ضمن عملية الفارس الشهم 3.. توقيع مذكرة تفاهم مع بلدية مدينة خان يونس لإصلاح خطوط المياه
تاريخ النشر: 15th, July 2024 GMT
وقعت، اليوم الاثنين، ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، مذكرة تفاهم مع بلدية مدينة خان يونس في قطاع غزة لإصلاح خطوط المياه وإجراء صيانة طارئة لشبكات المياه في مختلف مناطق المدينة، للتخفيف من معاناة الفلسطينيين، وتمكين البلدية من تقديم خدمات البنية التحتية بما يتوفر لديها من إمكانيات من خلال هذا المشروع.
تأتي هذه المذكرة ضمن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد الحلول الإنسانية العاجلة لبلدية خان يونس، والتمويل لإعادة تشغيل آبار المياه وخزانات المياه في المدينة بعد تضرر عدد كبير منها، حيث بلغت نسبة أضرار شبكات المياه الرئيسية حوالي 70%، بالإضافة إلى تدمير 25 بئرا بشكل كلي و12 بئرا بشكل جزئي، والذي تسبب في تفاقم أزمة المياه في المدينة خلال الأشهر الماضية وعدم قدرة النازحين على الحصول عليها.
اقرأ أيضا.. الإمارات تُلبي مناشدات عائلات في خان يونس توفير خيام إيواء ومساعدات
كما تساهم هذه المذكرة في إصلاح غواطس المياه في المدينة، وتوفير المواد اللازمة لتمديد شبكات المياه الخارجية وشراء براميل مياه لوضعها في نقاط التعبئة المركزية بالإضافة لمواد التشغيل "السولار والغاز"، وصيانة غواطس المياه، لتوصيل المياه لأماكن وجود النازحين والمكتظة بالسكان، لتجنب الكوارث الصحية وتحسين الوضع البيئي، وتقديم الخدمات للسكان.
وتعمل دولة الإمارات على تخفيف الأعباء عن بلدية خان يونس بعد تضرر شبكات المياه في المدينة وحالة العجز التي تعاني منها البلدية نتيجة التدمير والاجتياح البري للمدينة، والتي تحول دون قدرتها على إيصال المياه لكافة المناطق، في ظل الزيادة الهائلة في أعداد النازحين الذي وصل إلى ما يقارب 900.000 نسمة.
يُذكر أن الإمارات تقدم المساعدات الإنسانية والمياه للعائلات النازحة في مختلف مناطق القطاع ضمن عملية الفارس الشهم 3، وتساهم يومياً في تقديم المياه لآلاف النازحين، للتخفيف من معاناة السكان في ظل الأوضاع الكارثية التي يعاني منها قطاع غزة. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفارس الشهم 3 توقيع مذكرة تفاهم خان يونس إصلاحات قطاع غزة المياه غزة المیاه فی المدینة خان یونس
إقرأ أيضاً:
ماركس في مدينة الثورة.. توقيع بحبر المعاناة
بقلم : جعفر العلوجي ..
ليس غريبًا على الوسط الثقافي العراقي أن يُذكر اسم فالح حسون الدراجي ، بل هو من الأسماء التي تفرض حضورها أينما كُتب عن العراق ، سواء في السياسة أو في الرياضة أو في الشعر الشعبي ، هو القلم الذي لا يُهادن ، والصوت الذي ما استكان ، والحبر الذي سال من جراحات الناس وهمومهم ، ليكتب أوجاع مدينة اسمها “الثورة”، ويُسمع أنينها في عواصم المنفى .
ولد فالح من رحم المعاناة ، وكبر في حواري الفقر والكفاح ، وسط مدينة كانت تصرخ كل يوم ضد الظلم، وتنام على الحلم وتستيقظ على الرغيف الناشف والوجوه المتعبة فكان مثلها ، كادحًا بالحرف ، شيوعيًا بالانتماء ، عراقيًا حتى العظم لم تغره المناصب ، ولم تدجنه اللجان ، ولم يبع قضيته عند أبواب الرفاه ، كانت “الثورة” في داخله قبل أن تكون على البطاقة التموينية ، وكانت ماركسية الروح ممتزجةً بحب أهل البيت ، الذين كتب عنهم أجمل قصائد العشق النقي ، لا حب التكسب .
لم يكن شيوعيًا بمعزل عن الروح ، بل كان شيوعيًا يتوضأ بحروف الحسين ويصلي على محراب الفقراء لذلك لم يسلم من الاستجواب والملاحقة، وكان بيته مسرحًا لعسس النظام البائد فقد شقيقه خيون على يد الطاغية ، فأورثه ذلك قلمًا لا يجف وصوتًا لا يسكت تحول المنفى إلى منبر ، والغربة إلى ساحة نضال كتب في المنفى بدم القلب ، فحملت مقالاته صرخة العراق كلها .
وفي زمن الإعلام المعلب ، جاء فالح مختلفًا لم يركب الموجة ، بل كان هو الموجة حين كتب في السياسة ، كان الحرف طلقة وحين كتب في الرياضة ، كان النقد شجاعًا وحين كتب في الحب ، تسرب الدمع من عيون القرّاء قبل أن تنتهي القصيدة يعرف كيف يبدأ المقال بهدف رياضي ، فيظنك ستقرأ تحليل مباراة ، ثم يفاجئك في المنتصف بجُرعة وعي ، ويختم بسطر يهزّ ضمير القارئ إنها معادلته الخاصة الفن في أن تكون مثقفًا بلا بهرجة، سياسيًا بلا فساد ، وعاشقًا بلا مزايدة .
وقبل أيام ، عُقد حفل توقيع كتابه “ماركس في مدينة الثورة” وسط حضور غفير لم يكن مجرد توقيع ، بل كان إعلانًا صريحًا أن فالح لم يكتب للرفوف ، بل للقلوب كان المشهد أشبه بتظاهرة حب ثقافية، احتشدت فيها الذاكرة ، والتاريخ، والحنين، وكأن الثورة ذاتها فتحت ذراعيها لماركس جديد بلغة الدراجي .
لقد أثبت الدراجي أن الكلمة يمكن أن تكون وطنًا ، وأن المنفى لا يقتل الإبداع ، بل يروّض الألم ليكون جملة شعرية تُغنّى على ألسنة الكادحين فسلام على فالح الشاعر حين يجب أن تكون القصيدة ، والصحفي حين تغيب الحقيقة ، والعاشق حين يصبح العشق نضالًا .