شمسان بوست:
2025-12-12@11:51:00 GMT

أية ومعنى ،،،

تاريخ النشر: 12th, July 2024 GMT

شمسان بوست / د. سعيد الحرباجي

( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون . وأملي لهم إن كيدي متين )

هذه الآية من أعظم الأيات التي تسلٌَي قلب المظلوم ، ويشعر معها أنه في كنف الله ، وفي حِمَى الله ، وفي رحاب الله ، وفي حفظ الله

فيوم أن يركن الظالم إلى قوته ، ويوم أن يتكيء على جبروته ، وسطوته … فيمضي لا يلوي على شيء..
فيقتل ،ويبطش ، وينكل بالمستضعفين ، ويستحلٌ دماء الغير ، ويعتدي على الحرمات ، والممتلكات الخاصة والعامة …
ويظن أنه في مأمن ، وفي منعة ، وفي حصن حصين ….

فيتمادى في ظلمه .

وفي الوقت ذاته …يمضي المظلوم في طريقه إلى ربه ، يشكو مظلمته ، ويعرض عليه ما لحق به من قهر ، وإذلال …
وربه سبحانه يقول له : ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) ،،،

فيمضي الظالم في غييه ….
ويواصل المظلوم محاكمته لدى محكمة العدل الإلهية….حتى إذا ما نفدت كل الفرص التي عُرضت على الظالم كي يتراجع ، ويقلع عن ظلمه ….
عندها يصدر الحكم الرباني لأخذ المظالم من ذلك المعتوه ، وهو سادر في غييه ، لاه عن ربه .

هكذا يستدرجه الله من حيث لا يعلم ، ويمكر به وهو غافل ، وينتقم للمظلومين ،،

وإنٌ شأن الظلمة ، وأهل الأرض أجمعين ، لأهون وأصغر من أن يدبر الله لهم هذه التدابير . . ولكنه – سبحانه – يحذرهم نفسه ليدركوا أنفسهم قبل فوات الأوان ، وليعلموا أن الأمان الظاهر الذي يدعه لهم هو الفخ الذي يقعون فيه وهم غارون ، لاهون !!
وأن إمهالهم على الظلم والبغي والإعراض والضلال…. هو استدراج لهم إلى أسوأ مصير , وأنه تدبير من الله ليحملوا أوزارهم كاملة ، ويأتوا إلى الموقف مثقلين بالذنوب ، مستحقين للخزي والرهق والتعذيب .
وصدق الله إذ يقول :﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }

إنه سبحانه يمهل ولا يهمل ، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ….

فيا لعدل الله ، ويا لتدببره سبحانه وتعالى!!!

هكذا جرت سنة الله في أخذ الظلمة ، ولا زالت مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وها هي سنة الله تلاحق ظلمة اليوم …
وهاهم من مارسوا الظلم على مدار عقد من الزمان ….اليوم مشردون ، ومطاردون ، تلاحقهم لعنات المظلومين .
( إنه الاستدراج ) .

د. سعيد الحرباجي

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله

اللهمَّ أصلِحْ ذاتَ بينِنا وألَّفْ بينَ قلوبِنا واهدِنا سُبُلَ السَّلامِ ونجِّنا مِنَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ وجنِّبْنا الفواحشَ ما ظهَر منها وما بطَن اللهمَّ بارِكْ لنا في أسماعِنا و أبصارِنا وقلوبِنا وأرواحِنا وذرِّيَّاتِنا وتُبْ علينا إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ واجعَلْنا شاكرينَ لنِعَمِك مُثْنينَ بها قابلينَ لها وأتِمَّها علينا.

مقالات مشابهة

  • الصحفي الأردني بسام الياسين في ذمة الله
  • التطرف ليس فى التدين فقط
  • حـفظ المـال
  • تأملات قرآنية
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • لحظة تأمُّل
  • كراكتير عمر دفع الله
  • أفضل أوقات صلاة الاستخارة.. الإفتاء توضح
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • عبادة بسيطة يحبها الله تجعل نفسك مطمئنة وتنير وجهك.. علي جمعة يوضحها