التمرين الاستراتيجي «صنع القرار11» والذي يسدل الستار على فعالياته غدا الخميس يعدّ واحدا من أهم الأحداث السنوية لكلية الدفاع الوطني في ختام دورة الكلية السنوية للمشاركين من الجهات العسكرية والأمنية والمدنية.

ومن خلال المشاركة في التمرين الاستراتيجي الحالي صنع القرار ١١ يمكن القول بأن هذا التمرين بكل أحداثه العملية والنظرية وعمل الخلايا وخلية السيطرة يعد من التمارين الاستراتيجية المميزة ليس فقط على صعيد سلطنة عمان ولكن على الصعيد الإقليمي والدولي.

فالتمرين الذي يشارك فيه ١٨٠ مشاركا من الجهات العسكرية والأمنية والمدنية، وأيضا «الدعم الفني واللوجستي ووجود عدد من طلبة الإعلام من جامعة السلطان قابوس هو ليس فقط تمرين محاكاة بل هو أقرب للواقع المعاش من خلال اختيار القضايا الإقليمية والدولية والتي اعتبرت نماذج للتحليل الاستراتيجي للوصول إلى اتخاذ القرار المناسب على ضوء مخرجات الاستجابة من خلال الخلايا المختلفة. إن التطور الذي طرأ على التمرين الاستراتيجي «صنع القرار» كبير ونوعي خاصة على الصعيد التقني التفاعلي من خلال وجود عدد من الشاشات التفاعلية في خلية السيطرة التي يقودها مدير التمرين آمر كلية الدفاع الوطني اللواء ركن بحري علي بن عبدالله الشيدي مع عدد من كبار ضباط الكلية ومنسق التمرين، وتعدّ خلية السيطرة وما يدور فيها من نشاطات وتوجيه ومتابعة دقيقية لكل الخلايا هو بمثابة تمرين استراتيجي حقيقي ويشعر المشارك وحتى الزوار من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين بأنهم أمام مشهد حقيقي للتفاعل من خلال تلك الشاشات التفاعلية. كما لعبت الخلية الإعلامية دورا محوريا لنقل نشاطات التمرين من إذاعة الأخبار اليومية والمؤتمرات الصحفية واللقاءات بين ممثلي الدول الفاعلة وتشعر بأن المؤتمرات الصحفية التي تعقد بالتفاعل الحقيقي وتدريب في غاية الأهمية لاكتساب المهارات خاصة للكوادر الشابة علاوة على الأجواء الإيجابية التي وفرتها كلية الدفاع الوطني لهذا العدد الكبير من المشاركين.

ويعد التمرين الاستراتيجي صنع القرار هو تمرين على قدر كبير من التميز والفاعلية من خلال وجود الكوادر الوطنية ذات الخبرة التراكمية في المجال العسكري والدبلوماسي والفكري والإعلامي على صعيد وجود عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة السفراء وكبار الضباط من القيادات العسكرية ومن الكوادر الإعلامية ذات الخبرة المميزة. إن التمرين الاستراتيجي صنع القرار ١١ هو حدث مهم وحيوي للمشاركين الذين يتلقون جرعة مركزة في مجال التحليل الاستراتيجي وهم يستعدون للتخرج من كلية الدفاع الوطني العريقة والتي أصبحت خلال سنوات بيت خبرة أكاديمية واستراتيجية نفخر بها جميعا وتمد المجتمع بالكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة بشكل راقٍ ومهني على أسس أكاديمي احترافي.

كانت عشرة أيام حافلة بالعمل والإبداع لكل المشاركين في التمرين الاستراتيجي «صنع القرار» وإضافة نوعية على صعيد المدخلات في مجال المعلومات والتحليل الاستراتيجي والنقاشات في إطار عمل الخلايا اليومية والذي نراه متجسدا من خلال الإيجازات حول خطط الاستجابة لسيناريوهات القضايا الاستراتيجية التي ناقشها التمرين والتي جاءت في وقت قياسي في ضوء خطة الاستجابة والتمرين والذي نفذ بكل دقة واحترافية من قبل المشاركين في خلية السيطرة والتي جاءت نتائجها معبرة عن الالتزام والإخلاص في العمل والإحساس بالمسؤولية لإنجاز خطط التمرين.

إن التمارين الاستراتيجية في الكليات العسكرية والأكاديمية تهدف إلى تزويد المشاركين بالأدوات والمهارات التي تساعدهم في مجال أعمالهم، كلّ في مجال عمله، ومن خلال مؤسسته خاصة وأن العالم كما أقول دوما في مفترق طرق ومن الأهمية بمكان التعرف على التطورات الجيوسياسية التي تدور من حولنا خاصة وأن المصالح الوطنية الحيوية تتقاطع مع القضايا التي ناقشها التمرين بشكل مباشر أو غير مباشر.

إن «المفاوضات» وهي آخر أحداث التمرين تعطي صورة واقعية حول شكل المفاوضات وكيف تدار وأهميتها في حل الخلافات الدولية حيث تساعد أطراف الصراع في إيجاد حل سياسي بعيدا عن الحرب والدمار، كما أن من ملامح النجاح المميز للتمرين هو الجهود الكبيرة للفريق الفني والتقني من كوادر كلية الدفاع الوطني الذين شكلوا خلية نحل للمتابعة التقنية والتأكد بأن الأمور تسير بشكل ممتاز علاوة على الفريق الإداري واللوجستي من خلال فريق عمل شعر به كل المشاركون. تجربة المشاركة في التمرين الاستراتيجي «صنع القرار» كانت تجربة مثرية خاصة للذين شاركوا للمرة الأولى وخاصة للذين يتصدون لمجال التحليل السياسي والإستراتيجي كما أن الاستفادة من المعلومات والأرقام والعروض المعلوماتية كانت مهمة وحيوية ومن الأهمية بمكان أن تكون الاستفادة كبيرة كما يؤكد دوما آمر كلية الدفاع الوطني ومدير التمرين، كما أن الخبرات المميزة لأصحاب السعادة السفراء من وزارة الخارجية كانت إضافة مميزة ومهمة من خلال خبراتهم وعملهم وتجوالهم في عواصم صنع القرار في العالم علاوة على الكوادر العسكرية والأمنية المميزة من أصحاب الخبرة التراكمية في مجال التحليل الاستراتيجي.

ومع نهاية التمرين الاستراتيجي «صنع القرار» ووصوله إلى المحطة الأخيرة غدا نسجل تحية وطنية إلى كلية الدفاع الوطني ودورها الحيوي ليس فقط على صعيد التمرين الاستراتيجي ولكن على صعيد الكثير من الأعمال والورش والدورات المتخصصة والتي جعل كلية الدفاع الوطني بمثابة مركز إشعاع فكري واستراتيجي لخدمة الوطن وقضاياه الحيوية في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، -حفظه الله ورعاه-.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التمرین الاستراتیجی کلیة الدفاع الوطنی صنع القرار على صعید فی مجال من خلال عدد من

إقرأ أيضاً:

إطلاق مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية لمحافظة الداخلية

نزوى – أحمد الكندي

أكّد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية للمحافظة للفترة (2026 – 2030)، يُعد انطلاقة نوعية نحو ترسيخ منهجية التخطيط التنموي القائم على التحليل الواقعي واستشراف المستقبل، ويأتي في إطار سعي المحافظة إلى مواءمة توجهاتها مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" والاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والخطط الخمسية؛ مشيراً إلى أن المشروع يُشكل إطارا مرجعيا لتوجيه الجهود نحو تحديد أولويات التنمية في مختلف ولايات المحافظة، من خلال استثمار الميزات النسبية والإمكانات المتاحة بكفاءة، وإعداد برامج ومبادرات تستجيب لتطلعات أبناء المحافظة وتُحقق أثرا تنمويا ملموسا.

وأوضح سعادة الشيخ أن الخطة تستند إلى تحليل علمي شامل، وتُمثل أداة عملية لدعم التحول نحو اللامركزية الإدارية والاقتصادية، من خلال تمكين الجهات المحلية من المشاركة الفاعلة في قيادة التنمية واتخاذ القرار، بما يُعزز من تكامل الأدوار بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص.

وأكد سعادة الشيخ محافظ الداخلية على أهمية المشاركة المجتمعية في جميع مراحل إعداد الخطة، لضمان مواءمتها مع الاحتياجات الحقيقية للمجتمع المحلي، مشيرا إلى حرص المحافظة على إشراك ممثلي المجتمع المدني والجهات الحكومية والخاصة في صياغة التوجهات العامة والأولويات التنموية.

وكانت المحافظة قد شهدت اليوم تدشين مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز التخطيط المؤسسي القائم على التحليل العلمي واستشراف المستقبل، بما يتماشى مع مستهدفات "رؤية عُمان 2040"، ويتكامل مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية والخطط الخمسية الوطنية؛ حيث شهد حفل التدشين توقيع اتفاقية بين محافظة الداخلية وشركة عمان ثنك أوربان، تتولى بموجبها الشركة إعداد مشروع الخطة الاستراتيجية التنموية للمحافظة تحت الاسم المؤسسي "آفاق"، وذلك في إطار شراكة تهدف إلى تطوير رؤية تنموية متكاملة تستند إلى تحليل علمي شامل وتواكب مستهدفات رؤية "عمان 2040".

