لويس آرسي.. رئيس أعاد الاشتراكية إلى بوليفيا
تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT
سياسي واقتصادي وأكاديمي أصبح رئيسا لبوليفيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وأعاد البلاد للحكم الاشتراكي بعد حكومة اليمين المؤقتة. كان عضوا في حزب "نحو الاشتراكية" حينما عينه الرئيس السابق إيفو موراليس وزيرا للمالية، وكان محاضرا في جامعة سان أندرياس العليا وعدد من الجامعات الأوروبية والأميركية.
المولد والنشأةولد لويس ألبرتو آرسي كاتاكورا -المعروف بـ"لوكو"- في مدينة لاباز شرقي بوليفيا لعائلة من الطبقة المتوسطة، وكان والداه معلمين.
درس آرسي الثانوية في مدرسة المكسيك بالعاصمة، ثم درس المحاسبة في معهد التعليم المصرفي وتخرج عام 1984.
ونال درجة البكالوريوس عام 1991 من جامعة سان أندريس العليا (يو إم إس إيه) في لاباز.
كما حصل على شهادة الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة فارفيك في بريطانيا عام 1997، قدم فيها أطروحة تفحص استبدال العملة في بوليفيا.
التجربة العمليةتولى عام 1987 منصب متداول ومحلل للأسواق المالية في إدارة الاستثمارات الدولية في البنك المركزي البوليفي، ثم أصبح نائب مدير لمختلف الإدارات.
توقف عن العمل في البنك في الفترة (1996-1997) للتفرغ لدراسة الماجستير في المملكة المتحدة، ثم عاد عام 1998.
شغل منصب نائب مدير الاحتياطات في الفترة بين (2004-2006)، وكان مسؤولا في إدارة العمليات الدولية.
إضافة إلى ذلك كان آرسي محاضرا في جامعة سان أندرياس العليا وعدد من الجامعات الأوروبية والأميركية، مثل هارفارد وجورج تاون وكولومبيا، وأيضا جامعة لويولا والجامعة البوليفية الخاصة (يو بي بي) وجامعة فرانز تامايو.
وله مؤلفات ومقالات اقتصادية عدة، كما حصل على شهادات فخرية عدة من جامعات وطنية.
الانضمام إلى حزب "نحو الاشتراكية"أصبح آرسي عام 1999 جزءا من أساتذة جامعة سان أندرياس وأحد الناشطين الاشتراكيين الذين اجتمعوا لمناقشة التفاوتات في النظام الاقتصادي البوليفي، وكانوا يهدفون إلى "تفكيك الليبرالية" وتحويل الدولة إلى جهة مخططة ومنتجة للتنمية.
انضم آرسي عام 2005 إلى حزب "نحو الاشتراكية" برئاسة موراليس الذي كان يستعد لخوض ترشحه الثاني للرئاسة.
كان برنامج الحزب يدعو إلى تأميم صناعة النفط والغاز وسن تشريع للإصلاح الزراعي، من أبرز بنوده توزيع الأراضي الزراعية الكبيرة على المزارعين.
وفي عام 2006 وبعد فوز موراليس في الانتخابات الرئاسية، أصبح آرسي وزيرا للمالية، كما أشرف على تنفيذ خطة موراليس للتنمية الوطنية بصفته المشرف الرئيسي على الاقتصاد البوليفي.
استقال آرسي من مجلس الوزراء في يونيو/حزيران 2017 لمتابعة جلسات علاجه في البرازيل بعد إصابته بسرطان الكلى. وفي يناير/كانون الثاني 2019 عاد إلى الحكومة بمنصب وزير الاقتصاد والمالية العامة بعد تعافيه من مرضه.
رئاسة بوليفياأعلن إيفو موراليس في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 استقالته من رئاسة البلاد، عقب أسابيع من الاضطرابات والاحتجاجات بعد فوزه لولاية رئاسية رابعة، وهو ما رفضه خصومه الذين قالوا إن الانتخابات مزورة، وفي نهاية المطاف لجأ إلى المكسيك قبل أن يتوجه إلى الأرجنتين، فحذا آرسي حذوه وطلب اللجوء في المكسيك.
وفي عام 2020 أعلنت الحكومة اليمينية المؤقتة إجراء انتخابات جديدة مبكرة لكنها تأجلت مرارا وتكرارا بسبب جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت العالم.
