جمعية كيان تصنع الفرح لأبنائها الأيتام وتكرمهم بمناسبة النجاح والعيد
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
إيمانًا من جمعية كيان للأيتام ذوي الظروف الخاصة، وحرصها على مشاركة أبنائها فرحة نجاحهم وفرحة عيد الأضحى المبارك، أقامت الجمعية مساء أمس السبت ٢٠٢٤/ ٦/ ٢٩حفلاً مميزًا في قرية العمارية بحضور الإدارة التنفيذية وأبناء كيان وأسرهم وموظفات الجمعية، وذلك ضمن “فعالية فرحة كيان” بالتعاون مع جوي أوف يوث، فريق بروين التطوعي.
وقد قضى الجميع أجمل وأسعد الأوقات، واستمتعوا بالأركان المتنوعة، كالألعاب الهوائية، ولعب كرة القدم، وركن صناعة الإكسسوارات، وركن الزراعة، وركن الرسم على الوجه والمناكير، إضافة إلى عرض فيلم سينمائي تثقيفي، وركن العزف على العود، وأركان الحلويات، وركن الأكلات الشعبية الحجازية.
وضم الحفل ضيافة متنوعة من المأكولات والمشروبات والحلويات، والعديد من الأركان الترفيهية، والمسابقات والأنشطة والفعاليات، والألعاب، إضافة لوجبة عشاء.
كما فرح الجميع بهدايا النجاح، وكانت البهجة عامرة على وجوههم، وضحكاتهم تملأ المكان.
هذا، وقد هنأت الأستاذة سمها الغامدي رئيس مجلس الإدارة أبناءها وبناتها الأيتام بنجاحهم وتفوقهم، وقالت هاتفيًا: غمرتني سعادة فائقة بنجاح أبنائي الأيتام، وغمرت الفرحة قلبي لكونهم سعداء. أبارك لهم من الأعماق نجاحهم، وأتمنى أن أراهم يحملون الشهادات العليا، ويساهمون في بناء الوطن. شكرًا لكل الجهود المبذولة على نجاح حفل فرحة كيان، وفرحتي بكم اليوم فرحتان. وأشكر الداعمين والحاضرين.
وقال الأستاذ رياض العبد الكريم المدير التنفيذي بجمعية كيان: تغمرني الفرحة بنجاح أبنائنا، وحصولهم على درجات متميزة، وهذا ما تسعى له الجمعية من خلال برنامج علم، ونتمنى أن نراهم في أعلى المراتب العلمية والمراكز العملية، وأبارك لهم ولأسرهم من القلب، وأشد على أيديهم بطلب العلم دائمًا وأبدًا، وأن يكون أول أهدافهم.. وأهنئهم بعيد الأضحى المبارك، كما أهنئ حجاج جمعية كيان الذين أدوا فريضة الحج هذا العام في حملة حج كيان السابعة، مع تمنياتي بالتوفيق للجميع.
وبدوره، قال قائد فريق بروين الأستاذ فيصل الشمري: نحن شركاء مع جمعية كيان، وسعداء لإعطائنا هذه الفرصة؛ لنفرح الأبناء الأيتام في كيان.
كما قال الأستاذ راكان مرغلاني قائد فريق جوي أوف يوث: كل ما يهمنا في هذا التعاون هو رسم الابتسامة على وجوه الأطفال وإسعادهم بعد نجاحهم بالعام الدراسي وفرحة العيد، وسعادتي وأعضاء فريقي لا توصف. شكرًا لكيان على هذه المبادرة الجميلة التي شاركونا فيها، ونحن دومًا مع كيان إن شاء الله.
هذا، وقد عبر أبناء كيان الناجحون والناجحات عن سعادتهم وأمنياتهم المستقبلية، وفرحتهم بالنجاح وبهذا الحفل البهيج، والرحلة الممتعة لقرية العمارية، وعن أمنياتهم في المستقبل، وشكروا القائمين على جمعية كيان.
