الجزيرة:
2025-07-29@02:30:17 GMT

تناقضات لبنان.. حرب وسياحة

تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT

تناقضات لبنان.. حرب وسياحة

بيروت- في مشهد يعكس واقعا بات مألوفا في لبنان حيث يتقاطع التصعيد العسكري والتهديد المتزايد على الجبهة الجنوبية مع موسم السياحة والحياة المليئة بالفرح في مناطق لبنانية عدة، تبرز تناقضات هذا البلد بين الحرب والحياة.

الثابت أن المواجهات المتصاعدة الحدودية لم تقف عائقا أمام موسم السياحة في لبنان، فعلى الرغم من بيانات بعض السفارات العربية والأوروبية وتوصياتها لرعاياها بالمغادرة ونصائحها لمواطنيها بعدم السفر إلى لبنان فإن هذه الظروف لم تؤثر على نشاط الموسم السياحي أو على عودة المغتربين اللبنانيين إلى بلدهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تساهم السياحة في إنقاذ شعب إمبيرا في بنما؟list 2 of 210 دول تمنح الجنسية مقابل الاستثمار.. تعرف عليهاend of list

وسجل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أعلى أرقام منذ بداية عام 2024 خلال يونيو/حزيران الماضي، وشمل هذا الارتفاع عدد المسافرين من وإلى لبنان، وكذلك الرحلات الجوية لشركات الطيران الوطنية والعربية والأجنبية التي تستخدم هذا المرفق الحيوي.

السياحة في لبنان بالأرقام

بلغ عدد الوافدين إلى لبنان منذ مطلع العام وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي مليونا و545 ألفا و666 زائرا، وبلغ عدد المغادرين مليونا و452 ألفا و996 مغادرا، وفقا لبيانات المطار.

بلغ عدد الوافدين إلى لبنان منذ مطلع العام وحتى نهاية يونيو/حزيران مليونا و545 ألفا و666 زائرا (الجزيرة)

كما بلغ عدد الوافدين إلى لبنان 406 آلاف و396 وافدا مقارنة بـ427 ألفا و854 وافدا في يونيو/حزيران 2023، بتراجع بلغت نسبته 5%.

في المقابل، سجل عدد المغادرين 300 ألف و362 مغادرا مقارنة بـ280 ألفا و366 في الشهر ذاته من العام الماضي، بزيادة قدرها 7.13%.

وتحت شعار "مشوار رايحين مشوار" أطلقت وزارة السياحة حملتها لموسم 2024، وأكد وزير السياحة وليد نصار خلال حفل إطلاقها أن السياحة تساهم في توفير فرص العمل وزيادة النشاط الاقتصادي، مما ينعكس إيجابا على حياة الأفراد والمجتمع، وأشار إلى أنه على الرغم من التحديات المتزايدة فإنه لا يزال هناك أمل.

الانتعاش السياحي

وبدأت بوادر الانتعاش السياحي تظهر من خلال المطاعم والمقاهي المكتظة، ويقول خالد نزهة نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري للجزيرة نت إن "الوضع السياحي في لبنان يعتبر مقبولا حتى الآن، مع تفاؤل بزيادة عدد الوافدين المغتربين اللبنانيين من دول عربية وأفريقية، والذين يشكلون دعما اقتصاديا للبنان".

وأضاف نزهة "في مناطق بيروت وساحل المتن والبترون وجبيل ومناطق الجبل تشهد الحركة حاليا نشاطا ممتازا، ويميز هذا العام افتتاح 50 مطعما جديدا، بالإضافة إلى زيادة في حركة الأفراح والأعراس داخل لبنان، ومن المتوقع أن تنعكس هذه المؤشرات بشكل إيجابي في دعم قطاعي السياحة والاقتصاد بالبلاد".

وأشار إلى أن يوليو/تموز وأغسطس/آب يعدان من أشهر الذروة للسياحة رغم التحديات الراهنة، وتوقع أنه في حال تحسنت الأوضاع الأمنية سيشهد القطاع زيادة كبيرة في عدد الزوار، مما سيعزز النشاط السياحي بشكل كبير.

موسم المهرجانات

ومع بداية يوليو/تموز الحالي اتضحت صورة المهرجانات في مختلف المناطق لهذا الموسم، فقد أعلنت أغلبية المهرجانات عن برامجها، مثل مهرجان أعياد بيروت، ومهرجانات بيبلوس الدولية، ومهرجان إهدنيات الدولي، بالإضافة إلى مهرجانات جبيل والبترون وغيرهما، كما تم التخطيط للعديد من الحفلات الضخمة خلال الشهرين المقبلين، والتي ستجمع العديد من النجوم اللبنانيين والعرب من الصف الأول.

بوادر الانتعاش السياحي بدأت تظهر في معظم مناطق لبنان (الجزيرة)

وتقول عايدة الأحمد -التي جاءت إلى لبنان من الكويت- إنها تحب قضاء العطلة الصيفية في لبنان.

