يمانيون – متابعات
تستمرُّ خسائرُ الاقتصادِ الأمريكيِّ بالتصاعُدِ، مع تصاعد العمليات البحرية اليمنية واتساع نطاقها؛ الأمرُ الذي يفتحُ مسارَ الارتداد العكسي الكبير لتأثيرات العدوان الأمريكي البريطاني على آفاق مقلقة للقطاعات التجارية والصناعية داخل الولايات المتحدة، والتي بدأت تعبِّرُ بوضوح عن مخاوفَ من التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي والوصول بسرعة إلى نفس تأثيرات أزمة وباء كورونا على حركة الشحن؛ نتيجة الارتفاع المتسارع لتكاليف النقل والتأمين والتأخيرات المُستمرّة في وصول البضائع والمواد الخام، في ظل الفشل الكبير والفاضح لواشنطن في الحد من العمليات اليمنية؛ وهو ما يبقي وقف الإبادة الجماعية في غزة على واجهة المشهد كحَلٍّ وحيدٍ لا بديل عنه.

خلال الأيّام القليلة الماضية عبَّرت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن مخاوف قطاع الشحن في أمريكا من التوجّـه نحو أزمة تشبه ما حدث أثناء فترة وباء كورونا، حَيثُ قفزت أسعار شحن الحاويات من الصين إلى الولايات المتحدة، ووصلت إلى 8 آلاف دولار للحاوية الواحدة، وهو أربعة أضعاف التكلفة في ديسمبر الماضي.

وبحسب مِنصة “فرايتوس” لبيانات الشحن فَــإنَّه من المتوقع أن يقفز السعر إلى 9 آلاف قريبًا، فيما يتوقعُ جميعُ الخبراء والمراقبين ألَّا يتوقف الارتفاع بدون توقف الهجمات اليمنية؛ وهو ما يعني الاقتراب بسرعة من مستويات أسعار فترة الوباء والتي وصلت إلى 15 ألف دولار، و20 ألف دولار للحاوية الواحدة.

ولا يتوقف الأمر على ارتفاع تكاليف النقل؛ إذ تؤكّـد مختلف التقارير أن التأخيرات الكبيرة الناجمة عن تحويل مسار السفن المتجهة إلى الولايات المتحدة تسبب اضطرابات كبيرة في حركة الإنتاج؛ نتيجة عدم الحصول على المواد الخام في الوقت المطلوب؛ وهو ما يمتد أثره إلى بقية جوانب الحركة التجارية.

وزادت هذه التأثيرات بشكل أكبرَ بعد غرق السفينة “توتور” التي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية في وقت سابق هذا الشهر؛ نتيجة انتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، حَيثُ أَدَّى ذلك أَيْـضاً إلى ارتفاع تكاليف التأمين على السفن بأكثر من ضِعفَين، حَيثُ كانت تمثل 0.3 % من قيمة السفينة، والآن أصبحت أكثر من 0.6 % من قيمة السفينة، مع استمرار العديد من شركات التأمين برفض تغطية السفن المرتبطة بالولايات المتحدة والعدوّ الصهيوني وبريطانيا.

وقال تقرير نشره موقع “بنك الولايات المتحدة” التابع لمؤسّسة “يو إس بانكروب” المصرفية الأمريكية: إن هجمات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر “كان لها التأثير الأكبر على سلسلة التوريد في الربع الأول من هذا العام”، وهو الربع نفسه الذي أكّـد تقرير البنك أنه شهد “تباطؤًا في نمو الاقتصاد الأمريكي وصل إلى معدل سنوي قدره 1.3 % بعد أن كان في العام الماضي 2.5 %”.

وأكّـد التقرير أن هناك مخاوفَ من أن استمرار الهجمات اليمنية “سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الشحن بشكلٍ أكبرَ؛ الأمر الذي قد تكون له آثارٌ تضخمية”.

ونقل التقرير عن روب هاوورث، كبير مدِيري استراتيجية الاستثمار في إدارة الثروات في بنك الولايات المتحدة قوله: “لم نصل بعدُ إلى نفس النقطة التي كنا عليها خلال ذروة مشكلات سلسلة التوريد قبل عدة سنوات (أثناء فترة الوباء)، ولكن هناك بعض المخاطر”، مُشيراً إلى أن “هناك تخزينًا لمخزونات السلع، ولذلك إذَا ارتفع الطلب فجأة، فقد تكون هناك حاجة إلى زيادة الإنتاج”.

