قال الخبير العسكري العقيد ركن حاتم الفلاحي، إن عمليات المقاومة الأخيرة في قطاع غزة شهدت تطورا نوعيا لم يكن معتادا في العمليات السابقة.

وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أعلنت أنها أوقعت اليوم الخميس قوتين إسرائيليتين في كمينين بمدينة رفح جنوبي القطاع وحي الشجاعية في مدينة غزة، شمالي القطاع.

وفي تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، أوضح الفلاحي أن التطور النوعي الذي شهدته عمليات المقاومة الأخيرة يتمثل في إتباعها الكمائن النوعية التي تنصبها لجيش الاحتلال، اشتباكا مباشرا كأحد مراحل المواجهة العسكرية بين الطرفين.

وأشار إلى أن عملية الاحتلال في حي الشجاعية بمدينة غزة شمالي القطاع، تشهد في يومها الثامن تصاعدًا مستمرا في الفعاليات القتالية من قبل فصائل المقاومة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة.

وأوضح الفلاحي أن الكمين الذي نفذته القسام بحي الشجاعية يأتي في سياق التطور الميداني لأداء المقاومة لافتا إلى أنه تضمن اشتباكات مباشرة بعد تنفيذ الكمين، وهو ما يعكس تغيرًا في نمط العمليات القتالية، حيث كانت الكمائن السابقة تقتصر على تفجير الألغام والانسحاب السريع.

وأضاف أن المعارك في الشجاعية تشهد نقاط تماس مباشرة مع القوات المتوغلة، وهو ما يؤكد شدة وضراوة المواجهات المستمرة، مضيفا بأن استمرار تواجد القوات الإسرائيلية في هذه المناطق سيؤدي إلى مزيد من العمليات الاستنزافية من قبل المقاومة.

تخطيط دقيق

كما أشار الفلاحي إلى أن العمليات في رفح جنوبي القطاع تتصاعد أيضًا، مشيرا إلى كمين كتائب القسام في تل السلطان، الذي أدى إلى مقتل جميع أفراد القوة الإسرائيلية المستهدفة باستخدام صاروخ سام 7.

ويرى الخبير العسكري أن استغلال القسام فتحات الأنفاق لاستدراج القوات الإسرائيلية قبل تنفيذ التفجير، يعكس التخطيط الدقيق والتنظيم العالي.

وأكد الفلاحي أن إدخال المقاومة لأسلحة جديدة مثل صاروخ سام 7 وصاروخ السهم الأحمر يشكل إضافة نوعية للقدرات القتالية، كون هذه الأسلحة، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، فعالة للغاية ضد الطائرات المروحية وتحد من حركة الطيران الإسرائيلي في المناطق المتوترة.

وأضاف الفلاحي أن استهداف مناطق غلاف غزة يأتي ضمن إستراتيجية المقاومة لتعطيل الإمدادات اللوجستية للقوات المتوغلة، مما يزيد من تعقيد العمليات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن التصعيد الحالي بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة يظهر عدم التزام إسرائيل بالبعد الجغرافي في عمليات الاستهداف، فيما تتسم ضربات حزب الله بالكثافة مع الافتقار إلى الدقة، وهو ما يعكس تباينًا في إستراتيجيات الطرفين.

ويرى الفلاحي أن الاحتمالات لا تزال مفتوحة لتصاعد المواجهات في الفترة المقبلة، والتي من شأنها أن تنتهي بحرب مفتوحة بين الجانبين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الفلاحی أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

حركة فتح للجزيرة نت: نرفض العمليات الإسرائيلية في الضفة ونقدم الدعم بغزة

قال المتحدث باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إياد أبو زنيط إن الحركة ترفض رفضا قاطعا العمليات الميدانية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم وجنين وعموم الضفة الغربية، مؤكدا على دور الحركة في دعم الفلسطينيين بقطاع غزة.