وتضيف "الوضع الأمني لا يمنعني من زيارة بلدي ومقابلة أهلي وقضاء وقت معهم، نحن شعب يستحق الحياة الجميلة والاستمتاع بكل لحظة فيها".

وتتابع في حديثها للجزيرة نت "لبنان يقدم لنا أجواء وتجارب لا تُنسى، نحن نعمل طوال السنة لنأتي إلى لبنان للاستمتاع بهذا البلد الجميل".

ولم يختلف الأمر بالنسبة لسارة الخليل القادمة من السعودية، حيث أكدت للجزيرة نت أنها تفضل قضاء إجازتها الصيفية في لبنان.

وقالت "التوتر والعدوان على الحدود اللبنانية لن يمنعاني من زيارة بلدي الحبيب والتمتع بوقتي مع عائلتي، نحن شعب مررنا بالحرب والسلم في لبنان، وفي كل مرة نزداد تمسكا بالعودة إلى وطننا".

ويقول عيسى القادري للجزيرة نت "كنت مترددا بالبداية في النزول إلى لبنان، في كل إجازة أزور لبنان وأقضيها في بيتنا في كفر شوبا، ولكن هذه المرة منعتنا الحرب من قضاء الإجازة في بلدتي، لكنها لم تمنعني من النزول إلى لبنان ولقاء الأحبة، نعيش شعور الفرح والحزن في آن معا".

تجاوز التوقعات

بدوره، أشاد الباحث والخبير الاقتصادي الدكتور محمود جباعي بنجاح القطاع السياحي في لبنان خلال هذا الموسم، من حيث حركة القدوم، خاصة المغتربين اللبنانيين، وحركة الحجوزات والتحركات الكثيفة خلال الشهرين الأخيرين، مؤكدا أنه تجاوز التوقعات بشكل إيجابي على الرغم من الحرب المحدودة التي تشهدها مناطق جنوب لبنان.

وفي حديثه للجزيرة نت قال جباعي "عدد الزوار تجاوز 400 ألف زائر في يونيو/حزيران، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى أكثر من مليون وافد خلال الموسم".

وأضاف أن هذا الوضع خلق نوعا من الطفرة المعتادة في موسم السياحة اللبنانية، خاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وتابع جباعي "لبنان يعد وجهة سياحية متميزة على مدار السنة، حيث يجذب السياح في فصول الشتاء والربيع والصيف، ويشهد إقبالا مستمرا خلال مواسم الأعياد من قبل المغتربين اللبنانيين والعرب والأجانب".

وقال "اليوم، ورغم الحرب التي يمكن القول إنها مضبوطة ضمن نطاق الجنوب و50 ضيعة تقريبا يأتي السائح إلى لبنان ويحجز في الفنادق، مما يحقق ضخا ماليا مقبولا جدا، وبالإضافة إلى ذلك تشهد المهرجانات إقبالا ونجاحا عاليا جدا".

وقدّر الإيرادات المتوقعة من السياحة في الصيف فقط بين 3 و3.5 مليارات دولار، مشيرا إلى أنها قد تصل على مدار العام إلى نحو 5 مليارات دولار.

واستدرك جباعي "لكي نكون واقعيين، هناك مناطق تأثرت بالمخاطر الأمنية وتوقفت فيها السياحة، مما أثر بما بين 7 إلى 10% من مجمل الإيراد السياحي في لبنان"، مضيفا "في حال توقفت الحرب سينعكس ذلك إيجابا وترتفع نسبة السياحة أكثر فأكثر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المغتربین اللبنانیین یونیو حزیران عدد الوافدین السیاحة فی للجزیرة نت إلى لبنان فی لبنان

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة والآثار يشارك في فعالية الاحتفال بافتتاح ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

بدعوة من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شارك، اليوم، شريف فتحي وزير السياحة والآثار  بالفعالية التي أقيمت بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ضمن احتفالات افتتاح ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حول العالم والذي جاء تحت شعار: العودة إلى الجذور " Back to the Roots" وافتتحه، مساء أمس، قداسة البابا تواضروس الثاني، ويستمر حتى 2 أغسطس القادم.

وزير السياحة والآثار 

واستهل الوزير كلمته التي ألقاها خلال هذه الفعالية بتوجيه الشكر إلى قداسة البابا تواضروس الثاني على الدعوة الكريمة لهذه الفعالية المليئة بالمحبة والدفء والتي تعكس الدور الوطني والروحي الكبير الذي تقوم به الكنيسة القبطية في مصر في مدّ جسور التواصل بين الأجيال وربط أبناء مصر في الداخل والخارج بوطنهم الأم، معرباً عن سعادته بالتواجد بين الشباب المصري الواعد من مختلف أنحاء العالم، تحت مظلة المحبة والدفء والانتماء العميق لمصر.

