صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-09@15:38:13 GMT

البرهان وساعتا التوهان!

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

البرهان وساعتا التوهان!

البرهان وساعتا التوهان!

بثينة تروس

طوال سنوات حكومة المؤتمر الوطني عولت الحكومة في الكذب على الشعب باستخدام وزراء يجيدون الكذب، وإعلاميين خنوعين، ورجال دين دجالين.. وكل ما زاد حجم الرشاوي تضخم لديهم حجم الكذب وتنوعت أساليبه.. والبرهان صنيعة ذلك المشروع.. فبعد أن فرغ إعلام الفلول من تزييف حقيقة جماعة كتيبة البراء، والمستنفرين، وحرب الكرامة، وفقد فعاليته بعد تمدد قوات الدعم السريع، وخابت اماله في النصر، اصبح مهدداً إعلامياً للجنرال، حينها التفت إلى اعلام البلاط القديم، لعلمه انهم يجيدون صناعة تغبيش الوعي للرأي العام، فاستدعاهم استدعاء فرعون للسحرة، ان اجمعوا كيدكم، وأرموه أمام الشعب ليكذب ما يلاقي في محنته من موت، واستباحة ارض وعرض، وذل وهوان، وإخراج من البيوت والمدن، وهو يهيم بلا وجهة آمنة هربا من الجنجويد.

وبالفعل تسارع الصحفي ضياء الدين بلال وصحبه ملبين النداء في سباق الولاء، فحدثنا عن أن البرهان (مد يده الى الأمام وابتسم ابتسامته تلك وقال: “ما تشوفوا سنجة وجبل موية والزوبعة دي، أنا شايف النصر أمامي كما اراكم جلوساً الآن وبيننا الأيام”) انتهى.

وبالطبع (ابتسامته تلك)! هي من لغة التمسح ببلاط الحكام، اذ أن الشعب لم تفرغ عيونه من سحائب الدمع منذ مجزرة القيادة العامة وحتى قيام هذه الحرب، لكي يشهد تلك الابتسامة! وبالمقابل شهد السودانيون قائداً عسكرياً فاشلاً، منذ ان قام بانقلابه في 25 أكتوبر 2021م وعجز عن إقامة حكومة لمدة عام، ثم وقف مكتوف اليدين عن حفظ أمن وسلامة المواطنين، من إرهاب 9 طويلة، والخلايا الإرهابية، والعصابات التي روعت الناس في الشوارع! فصاحب تلك الابتسامة، لعله حالماً، في غيبوبته يسمي نزوح آلاف الأسر الهاربة من جحيم الحرب والقصف العشوائي، صوب القضارف والنيل الأزرق، (بالزوبعة)!.

وبالمقابل أعلنت حكومة القضارف ان اعدادهم (بلغت 120 ألف نازح، تم حصر 90 الفاً منهم بواسطة وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية، وأكثر من 20 منظمة وطنية دولية) وبحسب (اوتشا) الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ان 55 الف مواطن فروا قبلا من الخرطوم والجزيرة بإضافة الفارين من سكان سنجة وحدها! هذا بخلاف تعريف برهان (البلابسة)! لذلك لن يجنح الرجل للسلام فهو لا يرى الواقع بحسابات عسكرية وناتج معارك على الأرض، او احتياجات مواطنين نازحين من ويلاتها.

و(ساعتان مع البرهان) وفي حضرة اعلاميي السقوط الإسلاموي هي بحساب العمر كله، للفارين واللاجئين الذين يرجون وقف الحرب، بل اكدت تصريحاته ان عناءهم لا يعني قائد الجيش في شيء! فهو ليس مشغول بفتح ممرات الإعانات الإنسانية، وتوفير المساكن والعلاج والأمان لهم.. وكما ورد في تصريحات تلك الساعتين قوله (قايلني مكنكش في السلطة وعاوز الحكم!؟ والله لو بمرادي ورغبتي اخلع حذائي واغادر اليوم قبل الغد، ولكنها مسؤولية بلد وواجب وطن لن نسلمه لهم) انتهى.

اما كنكشة الجنرال، فالشعب شاهدا عليها، الم يقل قبلاً انه الوصي على الشعب؟ حين كانت معركته مع المدنيين وليس مع غوله الذي رباه! (نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه، لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد).. وحين خرجت الجماهير الهادرة، تطالب بإسقاط البرهان وحكومته، وإبعادهم عن السلطة، مؤكدين في هتافاتهم ان (الجيش جيش السودان الجيش ما جيش برهان) ومطالبين (العسكر للثكنات)، لم يستطع ترك مقعده ويغادر بل انقلب على من يفترض أن يستلموا منه رئاسة مجلس السيادة بعد انتهاء فترة رئاسته واعتقل طاقم السلطة التنفيذية وزج بهم في السجون، ضاربا بعرض الحائط الوثيقة الدستورية التي نصبته رئيسا لمجلس السيادة لمدة 21 شهرا..

