ما وراء ترك الاحتلال ناقلاته المدمرة في الشجاعية؟ (شاهد)

وثق سكان حي الشجاعية، ترك الاحتلال، العديد من ناقلات الجنود المدمرة، وحتى السليمة منها، في الحي، بعد انسحابه أمس، عقب توغل دام نحو أسبوعين، واجه فيه مقاومة ضارية وهجمات قاتلة لجنوده.

وتظهر الصور ترك الاحتلال، 4 ناقلات جند، من طراز M113 وهي أمريكية الصنع، ومن الناقلات التي خرجت بالمجمل عن الخدمة في جيش الاحتلال، وتستخدم في نطاق ضيق، بعد استبدالها بناقلة النمر، الأكثر تصفيحا، رغم أن الأخيرة لم تصمد أمام قذائف الياسين 105، التي صنعتها كتائب القسام.



ولوحظ دمار كبير في 3 من الناقلات، بعد انفجارها، فيما تركت إحدى الناقلات بحالتها الطبيعية، في أحد شوارع الحي، ما يطرح تساؤلات حول هدف الاحتلال، من وراء ذلك، خاصة أنه جيش الاحتلال اعتاد إما سحب آلياته المدمرة من دبابات وناقلات النمر والجرافات، أو القيام بقصفها من الجو لمسح آثارها بالكامل، وإخفاء خسائره خلال المعارك.

وقال نشطاء عبر مواقع التواصل إن أحد الأسباب التي تدفع جيش الاحتلال، لترك هذه المدرعات خلفه، بعد تعرضها لضربات، هو توجيه رسالة لمجتمعه للضغط باتجاه وقف الحرب، لمنحهم مؤشرا على وجود خسائر يتكبدها، رغم أن الناطقين باسمه لا يكشفون عن حجم يخسره الجيش داخل غزة.



وتعد ناقلة الجنود التي يطلق عليها الاحتلال اسم "زيلدا"، من الناقلات القديمة، التي تعود إلى فترة حرب فيتنام، وتم الزج بها في معارك غزة رغم سوء أدائها وتعرض الجنود فيها لخسائر فادحة، بفعل خسائر كبيرة للاحتلال، وفقا لمراقبين.

والناقلة من النوع المجنزر، وتم تطويرها من قبل شركة "أف أم سي" الأمريكية، ودخلت جيش الولايات المتحدة رسميا عام 1961، لتحمل مكان الناقلات المدرعة "أم 59".

ويعد الاحتلال أكثر مستخدم لهذه المدرعة بعد الولايات المتحدة، ويمتلك وفق التقديرات 6 آلاف قطعة منها في الخدمة.

وشاركت في حرب أكتوبر 1973 مع مصر، وكذلك عملت في الجولان، وثبت فشلها، وعدم كفاءتها، في حماية الجنود، بسبب ضعف دروعها، وكان بارزا القضاء على معظم أفراد سرية الاستطلاع السابعة في جيش الاحتلال، خلال هجومها على قوات الكوماندوز السورية في معركة بقعاتا.

كما تكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة، بسبب المدرعة الأمريكية، في عدوان 1982 على لبنان، بفعل الكمائن التي نصبها المقاتلون الفلسطينيون لها، بواسطة قذائف الآر بي جي، والتي كانت تتسبب في اشتعال النيران بسرعة فيها وانفجارها.

وخلال حصار بيروت، اضطر جيش الاحتلال، إلى إسناد مهمة الإمداد لها إلى خط المواجهة، والتوقف على بعد 100 متر على الأقل، من خطوط الخصم، ولاحقا أعطيت لما يعرف بجيش لبنان الجنوبي "جيش لحد" الذي كان يسيطر على جنوب لبنان قبل أن يفر منه عام 2005.



وكانت كتائب القسام أعلنت في عدة بلاغات عسكرية، خلال توغل الاحتلال في الحي، أنها استهدفت العديد من نقاط تمركز جيش الاحتلال بكمائن أدت لمقتل وجرح العشرات من ضباطه وجنوده، إلى جانب تدمير دبابات ميركافاه 4 وناقلة النمر وجرافات من نوع D9.

وقبل انسحاب الاحتلال بيوم، قالت القسام، إن مقاتليها، أجهزوا على 10 جنود للاحتلال، في عملية مركبة، في منطقة شارع النزاز بحي الشجاعية، فضلا عن تدمير آليات.

وأعلن الاحتلال، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ومع انسحابه من الحي، عن مقتل وإصابة 8 من جنوده، فضلا عن خسارته عددا من الضباط بضربات للدبابات والمدرعات، وعمليات القنص.