وأكد السيد الوزير أن هؤلاء الشباب هم سفراء مصر في الخارج، لينقلوا للعالم جمال هذا الوطن، وثراء تاريخه، والمساهمة في تعريفهم بالمقومات الفريدة التي تتمتع بها مصر، من مواقع أثرية وسياحية، ومنتجات وأنماط سياحية متنوعة، مشيراً إلى أن “مصر.. تنوع لا يُضاهى” ليس مجرد شعار ترويجي، بل هو انعكاس حقيقي لما تمتلكه مصر من كنوز أثرية وطبيعية وثقافية، ومنتجات وأنماط سياحية لا مثيل لها في العالم وحضارة عريقة تنتمي لحقب تاريخية مختلفة على مر العصور.

كما أكد على اعتزاز الدولة المصرية بآثارها العريقة والاهتمام بالحفاظ عليها وصونها، مشيراً إلى توجيهات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة الحفاظ على كل ما هو أثر يمثل جزء من التراث والحضارة المصرية العريقة.

واستعرض السيد شريف فتحي، خلال كلمته، ما تشهده الحركة السياحية الوافدة لمصر من نمو ملحوظ حيث سجلت الأعداد السياحية، خلال النصف الأول من العام الجاري، نسبة زيادة قدرها 23% عن ذات الفترة من العام الماضي، ما انعكس بالإيجاب والزيادة على الإيرادات السياحية وهو ما يعكس الاستقرار الذي يشهده المقصد المصري وثقة العالم المتزايدة فيه.

وفي ختام كلمته، أشاد السيد الوزير بما استمع إليه من كلمات طيبة وصادقة من الشباب المشاركين في الملتقى خلال حديثهم عن وطنهم الأم مصر وما لمسوه من حفاوة الاستقبال والحرص على التعرف على الحضارة المصرية العريقة، مؤكداً على استعداده لتقديم أوجه الدعم والتعاون لهؤلاء الشباب في أي مبادرة تهدف إلى خدمة الوطن والترويج له في الخارج، متمنيا لهم كل النجاح والازدهار والتقدم.

كما افتتح السيد الوزير وقداسة البابا ونائب وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج المعرض المقام بالكاتدرائية، على هامش الملتقى، حيث قاموا بزيارة كافة الأجنحة به لاسيما جناح الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي والذي يلقي الضوء على المقومات والأنماط والمنتجات السياحية والمتنوعة والعديدة التي يذخر بها المقصد السياحي المصري، وكذلك المعالم الأثرية التي تبرز عراقة الحضارة المصرية العريقة على مر العصور، من خلال عرض مجموعة من الأفلام الترويجية على شاشات وكذلك مواد دعائية عن المقصد السياحي المصري.

وتحرص الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، من خلال مشاركتها، في هذا المعرض على تعزيز الوعي السياحي والأثري لدى الشباب المشارك في الملتقى بحضارة وتراث بلدهم وتأصيل روح الأنتماء لديهم وربطهم ببلدهم الأم مصر.

وقد حضر الفعالية نائب وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والمهندس أحمد يوسف مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الإدارات الاستراتيجية والقائم بأعمال الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، وعدد من أعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال المصريين.

جدير بالذكر أن ملتقي لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من حول العالم يهدف إلى تنمية روح الانتماء لدى الشباب وتعزيز هويتهم وربطهم بتراثهم الغني في مصر، وذلك من خلال برنامج مكثف يتضمن عدد من المحاضرات واللقاءات مع بعض الرموز والشخصيات العامة في مصر، بالإضافة إلى تنظيم زيارات للعديد من الأماكن التاريخية والأثرية والوقوف على الإنجازات التي تمت على أرض مصر في السنوات القليلة الماضية.   
 

طباعة شارك البابا تواضروس ملتقى لوجوس الخامس وزير السياحة والآثار لوجوس مصر

مقالات مشابهة

  • من خلال برامج واقعية.. وزارة السياحة: دورات تطبيقية لرفع جاهزية الخريجين لسوق العمل
  • الحوثيون ينشرون اعترافات خرق الحظر البحري لطاقم سفينة أغرقوها في حزيران (فيديو)
  • الإطاحة بشبكة تهريب أحجار كريمة وموارد بيولوجية إلى فرنسا يقودها رعايا أجانب تحت غطاء السياحة
  • وزير السياحة والآثار يشارك في فعالية الاحتفال بافتتاح ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
  • وزير السياحة والآثار يطلق أول منصة إلكترونية للتدريب في مصر (EGTAP)
  • وزير السياحة والآثار: موعد المتحف المصري الكبير لم يحدد بعد .. ونتوقع ١٨ ألف غرفة فندقية هذا العام
  • منطقة وادي بردى بريف دمشق تستعيد نبض الحياة والرونق السياحي
  • مراسلة سانا: وزارة السياحة توقع مع شركة “لوبارك كونكورد” السعودية للاستثمار السياحي، اتفاقية مبدئية لإعادة تأهيل وتطوير واستثمار عدد من المنشآت السياحية، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق
  • وزير السياحة والآثار يطلق منصة تدريب إلكترونية لتأهيل العاملين بالقطاع السياحي
  • وزارة النفط: أكثر من 6 مليارات دولار إيرادات بيع النفط لشهر حزيران الماضي