فنانة تشكيلية فلسطينية تطلق مبادرة تعليم الرسم لتخفيف وطأة الحرب في غزة
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
في مركز إيواء بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تساعد الفنانة التشكيلية رنا صيدم إحدى الفتيات على تعلّم فنون الرسم كجزء من نشاط تعليمي تنفذه بشكل فردي، للتخفيف من وطأة الحرب الإسرائيلية.
وتجد صيدم (25 عاما) في ممارسة الرسم وتعليم فنونه للآخرين وسيلة فعّالة للهروب من الظروف المعيشية القاسية التي أنتجتها الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأطلقت الفنانة الفلسطينية مؤخرا المبادرة بالتعاون مع إدارة مركز الإيواء، الذي لجأت إليه عقب قصف منزلها بمخيم النصيرات.
تفريغ الطاقة السلبيةوتعتقد أن المبادرة تساهم بتفريغ الطاقة السلبية لدى النازحين، خاصة الأطفال، وتخفيف التوتر والضغوط النفسية التي تراكمت لديهم تحت جحيم الحرب على قطاع غزة.
لاقت المبادرة إقبالا لافتا من النازحين، خاصة الأطفال، داخل مركز الإيواء، والذين لا يجدون عادة أي مجال للانخراط في الأنشطة التعليمية أو الترفيهية غير هذه المبادرات القليلة التي يطلقها أفراد.
في إحدى غرف مركز الإيواء، يمارس نازحون، من بينهم أطفال، موهبة الرسم بمساعدة صيدم في أجواء حيوية مليئة بالسعادة التي كانت واضحة على وجوههم.
استعادة شغف الرسموهي تجلس بين مجموعة منهم، تقول صيدم "شعرت في فترة نزوحي بالكثير من اليأس والإحباط، وفقدان الشغف بممارسة موهبة الرسم".
لكن بعد فترة فكرت الفنانة الشابة في طريقة لتبديد اليأس والترويح عن الأطفال والتخفيف من التوتر الذي يعيشونه جراء الحرب، ما دفعها لإطلاق دورة لتعليمهم فنون الرسم، وفق قولها.
وتوضح أنها نجحت من خلال هذا التدريب في "تعليم عدد من النازحين فنون الرسم، حيث باتوا ينتجون لوحات جميلة".
وتشير إلى أن الأمر ساعدها في استعادة شغفها بممارسة هواية الرسم، وشحنها بالطاقة الإيجابية مجددا.
وتصف الخطوات الأولى لتعليم الرسم بأنها "صعبة"، خاصة تحت ظروف استثنائية يعيشونها أبعدتهم عن استخدام الأقلام لأكثر من 9 شهور، وفق قولها.
لكن روح الإصرار والتحدي وحب التعلم التي أبداه النازحون والأطفال جعلتهم يصلون لنتائج مرضية في فن الرسم، حسب صيدم.
وتتابع وهي تساعد إحدى الفتيات على إجراء بعض التعديلات على رسمتها "الجميع يمارس هواية الرسم بشغف وفرحة".
لوحات تُجسد الحربتقول صيدم إن النازحين لجؤوا للتعبير عما يدور في أذهانهم من خلال رسوماتهم، مما ساعدهم على تخفيف الضغط النفسي.
وانعكست الحرب على تلك اللوحات التي اتسم بعضها بطابع حزين، وجسدت حالة "الدمار والقتل والمأساة التي يعيشها سكان القطاع جراء استمرار الحرب".
وتضيف صيدم عن ذلك "كل فلسطيني من غزة له قصة أو حكاية معينة يمكن أن يحدّث الآخرين بها، لكن بطريقته إما بالكتابة أو الرسم أو الغناء أو بالكلام".
تحديات وصعوباتتواجه صيدم الكثير من التحديات والصعوبات خلال تنفيذها المبادرة، في مقدمتها توفير أدوات الرسم من أقلام وأوراق وألوان.
وتقول إن أدوات الرسم تتوفر بصعوبة في غزة وسط ارتفاع ثمنها بشكل مضاعف جراء إغلاق المعابر ومنع دخول البضائع.
وتأمل الفنانة أن تقف الحرب وتفتح المعابر وتبدأ عملية إعمار غزة، وتنتهي مآسي الفلسطينيين، وتعود الحياة إلى طبيعتها وإلى الشعور بالأمان مجددا.
وفي مراكز إيواء مختلفة بقطاع غزة، يعيش نحو مليوني نازح فلسطيني ظروفا صعبة، يفتقدون فيها سبل العيش الكريم، فيما تنتشر بينهم الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ ونقص المياه والغذاء، وانخفاض مستوى النظافة.