وهذه الناقلة لها ذكريات سيئة في حي الشجاعية، خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014، حيث وقعت في كمين بالحي وتمكن مقاتلون من كتائب القسام، من استهدافها بصاروخ مضاد للدروع، أدى إلى انفجارها بالكامل، ومقتل كامل طاقمها، من لواء غولاني، فضلا عن تمكن القسام من أسر الجندي شاؤول آرون، والذي لا يزال أسيرا لديها منذ ذلك التاريخ.

وأدت الخسائر في صفوف الجنود، واعتبارهم الناقلة عبارة عن مصيدة لهم، بسبب عدم قدرتها على التصدي للقذائف المضادة للدروع، إلى احتجاجهم، ورفض 30 جنديا من الاحتياط أوامر قادتهم باستخدامها للمشاركة في الهجوم على قطاع غزة.









المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الشجاعية ناقلات الجنود غزة غزة الاحتلال الشجاعية ناقلات جنود المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ترک الاحتلال جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال تقفز بسبب كوابيس غزة

كشفت أوساط الاحتلال عن تزايد أعداد الجنود المنتحرين، ومعظمهم من جنود الاحتياط، وسط تحذيرات من ‏أن الموجة الكبرى لا تزال قادمة في الطريق، لأن العديد منهم يشكلون قنابل موقوتة لا يعلم أحد متى قد تنفجر. ‏

موقع "شومريم" ويعني بالعبرية "الحراس" ذكر أن قصص الجنود النظاميين والاحتياط الذين انتحروا عقب ‏بدء العدوان الدموي على غزة في السابع من أكتوبر بقيت طي الكتمان حتى يومنا هذا، لكن في أوائل يناير 2025، ‏نشر الجيش أرقام من أسماهم "الضحايا" لعامي 2023-2024، وتشير الأرقام لزيادة في عدد حالات الانتحار، حيث ‏انتحر 21 جنديا في عام 2024، و17 في عام 2023، وهو أعلى رقم منذ عام 2011. ‏



وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البيانات تظهر أن معظم الجنود الذين انتحروا خلال العام الماضي ‏كانوا من جنود الاحتياط، ويزعم الجيش أن العدد ليس مرتفعا، بالنظر إلى أن عدد جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم ‏منذ اندلاع الحرب قد تضاعف تقريبا".‏

ونقل عن البروفيسور يوسي ليفي بلاز، رئيس مركز أبحاث الانتحار بمركز روبين الأكاديمي، "تحذيره من ‏أن موجة الانتحار في صفوف الجنود قادمة، معتبرا أرقام الانتحار لـ2023-2024 ليست مرتفعة، لأن حالات ‏الأزمات الحادة التي يمر بها الاسرائيليون تقلل منها، وفي هجوم السابع من أكتوبر، شعروا أنهم ليسوا وحيدين، وأن ‏هناك عدوا خارجيا أكبر من العدو الداخلي، الذي يصبح حينها أقل أهمية، ولكن عندما يعودون لرشدهم، نجد أن ‏عددا لا بأس به منهم كجنود الاحتياط، معرضين للخطر بشكل مفرط، فشدة الصعوبات لا تخف، ويستمرون بالتعامل ‏مع اضطرابات ما بعد الصدمة، مما يجعل الفترة الحالية أكثر خطورة على الانتحار".‏

واحدة من عائلات الجنود المنتحرين ذكرت أن "ابنها دأب على استحضار ما رآه يوم السابع من أكتوبر ‏خلال هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، ورأى بعينه أن الطريق المؤدي إلى كيبوتس ناحال عوز مسدودا ‏بجثث المستوطنين، كانت الرائحة كريهة للغاية، وقضى مع رفاقه ساعات في إزالة الجثث، مما يطرح السؤال: كيف ‏يفترض به، بعد كل هذا، أن يعود لمنزله، ويتصرف بشكل طبيعي، خاصة وأنه كان دائم البكاء".‏

أعراض ما بعد الصدمة

وأضافت أنه "بعد تنظيف مستوطنات الغلاف من المسلحين، دخل الجندي الى غزة، وهناك أصيب في ‏أذنه، وتم تسريحه من صفوف الاحتياط، حيث بات يعاني من انخفاض كبير في السمع بسبب الإصابة، كان كل ‏صوت يزعجه. في أحد الأيام انفجر فجأة، وقال: 'كفى صراخا! ألا تفهمون أن أذني تؤلمني؟!'، لم يكن يتحدث كثيرا ‏عن تجاربه الصعبة في الخدمة العسكرية، وعندما عاد من غزة، بدا عليه الاضطراب، كان يختفي كثيرا، ثم يعود فجأة، ‏وعندما نسأله لا يفصح عن السبب، وبات يتصرف بطريقة غير مألوفة". ‏

