وخلال الصلح الذي حضره نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، ووزير الدولة بحكومة تصريف الأعمال نبيه أبو نشطان، ومحافظو البيضاء عبدالله إدريس، وريمة فارس الحباري، والمحويت حنين قطينة، وعضو لجنة الوساطة الشيخ بكر السحيمي، أعلن الشيخ علي الطيري نيابة عن أولياء دم المجني عليه عبدالله سعيد عواس العفو عن الجاني عابد الزبيري والتنازل عن القضية لوجه الله وتشريفاً للحاضرين.

وأكد الشيخ الطيري خلال الصلح الذي حضره عضو مجلس الشورى محمد الكبسي، ورئيس جامعة البيضاء الدكتور أحمد العرامي، ووكلاء أمانة العاصمة علي القفري، والبيضاء مطهر الماوري، وناصر العجي، وتوفيق الجهمي، أن عفو "آل عواس" عن الجاني، يترجم توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في إصلاح ذات البين ومعالجة القضايا المجتمعية والتفرغ لمواجهة العدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني.

وفي الصلح أشاد عضو السياسي الأعلى بموقف أولياء دم المجني عليه في العفو والتنازل عن القضية، حاثا الجميع على السير على ذات النهج في حل الخلافات بطرق أخوية وودية.. مثمناً موقف مشايخ ووجهاء وأبناء محافظة البيضاء وعلى رأسهم الشيخ علي الطيري.

وقال "هؤلاء هم الرجال والأبطال الذين حضروا الصلح القبلي، ونحن نفاخر بدور القبائل اليمنية التي تتعافى وتعمل باستمرار على لم الشمل والتغلب على قضايا الثارات، لنواجه العدو الأول أمريكا، وبريطانيا والكيان الصهيوني".

وأشار محمد علي الحوثي إلى أن الشعب اليمني يقف اليوم موقف العزة والشموخ في مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة.

وأضاف "نحن إلى جانب المستضعفين في كل مكان بالعالم، ونقول لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، نأمل من الله أن نكون شوكة في نحر أعداء اليمن والأمة، ونرفع راية الإسلام خفاقة في المنطقة العربية والإسلامية".. موضحا أن تطور القدرات العسكرية اليوم مفخرة للشعب اليمني، وقواته المسلحة.

وحيا عضو السياسي الأعلى القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير وكافة التشكيلات العسكرية اليمنية.. وقال "نريد أن تستمروا على ما أنتم عليه لتكونوا الرهان الحقيقي وعنصر المبادرة الأول للسيد القائد".

وخاطب النظام السعودي "كلمة السيد القائد واضحة ولسنا بحاجة لأن نهدّد لأننا دائماً نتبع القول بالفعل، ونصيحتنا بأن تأخذوا بنصيحة قائد الثورة وتمضوا في طريق السلام باعتباره الطريق الأمثل، وقد جربتمونا وجربناكم تسع سنوات وأصبحنا نعرف بعضنا البعض".. لافتا إلى أن السير في طريق السلام هو الأجدى، ما لم فالشعب اليمني ليس عاجزا وقد واجهكم سابقاً ولم يكن يمتلك القدرات العسكرية التي يمتلكها اليوم.

فيما أكد محافظا البيضاء وريمة وعضو لجنة الوساطة أن القبيلة اليمنية تجسد بمواقفها قيم التسامح والأخوة وفي ذات الوقت تشكل الصخرة التي تتحطم عليها كل مؤامرات الأعداء في الداخل والخارج.

واعتبروا معالجة القضايا المجتمعية والخلافات البينية، رسالة لأعداء اليمن، بتوحيد صف القبيلة اليمنية لمواجهة مؤامرات قوى العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني السعودي الإماراتي التي تستهدف اليمن وقواه الحرة وقبائله الأبية.

وثمن إدريس والحباري والسحيمي جهود القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، وعضو المجلس - رئيس لجنة الوساطة محمد علي الحوثي في معالجة قضايا الثارات والتوصل لاتفاقات تنهي الخلافات والنزاعات بين أبناء اليمن الواحد.

من جهتهم أشاد المشايخ والوجاهات القبلية والاجتماعية بعفو أولياء الدم "آل عواس" عن الجاني من "آل الزبيري".. مؤكدين أن هذا الموقف يسهم في تعزيز وحدة الصف ويفشل مؤامرات العدوان التي تهدف إلى تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب اليمني.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة

وضاح اليمن الحريري

تأخذ الازمة اليمنية الحالية أكثر من بعد سياسي او عسكري، كما إنها ليست مسألة أرض يتم استعادتها او منطقة نفوذ بهذا الشكل أو ذاك، إنها تمثل أزمة تحمل في مظاهرها تصدعات المشروع الدولاتي لمنظومة الفكر السياسي العربي وأمنه القومي ببعده الجيوسياسي وهو في طور التفكيك واعادة التشكل، حقله في اليمن هو أحد النماذج للتفكيك المباشر، بخلق اسباب كافية لتطبيقه، تعود إلى سوء الادارة واخفاقات التنمية والتقدم في ظروف سابقة.

نعني بالأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة، تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا بدخول قواته الى تلك المحافظتين والسيطرة على أراضيها، متخذا أكثر من مبرر لذلك الفعل، غير مكترث بالتبعات اللاحقة وفيما قد تسفر عنه، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد فيهما، هنا تكون المسألة واضحة في أن الانتقالي الجنوبي اتخذ قراره، مرتجلا او متأنيا، في التصعيد تجاه الشرعية التي يمثل في نفس الوقت أحد مكوناتها، مما يعني إنه لم يكن ينظر يوما لنفسه ولقواته الا باعتبارهما جزءا مؤقتا في بنية الشرعية، لارضاء أطراف من دول التحالف.

تقف في الضفة الأخرى من مجرى الأزمة واندفاعها، بقية مؤسسة الشرعية ممثلة برئيس مجلس القيادة الرئاسي، الذي يستند هو الاخر الى تحالفات سياسية وعسكرية حاضرة محليا وإقليميا، ترى في السلوك المنفرد للانتقالي اعتداء صارخا على مرجعيات تم التوافق عليها مسبقا، أهمها اتفاق الرياض واعلان نقل السلطة. لكن حتى هذا التحالف يقف أيضا في خانته قوى تتفاوت في مدى لؤمها السياسي واستعدادها العسكري لتفجير الموقف عسكريا، في انتظار الاشارة لذلك.

يجب أن ينظر الى الأزمة في شقها السياسي، لنزع فتيل الاشتعال وتنفيسها، في الاتجاه الذي ينفس من تصاعد التوتر، بعد أن تفاقمت عملية الاحتشاد عند المجموعتين، لأن الأزمة وأبعادها لا تعني الانتقالي الجنوبي وحده ولا تعني مؤسسة الشرعية وحدها، كي يتصرفا كما يشاءان، لكنها تمس وبقوة حسابات اقليمية لها وزنها وثقلها، كحسابات المملكة السعودية، بل والأهم من هذا، إنها تمس وبعمق فرص الاستقرار والعيش الآمن للناس في كامل الاتساع الجغرافي والأمني لليمن على اقل تقدير، مما يمثل رهانات غير محسوبة العواقب بدقة، على اعتبار أن الأمر الواقع سيفرض نفسه دون تحديات فعلية، رغم أن خيار الحسم بطريقة صلبة يعلن عنه ومازال قائما.

سيذهب المختلفون حول الأزمة والمتفاوتون في تقديرها الى تقديرات غير صحيحة بالمرة، اذا ظنوا إنها ستمر مرورا عابرا، على حقول النفط وموارد الثروة في شرق اليمن، مع العلم ان هذه الموارد هي فقط المرئية في الأفق، بينما ما خفي قد يكون أعظما، بالتالي فإن خيار الانتقالي الجنوبي وخيار المؤسسة الشرعية، لا يمثلانهما وحدهما، لكن ايضا يمثلان حسابات أخرى ذات ارتباط شديد الأهمية، بما سيجر خلفه من التبعات والتبدلات في القرارات والمواقف، بانعكاس كل ذلك على المواطنين اليمنيين جنوبا وشمالا بالدرجة الأولى.

لن أقول هنا إن علينا بالحكمة اليمانية،لأنها مفقودة في هذه اللحظة على اية حال، لن أقول أن علينا بالدم لأنه لغة الأبطال الذين يذهبون سدى من اجل تغيير التوازنات على أرض الواقع، سأقول أن علينا بالسياسة والمزيد من السياسة الحصيفة والمسئولة، عند التعامل مع هذه المستويات العالية من الأزمة.

تصرف الانتقالي الجنوبي منفردا، فاقدا لصبره وبانيا لخياراته مستندا على حسابات الغير وتقديرهم للموقف، بينما تتصرف مؤسسة الشرعية خارج احتواء الموقف وطنيا نتيجة تشتتها وبعثرتها المرئية، المبنية على عدم قدرتها على اتخاذ القرارات في وقتها المناسب، عاجزة عن تفعيل المرجعيات المتفق عليها، المملكة أيضا تتصرف بالاستناد الى المعركة السياسية التي تخوضها على المستوى الاقليمي ووفق مصالحها، بغض النظر عن التبعات فيما سيعانيه المواطنون، إذن من يخيف من في هذه الأزمة الشرسة وغيومها تتجمع على رؤوس اليمنيين وتتفاقم جنوبا وشمالا.

سيمضي الوقت دون قرارات، لن يتمكن الانتقالي الجنوبي من اعلان دولته واذا اعلنها سيحمل الناس ما لا طاقة لهم به وسيكتفي بالبقاء على الأرض، لن تتمكن مؤسسة الشرعية الا بالبقاء كضيف دائم الاقامة في الرياض حتى اشعار آخر، لن تتمكن المملكة من اتخاذ قرارات صعبة بسهولة ولها أن تحتفظ بمصالحها، لن يتمكن المشاغبون الاقليميون من انهاء الحصة دون درس وسيجبرون على البقاء على مقاعدهم كأشقياء..السياسة ومزيدا من السياسة هي الحل المؤثر حاليا..علينا اذا بدأ الحوار أن نمضي فيه حتى آخره وله مساراته واوعيته واجراءاته واذا لم يبدأ فلابد ان ينطلق فورا..ودمتم.

مقالات مشابهة

  • رغم "جلسة الصلح".. محمد صلاح على دكة البدلاء أمام برايتون
  • تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ 25 جنيها فقط.. ما هي؟
  • الشرق الأوسط: الرياض ترفض استنساخ نموذج الحوثي عبر تحركات الانتقالي في حضرموت.. عاجل
  • إعلامي سعودي: السعودية ترفض استنساخ نموذج الحوثي في شرق اليمن والانتقالي يتحمل المسؤولية
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • 10 مخالفات مرورية يمكن التصالح عليها بـ25 جنيهًا فقط.. تعرف عليها
  • العليمي يدعو لتركيز الجهود ضد الحوثي
  • مجلس النواب اليمني: المملكة حريصة على وحدة اليمن وأمنه واستقراره
  • الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين