في محبة مُدرِّستي «الثمينة» وكراهية العنصرية والتنمر
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
من جميلات مدرسة شبرا الخيمة الثانوية بنات ـ وهن كثيرات ـ أبلة نادية المنياوى، مدرسة التاريخ، تلك العظيمة التى لا أستطيع أن أتذكرها إلا وأرى مصر الجميلة فى وجهها الصبوح، مصر التى كانت تعبّر عنها تلك الطبقة المتوسطة فى أعلى درجاتها، المثقفة، التى تبدو من فرط اهتمامها بسلوكها وملابسها وكأنها الأرقى!
سيدة الأناقة والبساطة، التى تترك شعرها القصير ينسدل فى نعومة على وجهها المستدير ليبرز سواد الليل جمال اكتمال البدر، ويبدو حذاؤها قصير الكعب وكأنه حذاء "باليرينا" يحمل فراشة منطلقة رغم أنها لا علاقة لها بالوزن المثالى من قريب أو بعيد، فراشة ثوبها الهفهاف بألوان البهجة، فى صوتها حسم ودعوة إلى التفوق، وفى كلماتها تشجيع دون طبطبة، تجعلنى أقرأ، ويرن صوتها بالثناء كموسيقى تنعش قلبى، ابتسم فى سعادة وأجوِّد أكثر فى قراءتى، وكأنها تدعونا إلى أن نكون على قدر حلمنا، فنزيد اجتهادنا، كانت ببساطة متناهية تضعنا على الطريق بوعى، وإخلاص، وصدق، وكأنها تقرأ كتابا مفتوحا عن مستقبل كل واحدة منا فتمنحنا تلك الدفعة والثقة.
من يجرؤ أن يقول إن الجميلة كانت بدينة وإن كانت بمعايير الطب كذلك، فكيف للفراشات الناشطات اللاتى يملأن المدرسة حضورا أن يوضعن فى مرتبة أقل من أهل الرشاقة؟ وبماذا تصنف وزارة التربية والتعليم من تحفز للتحدى وتدعو لتنمية الموهبة وتجعل طالباتها من عاشقات التاريخ، الوزارة التى أخرجت من حساباتها صاحبات الوزن غير المثالى واستبعدتهم من التعيين يبدو أنها تناست أنه ليس بوزن مدرسينا يمكن خلق حالة الارتباط والعشق للمدرسة والدرس، فغرس هذا الحب ليس سهلا، فما زلت أذكر صديقة كرهت الرياضيات ورسبت فيها بسبب كراهيتها للمدرس، وأخرى كانت لا تفقه شيئا فى الكيمياء وأصرت على الدخول فى القسم العلمى بسبب مدرس الجغرافيا، هل البدانة هى من خلقت الكراهية أم السلوك الذى ربما لا تكشف عنه عشرات الاختبارات؟ هل من يخرجون عن الخلق فى تعاملاتهم وسلوكهم أو يقصرون فى منح الطالب حقه داخل الفصل من الشرح، والمتابعة، هم الأكثر وزنا، أو الأقل وزنا؟! الحقيقة أن مُدرِّسة الألعاب فى مدرستى، كانت من صاحبات الوزن الزائد، ولم أكن أشعر بذلك وهى تقف النهار بطوله ما بين حصص التدريبات وتنظيم الفصول ومتابعة كل ما يحدث من تحركات فى حوش المدرسة، بينما مدرسة أخرى فى غاية الجمال والرشاقة كنا ننبهر بحذائها وملابسها لم نكن نفهم منها شيئا، ولم تترك فينا أثرا اللهم إلا تلك الحقيبة السامسونيت المربعة التى كانت تفتحها لتنظر فى المرآة بداخلها وتضبط زينتها.
بل إننى على كثرة سيدات الفن الجميلات الممتلئات أذكر منهن الفنانة ليلى علوى والهام شاهين وهالة صدقى وغيرهن ومن منا لم ير أم السينما المصرية فى الماضى فردوس محمد وضحكة السينما زينات صدقى، وارستقراطية الأداء ميمى شكيب، كلهن نجمات فوق الوزن.
لقد أعلن الاتحاد العالمي للسمنة أن أكثر من نصف سكان العالم سيصنفون على أنهم مصابون بالسمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2035.
بينما يعانى 75% من المصريين من زيادة الوزن والنسبة بين النساء ضعف عدد الرجال وفقا للأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة فى 2018.
