنية وسيارات ومستودعات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، إن الهجمات جاءت ضمن أوسع حملة جوية منذ بدء الغزو، مؤكدا أنه تم اعتراض 382 صاروخا ومسيرة روسية من أصل 415.
إعلانمن جهته، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بما وصفه بـ"الإرهاب البحت"، ودعا الغرب إلى تسريع وتيرة العقوبات على روسيا لفرض وقف لإطلاق النار فورا.
وأعلنت الأمم المتحدة أن شهر يونيو/حزيران شهد أعلى حصيلة من القتلى المدنيين منذ 3 سنوات، حيث قتل 232 مدنيا وجُرح 1343 نتيجة القصف الروسي.
من جهة أخرى، أعلنت سلطات روسية محلية عن مقتل مدنيين في بيلغورود وكورسك جراء هجمات مسيّرات أوكرانية اليوم الخميس، بالتزامن مع الضربات الروسية على أوكرانيا.
وقف الحربوشارك كل من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اجتماع افتراضي حول أوكرانيا، بمشاركة زيلينسكي ورئيسة الحكومة الإيطالية جورجا ميلوني والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.
ودعا ستارمر وماكرون إلى زيادة وتيرة العقوبات على روسيا، حيث قال ستارمر إنه يتعيّن "علينا إجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات"، فيما أشار ماكرون إلى أن هناك حاجة لـ"شيء جديد لتشديد الضغط على روسيا".
وعلى الرغم من التحركات الدبلوماسية، لم تُعلَن بعد أي جولة جديدة من المحادثات بين موسكو وكييف، وسط اتهامات متبادلة بالمماطلة.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بلاده لا تعتبر أن التفاوض متعثر، لكنها "تنتظر إشارات من كييف". وأكد أن العمليات العسكرية ستتواصل "ما دامت روسيا ترى أن تحقيق أهدافها غير ممكن عبر الدبلوماسية فقط".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يلوح بإعلان مهم بشأن روسيا وسط تصاعد التوتر حول الحرب في أوكرانيا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، أنه سيُصدر "إعلانا مهما" يتعلق بروسيا يوم الإثنين المقبل، دون أن يكشف عن فحوى هذا الإعلان أو مضمونه، ما أثار حالة من الترقب والجدل بشأن موقفه من الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
وفي مقابلة مقتضبة مع شبكة "إن. بي. سي نيوز"، قال ترامب: "أعتقد أنني سأصدر إعلانا مهما بشأن روسيا يوم الإثنين"، رافضًا الرد على أي أسئلة إضافية بشأن تفاصيل هذا الإعلان أو دوافعه. وقد أثارت هذه التصريحات الغامضة موجة من التكهنات في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية والدولية، خصوصًا أنها تأتي في وقت يشهد تصاعدًا ملحوظًا في التوتر بين موسكو وواشنطن.
ويأتي تصريح ترامب بعد أيام من تصريحات أعرب فيها عن "استيائه" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب استمرار العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وهو موقف يُعتبر نادرًا نسبيًا من ترامب تجاه الكرملين، بعد أن طالما وُجهت له انتقادات خلال ولايته الرئاسية السابقة بسبب ما اعتُبر تساهلًا أو انحيازًا تجاه روسيا.
ورغم هذا، لا يزال ترامب يكرر خلال حملته الانتخابية الحالية تعهدًا مثيرًا للجدل، مفاده أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية "خلال 24 ساعة" في حال فوزه بالانتخابات وعودته إلى البيت الأبيض، لكنه لم يقدم حتى الآن أي خطة ملموسة أو تصور دبلوماسي يشرح الكيفية التي ينوي اتباعها لتحقيق هذا الهدف.
وتُعد الحرب في أوكرانيا واحدة من أبرز ملفات السياسة الخارجية وأكثرها حساسية في المشهد الأمريكي والدولي، إذ تواصل إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تقديم دعم واسع النطاق لأوكرانيا، عسكريًا وماليًا وسياسيًا، في وجه الهجوم الروسي المستمر منذ فبراير 2022.
وأدت هذه الحرب إلى دمار هائل في البنية التحتية الأوكرانية، وسقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فضلًا عن تهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وتسببت أيضًا في توتر حاد في العلاقات بين روسيا من جهة، والغرب بقيادة واشنطن من جهة أخرى، في ظل تبادل العقوبات والاتهامات المتصاعدة.
ولا يُعرف بعد ما إذا كان "الإعلان المهم" الذي لوّح به ترامب سيحمل تحولًا في موقفه التقليدي تجاه روسيا، أو ما إذا كان يستهدف إطلاق مبادرة سلام أو تحذيرًا جديدًا، أو ربما إعلانًا يخص برنامجه الانتخابي أو تغييرات محتملة في فريقه المعني بالسياسة الخارجية.