بدأ موراليس التخطيط لعودة حزبه إلى السلطة، واختار آرسي مرشحا رئاسيا للحزب في الانتخابات التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2020.
بعد عام من الاستقالة والنفي، عاد آرسي إلى بوليفيا، وانتخب رئيسا للبلاد يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وفاز بنسبة 55% من الأصوات.
محاولة انقلابيوم 26 يونيو/حزيران 2024، قاد الجنرال خوان خوسيه زونيغا محاولة انقلابية فاشلة ضد حكومة آرسي، من أجل "إعادة هيكلة الديمقراطية" في البلاد.
واخترقت المركبات المدرعة أبواب القصر الحكومي في لاباز، وتمركزت أمامه 8 عربات مدرعة وأطلقت الغاز المسيل للدموع على كل شخص حاول الاقتراب.
بعد ساعات من احتلال المكان ومحاولة الدخول إلى القصر الرئاسي، استعاد الرئيس لويس آرسي المبادرة وسيطر على الوضع، وانسحبت القوات واعتقل زونيغا.
وأعلن الوزير إدواردو ديل كاستيو -في مؤتمر صحفي- توقيف مسؤول عسكري آخر هو خوان أرنيز سلفادور قائد القوات البحرية، وقُدم الضابطان للمحاكمة بتهمة "الانتفاضة المسلحة والإرهاب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جامعة سان
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الحوار بين الأديان في مقدمة اهتمامات الإمام الأكبر
تأكيدًا على التعاون بين الأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وشريكه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.
وووووووووووووووواستضاف الصالون الثقافي الشهري بالمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي ندوة تحت عنوان: «القيم المشتركة للأديان...نحو ميثاق إنساني» بحضور نخبة من العلماء والمثقفين ورجال الدين، يتقدمهم فضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، ونيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز، وأدارها الكاتب الصحفي هاني لبيب، بحضور الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر السابق منسق عام بيت العائلة المصرية.
وقد بدأت الندوة بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، ثم انطلقت أعمال الصالون بكلمات المشاركين التي ركزت على أهمية الحوار بين أتباع الأديان، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، ونبذ الفتن والخلافات، باعتبار أن الأديان جاءت لترسيخ مبادئ العدل والسلام والرحمة بين البشر.
في البداية، أكد الكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدا، أنه لا دين دون إنسانية، مشددًا على أن الحوار ضرورة للوصول إلى مساحات مشتركة من القيم، وأن التماسك بين المصريين ضرورة لمواجهة التحديات، محذرًا من أن شرارة الفتنة خطيرة ومسؤولية إطفائها مشتركة بين الجميع كل في مكانه، فاحترام الآخر ضرورة لا غنى عنها في مجتمعاتنا.
من جانبه، قال نيافة الحبر الجليل أنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي: إن موضوع الندوة يهم العالم أجمع، وقدّم في كلمته سيرة ذاتية للدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، موضحًا نشأته وتكوينه العلمي، وتعيينه في جامعة الأزهر، وعمله سابقًا في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، فضلًا عن رئاسته عددًا من اللجان العلمية، أبرزها لجنة إعداد الخطط الدراسية لقسم البلاغة لطلاب الدراسات العليا، إضافة إلى إشرافه على عديد من رسائل الماجستير والدكتوراه، ومشاركته في مؤتمرات دولية، ونشره لعشرات البحوث العلمية.
وأوضح الأنبا إرميا أنه في عام 2019، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، في رسالة قوية تعكس وتجسد قيمة الوحدة والتعايش المشترك، مشددًا على أن المفاهيم الدينية السامية لها أثر مباشر على سلوك المجتمع.
ونبه الأنبا أرميا على وجوب تصحيح الأفكار المغلوطة، والتعريف بالقيم المشتركة، قائلًا: "الله هو واهب الحياة، وهو الذي منح الإنسان حق الحرية"، مؤكدًا أن حرية الشخص تنتهي عند حدود حرية الآخرين، مشيرًا إلى ما ورد في القرآن الكريم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} [النحل: 90] ، مشيرا إلى أن كل الديانات أعطت الإنسان حق العدالة؛ لأن العدل من صفات الله المطلقة، والظلم مرفوض في كل دين وكل أمة.
وبيّن الأنبا أرميا، أن الإنسان مخلوق مكرم، له الحق في أن يُحترم، قائلًا: "علينا أن نقدم نموذجًا حقيقيًّا يعكس هذه القيم، وأن نستمع إلى بعضنا البعض بروح واحدة".