واعتبر أبو زنيط -في تصريحات للجزيرة نت- أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة استمرار للنهج العدواني ضد الشعب الفلسطيني، وتقويض للسلطة الفلسطينية بشكل عام، كما أن تلك العمليات تهدف في النهاية إلى تهجير سكان الأرض الأصليين.

كما أكد رفض حركة فتح مخططات إسرائيل بضم الضفة الغربية أو أي جزء منها، معتبرا ذلك تهديدا حقيقيا للوجود الفلسطيني.

وتتهم حركة فتح بعدم اتخاذ مواقف إيجابية واضحة مما يجري في غزة والضفة، والسكوت عن توجيه أي لوم صريح ومباشر لإسرائيل.

وقال أبو زنيط إن حركة فتح موجودة دوما في الميدان، وقد استشهد عدد من قادتها في مواجهات المقاومة الشعبية، مدللا بأن الإعلام الإسرائيلي يضج بالتقارير التي تتحدث ضد فتح، مشيرا إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين ضد فتح وقيادتها ورفض سلوك السلطة نابعة مما تشكله فتح من حائط صد أمام "المشروع الصهيوني" برمته وأمام الحكومة الإسرائيلية الحالية.

توجه سياسي

وأكد أبو زنيط على دور حركة فتح التي يتحدث باسمها في التصدي للاحتلال على الأرض "من خلال مطالبتها الدائمة للحكومة بتبني سياسة واضحة لتعزيز صمود دعم المواطن في الضفة والمخيمات، وهو فعليا ما يتم من خلال مخصصات مالية وبرامج مختلفة، ومن خلال الدفاع عن حقوق المواطنين في المحافل الدولية وغيرها".

كما شدد على دور فتح في الضغط من أجل وقف الحرب بقطاع غزة منذ اليوم الأول للعدوان، ولذلك كان هناك توجه سياسي واضح لاستصدار قرارات من مجلس الأمن لوقف العدوان، والتي أعاقها الفيتو الأميركي، مشيرا إلى التنسيق عالي المستوى مع الدول العربية في سبيل وقف العدوان.

إعلان

وأكد أبو زنيط على الجهود الإغاثية والدعم المالي اللذين تقدمهما فتح للقطاع، بالإضافة إلى تشكيل خطط حكومية للتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة، وفضح سلوك إسرائيل في غزة إعلاميا، والذي استشهد في سبيل ذلك عشرات من موظفي الإعلام الحكومي.

وأشار مسؤول فتح إلى سعي الحركة بكل قوتها لوقف العدوان، لأنها تعرف ومتيقنة تماما أن ما يحدث مدمر للقضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الحصار المالي والاقتصادي والاعتقالات الكثيرة في صفوف أفراد الحركة بالضفة دليل على أنها تشكل مشروعا فلسطينيا مهما ضد إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: عمليات مقاومة غزة تؤكد مركزية التخطيط ولا مركزية التنفيذ
  • خبير عسكري: توغلات جيش الاحتلال بغزة تصطدم بعمليات نوعية للمقاومة
  • محللون: فيديو القسام يمس “الكرامة الإسرائيلية” ورسالة تفاوض بالنار
  • محللون: فيديو القسام يمس الكرامة الإسرائيلية ورسالة تفاوض بالنار
  • خبير عسكري: محاولة أسر جنود بغزة خطط مدروسة وليست مصادفة
  • خبير عسكري: توغل الاحتلال بمخيمات النازحين ورقة ضغط تفاوضية
  • حركة فتح للجزيرة نت: نرفض العمليات الإسرائيلية في الضفة ونقدم الدعم بغزة
  • “مرغنا أنف الاحتلال في وحل غزة”.. قيادي قسامي يتوعد بعمليات أسر قريبا
  • مرغنا أنف الاحتلال في وحل غزة.. قيادي قسامي يتوعد بعمليات أسر قريبا
  • خبير عسكري: الخسائر تجعل الاحتلال يعجز عن إتمام عمليته البرية في غزة