اليمن يفرض على الرياض معادلته.. المطار بالمطار والبنوك بالبنوك
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
مع بداية العام الهجري الجديد، أعاد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تعريف الصراع مع دول العدوان بعد تسع سنوات من المواجهة ونقل خطوات التصعيد ضدّ بلدنا إلى خندق الدفاع السعودي عن الصهاينة، رافضًا كلّ أشكال الضغوط والابتزاز الأمريكي، ومذكرًا السعودية بمسار السلام لما فيه مصلحتها وسلامة أمنها واقتصادها وثرواتها النفطية.
قلنا سابقًا، إن اليمن آثر الوقوف بكلّ طاقاته وإمكاناته العسكرية مع القضية الفلسطينية، دعمًا وإسنادًا لغزّة ومجاهديها الأبطال على حساب قضيته واستحقاقاته الإنسانية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ تحت ضغط العمليات الفاعلة والمؤثرة في العمقين السعودي والإماراتي.
بعد الإعلان “الإسرائيلي” عن العدوان الشامل على غزّة وفي ظل جرائم حرب الإبادة الجماعية كان يفترض بالسعودية أن تتصدر الدول الإسلامية لدعم القضية المركزية ووقف نزيف الدم الفلسطيني، وأن تدعو للمصالحة مع اليمن لتوحيد وتقوية جبهة الإسناد، لكنّها مع الأسف الشديد وقفت على النقيض من ذلك، فسخّرت مالها وإعلامها ودفاعاتها الجوية وبعض موانئها في خدمة الكيان طاعة لأمريكا واستجابة لإملاءاتها.
لم تكتف السعودية بذلك، لتجعل من نفسها صاعق الانفجار الذي يهدّد به الأمريكي اليمن بعد عامين من التهدئة، وأخذت على عاتقها مهمّة تشديد الضغوط الاقتصادية ضدّ الشعب اليمني ومن خطواتها العدائية:
– الضغط بنقل البنوك من صنعاء إلى عدن، وهذه خطوة اعتبرها سماحة السيد عبدالملك الحوثي جنونية، وغبية، وأثرها الضار يلحق بالمجتمع اليمني كافة في واقعه المعيشي، وعملته المتداولة، وفي واقع الأسعار.
– تعطيل مطار صنعاء، وإيقاف الرحلات، رغم محدوديتها إلى وجهة واحدة “الأردن” وهامشها الضيق للمرضى.
– استمرار التحريض الأمريكي الإسرائيلي لوقف ميناء الحديدة، ومنع حركة السفن الواصلة إليه، وهذا قد يعود بالوضع إلى ما كان عليه في ذروة التصعيد، في اليمن.
إلى جانب تلك الخطوات العدائية والتي تأتي في سياق دعم ومساندة كيان العدو، ومع تعاظم الفشل الأمريكي في تقويض القدرات اليمنية والحد من عمليات البحر، زادت الضغوط الغربية على النظام السعودي لفتح أجوائه لقصف اليمن والتهديد باستئناف التصعيد العسكري، وهذا ما حرص الأمريكي على إبلاغ السلطة في صنعاء به عبر قنوات عدّة وفق ما كشفه سماحة السيد الحوثي وحذّر من تبعاته.
الأمريكي يرى أن أثر التصعيد العسكري عبر الوكلاء المحليين والإقليميين سيكون محدود الأثر، لذلك يضغط بالورقة الاقتصادية والإنسانية، لأثرها الكبير في عامة الناس في ظل المعاناة الكبيرة التي صنعها العدوان طيلة عقد من الزمن.
نتيجة لواقع المعاناة، اعتبر سماحة السيد الحوثي أن مضيّ النظام السعودي في خطواته الرعناء سيدفع اليمن لمقابلة كلّ شيء بمثله: البنوك بالبنوك، ومطار صنعاء بمطار الرياض، والموانئ السعودية بميناء الحديدة.
