معتصم أقرع: هكذا تموت الإمبراطوريات
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
كانت التوقعات منخفضة بشأن المناظرة الرئاسية الأمريكية، لكنها كانت بالأمس أسوأ من أدنى التوقعات.
لم يتمكن النظام السياسي الأمريكي من إنتاج مرشحين باستثناء ترمب البالغ من العمر ثمانية وسبعين عامًا وبايدن البالغ من العمر واحدًا وثمانين عامًا.
لقد تراجع بايدن عقليا إلى درجة أنه لا يستطيع الذهاب بمفرده إلى المركز التجاري لشراء الحليب لكن مؤسسة الحزب الديمقراطي أصرت على ترشيحه للرئاسة وبالتالي تركه متحكما في مصير الإنسانية بحكم سيطرته على الأسلحة النووية، بجانب سيطرته على تأثير أمريكا الهائل على الاقتصاد العالمي وانهيار المناخ.
ومن ناحية أخرى، فإن ترمب هو مجرم مدان و نرجسي يتحدث لغة مراهقة ويتصرف بطريقة غير منتظمة بشكل خطير ولا يمكن التنبؤ بما سيفعل بالعالم.
ستكون رئاسة بايدن أفضل للشؤون الداخلية وحقوق الأقليات داخل الولايات المتحدة وقضايا المناخ، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن خطر الحرب النووية التي ستقتل معظمنا يكون أعلى مع رئاسة ثانية لبايدن.
في الأصل لم يكن الحزب الديمقراطي يريد مناظرة مع ترمب لأن قادته يعرفون أن بايدن كبير في السن وفي حالة تدهور عقلي.
لكن، خاصة بعد حرب الأراضي المقدسة، انهارت شعبية بايدن في استطلاعات الرأي، وأصبح من الواضح أن ترمب متفوق، ليس لأن موقفه تجاه الشرق الأوسط أفضل، بل لأن شريحة هامة من ناخبي بايدن التقليديين يتخلون عنه.
وهكذا، عندما رأى الديمقراطيون أن ترمب يتقدم في استطلاعات الرأي، وافقوا على إجراء مناظرة على أمل أن يؤدي بايدن أداءً جيدًا، ويثبت أنه ليس كبيرًا في السن، ويعكس الموجة الرافعة لترمب.
كان هذا هو الأمل، لكن أداء بايدن في المناظرة كان كارثيًا بدرجة قف بسبب التدهور العقلي والشيخوخة، لدرجة أن جميع وسائل الإعلام والمعلقين المؤيدين للحزب الديمقراطي تقريبًا أصيبوا بالذعر وطالبوا باستبدال بايدن بمرشح قد يكون قادرًا على التغلب على ترمب.
كان النقاش مثيرًا للشفقة بين رجل شبه خرف وكاذب طفولي نرجسي.
بينما يغلي العالم بسبب الحرارة الناتجة عن انهيار المناخ، والاقتصاد العالمي في حالة من الفوضى، ويلوح في الأفق شبح حرب نووية، اتهم الرئيس الأمريكي الحالي الرئيس السابق بالنوم مع نجمة بورنو بينما كانت زوجته حامل.
ورد الرئيس السابق الجميل بادعائه أن حزب الرئيس الحالي يؤيد الإجهاض في الشهر التاسع من الحمل والإجهاض بعد ولادة الطفل. يا إلهي، كم من سياسي سوداني يسعدني إجهاضه بعد سنوات من ولادته علي سنة ترمب.
وفي الوقت نفسه، تستمر روسيا في التقدم في أوكرانيا، وتنمو القوة الاقتصادية والتكنولوجية للصين بسرعة فائقة، ويتحول مركز الاقتصاد العالمي إلى آسيا ومجموعة البريكس.
هكذا تموت الإمبراطوريات وتظهر إمبراطوريات جديدة.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي في منتدى أسوان: إفريقيا قادرة على استعادة مصداقية النظام العالمي
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مُسجلة، بمناسبة انعقاد النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المُستدامين، تحت عنوان "عالم في تغير، وقارة في حراك: مسيرة تقدم أفريقيا في ظل التحولات العالمية".
وفيما يلي نص كلمة السيد الرئيس... بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة.. ضيوف مصر الكرام ؛
أرحب بكم جميعا، فى الدورة الخامسة، لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، فى مدينة "أسوان" التى احتضنت الدورة الأولى للمنتدى، حين أطلقناه معا، خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى عام 2019.
ومنذ ذلك الحين، نجح المنتدى فى ترسيخ مكانته كمنصة إفريقية فريدة، ومحفل جامع، نناقش فيه التحديات الداخلية والخارجية، التى تواجه قارتنا، ونبلور من خلاله رؤى واستجابات مشتركة، تعزز العلاقة الوثيقة بين السلام والتنمية المستدامين، وترسخ دور إفريقيا كشريك فاعل، فى النقاشات الدولية حول مستقبل التعاون، والحوكمة العالمية، وبناء السلام والتنمية.
السيدات والسادة،ليس خفيا عليكم؛ وطأة اللحظة التى يشهدها عالمنا اليوم، حيث نشهد عجزا وإخفاقا من المجتمع الدولى، فى مواجهة أزمات إنسانية كبرى، وانتقائية ومعايير مزدوجة، فى حماية القيم والمبادئ الإنسانية، وانتهاكـات مســتمرة للقــانون الـدولى، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الاستقطاب الدولى، الذى أضعف بدوره، قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء مهامها، وتعطيل جهود إصلاحها، فضلا عن إخفاق المجتمع الدولى، فى الوفاء بتعهداته تجاه الدول النامية، سواء فى تخفيف أعباء الديون، أو فى تمويل المناخ.
السيدات والسادة،
إن قارتنا الإفريقية، تقف فى صدارة المتأثرين من هذه الظروف الدولية، مما يسهم فى تأجيج النزاعات والعنف، وزيادة التنافس على الموارد، وتعميق التحديات الإنمائية، وعرقلة مسيرة السلام والتنمية المستدامين.. هذا إلى جانب التحديات المزمنة والمتجددة التى تواجهها القارة، سواء بفعل أزمات داخلية، أو تدخــلات خارجيـــة تضــعف ســـلطة الدولـــة.. فضلا عن تفشى الإرهاب، وارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والتهديدات المتنامية فى مجالات الأمن السيبرانى وتغير المناخ .. بما له من انعكاسات سلبية مباشرة، على الأمن الغذائى والمائى.
السيدات والسادة،
إن انعقاد منتدى أسوان هذا العام، تحت شعار "عالم فى تغير وقارة فى حراك: مسيرة تقدم إفريقيا فى ظل التحولات العالمية" .. يعكس بجلاء، أن إفريقيا باتت فى قلب ما يشهده النظام العالمى، من اختبارات عسيرة.
وهناك فى حقيقة الأمر فرصة لإفريقيا، لأن تكون فى طليعة المشاركين فى الجهود الرامية، لاستعادة تماسك النظام العالمى ومصداقيته، وتعزيز دور المنظمات الدولية، على نحو أكثر شمولا وشفافية.
فرغم التحديات والظروف الدولية الصعبة، تزخر إفريقيا بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة، وقطعت بالفعل خطوات مهمة نحو تفعيل هذه القدرات، لدعم التنمية فى دولها.
ويعد إطلاق اتفاقية التجارة الحرة القارية، مثالا بارزا على ذلك.. باعتبارها ركيزة أساسية، لتنفيذ أجندة التنمية الإفريقية 2063.
وانطلاقا مما تقدم؛ ومن رؤية شاملة للتعامل مع التحديات، تسلط نسخة هذا العام من المنتدى الضوء، على أبرز التحديات الأمنية القائمة والبازغة فى إفريقيا، وأنجح السبل فى التعامل معها .. إلى جانب جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات – وهو الملف الذى أتشرف بريادته داخل الاتحاد الإفريقى – ودعم التفعيل الكامل لسياسة الاتحاد الإفريقى المحدثة ذات الصلة، فى إطار تحقيق السلام والتنمية المستدامين.
كذلك سوف يتناول المنتدى، موضوعات الاستثمار فى البنية التحتية والممرات الإستراتيجية، ودور القطاع الخاص والشراكات المبتكرة، فى تحقيق أهداف التنمية.. وسوف يولى المنتدى اهتماما خاصا بالمرأة والشباب، لاسيما فى ظل تزامن هذه الدورة، مع مرور "25" عاما على أجندة المرأة والسلم والأمن، و"10" سنوات على أجندة الشباب والسلم والأمن.
وفى الختام؛ أتطلع إلى نقاشاتكم المثمرة، على مدار اليومين المقبلين، والتى ستنعكس فى "خلاصات أسوان" التى يصدرها المنتدى، وستتم متابعة تنفيذها خلال العام المقبل.. وإننى على يقين؛ بأن قارتنا الإفريقية، قادرة على حماية وتحقيق تطلعات شعوبها، نحو السلام والتنمية المستدامين، والعيش فى نظام عالمى عادل، تحكمه المبادئ والقيم الإنسانية، وتسوده روح الود والتعاون بين الشعوب كافة.
شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.