أولمبياد باريس 2024 على الأبواب، البعثة المصرية الرسمية، وهى بالمناسبة الأكبر على المستويين القارى والعربى، أمام طموحات وأحلام جديدة، وبين واقع الماضى، وطموحات القادم تطل علينا دائماً من بين تسلسل الحكايات قصة من ذهب فى سجلات الأخلاق أولاً، نضعها أمام أبطالنا قبل الحدث العالمى لتكون القدوة والمثل لمن يريد أن يضع نفسه فى قائمة المجد والشهرة بكل نزاهة وشفافية بعيداً عن الشهرة المزيفة.
«محمد على رشوان» صفحة خاصة فى تاريخ الأولمبياد تتعلم منها الأجيال، بطل كتب لنفسه مجداً خاصاً بحروف غير قابلة للمحو من قلب وعقل كل من يعرف أصول وقيم الرياضة، فى موقف وتصرف خاص جعل مصر موطن الأخلاق والروح الرياضية لكل من يريد أن يتعلم أصول المنافسة، المصرى الأصيل فضل أن يضع نفسه ثانياً على منصة التتويج بالأولمبياد بدلاً من السير فى طابور وعالم يزحف من بداخله إلى الفوز وتصدر المشهد ولو بطرق غير شرعية، «بطل الذهب أخلاق» أخذ من ميثاق الشرف الأولمبى أفضل ما فيه، «احترام الإنسان، وتبنى الروح الرياضية»، ومن الجودو القيم الأساسية للعبة «الشرف والاحترام والنزاهة»، كان يمكنه ضرب قدم منافسه المصاب ياسوهيرو ياماشيتا ليعود بالذهب من أولمبياد لوس أنجلوس لكنه لم يفعل، واكتفى بالميدالية الفضية، «دينى يمنعنى من ذلك» هكذا رد على من قالوا له «لماذا حرمت نفسك من المجد الأولمبى»؟
محمد على رشوان، فى أولمبياد لوس أنجلوس 1984، قدم خدمة جليلة للجنة الأولمبية الدولية، برهن أن المواثيق ليست حبراً على ورق، فى كل مرة تريد اللجنة تذكير الناس بميثاق شرفها تعيد اسم البطل المصرى إلى الأذهان، «درس لا ينسى فى الأخلاق»، فى اليابان موطن الجودو وأبطاله يعلمون الصغار «أخلاق رشوان» من القيمة هذه تبدأ عندهم رحلة صغارهم مع اللعبة، يعلقون صوره فى الصالات ومراكز ممارسة اللعبة، يفتخرون به كأنه واحد من أبطالهم، يدرسون أخلاقه العالية لطلبة المدارس الإعدادية والثانوية، والسؤال الدائم هناك أمام طلابهم ماذا تفعل لو كنت مكان البطل المصرى فى تلك المباراة؟! هى حالة حب خاصة يقول عنها رشوان «الشعب اليابانى أعطانى كارت محبة للدخول والخروج والإقامة فى أى وقت وأفضل هدية هى شريكة حياتى اليابانية والتى أعلنت إسلامها».
«ياماشيتا» حصل على ذهب لوس أنجلوس واختفى، ورشوان اكتفى بالميدالية الفضية وصار اسماً فى عالم الأخلاق والرياضة الحميدة، البطل اليابانى ضم إلى رصيده ميدالية، وسطراً فى سجل الذكريات، والبطل المصرى منح بلده ميداليات لا تعد ولا تحصى من الحب والاحترام، صحف العالم أفردت له العديد من الصفحات، منظمة اليونيسكو تصدر بياناً تُشيد بأخلاقه، اللجنة الأولمبية تمنحه لقب أحسن خلق رياضى فى العالم، «ليكيب الفرنسية» تضع اسمه ضمن قائمة أفضل 6 رياضيين فى عام 1984، الإمبراطور اليابانى يمنحه وسام الشمس المشرقة، مصر تكرمه بوسام رئاسى ولقب سفير الرياضة والأخلاق، وكلها دلالات واضحة على أن ما فعله من تربى على رائحة «يود» بحر الإسكندرية، أكبر بكثير من مجرد الفوز بميدالية.
