صحيح ان زيارة أمين سر الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين الى بيروت هي بشكل اساسي زيارة رعويّة، هدفُها ترؤُّس قدّاسَ "منظّمة مالطا لبنان" السنوي بمناسبة اليوم الوطني للمنظّمة، الا ان ابعاد الزيارة وما يتخللها من لقاءات، يجعلها محط متابعة عن كثب، وبخاصة مع الجهود الدولية المتعاظمة للتصدي لحرب اسرائيلية موسعة على لبنان تحوّل المنطقة برمتها حمام دماء، كما مع فشل كل المبادرات الداخلية والخارجية لتحريك الملف الرئاسي.
وكتبت بولا مراد في" الديار": اهتمام الفاتيكان بالوضع اللبناني ليس جديدا، كما ان حراك السفير البابوي في الاشهر الماضية باتجاه القيادات اللبنانية وخاصة المسيحية منها، والذي يفضل ان يبقى بعيدا عن الاضواء، اتى للتنبيه والتحذير مما هو مقبل، وبمحاولة لحث الزعماء المسيحيين على عدم نقل الخلافات السياسية الى داخل المجتمع المسيحي، وبخاصة ان تلاقي معظم القيادات (سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميل) قبل اكثر من عام على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، شكّل خرقا كبيرا يُبنى عليه، ليس فقط في الملف الرئاسي انما في التعامل مع ملفات استراتيجية وكبرى.
ولم يعد خافيا ان ما يقلق الفاتيكان كما القيادات المسيحية في لبنان ٣ ملفات اساسية هي:
- اولا: الحرب المحتدمة جنوبا والتي قد تتوسع بأي لحظة. فهذه الحرب التي اعلن صراحة ومنذ البداية الزعماء المسيحيون رفضها، اكدت مرة جديدة انه حين يتعلق الامر بقرار الحرب والسلم، فلا كلمة هنا لا للمسيحيين ولا للقوى السنية، انما حصرا لحزب الله.
- ثانيا: رئاسة الجمهورية والتي يتأكد مع مرور الايام انها دخلت في غيبوبة، لن تخرج منها قريبا او اقله قبل انتهاء الحرب في غزة وجنوب لبنان وصياغة تسوية كبرى للمنطقة. ولعل الخشية الكبرى اليوم هي من ان يطول أمد الشغور الرئاسي، ما يؤدي عمليا الى استمرار باقي القوى بالامساك بالسلطة بغياب القوى المسيحية، وبخاصة ان الاخيرة ظنت انها وباخراج نفسها تضغط لانتخاب رئيس فكانت النتيجة لا رئيس، وتولي باقي القوى حُكم البلد لاشهر طويلة قد تتحول سنوات.
ثالثا: ملف النزوح السوري، الذي يشكل خطرا ذا نوع استراتيجي وبخاصة للمسيحيين، باعتباره يهدد الواقع الديموغرافي الحالي الذي اصلا ليس لمصلحة المسيحيين. وقد استدركت الكثير من القوى المسيحية هذا الخطر متأخرة، حتى رفعها الصوت عاليا مؤخرا ذهب ادراج الريح، بغياب قرار دولي كبير لاعادة النازحين الى بلدهم. ويُفترض ان تطالب القيادات المسيحية الفاتيكان بالمساعدة بحل هذا الملف، وبخاصة من خلال علاقته المتينة بواشنطن.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
برنامج لإعداد القيادات التنفيذية بمحافظة مسقط
انطلق اليوم برنامج إعداد القيادات التنفيذية، الذي تنظمه محافظة مسقط بالتعاون مع جدارات للتطوير، ويستمر حتى الخميس المقبل.
ويتولى تدريب البرنامج نخبة من الخبراء في مجال القيادة والتطوير المؤسسي، وهم الدكتور بخيت الشبلي، ويعقوب الخزيمي، وراشد الحمداني. ويشارك في البرنامج 25 موظفًا من مختلف تقسيمات المحافظة. ويهدف البرنامج إلى تمكين القيادات بكفاءات القرن الحادي والعشرين ومهارات إدارة التغيير، ويرسخ الإجادة المؤسسية وتحسين الأداء الفردي للقيادات.
ويشمل البرنامج محاور رئيسية، منها: القيادة المؤسسية، وبناء وإدارة فرق العمل، ومهارات القيادة الفاعلة، وإدارة التغيير والابتكار المؤسسي، والتحول الرقمي، وتحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، والتخطيط ومؤشرات الأداء.
ومن المتوقع أن يسهم البرنامج في تعزيز مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار، ورفع مستوى التواصل بين الفرق والأقسام، وإعداد خطط عمل شخصية لتطبيق المهارات المكتسبة، وبناء مؤشرات متابعة وتقييم الأداء.
ويستهدف البرنامج تحسين إنتاجية الفرق، تعزيز ثقافة التعاون والابتكار، وتنمية روح القيادة لدى المشاركين، بما يحقق القيمة التنافسية للمؤسسة ويواكب التحديات المستقبلية.