أستاذ اقتصاد: استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يفيد النشاط الزراعي ويحقق الأمن الغذائي
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
قال الدكتور أشرف كمال، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إنَّ استخدامات الذكاء الاصطناعي بالنشاط الزراعي مفيدة للغاية للقطاع وتعتبر من التطورات التكنولوجية الحديثة للزراعة وتعرف بـ «الزراعة الدقيقة».
وتابع «كمال»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «هذا الصباح»، والمُذاع على شاشة «إكسترا نيوز»، أنَّ الزراعة الدقيقة هي التي يتم تحديث كل شيء فيها مسبقاً من كميات الموارد المطلوب إضافتها بشكل دقيق، فعلى سبيل المثال أجهزة الاستشعار في الجرارات ذاتية القيادة والتي تفيد بوجود حساسات تقلل مساحة الأراضي التي نرشها بالمبيدات ما يترتب عنه زيادة الكميات التي نصدرها للخارج من الحاصلات الزراعية.
وأوضح أستاذ الاقتصاد الزراعي، أنَّ مدى خصوبة التربة واحتياجها للسماد يمكن تحديده بشكل دقيق عبر الأدوات التكنولوجية المتطورة الداخل فيها الذكاء الاصطناعي، ويمكن تحديد نوع الأسمدة التي تضاف للأراضي أيضاً ويمكن زيادة الإنتاج الزراعي ومقاومة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي.
وانطلاقا من رؤية القيادة السياسية لتطوير الريف المصرى، وتحت رعاية وتوجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بتكثيف وتعميم الأنشطة الإرشادية الزراعية في إطار مبادرة مركز البحوث الزراعية لتحسين وتفعيل دور المراكز الإرشادية الزراعية والإستفادة من الطاقات والكوادر البحثية المتخصصة في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والتنمية الريفية ونشرهم بالمراكز الإرشادية بمختلف المحافظات لتقديم الدعم الفني للمزارعين، والتى يتم تنفيذها تحت إشراف د عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية وبالتنسيق مع قطاع الإرشاد الزراعى ومديريات الزراعة بالمحافظات، فقد تم خلال النصف الأول من شهر يوليو الجارى تنفيذ (160) ندوة إرشادية وحلقة نقاشية في (40) مركز إرشادى بعدد (8) محافظات وهى: كفرالشيخ، والغربية والدقهلية، والمنوفية، والقليوبية، والبحيرة، والفيوم، وبنى سويف.
وفي هذا السياق قال الدكتور ياسر الحيمري المنسق العام للانشطة الإرشادية والتدريبية لمركز البحوث الزراعية إن هذه الأنشطة تضمنت مختلف المحاصيل الحقلية مثل القطن والأرز والذرة الشامية والذرة الرفيعة والسمسم ودوار الشمس وفول الصويا، والعديد من الحاصلات البستانية مثل الموالح والعنب والمانجو، إضافة إلى النباتات الطبية والعطرية، وغيرها من محاصيل الخضر الصيفية، إضافة إلى الإنتاج الحيوانى والداجنى، واضاف الحيمري ان هذه الأنشطة تضمنت توعية المزارعين بالتوصيات الفنية اللازمة والممارسات الزراعية الجيدة للنهوض بمختلف هذه المحاصيل كما وكيفا، كما تضمنت سبل المكافحة المتكاملة للآفات والأمراض والحشائش، وترشيد إستخدام مياه الرى والاستفادة القصوى من وحدتى الأرض والمياه، كما تضمنت الأنشطة التغيرات المناخية وآثارها السلبية على مختلف المحاصيل وسبل حماية النباتات والإنتاج الحيوانى والداجنى من الارتفاعات الحادة في درجات الحرارة والحد من الآثار السلبية عليها في ظل الموجة شديدة الحرارة التى تتعرض لها البلاد. كما تم تكثيف الأنشطة الإرشادية لمكافحة دودة الحشد الخريفية في جميع هذه المحافظات.
وأضاف الحيمري أنه فيما يتعلق بمجال الإنتاج الحيوانى والداجنى فقد تم توعية المزارعين بالتوصيات الفنية اللازمة للنهوض بالثروة الحيوانية والداجنة وطرق التربية السليمة والتغذية الصحية للحيوان، أيضا تضمنت الأنشطة الإرشادية في هذه المراكز عددا من الندوات المخصصة لتدوير المخلفات الزراعية للمحافظة علي البيئة وتحقيق أعلى إستفادة ممكنة من الإنتاج الزراعي، أيضا تم تخصيص عدد من الندوات في كل مركز إرشادى لتنمية المهارات الحياتية للمرأة الريفية خاصة في مجالات التصنيع الغذائي والصحة الانجابية والثقافة السكانية.