كما ان الشعب يعلم ان الجنرال حالم ولن يستطيع فعل ذلك، لأنه ببساطة لا يرتدي حذاءه الأصلي كقائد عسكري، مسؤول عن وحدة الوطن وحماية اهله، إذ هو يرتدي حذاء أسياده من الفلول، ويضيق هذا الحذاء عقب كل تقهقر للجيش من اللايفاتية في مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يضعون الخطط العسكرية، ويسمحون لأنفسهم بتوجيه سير المعارك، كما يأمرون قيادة الجيش بتنفيذ خططها الواهمة، فتجدهم تارة يمجدون البرهان، واخرى ينزعون هيبته العسكرية، يهددونه ويحطون من قدره، فالجنرال لا يملك زمام امره لكي يخلع نعليه. لذلك رجع للحيل المجربة باستدعاء البدائل من الإعلاميين المأجورين.

[email protected]

الوسومالبرهان السودان القضارف الكيزان بثينة تروس جبل موية سنار سنجة ضياء الدين بلال مجلس السيادة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان السودان القضارف الكيزان جبل موية سنار سنجة ضياء الدين بلال مجلس السيادة

إقرأ أيضاً:

إعادة التفكيك!!

أطياف

صباح محمد الحسن

طيف أول:

لتلك البقاع التي جهلت وجودها، والأصوات المزدحمة على متن الحنجرة، ولكل حبر أنبّه الحرف على الانسكاب.

وعداء الإخوان للجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو ليس مجرد خلاف سياسي، بل هو عداء بسبب الصراع على بقاء شبكات النفوذ والفساد التي تمثل أساس قوة التنظيم؛ فاللجنة كانت بمثابة الأداة التي تهدد هذه البنية، لذلك ظل “الكيزان” يواجهونها بكل الوسائل الممكنة. وسعت فلول النظام بشتى أنواع السبل الملتوية لاستعادة ما نزعته لجنة التفكيك، التي شكّلت مهدداً واضحاً للإمبراطورية الكيزانية المليئة بالفساد. لذلك كانت عودة الإخوان عبر الانقلاب لاسترداد ما نهبوه من عقارات وأراضٍ وأموال، إلا أن البرهان ظل حريصاً على تغطية ضوء الشمس بسبابته عندما ينفي وجود الكيزان.

وبالأمس قال الأمين العام للجنة تفكيك نظام الإخوان، الطيب عثمان يوسف، إن عناصر التنظيم لا تزال متغلغلة في مختلف مؤسسات الدولة، وكشف عن احتفاظ اللجنة بقاعدة معلومات تحتوي على بيانات متكاملة عن عضوية المؤتمر الوطني التي تسيطر على كافة مفاصل الدولة، على عكس التصريحات التي أنكر فيها قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان هيمنة عناصر التنظيم على السلطة.

وأكد الطيب في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية” أن “الدولة العميقة” لا تزال قائمة، وأن الجيش أعاد 98% من الموظفين المفصولين سابقاً؛ بسبب انتمائهم لتنظيم الإخوان، مما يعكس أن السيطرة الفعلية للتنظيم على الجهاز الحكومي والخدمة المدنية تفوق ما يتم تداوله رسمياً.

وأشار إلى أن سيطرة التنظيم تمتد إلى مؤسسات أمنية وعسكرية، إضافة إلى شبكة مصالح اقتصادية تضم تجاراً ومستوردين، وتدير شركات تعمل في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وعدة دول آسيوية وأفريقية.

وتصريحات يوسف تؤكد أن الفريق عبد الفتاح البرهان لا يرى عنصراً دخيلاً في الجيش، لأن وجود الإخوان في المؤسسة ومفاصل الدولة أمر طبيعي بالنسبة له. فنسبة 98% تعني أنه ربما يرى البرهان أن 2% من غير المنتمين للتنظيم هم الدخلاء على المؤسسة العسكرية باعتبارهم لا ينتمون إلى التنظيم.

وبعد الانقلاب تحولت ساحة القضاء إلى مناصرة الظلم لا إلى تحقيق العدالة، عقب انقلاب القائد العام للجيش السوداني البرهان على الحكومة المدنية في البلاد في 25 أكتوبر، حيث أصدر قراراً بتجميد عمل اللجنة، وأعاد تشكيلها بواسطة القاضي محمد علي محمد بابكر، الشهير باسم «أبو سبيحة»، المحسوب على الإسلاميين..

