تشارك الطعام والشراب في إناء واحد بين النظافة والسنة.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
جاء الشرع الشريف ليرقى بسلوك الفرد والمجتمع إلى الجمال والكمال، والنظافة، أحد أوجه الجمال المحمودة والواجب المحافظة عليها في ديننا الإسلامي الحنيف.
ومن هنا تُجيب دارالإفتاء المصرية على أحد السائلين حول حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد، حيث أنكر عليه هذا الفعل أحد الأشخاص من منطلق النظافة، ورجحه البعض من منطلق أنها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 8413 لفضيلة الدكتور شوقي إبراهيم علام، أن الشرع الشريف جاء ليرقى بسلوك الفرد والمجتمع إلى الجمال والكمال، فقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ» أخرجه مسلم.
فإذا كانت النظافة التي هي إحدى أوجه الجمال مطلوبة شرعًا في المكان والأبدان والثياب، فإنها تكون في الطعام والشراب كذلك، فشأن المؤمنين أن يكون طعامهم طيبًا نظيفًا، يقول تعالى -في شأن أهل الكهف-: ﴿فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ﴾ [الكهف: 19].
حكم التشارك في الطعام والشراب في إناء واحد
وأكدت دار الإفتاء أن التشارك في إناء الطعام أو الشراب أمر جائزٌ شرعًا، فقد مرَّ أبو هريرة رضي الله عنه على جمعٍ من أهل الصُّفَّة فسقاهم لبنًا من قدحٍ واحد بأمرٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل شرب نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم الفضلة آخرهم، كما في "صحيح البخاري"، وقد تشارك النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة الكرام في نفس الإناء، مما يدل على مشروعية ذلك.
ضوابط التشارك في الطعام والشراب في إناء واحدوأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الجواز مشروطٌ بوجوب مراعاة مشاعر المتشاركين في الإناء الواحد، فلا يجوز شرعًا أن يرتكب الشخص ما يتأذى منه الناس خلال الطعام والشراب، فقد أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كُنْت غُلَامًا فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فقال لِي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلَامُ: سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلْ مِمَّا يَلِيك» فَمَا زَالَتْ تِلْكَ طِعْمَتِي بَعْدُ.
وأخرج أيضًا في "صحيحه" في كتاب: الأطعمة، بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: إِنَّ خَيَّاطًا دَعَا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَهُ، قال أنس: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فَرَأَيْتُهُ «يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ القَصْعَةِ»، قال: فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ.
وانتهت دار الإفتاء إلى أن التشارك في إناء الطعام أمر جائز شرعًا، بشرط ألَّا يؤدي ذلك إلى وقوع ضرر على صحة الإنسان، ويجوز لمن تعف نفسه عن أن يشاركه أحد في الإناء، أو لكونه يأخذ بالمعايير الصحية التي تحذر من انتقال العدوى بسبب ذلك في وقت انتشار الأمراض والأوبئة -أن يستقل بإناء خاص به، ويجلس مع باقي زملائه متى أمكنه ذلك، وبذلك يكون قد حصَّل ثواب الاجتماع على الطعام والشراب، وإن ترتب على التشارك ضرر صحي به أو بغيره ممن يشاركهم وجب الانفراد دفعًا ودرءًا للضرر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دار الافتاء المصرية رسول الله صلى الله عليه وسل شوقي إبراهيم لإفتاء المصرية النظافة الله صلى الله علیه وآله وسلم ه صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله صلى الله علیه فی الطعام والشراب دار الإفتاء رضی الله
إقرأ أيضاً:
متى ينتهي رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى؟ «الإفتاء» توضح
متى ينتهي رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى؟.. أكدت دار الإفتاء أن ما يتبقى من مناسك الحج في هذه الأيام، يتمثل في المبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث، ورغم أن الحاج يكون قد أنهى معظم أركان الحج، فإن هذه الأيام تُعد من أهم المحطات التي ينبغي اغتنامها بالطاعة والذكر، فهي امتداد للرحلة الإيمانية التي لا تقل روحانية عن يوم عرفة.
وقالت دار الإفتاء إن رمي الجمرات في ثالث أيام عيد الأضحى، يكون حتى غروب الشمس، وفي كل يوم من أيام التشريق، يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث، وهي الجمرة الصغرى (أبعد الجمرات عن مكة)، الجمرة الوسطى، وجمرة العقبة الكبرى (أقربهن إلى مكة).
ويُرمى كل منها بسبع حصيات، مع التكبير عند كل رمية، ويُستحب الوقوف للدعاء بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى، دون الوقوف بعد رمي الكبرى.
وأكدت دار الإفتاء أنه يجوز الرمي قبل الزوال وبعده، وهو مذهب جماعة من العلماء، خاصة للحجاج من كبار السن والنساء ومن يعانون من الزحام.
وللحاج أن يتعجل ويغادر منى بعد رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق (اليوم 12 من ذي الحجة)، بشرط أن يتم الخروج قبل غروب الشمس، فإن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى وجب عليه البقاء لليوم الثالث (13 من ذي الحجة) ورمي الجمرات فيه، وقال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾.
ما حكم المبيت في منى خلال ليالي التشريق؟
ومن جانبه، أشارت دار الإفتاء إلى أن المبيت بمنى خلال ليالي التشريق يُستحب للحاج، وهو سنة مؤكدة على رأي جمهور الفقهاء، بينما ذهب الحنفية وبعض الشافعية إلى أنه غير واجب، لأن الهدف منه هو التيسير على الحاج والتقرب إلى الله بالبقاء في المشاعر.
ويجوز للحاج، وفقاً لفتوى دار الإفتاء، أن يترك المبيت بمنى في حال وجود عذر أو ضرورة، ويجوز له المبيت في مكة أو في مكان آخر، اعتمادًا على المذاهب التي لا توجب المبيت، ولا إثم عليه في ذلك.
وفي كلا الخيارين، من تعجّل أو تأخّر، لا إثم عليه، وإنما يتفاوت الأجر بحسب النية والاجتهاد في العبادة
اقرأ أيضاًحجاج الجمعيات يؤدون رمي الجمرات في أول أيام التشريق
بث مباشر.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات في أول أيام التشريق
«حسن الخاتمة».. وفاة رئيس محكمة استئناف القاهرة أثناء رمي الجمرات في الحج