فسحة للتفريغ النفسيزين أبو عيدة إحدى النازحات اللواتي التحقن بمبادرة تعلم الرسم، تقول إنها تجد في الرسم أداة لتفريغ الطاقة السلبية والهروب من واقع الحرب المرير، والتخفيف من تداعياتها القاسية.
وتضيف أبو عيدة (20 عاما) النازحة من شمال غزة "هذه المبادرة ساهمت في تخفيف صعوبات الحياة، كما بددت مشاهد الدمار والقصف الذي تختزنه أذهاننا، فضلا عن تشتيت حالة الخوف اليومي الذي نحياه".
وتعتبر أن "التعلّم والمشاركة في كل ما يمكن أن يشكّل إضافة جديدة أسلوب من شأنه خلق حالة من التحدي لممارسات الجيش الإسرائيلي، الذي يحاول تدمير كل سبل الحياة لدى الفلسطينيين".
وتكمل "هكذا نعبّر عن وجودنا، وأننا ما زلنا أحياء، نعبر بالرسم وننقل المعاناة للعالم".
وتضيف وهي ترسم وسط زميلاتها، وتبكي حزنا على الواقع الصعب "إسرائيل دمرت مستقبلنا بالكامل، وما زالت تواصل تدمير كل ما هو جميل في قطاع غزة".
تصف أبو عيدة الواقع بأنه "مرير"، قائلة "لا يمكن وصف هذا الشعور الأليم، نزحنا إلى جنوب غزة ووالدي لا يزال في الشمال يعاني الحرب والجوع، لكننا رغم ذلك سنتعلم ونرسم ونزرع الأمل".
وتطالب المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة".
وتتساءل باستنكار "ألا يكفي 9 أشهر من القتل والدمار والتهجير؟! لماذا نعيش هذه الظروف، في حين أن باقي العالم يعيش حياة طبيعية يدرس ويلهو ويتعلّم ويفرح ونحن نعيش حربا قاسية؟!".
ومنذ 9 شهور تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أميركي، خلفت نحو 125 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب، متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الظهران.. مبادرة بيئية لتنظيف شاطئ الصدف وتوعية المتنزهين
نفذت بلدية مدينة الظهران، مبادرة بيئية توعوية استهدفت تنظيف شاطئ الصدف، وذلك في إطار جهودها المستمرة والمتواصلة للمحافظة على البيئة الساحلية والحد من بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تصدر من قبل بعض المتنزهين.
وتهدف هذه المبادرة النوعية إلى ترسيخ السلوك البيئي الصحيح لدى أفراد المجتمع وإبراز القيمة الحقيقية للشواطئ كوجهات سياحية وكنوز طبيعية يجب الحفاظ عليها.توعية المتنزهين
أخبار متعلقة أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى التحول الرقمي 2025 بالدمامأمير الشرقية يرعى حفل تكريم داعمي جمعية "أرفى" للتصلب العصبي المتعددأوضح رئيس بلدية مدينة الظهران، المهندس فيصل القحطاني، أن البلدية ركزت في هذه المبادرة على أن يكون لها طابع توعوي في المقام الأول، إلى جانب العمل الميداني الفعلي لتنظيف شاطئ الصدف.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي من هذه الجهود هو المحافظة على نظافة وجمال البيئة الساحلية، وترسيخ السلوك الصحيح الذي يُفترض على جميع مرتادي الشواطئ اتباعه عند التعامل مع البيئة المحيطة بهم.
وأضاف أن هذه المبادرة البيئية تسعى بشكل أوسع إلى تعزيز أنماط السلوك الإيجابي والإنساني لدى أفراد المجتمع، وتنمية العادات الصحية السليمة في التعامل مع الموارد البيئية المختلفة.قيمة حقيقية
أكد على أهمية مثل هذه الفعاليات في إبراز القيمة الحقيقية للشواطئ والأماكن السياحية، والتأكيد على ضرورة تكاتف الجهود للحفاظ عليها وحمايتها من أي ملوثات أو تجاوزات.
ونوّه إلى سعي البلدية الدؤوب والمستمر في مجال التوعية بأهمية الشواطئ ودورها الحيوي في حماية البيئة بشكل عام.
وأكد على أن هذه الجهود تدعم سلامة النظام البيئي والحياة البحرية، مشددًا على أن مثل هذه المبادرات البيئية ستستمر وتتواصل كجزء لا يتجزأ من مسؤولية البلدية تجاه البيئة والمجتمع المحلي، ولضمان استدامة هذه الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.