ويهدف المشروع إلى بلورة رؤية تنموية واضحة تُعزز من تنافسية المحافظة، وتُسهم في دفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، من خلال استثمار الموارد المتاحة والممكنات الاقتصادية، وتمكين المجتمع المحلي من الإسهام في صناعة القرار التنموي في إطار اللامركزية الإدارية والاقتصادية.

وتتضمّن الخطة الاستراتيجية لمحافظة الداخلية للفترة 2026 – 2030 عددا من المحاور، تشمل تحليلا علميا دقيقا للواقع التنموي في مختلف القطاعات، باستخدام منهجيات متقدمة في تقييم الوضع الراهن، وتحديد الفرص التنموية والاقتصادية المتاحة. كما تتضمن صياغة رؤية واضحة وأهداف استراتيجية تعكس الطموحات التنموية للمحافظة، مع تفعيل المشاركة المجتمعية في جميع مراحل الإعداد.

ويشمل نطاق العمل وضع آلية تنفيذ فعّالة تُحدد المسؤوليات والأدوار بوضوح، مدعومة بجدول زمني ونظام متابعة وتقييم قائم على مؤشرات أداء محددة. كما يتضمن المشروع محورا خاصا ببناء القدرات المحلية من خلال تحليل المهارات والكفاءات المتوفرة، وتصميم برامج تدريبية متخصصة لتمكين الكوادر من المساهمة الفاعلة في تنفيذ الخطة وتحقيق مستهدفاتها.

من جانبه أوضح المهندس خالد بن عديم السالمي مدير دائرة التخطيط والاستثمار بمحافظة الداخلية أن إعداد هذه الخطة يأتي في سياق التوجهات الوطنية نحو تعزيز اللامركزية وتحقيق التنمية المتوازنة على مستوى المحافظات. وأضاف: نسعى من خلال هذه الخطة إلى تحديد أولوياتنا بواقعية، واستثمار مواردنا بشكل أمثل، وتمكين المجتمع المحلي والقطاع الخاص ليكونا شريكين فاعلين في رسم ملامح المستقبل.

وأشار السالمي إلى أهمية تكامل الجهود بين مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، لضمان إعداد خطة طموحة قابلة للتنفيذ، تُسهم في رفع تنافسية المحافظة وتعكس تطلعات أبنائها.

وأوضح البروفيسور محمود بن حميد الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة عمان ثنك أوربان أن المشروع يأتي في إطار تعزيز التخطيط التنموي على مستوى المحافظات، مشيرا إلى أن "آفاق" تعد إطار عملي يستند إلى منهجيات بحثية وميدانية تسهم في توجيه التنمية بناء على مؤشرات واقعية ودقيقة.

وأضاف أن الشراكة مع محافظة الداخلية تجسد حرص الشركة بدعم مسارات التنمية المستدامة في سلطنة عمان، مؤكدا أن الخطة ستعزز من جاهزية المحافظة لمواجهة التحديات المستقبلية، من خلال تمكين المؤسسات والمجتمع المحلي والقطاع الخاص من أداء أدوارهم بفعالية ضمن رؤية تنموية متكاملة.

وقد صاحب حفل التدشين حلقة عمل نقاشية، شارك فيها موظفون من مختلف تقسيمات المحافظة، بهدف مناقشة التوجّهات العامة للخطة، وضمان توافق أولوياتها مع احتياجات ولايات المحافظة.

مقالات مشابهة

  • «جبل السمراء بحائل».. إطلالة بانورامية بإرث تاريخي عريق
  • مساعد وزير الدفاع يشارك باجتماع لجنة التخطيط الاستراتيجي المشترك بين وزارة الدفاع ونظيرتها الأمريكية
  • في خطوة تعزز توسعها الاستراتيجي.. بيوند للتطوير العقاري تكشف عن باسو، تحفة معمارية جديدة على نخلة جميرا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  •  الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني يستقبل سعادة سفيرة كندا بالجزائر
  • الفيفا يوافق على تزويد الحكام بكاميرات صغيرة مثبتة على أجسادهم
  • إطلاق مشروع إعداد الخطة الاستراتيجية التنموية لمحافظة الداخلية
  • ضبط 210 قضايا مخدرات فى حملات أمنية خلال 24 ساعة
  • شوبير يكشف سبب غياب لاعب الأهلي كريم فؤاد عن التمرين
  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي