علي بن بدر البوسعيدي
شهدت الفترة الأخيرة زيادة ملحوظة في أسعار السلع والخدمات، نتج عنها غلاء في المعيشة بشكل عام، نتيجة ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية كالخضراوات واللحوم وغيرها بسبب جشع بعض التجار وزيادة الطلب. ويُعد غلاء المعيشة واحداً من أبرز التحديات التي يواجهها المواطن اليوم في مختلف أنحاء العالم، لما تتسبب به في تقليص قدرة الأفراد على تأمين احتياجاتهم الأساسية بشكل مستدام؛ ومما يؤثر على جودة حياتهم بشكل عميق ومتعدد الأوجه، حيث ينتاب بعض المواطنين الهلع والخوف من مستقبل السلع وكيفية الحصول عليها.
وتعتبر الضرائب التي تفرضها الحكومة على الشركات والأفراد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، إضافة إلى جشع بعض التجار وزيادتهم للأسعار دون مبررات منطقية أحياناً. مما يؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين خاصة المتقاعدين الذين لا تكاد رواتبهم تكفي احتياجاتهم الخاصة دعك من احتياجات أسرهم وعائلاتهم، خاصة وأنَّ بعضهم تقاعد قبل سن الستين عاماً؛ مما يعني أنَّ أسرهم ما زالت بحاجة إليهم، وأن أولادهم ما زالوا في المراحل الدراسية المختلفة ويحتاجون إلى مصروفات إضافية.
وهناك آثار سلبية متعددة تنتج عن زيادة أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية كالوقود وغيره؛ منها أنها تزيد الفجوة بين الأغنياء والفقراء مما قد يؤدي لانتشار ظواهر سلبية في المجتمع؛ مثل التسول والسرقات، حتى يشعر الإنسان بعدم الأمن وهو داخل منزله، فضلاً عن أنَّ القلق بشأن الوضع المالي قد يجر وراءه مشكلات نفسية واجتماعية وصحية نتيجة عزوف المواطنين عن الوصول إلى الرعاية الصحية وعدم التغذية الجيدة؛ مما يزيد من الأمراض والإصابات، فضلاً عن التأثير على الاقتصاد من خلال هروب المستثمرين الجادين من السوق وإنهاء استثماراتهم خوفاً من تقلبات السوق وعدم استقرارها بسبب الزيادة في الضرائب
ومن هنا.. نناشد الجهات المختصة العمل على ضبط الأسعار وتقليل الضرائب على الشركات، خاصة التي يُديرها مواطنون عمانيون حتى يعيش المواطن في رفاهية وأمن اقتصادي والضرب على أيدي التجار المخالفين للقوانين الذين يزيدون الأسعار دون مبررات منطقية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إهانة الأطفال.. صرخة تربوية يجب أن تسمع !
تربية الطفل مسؤولية عظيمة تتطلب وعيًا وصبرًا واتزانًا، خصوصًا في الأماكن العامة التي تصبح فيها تصرفاتنا تحت أنظار الآخرين، وفي هذه المواقف قد يلجأ بعض الآباء والأمهات إلى إهانة الطفل علنًا بالصراخ أو التوبيخ أو حتى الضرب، دون إدراك أن تلك اللحظات العابرة قد تترك أثرًا عميقًا لا يُمحى من نفس الطفل.
إهانة الطفل أمام الآخرين ليست وسيلة للتقويم، بل جرحا في الكرامة وخللا في أساس العلاقة بين المُربي والطفل، وعليه سوف نسرد بعض الخطوات التربوية السليمة في هذا الموضوع:
الخطوة الأولى: «ضبط السلوك بهدوء لا بعنف» فعندما يخطئ الطفل فإن الصراخ أو التوبيخ العلني لا يعالج الخطأ، بل يضيف إليه ألمًا نفسيًا. من الأفضل أن نقترب من الطفل، ننظر في عينيه ونتحدث معه بهدوء، فالكلمة اللطيفة تبني، أما العنف اللفظي أو الجسدي فهو يهدم.
الخطوة الثانية: «الحوار بدل العقاب بدلًا من إصدار الأحكام» علينا أن نسأل الطفل لماذا تصرّف بهذا الشكل، وأن نفتح معه حوارًا يساعده على التفكير وتحمل المسؤولية، فالعقاب السريع لا يعلّم الطفل قدر ما يدفعه للشعور بالذنب أو الخوف.
الخطوة الثالثة: «تجنّب الكلمات الجارحة» فقولنا: «تصرفك غير لائق» يختلف تمامًا عن قولنا: «أنت غبي» أو «أنت لا تُفهم». الكلمات القاسية لا تُصلح السلوك، بل تُدمّر الثقة وتشوه صورة الطفل عن نفسه.
الخطوة الرابعة: «تأجيل النقاش إلى وقت مناسب» عندما يقع خطأ من الطفل في مكان عام فالأفضل احتواء الموقف بهدوء وتأجيل الحديث إلى وقت لاحق في المنزل حيث الأمان والخصوصية؛ فالنقاش في جو هادئ أكثر تأثيرًا وفاعلية.
الخطوة الخامسة: «تقبّل الخــــطأ كجزء من النمو» الخطأ ليس عيبًا، بل جزءا من تعلم الطفل ونموه النفسي والاجتماعي؛ لذا لا يجب أن نراه تهديدًا لصورتنا أمام الناس، بل فرصة نُعلّم فيها أبناءنا قيم الصواب والتحسين.
الخطوة السادسة: «التحكم بالغضب والانفعال» علينا كآباء وأمهات أن ندرّب أنفسنا على السيطرة على مشاعر الغضب، ولا ينبغي أن يدفع الطفل ثمن ضغوطنا أو توترنا؛ فالثبات الانفعالي مهارة أساسية في التربية الواعية.
الخطوة السابعة: «كسر الصورة النمطية للتربية القاسية» التربية لا تعني الشدة والهيبة، بل تعني الحب المقرون بالحزم والرحمة، يجب أن نغيّر المفهوم الشائع بأن القسوة هي وسيلة ناجعة، ونستبدلها بأساليب تعتمد على الوعي والتفاهم.
الخطوة الثامنة: «التركيز على السلوك الجيد» عندما نمدح السلوك الحسن ونعزّزه نزرع الرغبة لدى الطفل في تكراره، أما إن ركّزنا فقط على السلبيات فإننا نُضعف حماسه ونظلمه دون قصد.
الخطوة التاسعة: «تربية تقوم على العلاقة لا السيطرة» فالطفل ليس مشروعًا نتحكم فيه، بل روحا تتعلم وتزدهر بالحب، والعلاقة التربوية ليست معركة نربحها، بل رابطة إنسانية علينا حمايتها والحرص على دفئها واستمراريتها.
الخاتمة: كل طفل يحمل قلبًا حساسًا يسجّل كل ما يُقال له وكل ما يُفعل به، وكل إهانة في العلن قد تتحول إلى جرح دائم، وكل لحظة احترام قد تتحول إلى أساس متين لشخصيته، فلنختر أن نكون من يبنيه لا من يهدمه، ولنكن الكبار الذين يحتوون لا الذين يُخيفون، التربية ليست موقفًا عابرًا، بل مشروع حياة.
وجهة نظر: إهانة الأطفال في الأماكن العامة سلوك مرفوض تربويًا ونفسيًا، يترك أثرًا سلبيًا على ثقة الطفل بنفسه، ويؤثر على نموه العاطفي والاجتماعي، والتربية الناجحة تقوم على الاحترام والحوار لا على الإهانة والعلنية.
النصيحة الأخيرة: ربِّ ابنك بالحب لا باللوم، وبالاحترام لا بالإهانة؛ فكل كلمة منك تشكـــّل جزءًا من شخصيته، وكل لحظة ضعف أمام الآخرين قد تصبح ذكرى لا تُنسى.