وقام القاضي الشهير أبو سبيحة بإعادة كل المفصولين من قبل لجنة التفكيك إلى مواقعهم في الدولة، في الوقت الذي خصص فيه البرهان مكتباً سياسياً لعلي كرتي الناجي من السجن، بعدما مازج البرهان عدداً من الإسلاميين في السجون تلبية لأوامر الثورة، لكن ظل علي كرتي خارج السجن ليلعب دور ما بعد الانقلاب.

ولم يعترض البرهان على تشكيل محاكم صورية، ليقوم فيها القضاء بإعادة نظام المخلوع إلى مكانه الطبيعي. وفتح القاضي محمد أبو سبيحة محكمته التي أعادت للكيزان حقوقهم من مال الشعب، وكانت هذه أكبر فضيحة قضائية يشهدها تاريخ القضاء. فكل من يحمل قرار فصل من لجنة التفكيك أو سحب أراضٍ أو حجز أموال، كان أبو سبيحة يختم له بإعادتها، دون أن يتحرى أو يتأكد من صحة ومشروعية ملكيتها. وكانت أشهرها عندما أعاد لعبد الباسط حمزة كل أموال المؤتمر الوطني المسجلة باسمه، ومن بينها القطعة الشهيرة بملايين الأمتار شرق وغرب شارع دنقلا حلفا.

وأبو سبيحة الذي عيّنه البرهان لم يُعرف بجرأته في إصدار قرارات مثيرة للجدل حول إلغاء قرارات لجنة إزالة التمكين، لكنه صاحب قلم للأعمال الحبر الذي كتب الرأي المخالف، حيث رأى أن قتل الشهيد المعلم أحمد الخير لم يكن قتلاً عمداً، فهو من كتب الرأي الأول في القرار، واجتهد في إقناع بقية أعضاء الدائرة بتأييد رأيه في إلغاء قرار محكمة الموضوع لتعديل الإدانة من القتل العمد إلى القتل شبه العمد.

فالبرهان الذي أتاح الفرصة للإسلاميين بعد الثورة وخدم “التمكين”، أشعل لهم الحرب حتى تكون فرصة لإعادة النفوذ واستمرار الصراع الذي طالما حمى سلطتهم.

لذلك فإن تصريحات الطيب عثمان يوسف تحمل في طياتها أن صوت التفكيك لم يمت مع الحرب التي أراد بها فلول النظام البائد طمس الحقيقة، وأن لجنة التفكيك ما زال لها صوت مرعب؛ فمتى ما حاول البرهان تغبيش الحقائق وتثبيتها خرج صوت الثورة ليحاصره من جديد. إذ لطالما أن لجنة التفكيك تحتفظ بقاعدة معلومات تحتوي على بيانات متكاملة عن عضوية المؤتمر الوطني، فهي ما زالت تحتفظ بمعلوماتها التي تمكنها من إعادة قانون التفكيك من جديد، إن كان بعودتها أو بعودة القرار لحكومة مدنية من جديد!!.

طيف أخير:

أوضح السفير الروسي في السودان، أندريه تشيرنوفول، أنه لا توجد تطورات جديدة بشأن نشر قاعدة بحرية روسية في السودان، وأن آخر اتفاق لإنشاء القاعدة الروسية يعود إلى عام 2020. الخبر يؤكد عدم انخراط روسيا في إبرام اتفاقيات جديدة بعد هذا التاريخ مع حكومة الانقلاب، وأن كل ما صدر من تصريحات حكومية بعد الحرب ما هو إلا ابتزاز سياسي للمجتمع الدولي.

الوسومصباح محمد الحسن

مقالات مشابهة

  • اعملوا انتخابات جديدة.. ترامب يطالب الشعب الأوكراني بـ تغيير زيلينسكي
  • إعلام إسرائيلي: الجيش عارض مقترحين لاغتيال السنوار والضيف قبل الحرب على غزة
  • القضارف تستضيف ورشة مناقشة مشروع القانون الإطاري للإدارة الأهلية بالسودان
  • بعد خسارة شريان النفط.. هل بات الجيش السوداني مجبرا على التفاوض؟
  • مبارك الفاضل ينتقد قيادة الجيش ويحمّلها مسؤولية الإخفاقات العسكرية في كردفان ودارفور
  • على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري
  • “صدمة غزة” تلاحق الجنود.. انتحار جندي إسرائيلي جديد وتحذيرات من أزمة نفسية و”انهيارت” داخل الجيش
  • إعادة التفكيك!!
  • السلطة المحلية في صعدة تنظم وقفة مسلحة تأكيداً على الجهوزية واستمرار التعبئة
  • نائبة أوكرانية: مقترحات السلام الحالية غير واقعية وروسيا تسعى للسيطرة وإذلال الشعب الأوكراني