شيري دانيلز، المديرة المهنية الوطنية بجمعية آران، قالت إنه "عندما يخوض ‏الجنود قتالا عنيفا في غزة، يشعرون بتسارع نبضات قلوبهم، وتدفق الأدرينالين في عروقهم، ثم يعودون لمنازلهم من ‏ساحة المعركة، يصدمهم الواقع، وهذا ما يحطمهم، في زمن الحرب، نواجه فترات انتقالية بين الروتين والطوارئ، ثم ‏نعود مجددا مثل لعبة قاسية بين البر والبحر، من الصعب جدا التكيف مع هذه الانتقالات، لأن الصفات التي نحتاجها ‏في الحرب تختلف تماما عن تلك التي نحتاجها في البيت". ‏

وأضافت أن "الجنود الذين التقتهم بعد عودتهم من غزة، وظهرت عليهم علامات الضغط النفسي، أكدت لهم ‏أنه عندما تكونون في غزة فإنكم تركزون على القتال، بينما في البيت تحتاجون مهارات مختلفة تماما، وحالة ذهنية ‏مختلفة، وهذه الانتقالات تزعزع الاستقرار بشدة".‏

‏ونقلت عن "الكثيرين من الجنود أنهم يعانون في كثير من الأحيان من عجز في العودة للحياة اليومية، و ‏يشعرون فجأة بأنهم غرباء، ولإن كان القتال في غزة واضحا، بينما العودة للمواطنة معقدةٌ للغاية".‏



ومن القصص التي لاقت رواجا في الشهور الأخيرة للجندي إيليران مزراحي، الذي تصدرت قضيته عناوين ‏الصحف بعد رفض وزارة الحرب في البداية الاعتراف به من ضحايا الحرب بسبب انتحاره، تقول عائلته،  إن ‏‏"الابتسامة لم تكن تفارق وجهه، لكن بعد عودته من غزة، وفي الأسابيع التي سبقت انتحاره، كان يتجول باستمرار ‏مرتديا نظارة شمسية، حتى داخل المنزل، لإخفاء الحزن في عينيه، حيث عانى من صدمة ما رآه يوم السابع من ‏أكتوبر داخل كيبوتسات غلاف غزة خلال حصارها من المقاومين، ثم خدم لاحقا كضابط على جرافة ‏D9‎‏ في سلاح ‏الهندسة لمدة 187 يوما في غزة". ‏

وأضافت أنه "خدم في خانيونس وتل السلطان وجميع المواقع الصعبة، وأصيب في ركبته مرتين؛ في المرة ‏الثالثة تم تسريحه من الجيش، ورغم اعترافه بأنه يعاني من أعراض ما بعد الصدمة، لكنه تلقى أمرا احتياطيا آخر ‏للجيش، مما دفعه قبل يومين من الموعد المفترض لدخوله غزة مرة أخرى، للإقدام على الانتحار، مما جعل قضيته ‏حديث الإسرائيليين لأيام طويلة، لأنه بات معروفا عن معاناته من صعوبات نفسية، وبدأ العلاج النفسي".‏

تقول عائلته إنه "كان يتحدث عن غزة طوال الوقت، كنا نشاهد معا مقاطع فيديو صورها هناك، وكان يروي ‏كيف دخلوا جميع أنواع الأماكن، لكنه لم يتحدث عن صعوباته النفسية، لم نكتشف الكثير إلا بعد وفاته، فقد كان لا ‏ينام ليلا، والكوابيس تطارده، خاصة وأنه جمع مئات الجثث لعدة أيام في غلاف غزة بعد تنفيذ هجوم السابع من ‏أكتوبر، أحد رفاقه تلقى رصاصة في رأسه، فانفجر تماما، بدأ بالتقاط بقايا دماغه من على الأرض".‏

مقالات مشابهة

  • القسام تعلن سلسلة كمائن نوعيّة ضد جنود العدو الصهيوني في حي التنور برفح
  • "كتائب القسام" تعلن عن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح وإيقاع قتلى وجرحى بصفوف الجنود
  • شركة النفط بصنعاء تعلن استئناف ضخ الوقود من ميناء رأس عيسى وسيتم تزويد المحطات بالبترول والديزل خلال 24 ساعة
  • ارتفاع أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال 
  • رسالة قوية من القسام خلال تنفيذ أحد الكمائن في مدينة رفح (شاهد)
  • كمين لـالقسام شرق رفح.. واستدراج قوة إسرائيلية قوامها 10 جنود (شاهد)
  • أعداد المنتحرين في جيش الاحتلال تقفز بسبب كوابيس غزة
  • للمرة الثانية.. طائرات الاحتلال تقصف مبنى في مدرسة أبو هميسة التي تؤوي نازحين / شاهد
  • لابيد: لا نملك ما يكفي من الجنود لتوسيع الحرب في غزة
  • الاحتلال يجند ريما تحت التهديد بالسلاح ويغدر بوالدها