يوم "مُحَرَّم" والذكرى العظيمة

يصادف رأس السنة الهجرية لهذا العام 2024 / 1446هجري يوم 7 يوليو/تموز ، معلنًا بداية السنة الهجرية الجديدة 1446 هجريًا.

اقرأ أيضاً : الموعد المتوقع لإعلان نتائج التوجيهي 2024 في الأردن

ويُعد هذا اليوم مناسبة دينية مهمة يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم لإحياء ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.

ويتميز هذا اليوم بالقيام بالأنشطة الدينية المختلفة مثل قراءة القرآن، وحضور المحاضرات والدروس الدينية التي تركز على أهمية الهجرة والمعاني الروحية المرتبطة بها.

تسميات

رأس السنة الهجرية والمعروفة أيضًا بيوم "مُحَرَّم" أو "مَعَال هجري" يُعتبر بداية السنة الهجرية الجديدة 1446 هجريًا ويحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم بمناسبة هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة.

الهجرة النبوية: حدث تاريخي عظيم

تمثل الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة حدثًا مفصليًا في تاريخ الإسلام، إذ أسست لنشوء الدولة الإسلامية وانتشار الإسلام بعد أن كان محصورًا في مكة.

سبق الهجرة إعداد وتخطيط دقيق من قبل النبي وأصحابه، مما يظهر أهمية التحضير والاستعداد لكل مرحلة من مراحل الدعوة.

إعداد المهاجرين والمكان المهاجر إليه

كان لابد من إعداد المهاجرين نفسيًا وروحيًا لتحمل مشاق الهجرة والتضحية بكل شيء من أجل العقيدة.

وتمثلت هذه التحضيرات في التربية الإيمانية العميقة والاضطهاد الذي تعرض له المؤمنون. أما في المدينة، فقد تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من استعداد الأنصار لاستقبال المهاجرين ودعمهم.

اقرأ أيضاً : الأردنيون يترقبون إعلان عطلة رسمية خلال أيام

إن الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (الهجرة الثانية بعد هجرة المسلمين للحبشة)، تمثل حدثًا تاريخيًا عظيمًا، إذ منه انطلقت الدولة الإسلامية وانتشر الإسلام بعد أن كان محصورًا بين شعاب مكة المكرمة.

ولذلك سنتناول مقالًا عن موضوع الهجرة بشكل مقتضبٍ، محاولين التركيز على استخلاص فقه الهجرة النبوية، وتعلم فوائدها ودروسها والعبر منها. وقد سبق الهجرة إلى المدينة تمهيدٌ وإعدادٌ وتخطيط، وكان ذلك بتقدير الله تعالى، وتدبيره، وكان هذا الإعداد في اتِّجاهين: إعداد في شخصية المهاجرين، وإعداد في المكان المهاجَرِ إليه.

إعداد شخصية المهاجرين

لم تكن الهجرة نزهةً؛ ولكنَّها مغادرةُ الأرض، والأهل، وأسباب الرِّزق، والتَّخلِّي عن كلِّ ذلك من أجل العقيدة، ولهذا احتاجت إلى جهدٍ كبيرٍ، حتَّى وصل المهاجرون إلى قناعةٍ كاملةٍ بهذه الهجرة، ومن تلك الوسائل: التَّربية الإيمانيَّة العميقة، والاضطهاد الَّذي أصاب المؤمنين، ـوتناول القرآن المكِّيِّ التَّنويه بالهجرة، ولفت النَّظر إلى أنَّ أرض الله واسعةٌ.

قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمنوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ *} [الزمر: 10].

الإعداد في يثرب

نلاحظ أنَّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، لم يسارع بالانتقال إلى الأنصار من الأيام الأولى؛ وإنَّما أخَّر ذلك لأكثر من عامين؛ حتَّى تأكَّد أنَّ الاستعداد لدى الأنصار قد بلغ كماله، وذلك بطلبهم هجرة الرَّسول صلى الله عليه وسلم إليهم.

هجرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصِّدِّيق رضي الله عنه

بعد أن مُنيت قريش بالفشل في منع الصَّحابة رضي الله عنهم من الهجرة إلى المدينة فقد أدركت خطورة الموقف، وخافوا على مصالحهم الاقتصاديَّة؛ لذلك اجتمعت قريش في دار النَّدوة للتشاور في أمر القضاء على قائد الدَّعوة.

قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *} [الأنفال: 30] فأذن الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة.

فوائد ودروسٌ وعبر

تعطينا الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة مجموعة من الفوائد والدروس والعِبر، ومنها:

1. الصِّراع بين الحقِّ والباطل صراعٌ قديمٌ، وممتدٌّ

وهـو سنَّـةٌ إلهيَّـةٌ نافـذةٌ، قـال عـزَّ وجـلَّ: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [الحج: 40]. ولكنَّ هذا الصِّراع معلومُ العاقبة: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ *} [المجادلة: 21].

2. مكر خصوم الدَّعوة بالدَّاعية أمرٌ مستمرٌ متكرِّرٌ:

سواءٌ عن طريق الحبس، أو القتل، أو النَّفي، وعلى الدَّاعية أن يلجأ إلى ربِّه، وأن يثق به، ويتوكَّل عليه، ويعلم: أنَّ المكر السَّيئ لا يحيق إلا بأهله، كما قال عزَّ وجل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ *} [الآنفال: 30].

3. دقَّة التَّخطيط والأخذ بالأسباب:

إنَّ مَنْ تأمَّل حادثة الهجرة، ورأى دقَّة التَّخطيط فيها، ودقَّة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها، يدرك أنَّ التَّخطيط المسدَّد بالوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان قائماً، وأنَّ التَّخطيط جزءٌ من السُّنَّة النَّبويَّة، وهو جزءٌ من التَّكليف الإلهيِّ في كل ما طولب به المسلم، وأنَّ الَّذين يميلون إلى العفوية؛ بحجة أنَّ التخطيط، وإحكام الأمور ليسا من السُّنَّة؛ أمثال هؤلاء مخطئون، ويجنون على أنفسهم، وعلى المسلمين.

4. الأخذ بالأسباب أمرٌ ضروريٌّ:

إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدَّ كلَّ الأسباب، واتَّخذ كلَّ الوسائل؛ ولكنَّه في الوقت نفسه مع الله، يدعوه، ويستنصره أن يكلِّل سعيه بالنَّجاح، وهنا يُستجاب الدُّعاء، وينصرف القوم بعد أن وقفوا على باب الغار، وتسيخ فرس سراقة في الأرض، ويكلَّل العمل بالنَّجاح.

5. الإيمان بالمعجزات الحسِّـيَّة:

وقعت في الهجرة معجزاتٌ حسِّيَّةٌ، وهي دلائل ملموسةٌ على حفظ الله، ورعايته لرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ـ على ما روي ـ نسيج العنكبوت على فم الغار، وما جرى مع أمِّ معبد، وما جرى مع سراقة، فعلى الدُّعاة ألا يتنصَّلوا من هذه الخوارق، بل يذكروها ما دامت ثابتةً بالسُّنَّة النَّبويَّة، على أن ينبِّهوا الناس على أن هذه الخوارق، هي من جملة دلائل نبوَّته، ورسالته عليه السَّلام.

6. جواز الاستعانة بالكافر المأمون:

يجوز للدُّعاة أن يستعينوا بمن لا يُؤمنون بدعوتهم ما داموا يثقون بهم، ويأتمنونهم؛ فقد رأينا: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ استأجرا مشركاً ليدلهما على طريق الهجرة، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه عند غار ثور، وهذه أمورٌ خطيرةٌ أطلعاه عليها، ولاشكَّ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وثقا به، وأمَّناه.

7. دور المرأة المسلمة في الهجرة

وقد لمعت في سماء الهجرة أسماءٌ كثيرةٌ، كان لها فضلٌ كبيرٌ؛ منها: عائشة بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق؛ الَّتي حفظت لنا القصَّة، ووعتها، وبلَّغتها للأمَّة، وأمُّ سلمة المهاجرة الصَّبور، وأسماء ذات النِّطاقين، الَّتي أسهمت في تموين الرَّسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، بالماء، والغذاء.

8. الدَّاعية يَعفُّ عن أموال النَّاس:

لم يقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الرَّاحلة، حتَّى أخذها بثمنها من أبي بكرٍ رضي الله عنه. لكما أنه مَّا عفا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن سراقة؛ عرض عليه سراقة المساعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حاجة لي فيها».

9. الجندية الرَّفيعة والبكاء من الفرح:

تظهر أثر التَّربية النَّبويَّة، في جندية أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فأبو بكرٍ رضي الله عنه عندما أراد أن يهاجر إلى المدينة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل؛ لعلَّ الله يجعل لك صاحباً»؛ بدأ في الإعداد والتَّخطيط للهجرة؛ فابتاع راحلتين منتظرا الإذن بالهجرة. وفي موقف عليِّ بن أبي طالبٍ مثالٌ للجنديِّ الصَّادق المخلص لدعوة الإسلام؛ حيث فدى قائده بحياته، ففي سلامة القائد سلامةٌ للدَّعوة، وفي هلاكه خذلانها، ووهنها.

10. وضوح سنَّة التَّدرُّج:

حيث نلاحظ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقابل مع طلائع الأنصار الأولى، لم يفعل سوى ترغيبهم في الإسلام، وتلاوة القرآن عليهم، فلمَّا جاؤوا في العام التالي، بايعهم على العبادات، والأخلاق، والفضائل، فلمَّا جاؤوا في العام التالي؛ كانت بيعة العقبة الثَّانية على الجهاد، والنَّصر، والإيواء.

11. الهجرة تضحيةٌ عظيمةٌ في سبيل الله:

كانت هجرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلد الأمين تضحيةً عظيمةً، عبَّر عنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «والله! إنك لخير أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخرِجت منك ما خرجتُ» [أحمد (4/305) والترمذي (3925) وابن ماجه (3108)].

لقد كانت الهجرة النبوية نقطة تحول في تاريخ الإنسانية، فقد كانت الهجرة النَّبويَّة أعظم حدثٍ حوَّل مجرى التَّاريخ، وغيَّر مسيرة الحياة ومناهجها؛ التي كانت تحياها، وتعيش محكومةً بها في صورة قوانين، ونظمٍ، وأعرافٍ، وعاداتٍ، وأخلاقٍ، وسلوكٍ للأفراد والجماعات، وعقائد، وتعبُّداتٍ، وعلمٍ، ومعرفةٍ، وجهالةٍ، وسفه، وضلالٍ، وهدًى، وعدلٍ، وظلمٍ».

وهذه بعض الفوائد، والعبر، والدروس، وأترك للقارئ الكريم أن يستخرج غيرها، ويستنبط سواها من الدُّروس، والعبر، والفوائد الكثيرة النَّافعة من هذا الحدث العظيم.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: رأس السنة الهجرية المسلمون احتفالات النبي محمد عليه السلام ذكرى الهجرة النبوية الشريفة الهجرة رسول الله صلى الله علیه وسلم إلى المدینة المنورة الهجرة النبویة السنة الهجریة إعداد فی رضی الله بعد أن من مکة

إقرأ أيضاً:

خطرفات وثغرات في رؤيا الحكيم المنامية

ما قاله الشيخ محمد هاشم الحكيم من انه راي الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا منامية اثار كثير من الجدل في الأوساط السودانية خاصة وان الرواية التي رواها عن الرؤيا المنامية قد اشتملت علي مغالطات تتعلق باصل الرؤيا المنامية وحقيقتها مما افاض فيه المتداخلون والمعلقون عبر وسائط التواصل الاجتماعي ونقول في هذا الخصوص ما يلي:

اولا : قدم الحكيم لرؤياه المنامية بالحديث عن تاييده للقوات المسلحة وهذا واجبه وواجب كل سوداني في معركة الكرامة .
ولكن في الأمر شئ من الارباك للمستمعين عندما تحدث الحكيم عن سلاح المدرعات هل كان الحكيم داخل معسكر المدرعات ((مقاتلا)) ام كان في بيته في منطقة الشجرة او الحماداب وقد استطعت بصعوبة ان استخلص انه مكث في بيته ما شاء الله له ان يمكث ثم خرج الي مناطق آخري من السودان .

ثانيا : تحدث الشيخ محمد هاشم الحكيم قائلا رأيت سيدي عليه الصلاة والسلام ولم يذكر الرسول محمد صلي الله عليه وسلم باسمه المعلوم علي وجه الدقة والتحديد المطلوب في مثل هذه الحالات .

