بنك السودان المركزي: تعرض 121 فرعا من البنوك والصرافات بالخرطوم للنهب الكامل
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
كشف مسؤول في بنك السودان المركزي عن تعرض 121 فرعا من البنوك والصرافات بالعاصمة الخرطوم للنهب الكامل وتدمير مبانيها ونهب المعدات والأثاث، وعدد من السيارات ووسائل العمل المختلفة.
وقال المسؤول لـ"سودان تربيون" "دمرت بشكل كامل نحو 367 ماكينة صراف آلي في مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان"، موضحا أن عددا من الجهات الحكومية المختصة لم يحددها "أجرت مسحا لمواقع الماكينات باستخدام تطبيق خرائط غوغل".
وأقر المصدر بوجود "شح كبير في السيولة وسط خطط لطباعة الأوراق النقدية في الخارج، وهو الأمر الذي لم يحسمه المسؤولون في مدينة بورتسودان بعد".
وأشار إلى أن "بنك السودان المركزي يبذل جهدا جبارا لتوفير السيولة النقدية للمواطنين بعد سرقة وإتلاف مبالغ ضخمة من العملة".
من جانبه، قال مدير إحدى الإدارات بالبنك المركزي سابقا، والخبير الاقتصادي والمصرفي، محمد عصمت، لـ"سودان تربيون" إن "تقدير حجم الكتلة النقدية التالفة خلال أشهر الحرب ليس سهلا".
وأضاف: "تقديرها صعب، دعك من تحديدها بدقة، وهو مطلوب أساسي من متطلبات طباعة العملة لمقابلة عملية الإحلال وذلك بسبب الحرب والخراب الذي طال المؤسسات المصرفية في مبانيها ونظمها المصرفية وهو خراب شمل كل رئاسات البنوك في ولاية الخرطوم وعدد كبير من فروعها في ولايات السودان".
وأكد أن "الحال ينطبق كذلك على خسائر الجهاز المصرفي فهي أيضا يصعب تقديرها في ظل الظروف الحالية، لكنها تشكل نسبة كبيرة من الرصيد الرأسمالي السوداني والمقدر قيمته في العام 2019 بأكثر من 500 مليار دولار".
في حين ذكر أن "هناك تقديرات غير مؤكدة تشير إلى تدمير نحو 15% من هذا الرصيد الرأسمالي، أي 75 مليار دولار"، مؤكدا أنه لا شك أن خسائر الجهاز المصرفي تشكل نسبة تقديرية من إجمالي هذه الخسائر المادية".
وأشار إلى خسارة أخرى قال إنها "لا تقدر بثمن، وهي فقدان ثقة المودعين والمواطنين، باعتبارها أهم عوامل النجاح المصرفي".
وقبيل انعقاد مؤتمر باريس حول السودان، في أبريل الماضي، قال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري، إن السودان "خسر 25 بالمئة من ناتجه المحلي الإجمالي خلال عام واحد من الحرب".
وأوضح بحسب منصة أخبار الأمم المتحدة، أن "الدول لا تخسر 25 بالمئة من إنتاجها في عام واحد إلا إذا كان الوضع هناك مدمرا".
ومنذ 15 أبريل 2023، تتواصل اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
المصدر: "سودان تربيون"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش السوداني الخرطوم قوات الدعم السريع مؤشرات اقتصادية الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
البرهان يُعين “امرأة” لأول مرة محافظًا لبنك السودان المركزي
البرهان يُعين “امرأة” لأول مرة محافظًا لبنك السودان المركزي..
“آمنة ميرغني” .. وتمضي المسيرة!!
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
للمرة الأولى تتقلد امرأة منصب رأس البنك المركزي، في خطوة لها دلالات عميقة وإن كان ذلك التعيين يأتي في ظل ظروف بالغة التعقيد تمر بها البلاد.
وأمس القريب، أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي قراراً بتعيين آمنة ميرغني حسن محافظاً لبنك السودان.
وبرزت المعينة حديثًا كأحد أبرز الكفاءات المصرفية بالبلاد، إذ تمتلك خبرة وسيرة ذاتية فخيمة في مجالها المُزين بمحطات عديدة طافت عليها جعلتها تكون أول امرأة تعين في هذا المنصب.
لمحات
تخرجت المحافظ الجديد في كلية الاقتصاد جامعة الخرطوم قسم إدارة الأعمال 1985، كما نالت درجة الماجستير في مجال المحاسبة والتمويل من جامعة الجزيرة 1997، ثم تم تعيينها بمركز البحوث والاستشارات الصناعية 1985، فيما التحقت بالبنك المركزي 1986، وعملت في معظم إداراته.
كما برزت كمدير عام إدارة الأسواق المالية حتى العام 2023، فيما توجهت ووصلت قمة العطاء إبان تقلدها منصب مدير عام مطابع العملة حتى 2022، وشغلت كذلك موقع مساعد مدير عام بمصرف الساحل والصحراء.
ووجد تعيين آمنة ارتياحا عاما من المصارف السودانية إذ تتمتع بعلاقة متميزة مع اتحاد المصارف السودانى من واقع اللجان المشتركة، والمحافظ وهي كذلك علي علم تام بموظفي البنك المركزي من خلال توليها ادارة الموارد البشرية لفترة خلال عملها بالبنك..
ويعد تعيين “آمنة” في هذا الموقع المرموق انتصارا للمرأة، حيث شهدت الأشهر الأخيرة التي شهدت تعيين أول نائب عام مولانا انتصار، وكذلك تعيين الوزير الأول بمجلس الوزراء د. لمياء عبد الغفار.
وتخوض القادمة الجديدة تجربة قيادة مؤسسة كبيرة في توقيت سيجعلها تحت مجهر الإعلام وأعين الرأي العام الشعبي، خاصة مع تفاقم الأزمات الاقتصادية وتدهور أسعار العملات الأجنبية.
التطور
ويقول الكاتب الصحفي والإعلامي المصرفي محمد خير عوض الله إنّ تعيين آمنة ميرغني حسن التوم محافظاً لبنك السودان المركزي يعد انتصاراً طبيعياً لحركة التطور في السودان، رغم الظرف السياسي والأمني والعسكري الذي يمر به.
تابع: فقد عرف السودان قيمة المرأة، ومنحها المكانة اللائقة بها، منذ بزوغ فجر الحركة الوطنية، بل قبل ذلك، حين نهض المجتمع من تلقاء نفسه يؤسس لتعليم المرأة منذ وقت مبكر جداً.
وأكمل خير قائلاً: شغلت المرأة في السودان مواقع قيادية متقدمة، نائب رئيس البرلمان، ووزيرة، وسفيرة، وحاكم إقليم (والية)، ومدير عام، فضلاً عن كل الوظائف ما دون ذلك.
ويسترجع الإعلامي المصرفي الذاكرة للخلف قليلاً ويقول: إنه بالأمس القريب تم تعيين امرأة في منصب النائب العام وهو بمثابة محامي دولة السودان، ومسؤولة عن كل مداخل تحقيق العدالة في هذا الوطن الكبير، وهو منصب كبير وخطير تتولاه امرأة لأول مرة في تاريخ السودان.
واعتبر محدّثي بتعيين امرأة محافظاً لبنك السودان المركزي، لتكون المسؤولة عن كل البنوك وكل النظام المصرفي في السودان، ومسؤولة عن السياسات النقدية وإنفاذها، والرقابة وما يتصل بالصادرات واحتياطيات النقد من الذهب، وغيرها، اعتبر أن ذلك يؤكد أن ذلك تطور طبيعي لجهد مشكور مبرور بدأ منذ عقود على يد رائدات النهضة النسائية في بلد مارس التطور التشريعي والقانوني والسياسي والإداري، قبل معظم الدول من حوله في الإقليم، لكن تخنقه أحابيل السياسة، وترف التعاطي والصراع السياسي.
ويرى محمد خير بأن السيرة الذاتية للسيدة آمنة ميرغني، تجعلنا نتفاءل في أن تنتصر للسودان وشعبه عامة، وللمرأة خاصة، لتتواصل مسيرة التطور الطبيعي في ترقية المرأة ومنحها مكتسباتها كاملة بما يعزز الاستقرار فهي نصف المجتمع، وبتأثيرها تمثل كل المجتمع.