وقالت الابنة جود تركي الدوسري أتمنى أن أكون ممرضة، بينما تمنت الابنة راما خالد أن تكون لاعبة كرة، وتمنى الابن وليد سيف سالم أن يكون ضابطًا يحمي الوطن، والابن فيصل هشام تمنى أن يكون ضابطًا بالدفاع المدني، والابنة خلود عبد الله تمنت أن تكمل تعليمها الجامعي، وتبحث عن وظيفة، والابنة كيان إبراهيم تمنت أن تكون دكتورة أسنان، والابنة أضواء سعيد الشهراني تمنت أن تكون مهندسة، بينما تمنت الابنة خلود أن تكون مهندسة ديكور، والابنة ريما غانم تمنت أن تكون مدربة سباحة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية جمعیة کیان أن تکون
إقرأ أيضاً:
“المقمع”.. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
في قلب محافظة النماص القديمة، حيث تتجاور القصور التراثية وتتناثر الحكايات بين جدران الطين والخشب، تتجدد الحياة في ورشة صغيرة ما زالت تنبض بروح الماضي، وتحافظ على حرفة ارتبطت بتاريخ الإنسان في عسير، وهي حرفة صناعة الأسلحة التراثية، وبخاصة “المقمع” و”أبو فتيل”، اللذان كانا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأجداد، سواء في الدفاع عن النفس أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
وتبدأ صناعة “المقمع” بتحضير المواد الأساسية، وفي مقدمتها الخشب المستخدم في تشكيل جسم البندقية، وأنبوبة الحديد، والقطعة المسماة “الصفحة” المخصصة لحفظ البارود، إلى جانب “الضراب” الذي يُستخدم لدكّ البارود داخل السلاح، وبعد تشكيل الخشب بعناية، تُركب الأجزاء الحديدية، وتُجرى اختبارات دقيقة لضمان سلامة المستخدم وجودة السلاح، ثم يُنقل إلى مرحلة الزخرفة والتزيين، حيث يُلبّس بالنحاس الأصفر أو الفضة، ويُنقش عليه بزخارف فنية تضفي عليه جمالًا خاصًّا، تجعله قطعة تراثية توازي في قيمتها الأعمال الفنية.
اقرأ أيضاًالمنوعاتانخفاض أسعار النفط متأثرة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي
وأوضح الحرفي فهد بن علي الشهري الذي يمارس هذه الحرفة في ورشته المتخصصة بصناعة الأدوات التراثية بأنها امتداد لإرث عائلي بدأه والده بافتتاحه محلًّا لصيانة “المقاميع” في النماص عام 1397هـ، بمعدات ومكائن حديثة في وقتها، وكان من أوائل من أدخل هذا المجال إلى المنطقة الجنوبية.
ومع تطور الأدوات واختلاف الأجيال، حرص فهد الشهري على تطوير أشكال جديدة من “المقمع” تتميز بخفة الوزن وصغر الحجم، لتناسب فئة الشباب الذين بدأوا يُقبلون على اقتنائها تعبيرًا عن الفخر بتراثهم وهويتهم.
ويكتسب السلاح التراثي خصوصية إضافية من خلال الزينة التي تُضاف إليه، إذ كانت تُستخدم قديمًا خيوط مصنوعة من شعر الحيوانات مثل “الوبر”، ثم تطور الأمر إلى استخدام النحاس والفضة والنقوش الخشبية ذات التصاميم المختلفة، وهو ما يفسر تباين أسعار هذه الأسلحة التي قد تصل إلى أكثر من 50 ألف ريال، بحسب جمال الزخرفة وكمية المعدن المستخدم.
ولا يكتمل حضور”المقمع” في الاحتفالات والأفراح إلا بارتداء”الزهاب”، وهو حزام جلدي يُرتدى على الكتف بشكل متقاطع، يُطعَّم بالفصوص المعدنية، ويحتوي على مخازن البارود التي تُستخدم في إشعال بارود السلاح خلال المناسبات.
ويُعد “المقمع” من الأسلحة القصيرة التي تعتمد على البارود الأسود المدكوك، ويتكون من عدة أجزاء أساسية منها “الأسطوانة”وهي ماسورة البندقية، و”المدك” المستخدم لضغط البارود، و”الديك” الذي يشعل الفتيل، و”العين” حيث يوضع البارود، و”الزناد” الذي يضغط عليه المستخدم لإطلاق الشرارة. وكان إشعال “المقمع” يتم عبر فتائل مأخوذة من ألياف نباتية مثل شجر “الأثب”، وتُشحن البندقية عبر إدخال كمية من البارود من فوهتها، يتبعها قطعة قماش وتُضغط بسيخ معدني حاد الرأس، ليصبح البارود جاهزًا للانفجار.
وترافق هذه الصناعة حرفة أخرى لا تقل أهمية، وهي صناعة البارود التقليدي الذي يُحضَّر من ثلاثة مكونات: الملح المستخرج من تربة خاصة، والكبريت الطبيعي، والفحم الناتج عن حرق أعواد الأشجار بطرق محددة، وتُخلط هذه المواد بنسب دقيقة وتُجفف ليُصبح البارود جاهزًا للاستخدام، سواء في الأسلحة أو حتى في تكسير الصخور وحفر الآبار قديمًا.
ويؤكد الباحث الدكتور صالح أبو عراد في كتابه “تنومة” أن هذه الصناعة كانت أساسًا في حياة المجتمع، وما يزال “المقمع” حاضرًا في المناسبات والاحتفالات الوطنية والحفلات الشعبية، ويظل رمزًا تراثيًا تتوارثه الأجيال، وقطعة أصيلة تعبّر عن هوية منطقة عسير، وتمنح المناسبات الشعبية طابعًا خاصًا يمزج بين الفن والقوة، وبين الصوت المدوي والروح المترعة بالفخر.