ثالثا : قال انه راي سيده حالسا في صالون كبير وعظيم في مجمع يرتدون جلباب أهل السودان وجلس الي جواره فهل كان المقعد المجاور للنبي صلي الله عليه وسلم فارغا حتي ياتي الحكيم ويجلس عليه ام انهم افسحوا له في المجلس هذا غير انه لم يبين مكان الجلوس هل في السودان ام خارج السودان وهل استطاع ان يتعرف علي شخص من الحاضرين في مجلس الرؤيا المنامية ؟

رابعا : لم يحفظ الشيخ محمد هاشم الحكيم الكلمات والعبارات التي قال ان صلي الله عليه وسلم قالها له علي وجه الدقة وقال : ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال لي ما معناه ولم استبن الأمر وكان من الواجب عليه ان يحتفظ بالرؤيا لنفسه حتي لا ينقل عن الرسول صلي الله عليه وسلم ما يضعه في خانة من تقول علي بما لم اقل… وهو الحديث الذي استدل به في بداية حديثه عن رؤيته المنامية

خامسا : قال الشيخ محمد هاشم الحكيم ان سيده صلي الله عليه وسلم قال له الحرب انتهت وكما علق احد الشيوخ : إذا قال صلي الله عليه وسلم الحرب انتهت يعني انها توقفت تماما لان الصادق المصدوق لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي ولا يكون قوله للتطمين او حمال اوجه او ان الحرب توقفت مجازا وليس حقيقة وكل الناس يعلمون ان المعارك بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع تدور رحاها في كردفان و دارفور بحشود غير مسبوقة من جانب التمرد ! فاذا قال نبي الله ان الحرب انتهت معناه مافي طلقة واحدة تخرج من البنادق.

سادسا : قال الحكيم ان سيدي صلي الله عليه وسلم قال له كلم الجيش والدعم السريع ان يتفاوضا والاصل في المتقاتلين والمتحاربين ان يتصالحا وهو اقرب الي فهم وحديث النبوة من كلمة تفاوض التي لا معني لها طالما ان الحرب قد انتهت .

الحرب انتهت فعلي ماذا التفاوض ؟ وهناك استرسال في الكلام يعبر من بنات افكار الحكيم عن الصلح وقرا الايات القرانية علي طريقة لا تقربوا الصلاة المعروفة لكونه توقف عند قوله تعالي وان طائفتان من المؤمنين اقتتلا فاصلحوا بينهما .ولم يكمل الآية : فإن بغت احداهما علي الاخري فقاتلوا التي تبغي حتي تفئ الي أمر الله الي اخر الايات .

سابعا : اهل العلم من المسلمين يجوزون قتال الدعم السريع من هذا الباب وهو باب البغي والعدوان وما يعرف بجهاد الصائل وهذا ما اجمع عليه الفقهاء بان النبي صلي الله عليه وسلم قد شرع للمسلم ان يقاتل من اخذ ماله او انتهك عرضه وقال عليه الصلاة والسلام من مات دون ماله وعرضه فهو شهيد .

ثامنا: في السيرة النبوية اخذ ورد ومراجعات من قبل الصحابة في مواقف مشهورة مع الرسول صلي الله عليه وسلم في بدر وغزوة الخندق فلماذا لم يقل الشيخ محمد هاشم الحكيم يا رسول الله ان مليشيا الدعم السريع قتلوا أبناء الامة السودانية ونهبوا اموالهم واغتصبوا النساء وتمردوا علي الدولة وجيشها ورغم ذلك وقع الجيش معهم اعلان واتفاق جده في ١١ مايو ٢٠٢٣م وهو ينص علي خروج الدعم السريع ولكنه رفض الخروج من بيوت الناس ! يا نبي الله ان الدعم السريع يتلقي الدعم من الصهيونية العالمية ومن دولة الامارات وكل الكفار واعداء الاسلام وانت تعلم يا نبي الله ان شعب السودان وجيشه في حالة جهاد ضد مرتزقة قدموا للسودان من سبع عشرة دولة .ادعوا لنا يا رسول الله بالنصر عليهم وان بتقبل الله الشهداء ويشفي الجرحي ويرد أسر الماسورين .

