فندق بفيلادلفيا يستضيف النباتات المنزلية أثناء سفر أصحابها
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
تتعدد أنواع الفنادق وتتباين فلم تعد فقط حكرا على السياح، أو المسافرين أو الراغبين في تمضية العطلات، فظهرت أنواع أخرى متخصصة تقتصر على الأسر التي لديها أطفال على سبيل المثال، وفنادق للعناية بالحيوانات الأليفة أثناء سفر أصحابها.
ومن الفنادق التي بدأت تحصل على الشهرة، تلك التي تستضيف النباتات لرعايتها مؤقتا عند سفر أصحابها، ومنها هذا الفندق المثير للدهشة، في فيلادلفيا، وهي ثاني أكبر مدن في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
تصطحب يولاندا بالمر الزوار عبر النباتات وأغصان الشجيرات المورقة، مارّين بنباتات السرخس العالية وشجيرات التين، ونباتات كف مريم ذات الأوراق التي تشبه الجبن السويسري، وصولا إلى فندق النباتات التي تبلغ مساحته 300 قدم مربعة، ويقع في الجزء الخلفي من متجر النباتات الذي تديره.
وذكرت صحيفة "ذي فيلادلفيا إنكوايرر" أنه في هذا المكان، توجد 10 أنواع من زهور الكليفيا الحمراء ونباتات الكركديه والعصاريات والصبار، وهي كلها تنمو تحت أشعة الشمس ونوافذ تمتد من الأرضية حتى السقف، وفي الأيام الملبدة بالسحب تساعد الأضواء التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء وبطاقة عالية، على تحويل السيقان إلى اللون الأخضر اليانع.
وتقوم "بالمر" بإعادة وضع النباتات والشتلات داخل أُصص أكبر حجما وتسميدها، ثم ترش زيت شجر النيم لطرد الحشرات، وتكون الخطوة التالية هي وضع جدول صارم ودقيق لري النباتات التي تستضيفها، حيث إن كثرة الماء تكون أسوأ من قلته.
وتشمل رعاية النباتات الزائرة للفندق تنفيذ برنامج لعلاج الأمراض التي تصيبها، ويتم علاج الكدمات التي تصيب الأوراق حتى تلتئم، وأيضا مداواة التربة للقضاء على الفيروسات الكامنة فيها.
وعندما يعود أصحاب النباتات من العطلات أو من السفر، أو بعد تمضية عدة أشهر في مهام عمل بالخارج، يجدون أن الشجيرات والصبار والصبار الأميركي ونباتات الثعبان، تتمتع بحالة صحية جيدة ومفعمة بالحيوية، والأكثر أهمية أنها يتم إعدادها لتنتعش عندما تعود إلى المنازل.
وتقول "بالمر" التي تتقاضى 75 دولارا في الأسبوع، مقابل خدمات استضافة النباتات والزهور بفندقها والعناية بها، وأيضا تقديم خدمات العناية بها في منازل العملاء، "كنت أحتفظ على الدوام بكثير من النباتات والحيوانات الأليفة في منزلي، وعندما كنت أسافر كنت أتمنى دائما أن أجد شخصا ما يرعاها في غيابي".
وشبت بالمر (52 عاما) عن الطوق في منطقة جنوب غربي فيلالي في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، ولمساعدتها على الابتعاد عن المشكلات، طلبت أمها منها أن يكون لها هواية تستوعب وقتها وطاقتها، ومن هنا أصبحت العناية بالنباتات هوايتها المحببة.
وعملت لمدة 14 عاما محاسبة ومنسقة فواتير، في شركة لتقديم خدمات الرعاية الصحية العامة، وأصبحت خلال فترة عملها خبيرة في إعداد جداول البيانات والميزانيات، وتركت بالمر عملها في الشركة عام 2019، لتحول هوايتها إلى نشاط تجاري وبدأت في بيع النباتات في المعارض والمنافذ غير الثابتة، وكانت بحاجة إلى مكان تخزن فيه نباتاتها، وبالتالي أنشأت متجرا في سوق جيري كورنر، وهو سوق للسلع المستعملة، وكانت تبيع النباتات 3 أيام في الأسبوع.
وتشاورت "بالمر" مع محبي النباتات المحتملين، حيث يمكن للأشخاص الذين يسافرون أن يشتروا نباتات الثعبان، ونخيل ذيل الحصان والصبار لأنها لا تحتاج إلى كثير من الري، وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة في المنازل، قد يريدون شراء نباتات السرخس أو الهويا الاستوائية لأن أوراقها ليست سامة.
وسارعت في عام 2021 إلى الانتقال إلى مساحة أصبحت شاغرة ومتاحة في شارع جيرمانتاون، وكان يشغلها من قبل مقهى تحول إلى متجر للتحف.
وتقول بالمر "إن ما يميزني حقا هو أنني أساعد الناس على العناية بنباتاتهم، وهذا العمل الذي أقوم به يستغرق وقتا ويحتاج إلى تفان ومساحة أمارس فيها نشاطي"، وهذا العمل يحتاج تخصصا وخبرة وعينا فاحصة، لأن النباتات عندما تمرض لا تستطيع أن تبث شكواها وتفصح عنها كما يفعل الإنسان المريض، ولا يمكنها أن تعلن عن طلباتها أو احتياجاتها، وعندما يلاحظ الفرد العادي ورقة صفراء في النبات أو ساق هشة يكون قد فات الأوان.