وأوضح التقرير أن “مشاكِلَ سلسلة التوريد أَثَّرت على مجموعة أوسعَ من المنتجات؛ فقد واجهت بعضُ الشركات صعوبةً في مواكبة الطلب، أَو الحصول على المكوِّنات اللازمة لتصنيع المنتجات أَو إيجاد عددٍ كافٍ من العمال لتلبية احتياجات الإنتاج، وبالإضافة إلى ذلك، نشأت تحدياتُ النقل، بما في ذلك زيادةُ حركة الشحن في بعض الموانئ ونقص سائقي الشاحنات لنقل البضائع لمسافات طويلة”.

ونقل التقرير عن توم هاينلين، استراتيجي الاستثمار الوطني في بنك الولايات المتحدة قوله: إن “ارتفاع التضخم يعكس تقييد المعروض من السلع في الوقت نفسه الذي يوجد هناك طلبٌ قويٌّ على كثيرٍ من تلك السلع نفسها”.

وبحسب تقرير نشره موقع “وود سنترال” الأسترالي فَــإنَّ هجماتِ البحر الأحمر قد أثَّرت على ما قيمته 50.8 مليار دولار من البضائع الأمريكية.

هذه التأثيراتُ والمخاوف المعلَنةُ تعني أن استمرارَ الإبادة الجماعية في غزة، وبالتالي استمرار وتصاعد العمليات اليمنية، سيجعلُ الاقتصادَ الأمريكي ينزِفُ بشكل أكبرَ وبمستوى لن تستطيع الولايات المتحدة احتواءَه حتى على المستوى الإعلامي، خُصُوصاً في ظل تزايد شدة الضربات اليمنية وإدخَال أسلحة ذات قوة تدميرية كبيرة كالزوارق المسيرة التي تستطيع إحداث أضرارٍ يمكن أن تدفعَ أسعارَ الشحن والتأمين للسفن الأمريكي بسرعةٍ نحو مستويات فترة وباء كورونا، مع تأثيرات إضافية.

-المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العقود الآجلة للخام الأمريكي ترتفع بأكثر من 2% إلى 73.26 دولار للبرميل

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من %2، الثلاثاء 17 يونيو، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وحث الرئيس الأميركي دونالد ترامب "الجميع" على إخلاء طهران، مما زاد من احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتعطل إمدادات نفط.
 

صعدت العقود الآجلة للخام الأمريكي تصعد بأكثر  من 2% إلى 73.26 دولار للبرميل  بعد قول الرئيس الأميركي دونالدترامب إنه "يجب على الجميع إخلاء طهران".
 

كذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت ترتفع

بأكثر من 2% أو 1.62 دولار إلى 74.85 دولار للبرميل.

وفي تصريح مفاجئ، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على تروث سوشال، الساعة الواحدة والنصف بعدمنتصف ليل الاثنين، أنه ينبغي إخلاء طهران فوراً.


 وكتب ترامب "كان ينبغي على إيران توقيع "الاتفاق" الذي طلبتُ منهم توقيعه. يا له من عار، يا له من إهدارٍ للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!".

تراجع النفط


 وفي ختام التداولات يوم أمس الإثنين 16 يونيو، انخفضت  أسعار النفط   بأكثر من 1% عند التسوية، بعد تقارير تفيد بسعي إيران إلى إنهاء الأعمال القتالية مع إسرائيل، مما يزيد من إمكان التوصل إلى هدنة ويهدئ المخاوف إزاء تعطل إمدادات الخام من المنطقة.

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت دولار أو 1.35% إلى 73.28 دولار للبرميل.

ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.21 دولار أو 1.66% لتبلغ عند التسوية 71.77 دولار للبرميل.

وكان الخامان قد سجّلا في وقت سابق من الجلسة مكاسب تجاوزت 4 دولارات.

وكان الخامان القياسيان قد قفزا بنسبة 7% عند تسوية جلسة الجمعة، بعد ارتفاعهما بأكثر من 13% خلال الجلسة نفسها، ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير  الثاني.