فكيف يمكن أن نقف فى وجه الموهوبين والعباقرة ونمنعهم من أن يلعبوا دورهم فى الحياة ونضيق عليهم لقمة العيش ونسد السبل، لو كان صلاح جاهين هذا العبقرى البدين حيا أتراه يكتب فى ذلك قصائد ويملأ الصحف بكاريكاتيره الساخر؟! ولو كان ثروت أباظة بين ظهورنا أكان يمكن أن يمسك عن الإبداع اعتراضا، أو يقف صارخا فى مجلس النواب، وتُرى ماذا كان مصطفى وعلى أمين سيكتبان فى صحيفتهما عن قرار وزارة التربية والتعليم.. إنهم من أصحاب الأوزان الثقيلة والعقول الأكثر ثقلا وألمعية.. فهل نعيد تقييم هذا الموقف الذى يسحق انسانيتنا ويضع على جباه المسئولين وصمة العنصرية والتنمر وإهدار حقوق الإنسان، هل نفعل؟!
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بحث جديد يكشف عن الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن مثل أوزيمبيك.. تفاصيل
سلط بحث حديث الضوء على تأثير جانبي جديد و"غير عادي" لأدوية إنقاص الوزن مثل Ozempic وهذا يمكن أن يتداخل مع فحوصات التصوير الطبي الحرجة، أثارت هذه النتيجة مخاوف بين المتخصصين في الرعاية الصحية فيما يتعلق بالآثار المترتبة على تشخيص المرضى وعلاجهم.
ارتفعت شعبية أدوية GLP-1 (الببتيد الشبيه بالجلوكاجون)، المصممة في الأصل لإدارة مرض السكري من النوع 2، بسبب قدراتها على إنقاص الوزن. في الولايات المتحدة، أبلغ ما يقرب من 12٪ من البالغين عن استخدام دواء GLP-1 مثل Ozempic. بين عامي 2019 و2023، زاد استخدام هذه الأدوية بنسبة مذهلة بنسبة 700٪، مما يشير إلى اتجاه كبير في استراتيجيات إدارة الوزن.
تكشف أحدث النتائج، التي قدمها باحثون من التحالف الطبي في المؤتمر السنوي الثامن والثلاثين للجمعية الأوروبية للطب النووي، أن أدوية GLP-1 قد تشوه نتائج التصوير المقطعي المحوسب بالإصدار البوزيتروني (PET-CT).
هذه الفحوصات ضرورية لتشخيص الحالات الخطيرة، بما في ذلك السرطان.
وحددت الدراسة أنماطا غير طبيعية من امتصاص FDG (فلوروديوكسي جلوكوز) في المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية، مما يؤدي إلى سوء تفسيرات محتملة لنتائج المسح الضوئي.
وصرح دكتور بيتر ستروهال، المدير الطبي في التحالف الطبي والمؤلف الرئيسي للدراسة، أثناء حديثه إلى نيويورك بوست: "لاحظنا امتصاصا غير عادي في أحد مرضانا على ناهض GLP-1، مما دفع إلى مراجعة أوسع عبر شبكتنا. وجدنا أن هذه الأنماط المتغيرة شائعة بشكل متزايد، ومع ذلك لا يوجد حاليا توجيه وطني أو دولي في المملكة المتحدة لمعالجة هذه القضية الناشئة."
الآثار المترتبة على هذه النتائج مثيرة للقلق. قد يؤدي سوء قراءة أنماط امتصاص FDG إلى اختبارات غير ضرورية، وتدريج السرطان غير الصحيح، وتأخير علاج المرضى. يؤكد الخبراء على أهمية التعرف على الامتصاص المميز المرتبط بأدوية GLP-1 لتجنب القلق والتدخلات غير الضرورية. وأضاف ستروهال: "إن التعرف على هذه الأنماط يضمن حصول المرضى على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب، دون الالتفافات أو الشك".
في حين أن الباحثين لا يوصون بالتوقف عن استخدام أدوية GLP-1 قبل الخضوع لفحوصات PET-CT، إلا أنهم ينصحون المتخصصين في التصوير بتوثيق تاريخ أدوية المرضى بدقة. ستساعد هذه الممارسة في التفسير الصحيح لنتائج المسح الضوئي أثناء وضع المبادئ التوجيهية الرسمية.
يهدف فريق البحث إلى توسيع نطاق جمع البيانات عبر المزيد من مراكز التصوير لتعزيز الأدلة على المبادئ التوجيهية الوطنية المستقبلية. كما يخططون للتعاون دوليا لضمان تفسيرات PET-CT متسقة وموثوقة للمرضى في جميع أنحاء العالم. مع استمرار نمو الطلب على أدوية GLP-1، يصبح فهم آثارها على التصوير الطبي أمرا بالغ الأهمية بشكل متزايد لسلامة المرضى.
المصدر:timesnownews