وأضاف: كما نذهب إلى الأزهر ونلتقي علماءه وطلابه، كان واجبًا علينا أن ندعو الدكتور سلامة داود إلى هذا الصالون؛ لنستفيد من علمه وفكره.
وفي كلمته، قال الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر: أعتز بدعوة الأنبا إرميا، وأعتبره من كبار العلماء، وقد تشرفت بزيارته للأزهر، وأشكره على هذه المبادرة الكريمة.
ونقل رئيس الجامعة للحضور تحيات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. أن "العالم اليوم يعاني من أصوات الفرقة، ولم تعد تُسمع إلا أصوات السلاح، فإذا سكت صوت السلام انطلقت أصوات الحروب"، مشيرًا إلى أن رقعة العالم ملوثة بأشلاء الدماء، وأن المآسي التي نشهدها لم يعرف التاريخ لها مثيلًا.
وأضاف أن الحوار بين الأديان من أبرز اهتمامات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، وأن من أبرز تجلياته توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع البابا فرنسيس في فبراير عام 2019م.
وتحدّث رئيس جامعة الأزهر عن تجربة بيت العائلة المصرية، مؤكّدًا أنها أنموذج يُحتذى، وينبغي أن يُنقل إلى الدول التي تعاني من صراعات دينية وطائفية، وقال: مصر كلها عائلة واحدة ونسيج واحد، والشيخ الأزهري يقف إلى جوار القسيس في منظر بديع يعكس قوة ومتانة النسيج الوطني في مواجهة التحديات.
وأوضح أن القيم النبيلة محمودة في كل زمان، وأن القيم الذميمة في كل أمة مرفوضة، ولم يأت على الناس زمان يُذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه!"، كما قيل.
وأشار إلى قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: 13]، مؤكدًا أن العدل قيمة محورية، وقد اختار الله لنفسه اسمًا من أسمائه الحسنى: "العدل"، وأن النبي ﷺ قال:"الظلم ظلمات يوم القيامة" [رواه البخاري]فإذا ساد العدل عاش الناس في النور، وإذا عمّ الظلم عمّت الظلمات.
وتحدّث عن السلام باعتباره مبدأ مشتركًا بين جميع الأديان، وقال: "السلام العالمي هو أن يعمّ السلام العالم، وألّا نرى الحروب والدمار"، مشيرًا إلى أن الكلمة قد تُشعل حربًا، وقد تُشيع سلامًا، وأن العدوان على إنسان واحد عدوان على البشرية كلها، مستشهدًا بقوله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أو فسادٍ في الأرضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].
وأشار إلى خطبة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بعد تولّيه الخلافة التي قال فيها: "الضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ له حقه، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه"، مؤكدًا أن رعاية الضعفاء أساس الاستقرار في الأمة.
وتساءل: "كيف نرجو أن يعمّ السلام، وهناك شعب يُظلم كل يوم؟"، في إشارة إلى معاناة الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن القدس عاشت 13 قرنًا في سلام تحت حكم المسلمين، وأن المساجد والكنائس والمعابد تجاورت في ظل هذا السلام.
وأوضح أن القرآن أمر بالمحافظة على دور العبادة كلها، مستشهدًا بقوله تعالى:{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40].
وعلّق على حوادث حرق المصحف في أوروبا، قائلًا: "ما قام به البعض في الغرب من حرق للمصحف الشريف فعل مشين، يستفز مشاعر نحو ملياري مسلم، ويتنافى مع القيم الإنسانية والدينية".
وأكد على أهمية التربية والتعليم في بناء الأجيال، مشيرًا إلى قول النبي ﷺ: "اليد العليا خير من اليد السفلى" [رواه البخاري]، موضحًا أن "اليد العليا" تعني في هذا العصر يد العلم والمعرفة والإنتاج والصناعة والزراعة.
وقال: إن طالب الأزهر منفتح على الجميع، وهو سفير للتسامح والمحبة أينما كانت دولته، وأن الأزهر يشارك مع الكنيسة بقوة في تعزيز دور بيت العائلة المصرية الذي يرعاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن مصر مليئة بالخير، مشيرًا إلى الربط العجيب في القرآن بين سيناء والزيتون، لافتًا إلى أن العلماء أثبتوا أن زيتون سيناء من أجود الأنواع، وأن ذلك من أسرار البركة في أرض مصرنا الحبيبة.