وقال مصدران إيرانيان وثلاثة مصادر إقليمية لرويترز اليوم إن طهران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان الضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستخدام نفوذه للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار مقابل أن

تبدي إيران مرونة في المفاوضات النووية.
 

 وكانت صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت في وقت سابق أن إيران تسعى إلى هدنة. 

وقال روبرت يوغر المحلل لدى شركة (ميزوهو) إن المتعاملين قللوا من الرهانات على أن القصف من الجانبين قد يتحول إلى حرب إقليمية أوسع نطاقاً من شأنها أن تهدد البنية التحتية للطاقة.

وارتفعت أسعار النفط يوم الجمعة بأكثر من 7% بعد بدء إسرائيل في قصف إيران بزعم أن طهران كانت على وشك تصنيع قنبلة نووية.

ويتبادل الطرفان الغارات الجوية، بما في ذلك على البنية التحتية للطاقة، لكن منشآت تصدير النفط الرئيسية لم تتعرض للقصف حتى الآن.
 

وقال هاري تشيلينجوريان رئيس مجموعة الأبحاث في أونيكس كابيتال غروب "يتوقف الأمر كله على كيفية تأثر تدفقات الطاقة بتصاعد الصراع... لم تتأثر الطاقة الإنتاجية والقدرة على التصدير حتى الآن، ولم تبذل إيران أي جهد لعرقلة التدفقات عبر مضيق هرمز".


 

وقالت القوات البحرية اليوم إن التشويش الإلكتروني على أنظمة ملاحة السفن التجارية زاد في الأيام القليلة الماضية في أنحاء مضيق هرمز والخليج بشكل عام، وهو ما يؤثر على السفن التي تبحر عبر المنطقة.

يمر عبر المضيق نحو خُمس إجمالي استهلاك العالم من النفط أو حوالى 18 إلى 19 مليون برميل يومياً من النفطوالمكثفات والوقود.

وتنتج إيران، وهي عضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حالياً نحو 3.3 مليون برميل يومياً وتصدر أكثر من مليوني برميل يومياً من النفط والوقود.


 

ويقول محللون ومراقبون في أوبك إن القدرة الاحتياطية للمنظمة وحلفائها، ومن بينهم روسيا، على ضخ المزيد من النفط لتعويض أي تعطل تعادل تقريبا إنتاج إيران.

وقال ريتشارد جوسويك المحلل المتخصص في شؤون النفط لدى ستاندرد اند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس في مذكرة "إذا تعطلت صادرات الخام الإيراني، فستحتاج المصافي الصينية، وهي المشتري الوحيد للبراميل الإيرانية، إلى البحث عن بدائل في خامات من دول أخرى في الشرق الأوسط والخام الروسي". 

طباعة شارك الإيراني البحرية تشيلينجوريان الغارات

مقالات مشابهة

  • كيف أثر العدوان الإسرائيلي على إيران في حركة الملاحة البحرية وسلاسل الإمداد؟
  • إسرائيل ترجح انضمام الولايات المتحدة للحرب ضد إيران الليلة
  • تحت سماء الرياض .. الولايات المتحدة ترسل دعماً عسكرياً نوعياً للعدو الصهيوني في مواجهة ’’إيران’’ وهذا ما تحتويه طائرات الشحن (تفاصيل)
  • خالد بن محمد بن زايد: أكاديمية أبوظبي البحرية تعزز تنافسية الاقتصاد الوطني
  • هل يُقحم ترامب الولايات المتحدة في حرب مع إيران؟
  • العقود الآجلة للخام الأمريكي ترتفع بأكثر من 2% إلى 73.26 دولار للبرميل
  • خبراء اقتصاد: أكثر من 400 مليار دولار الخسائر الاقتصادية لكيان العدوّ الصهيوني جراء الهجمات اليمنية
  • نائب وزير الاقتصاد يطلع على مستوى الانضباط الوظيفي في مؤسسة الاسمنت والشركة اليمنية الكويتية
  • سلطنة عُمان تعزز حضورها في التقييمات العالمية للمصايد البحرية
  • سفيرة المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية تلتقي بعثة نادي الهلال