وشهد المكان المزدهر بالخضرة والزهور، دخول وخروج العديد من الزبائن الذين يمتدحون بالمر، لتفانيها في العمل وحرصها على العناية بالنباتات، وتعلق بالمر قائلة "كل ما أستطيع التعبير عنه هو شعوري بالسعادة البالغة، لأنني استطعت تحويل شغفي بالنباتات إلى عمل تجاري".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
في قلب حي الطالبية غربي القدس -الذي سُلب وهُجّر أهله منه بقوة الاحتلال عام 1948- افتُتح فندق "المسرح" الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، لاستقبال النزلاء.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية تناولت خبر الافتتاح إلى تزامن ذلك مع عملية "الأسد الصاعد" ضد إيران، ووصفت الافتتاح باللحظة المفاجئة والشجاعة، وأن القدس حظيت هذا الأسبوع بإضافة مرموقة إلى خارطة فنادقها، في خطوة ترمز إلى الثقة بمستقبل السياحة الإسرائيلية حتى في ظل الوضع الأمني المعقد.
ويأتي هذا الافتتاح في ظل وضع مأساوي يعيشه قطاع السياحي الفلسطيني بالقدس، حيث تطرق رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة إلى أن الفلسطينيين حاولوا تاريخيا الاستثمار وبناء الفنادق، لكن بعد حرب عام 1967 التي احتلت فيها إسرائيل شرقي القدس بني فندق واحد جديد فقط هو فندق "الدار".
وأضاف سعادة -في حديثه للجزيرة نت- أن السلطات الإسرائيلية لم تسمح بالتوسع العمراني في القدس، وصادرت الكثير من الأراضي، وما تبقى منها كان من الصعب على المقدسي إثبات ملكيته لها لأنها غير مسجلة في سجل الأراضي (الطابو).
وفي حال أثبت المقدسي حقه في الملكية فإنه سيجد صعوبة في استصدار رخصة لبناء فندق ثم تكاليف هذه الرخصة، ولاحقا تكاليف البناء، وفقا لسعادة.
"وبالتالي فإن القدرة الاستيعابية لفنادق القدس انخفضت إلى أكثر من النصف بعد حرب النكسة، إذ كان يوجد لدينا 4 آلاف غرفة فندقية موزعة على نحو 40 فندقا، واليوم توجد لدينا 1200 غرفة فقط موزعة على 24 فندقا، وهذا العدد لا يشمل النُزل السياحية التابعة للكنائس"، يضيف سعادة.
ومقابل هذا الرقم المتواضع فإن الفنادق الإسرائيلية في شقي المدينة الشرقي والغربي تضم 9 آلاف غرفة موزعة على عشرات الفنادق أضيفت إليها الآن 74 غرفة مع افتتاح الفندق الجديد رغم أن عددها لم يتجاوز ألف غرفة قبل عام 1967.
وبالعودة إلى حي الطالبية، ووفقا للدراسة التي أعدها الأكاديمي والباحث المقدسي عدنان عبد الرازق بعنوان "الازدهار المعماري العربي في غربي القدس المحتلة"، أُدرجت أسماء المالكين العرب من أصحاب الأراضي والعقارات في هذا الحي.
إعلانوهذه العائلات هي سلامة والجمل وبشارات وطنّوس وسنونو ودجاني والأطرش وماركوس وكنعان وأبو شقرة، بالإضافة إلى أوهان والكتاني وعوض والحلاق وحداد وأندوني وناصر وحجّار وأيوب وصبّاغ وشبر ومغنّم وخضر وكارمي وجلّوق وهاغوبيان والحسيني وجقمان وسلّومة وحبش.
وكل هذه العائلات طُردت بقوة الاحتلال إبان النكبة، واليوم وبعد 77 عاما يُفتتح فندق لعائلة "حاسيد" اليهودية في هذا الحي المسلوب.
وإضافة إلى هذه التفاصيل ورد في الفصل الثالث من الدراسة -الذي يحمل عنوان "نبذة عن الأحياء العربية الواقعة في الشطر الغربي المحتل من القدس الجديدة"- أن هناك إجماعا هندسيا ومعماريا على أن الأحياء العربية التي بنيت خارج أسوار البلدة القديمة -خاصة تلك التي بنيت في عشرينيات وثلاثينيات القرن الـ20- كانت فريدة في جودتها وطابعها المعماري.
ووفقا للباحث عبد الرازق، هناك أيضا إجماع على أن هذه الأحياء -ومن بينها الطالبية- أعطت القدس خارج الأسوار الطابع الحضاري المزدهر، إذ تميزت ببيوتها العائلية الفردية الواسعة، والتي لم تُشيّد عشوائيا بل كانت ضمن مخططات معمارية، بما في ذلك حجم قطع الأرض للبناء وتخطيط الشوارع والحارات بما يتوافق مع المخططات المعمارية الحديثة، ولم تقل قطعة الأرض للبناء فيها عن 800 متر مربع للمنزل الواحد.
وتميزت هذه المنازل -وفقا للدراسة- بالبوابات الفاخرة العريضة والجنائن المحيطة بها -خاصة المداخل الفاخرة المزروعة بالورود والأشجار المثمرة والبرية- وبحجرها المقدسي الملون وأسطحتها المزينة بالقرميد.
وبالتالي، فحتى الحجر الملون الذي شُيّد به الفندق الجديد سُرقت فكرته من المنازل العربية المسلوبة التي يتوق أصحابها للعودة إليها رغم مرور قرابة 8 عقود على طردهم منها.