فى الخارج يكرمون رشوان ويستفيدون من وجوده علماً فى البطولات العالمية والتسويق لها، وفى الداخل أين نحن من وجود هذه القدوة بيننا؟ أعلم أن البطل تقدم من سنوات بطلب لوزارة السياحة لاستغلال اسمه فى الترويج أمام اليابانيين وشعوب العالم لمعالم السياحة المصرية، رشوان كان واثقاً من نجاحه فى استقدام أعداد كبيرة من الشعب اليابانى وغيرهم لزيارة المحروسة سياحياً، الطلب وضع فى سلة الإهمال، لم يجد لسنوات طويلة من يؤمن بالفكرة.
وبمناسبة أولمبياد باريس نعيد الفكرة ونضعها أمام الحكومة المصرية بثوبها الجديد ممثلة فى «الوزير الثقة»، الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة الشباب والرياضة، وشريف فتحى، وزير السياحة، معاً لعل وعسى تجد الطريق للتنفيذ بصورة جدية، وتعميمها مع رشوان، وكل أبطالنا ونجومنا فى مختلف الألعاب، مثل محمد صلاح والننى ونجوم ونجمات الاسكواش، والمدربين الأجانب للكرة فى المحروسة وغيرهم فى حملة كبرى على طريقة مصر ترحب بكم «Egypt welcomes you» لفتح باب خير يستحقه بلدنا فى ظل ظروف وتحديات عالمية صعبة، فهل من مجيب؟؟
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 بعثة مصر فريال أشرف كرم جابر أشرف صبحي لوس أنجلوس
إقرأ أيضاً:
«الفاصلة» تُهدي لوس أنجلوس بطاقة «مونديال الأندية»
لوس أنجلوس ( رويترز)
أخبار ذات صلة
أحرز دينيس بوانجا هدفاً في الوقت الإضافي ليقود فريقه لوس أنجلوس إف. سي الأميريكي إلى الفوز 2-1 على كلوب أميركا المكسيكي في المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم للأندية لكرة القدم على ملعب «بي.إم.أوه» في لوس أنجلوس.
وأحرز بوانجا الذي قاد معظم هجمات لوس أنجلوس في المباراة، هدف الفوز في الدقيقة 115، بعد أن أطلق تسديدة قوية اصطدمت وغيرت اتجاهها لتسكن الشباك.
وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، حصل كلوب أميركا على ضربة جزاء في الدقيقة 62، عندما راجع الحكم ويلتون سامبايو تقنية حكم الفيديو، ليحتسب خطأ ارتكبه مارك ديلجادو على إريك سانشيز.
وتقدم البديل برايان رودريجيز الذي شارك في 64 مباراة مع لوس أنجلوس بين عامي 2019 و2022، ليسدد ركلة الجزاء في مرمى الحارس هوجو لوريس.
وضغط لوس أنجلوس بقوة في محاولة للعودة في النتيجة، وأثمر ضغطه عن تسجيل هدف التعادل، عندما وضع إيجور جيسوس الكرة بضربة رأس في الشباك من ركلة ركنية في الدقيقة 89 مسجلاً هدفه الأول مع الفريق، ويأخذ المباراة إلى الوقت الإضافي.
وتأهل الفريق الأميركي إلى كأس العالم للأندية، وسيلعب في المجموعة الرابعة إلى جانب فلامنجو البرازيلي والترجي التونسي وتشيلسي الإنجليزي.
وأقيمت المباراة الفاصلة لتحديد الفريق رقم 32 في كأس العالم للأندية، بعد طرد نادي ليون من البطولة في مارس الماضي بسبب خرق قواعد الملكية، كما تم رفض استئناف النادي المكسيكي في محكمة التحكيم الرياضية.
وتقام كأس العالم للأندية الموسعة التي تضم 32 فريقاً في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليو في الولايات المتحدة، ويبلغ مجموع جوائزها مليار دولار.