تاسعا: ألم تعلم يا شيخ محمد هاشم الحكيم بما قاله الحباب ابن المنذر للرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر وكان النبي قد اختار موقعا للجيش وسال الحباب الرسول صلي الله عليه وسلم يا رسول الله هذا منزل انزلك اياه الله ام هو الرأي والحرب والمكيده فقال الرسول صلي الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة وأشار الحباب الي منزل بديل له قيمة إستراتيجية وقتالية وامنية وكان سببا في النصر الذي حققه المسلمون علي الكفار في غزوة بدر الكبري . وفي غزوة الخندق نفذ الرسول صلي الله عليه وسلم ما قاله سيدنا سلمان الفارسي بشان حفر الخندق حول المدينة حتي لا يقتحمها المشركون وحلفاؤهم .
عاشرا : هم الرسول صلي الله عليه وسلم بعقد الصلح بينه وبين قطفان ثم عدل .

فلما اشتد علي الناس البلاء(( بعث)) رسول الله صلي الله عليه وسلم كما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ومن لا اتهم محمد بن مسلم وعبد الله بن شهاب الزهري الي عينيه بن حصن بن حذيفة بن بدر والي الحارث بن عوف بن ابي خارثة المري وهما قائدا قطفان فاعطاهما ثلثا ثمار المدينة علي أن يرجعا لمن معهما عنه وعن اصحابه’ فجري بينه وبينهما الصلح حتي كتبوا الكتاب ولم تقع الشهادة ولا عزيمة الصلح الا المراوضة في ذلك .فلما اراد رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يفعل بعث الي سعد ابن معاذ وسعد بن عبادة فذكر ذلك لهما واستشارهما فيه فقالا له : يا رسول الله امرا نحبه فنصنعه ام شيئا امرك الله به لابد لنا من العمل به ام شيئا تصنعه لنا ؟ قال بل شئ اصنعه لكم .والله ما اصنع ذلك الا لاني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب فاردت ان اكسر عنكم من شوكتهم امرا ما .فقال له سعد بن معاذ : يا رسول الله قد كنا نحن وهؤلاء القوم علي الشرك بالله وعبادة الاوثان لا نعبد الله ولا نعرفه وهم لا يطمعون ان ياكلوا منها تمرة الا قري او بيعا .افحين اكرمنا الله بالاسلام وهدانا له واعزنا بك وبه نعطيهم اموالنا ؟ والله مالنا بهذا حاجة والله لا نعطيهم الا السيف حتي يحكم الله بيننا وبينهم .قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فانت وذاك فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا ما فيها من الكتاب ثم قال ليجهدوا علينا .

ختاما :
بعد حديث الشيخ محمد هاشم الحكيم انتشرت العديد من الفيديوهات والتغريدات التي تؤكد علي إنه كان اكثر ميلا الحرية والتغيير وقال في تحدي تغريداته علي توتير مطالبا الكيزان بترك فولكر يحقق ما بريده المجتمع الدولي الذي نتج عنه الانفاق الاطارى ثم الحرب .وعلق الدكتور مبارك المكودة بأن بعض اصحاب الرؤيا المنامية يقولون انهم قد رأوا الرسول صلي الله عليه وسلم في رؤيا لإقناع الناس بما يعتقدون ان فيه خيرا لهم وهناك من رد علي علي الحكيم بان البعض لا يفهمون حديث الرسول صلي الله عليه وسلم من راني فقد راني حقا فهما صحيحا . اما دعوات التفاوض فهي تنتمي الي دعوات لا الحرب التي تميز حلفاء مليشيا الدعم السريع من القوي السياسية في تقدم وصمود وقحط سابقا .

د.حسن محمد صالح

٣١ مايو ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم عرفة للمريض.. إحرص عليه حتى غروب الشمس
  • حكم من ترك صيام يوم عرفة متعمدا وهل له كفارة؟.. فضائله لا تعد ولا تحصى
  • دعاء الزلزال من السُنة.. اعرف بم أوصى النبي للنجاة من الهزات الأرضية
  • لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟
  • فضل يوم عرفة في الإسلام.. 4 فضائل أنعم بها الله على عباده
  • خطرفات وثغرات في رؤيا الحكيم المنامية
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)