انشغال اليمن بمعركة إسناد غزّة ومواجهة الأمريكي والبريطاني بشكل مباشر، لا يعني الضعف والعجز عن مواجهة التحديات التي يراد منها إبادة الشعب اليمني بالجوع والمرض والأوبئة والحصار، ومن يعتقد ذلك فهو مخطئ -حسب سماحة السيد الحوثي- ويضيف: لن نسمح بإيصال الأوضاع إلى مستوى الانهيار ولو حصلت ألف ألف مشكلة، فالواقع أن اليمن واقع تحت عدوان وحصار ولن تغير المواجهة شيئًا، بل على العكس قد تتغير معادلات وتفرض قواعد اشتباكات جديدة بإذن الله.
النصيحة الأخيرة من سماحة السيد للنظام السعودي أن لا يتورط مع الأمريكي أو يعوّل عليه، لأنه فاشل حتّى في حماية حاملات طائراته، أما إذا أرادوا التصعيد فليجربوا وينتظروا صواريخ اليمن ومسيَّراته وهي تحلق في سماء الرياض لقصف البنوك أو الموانئ لتعطيل حركة التجارة البحرية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من الرياض إلى البندقية.. «نور الرياض» يفتح آفاقًا جديدة للفن السعودي عالميًّا
ينظم احتفال "نور الرياض" معرضًا فنيًّا في مدينة البندقية، خلال الفترة من غدا 19 أكتوبر إلى 23 نوفمبر المقبل، يسلط الضوء على النسخة المقبلة من احتفال نور الرياض 2025م، أكبر احتفال للفنون الضوئية في العالم.
ويقام المعرض تحت شعار "في لمح البصر"، بالتعاون مع مؤسسة كويريني ستامباليا بمقرها في إيطاليـا، ليعكس وتيرة التحول المتسارعة التي تشهدها مدينة الرياض، والدور المتنامي للثقافة والفنون في مسيرة التنمية التي تعيشها العاصمة.
ويشرف على المعرض القيّمون الفنيّيون مامي كاتا أوكا، بالتعاون مع سارة المطلق، ولي تشينهوا، الذين يقدمون رؤية فنية مشتركة تستكشف مفهوم التحول الإنساني والجمالي، وتربط بين الرياض والبندقية من خلال لغة الضوء والفن المعاصر.
ويضم المعرض 4 أعمال لفنانين عالميين ستُعرض أعمالهم في احتفال نور الرياض 2025م المقرر إقامته في العاصمة خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 6 ديسمبر المقبل، حيث تسلط آيونغ كيم، الضوء على مشروع قطار الرياض الجديد بوصفه معلمًا حضريًا ومعرضًا عامًا يحتضن أعمالًا فنية معاصرة في محطاته، فيما يقدم وانغ يويانغ تصورًا فنيًا يجسّد التطور العمراني والتقني السريع الذي تشهده العاصمة، ويبرز طابعها العصري المضيء.
ويقدم عبدالرحمن الشاهد عملًا بالخط العربي يربط بين الرياض والبندقية، في إشارة رمزية إلى تاريخهما الطويل في التبادل الثقافي والتجاري، في حين ستعرض أعمال الراحلة صفية بن زقر (1940–2024م) تكريمًا لإسهاماتها الريادية في الفن السعودي الحديث، وتعريفًا للجمهور الإيطالي بإحدى أبرز رواد الفن في المملكة.
ويُقام المعرض في القاعات التي صمّمها المعماري الإيطالي الشهير كارلو سكاربا بمقر مؤسسة كويريني ستامباليا في مدينة البندقية، في حوار فني يجمع بين العمارة الإيطالية الكلاسيكية والفن السعودي المعاصر.
الجدير بالذكر أن هذا المعرض يأتي ضمن جهود برنامج الرياض لتعزيز الحضور الدولي للفن السعودي، وترسيخ مكانة الرياض كمنصة عالمية للتبادل الفني والثقافي، ودعمًا لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى جعل الثقافة والفنون محركًا أساسيًا للتنمية الحضرية والاقتصاد الإبداعي.