كما اكد الحيمري انه قد شارك في تنفيذ فعاليات هذه الأنشطة عدد(520) باحث وخبير من التخصصات المختلفة بمركز البحوث الزراعية خاصة معاهد الإرشاد الزراعى والمحاصيل الحقلية، والبساتين، ووقاية النباتات وأمراض النباتات، والإنتاج الحيوانى .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزراعة بوابة الوفد الوفد الزراعة الدقيقة ذكاء الاصطناعي مرکز البحوث الزراعیة الإنتاج الحیوانى
إقرأ أيضاً:
ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر
سعيد بن بخيت غفرم
s.ghafarm@gmail.com
ظفار، المحافظة الخضراء بجمال جبالها الشاهقة وسواحلها الرائعة، لطالما شكلت نموذجًا للتوازن البيئي في عمان. لكن اليوم، تواجه المحافظة تحديًا خطيرًا: التصحر. الأراضي الزراعية والمراعي التي كانت مصدر حياة بدأت تتدهور، والتربة تفقد خصوبتها تدريجيًا نتيجة الرعي الجائر، وإزالة الغابات، والتغيرات المناخية، واستنزاف الموارد المائية.
التصحر في ظفار ليس مجرد مشكلة بيئية؛ بل أزمة متعددة الأبعاد؛ فهو يهدد التنوع البيولوجي؛ حيث بدأت بعض النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض تفقد موائلها الطبيعية. كما إن انخفاض الإنتاج الزراعي والرعوي يؤثر مباشرة على معيشة السكان الريفيين، الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي لتأمين قوتهم، ويضطر بعضهم إلى الانتقال إلى المدن، تاركين وراءهم تراثًا عمره أجيال.
أسباب التصحر متنوعة، وأبرزها: الرعي المُفرِط الذي يُجرِّد الأرض من غطائها النباتي ويجعلها عرضة للتعرية، وإزالة الغابات لأغراض البناء أو الزراعة، إلى جانب تقلص الأمطار الموسمية وارتفاع درجات الحرارة. كل هذه العوامل تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة، ما ينعكس على جودة وكمية الإنتاج الزراعي والرعوي.
لكن التصحر ليس مصيرًا محتمًا، وهناك حلول عملية لمواجهته. تشمل إعادة التشجير وزراعة الأشجار المحلية المقاومة للجفاف لاستعادة الغطاء النباتي وحماية التربة، وتنظيم الرعي من خلال ضبط أعداد الماشية واعتماد نظام تدوير المراعي. كما تلعب تقنيات الري الحديثة وإدارة المياه بشكل مستدام دورًا مهمًا في المحافظة على الموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد التوعية المجتمعية وتشجيع الزراعة المستدامة خطوات فعالة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا.
لقد شهدت بعض مناطق ظفار تجارب ناجحة عبر مشاريع إعادة التشجير المجتمعية؛ حيث تعاونت السلطات المحلية مع الأهالي لغرس آلاف الأشجار المقاومة للجفاف في القرى والمراعي المتدهورة. كما أَطلقت بعض الجهات مبادرات لتعليم المزارعين أساليب الزراعة المستدامة واستخدام تقنيات الري الحديثة؛ مما ساعد على تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج. وهذه التجارب تؤكد أن التعاون بين الدولة والمجتمع المحلي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا، ويشكل نموذجًا يُحتذى به في بقية مناطق المحافظة.
ظفار ليست مجرد أرض؛ بل هوية وتراث. والتصحر تحدٍ حقيقي، لكنه أيضًا فرصة لتوحيد الجهود من أجل بيئة صحية وموارد مستدامة وحياة كريمة للجميع. وإذا تحركنا اليوم، ستظل المحافظة خضراء نابضة بالحياة، وشاهدًا على إرادة الإنسان في حماية الأرض وصون تراثه. حماية البيئة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الدولة لضمان استدامة الطبيعة والحياة معًا.
وفي الختام.. يجب أن يكون كل منا جزءًا من الحل. كل شجرة تُزرع، وكل خطوة نحو إدارة مستدامة للموارد، وكل جهد للتوعية البيئية، يسهم في صون إرث ظفار. إن الطبيعة توجه نداءً عاجلًا لنا جميعًا، والأجيال القادمة تنتظر: لنكن حراسًا للطبيعة، لنضمن المحافظة على خضرتها وحياتها المتجددة، ولتظل شاهدة على التوازن بين الإنسان والبيئة.