في مواجهة احتفال المليشيا الحوثية بما تسميه "يوم الولاية"، نظم سياسيون وإعلاميون ومواطنون من مختلف الأطياف الاجتماعية في اليمن حملة لرفض هذه الفكرة التي أسقطتها ثورة 26 سبتمبر 1962 بإبادة نظام الأئمة وتأسيس نظام الحكم الجمهوري القائم على الانتخابات والممارسة الديمقراطية لاختيار الحكام وممثلي الدولة.

وتواكب هذه الحملة مبالغة المليشيا الحوثية في الاحتفال بهذه المناسبة الطائفية هذا العام وإجبار المواطنين في مناطق سيطرتها على حضور الاحتفالات في كل منطقة، إضافة إلى إجبار مشايخ القبائل ووجهاء المجتمع على حشد الحضور إلى أماكن الاحتفال.

كما أجبرت المواطنين في بعض المناطق على إشعال النار فوق منازلهم وعلى المرتفعات الجبلية عشية يوم الـ18 من ذي الحجة، في ممارسة تذكّر اليمنيين بعادة "التناصير" التي كان يفرضها عليهم الأئمة الهاشميون بهذه المناسبة ومناسبات طائفية أخرى، بعد أن كانت هذه العادة قد اقتصرت على عيدي الفطر والأضحى عقب ثورة 26 سبتمبر، إضافة إلى إحياء عشية عيد الثورة بالتناصير شعبيا وبإيقاد الشعلة رسمياً. 

رسمياً أيضا، أشاد وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة الشرعية، معمر الإرياني، بحملة "يوم الخرافة" هذا العام، والتي أوضحت حجم الإجماع الشعبي الرافض لإحياء مليشيا الحوثي ما تسميه "يوم الولاية" كونها تعتبر نقيضاً حقيقياً للدولة وهدماً لثوابتها، وإقصاءً للدستور اليمني وأحكامه، وتعطيلاً للقوانين النافذة، وامتداداً للدماء المسفوكة على عتبات الطائفية الكهنوتية التي قتلت اليمنيين في مراحل تاريخية مختلفة، مثلما تقتلهم اليوم منذ 9 أعوام.

وأوضح الإرياني، في تصريح صحفي، أن مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، تنفق مئات المليارات من الريالات من إيرادات الدولة المنهوبة لإحياء ما تسميه "يوم الولاية" أو "غدير خُم"، بدلا من توجيهها لصرف مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها، تاركة ملايين المواطنين يتضورون جوعاً وفقراً. 

وأشار الإرياني إلى أن مليشيا الحوثي تسخر إمكانيات ومقدرات الدولة المغتصبة والخزينة العامة والايرادات المنهوبة في العاصمة المختطفة صنعاء وباقي المناطق الخاضعة لسيطرتها، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية المقدمة من منظمات الإغاثة، للحشد والتعبئة لإحياء طقوسها الطائفية المستورد من إيران، وإطلاق الألعاب النارية، دون أي اكتراث بفداحة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والمعيشية.

وحذّر وزير الإعلام من سعي المليشيا الحوثية من خلال هذه الفعاليات لتكريس مشروعها الطائفي وفرض أفكارها وطقوسها الدخيلة على اليمنيين بقوة السلاح، واستغلال حالة الفقر والجوع التي كرستها عبر سياساتها الممنهجة، لتغيير هوية الدولة والمجتمع وتحويل الجغرافيا اليمنية إلى قاعدة لتصدير الفوضى والإرهاب للمنطقة وتهديد المصالح الدولية، وتنفيذ الأجندة الإيرانية. كما دعا إلى مزيد من التفاعل والتضامن الشعبي للدفاع عن الهوية اليمنية والعربية الأصيلة في مواجهة محاولات تزييفها، والتصدي لمساعي مليشيا الحوثي في احتكار السلطة واختطافها، والانقضاض على الشعب وحريته وكرامته، وتكريس العنصرية والكهنوت في أقبح وأبشع نموذج عرفته البشرية.

وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت عشية الاثنين الماضي 18 ذي الحجة الموافق 23 يونيو الجاري، بمئات الآلاف من المنشورات والتدوينات رفضاً لمبدأ "الولاية" الذي تحاول المليشيا الحوثية تكريسه كبديل عن صندوق الاقتراع لتزييف شرعية باطلة لانقلابها على السلطة الشرعية وتعطيل مؤسسات الدولة الجمهورية.

ويرى مراقبون أن هذه الحملة تحت وسم "يوم الخرافة" هي أنسب ردّ على التزييف الحوثي لإرادة الشعب اليمني في الوقت الحالي، خاصة أن حملة هذا العام أثارت حفيظة الكثير من القيادات الحوثية السلالية وجعلتهم يعبرون عن أفكارهم الحقيقية تجاه اليمن واليمنيين.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الملیشیا الحوثیة ملیشیا الحوثی

إقرأ أيضاً:

العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي

شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد محمد العليمي، على ضرورة تركيز الجهود على المعركة الأساسية ضد المليشيات الحوثية الإرهابية والتنظيمات المتعاونة معها، محذرا من مخاطر أي تصعيد إضافي يفاقم المعاناة الإنسانية ويعمق الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وخلال اتصالين هاتفيين بمحافظي حضرموت والمهرة، سالم الخنبشي ومحمد علي ياسر، نبه العليمي إلى أن استمرار التوترات قد يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء، مؤكدا أن الأولوية يجب أن تبقى لمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني، وتحقيق تطلعات اليمنيين في السلام والتنمية.

وفي سياق متصل، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى انسحاب جميع القوات الوافدة من خارج محافظتي حضرموت والمهرة، وتمكين السلطات المحلية من إدارة شؤونها الأمنية والخدمية، بما يضمن استعادة الهدوء وتهيئة الظروف لعمل مؤسسات الدولة.

وحث العليمي أبناء المحافظتين، بمختلف مكوناتهم السياسية والقبلية والاجتماعية، على الالتفاف حول جهود الدولة، ودعم السلطات المحلية للقيام بواجباتها تجاه المواطنين، مشيرا إلى أن التصعيد الأمني والعسكري الأخير بدأ ينعكس على الوضع الاقتصادي، حيث ظهرت أولى مؤشراته في تعليق صندوق النقد الدولي لأنشطته الحيوية في اليمن.

مقالات مشابهة

  • الكشري المصري على مائدة التراث الإنساني .. كيف تحوّل طبق شعبي إلى أيقونة ثقافية عالمية؟
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان للاتفاقات الإبراهيمية
  • اللواء 444: الإطاحة بآمر مليشيا في غريان
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • بلغاريا تغلي: احتجاجات واسعة ضد الفساد وغضب شعبي ينصبّ على النائب بيفسكي
  • «نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».. إصدار جديد للدكتور علي غانم الشيباني