أقدم الشاب الفلسطيني إبراهيم منصور من قرية بدو قضاء القدس المحتلة، على قتل سجّانه الإسرائيلي يوهاي أفني، داخل منزله في مستوطنة "نيو جبعون" شمالي غرب القدس المحتلة، قبل نحو أسبوعين.

وأثار كشف السلطات الإسرائيلية عن عملية الاغتيال التي نفذها منصور (23 عاما) تفاعلا واسعا، لا سيما أن منصور وهو أسير محرر - جرى اعتقاله بعد العملية - تمكّن من تجاوز كافة الحواجز الأمنية داخل المستوطنة، ورصد الضابط أفني، وسدد عدة طعنات له داخل منزله.



ولم يكتف منصور بذلك، إذ قام بإحراق جثمان يوهاي أفني الذي أشرف على اعتقاله، وقام بتعذيبه، وتعذيب آخرين.

وأعادت عملية منصور التذكير بوحشية ضباط السجون الإسرائيلية، وسوء معاملتهم للمعتقلين الفلسطينيين لا سيما بعد عملية طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وينتمي الضابط المقتول يوهان أفني (40 عاما) إلى وحدة الكلاب في "الشاباص" وهي الاسم العبري لـ"مصلحة السجون الإسرائيلية".


سجل دموي
تأسس جهاز "الشاباص" بعد احتلال فلسطين بعام، وتحديدا سنة 1949، وهو يتبع إداريا لوزارة الداخلية، ويعد جهة تنفيذ قانون إسرائيلية رسمية، ومسؤول عن 32 سجنا في فلسطين المحتلة. 

ومنذ عقود، اكتسب جهاز مصلحة السجون "الشاباص" سمعة سيئة، بسبب سوء معاملة الأسرى الفلسطينيين، ما يفضي إلى شهداء بينهم بشكل سنوي.

ومنذ العام 1967، رصدت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية استشهاد 255 أسيرا فلسطينيا داخل السجون، جلهم قُتلوا بشكل مباشر، فيما توفي 81 بسبب الإهمال الطبي.

ورصدت هيئة "شؤون الأسرى" 18 حالة قتل لأسرى فلسطينيين بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.

وأدلى أسرى محررون مؤخرا بشهادات مفزعة عن سوء معاملة "الشاباص" داخل السجون، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، وإطلاق الكلاب البوليسية للتنكيل بهم.


5 مهام
يناط بمصلحة السجون الإسرائيلية "الشاباص" تنفيذ 5 مهام رئيسية، هي إدارة السجون ومراكز الاحتجاز، إضافة إلى وضع السياسات والإجراءات المتعلقة بالسجون، وهو ما يعني أن ظروف احتجاز الأسرى المهينة، والرعاية الصحية المعدومة، هي مسؤولية "الشاباص" المباشرة.

كما يناط بـ"الشاباص" مسؤولية حماية السجون، ومنع عمليات الهروب، إضافة إلى مسؤوليتها عن عمليات التحقيق التي تتم داخل السجون، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن نقل السجناء من وإلى المحاكم والمستشفيات.

ويمكن تلخيص أبرز جرائم "الشاباص" بما يلي: الاعتقال الإداري، العزل الانفرادي، التعذيب وسوء المعاملة، الحرمان من الزيارات والرعاية الطبية.

اتفاقيات مُهملة
يهمل "الشاباص" بشكل علني كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لا سيما اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، واتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984.

ولا يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالمعايير الدولية للسجون، إذ تفتقر الزنازين إلى التهوية الطبيعية، ما يجعلها مليئة بالرطوبة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض الجلدية والتنفسية المعدية بين الأسرى.

ويعاني الأسرى من إهمال طبي مستمر في ظل عدم توفر طواقم طبية مختصة للتعامل مع الحالات الطبية الصعبة.

ومنذ العدوان على غزة، يتبع الاحتلال سياسة التجويع، حيث يُحرم الأسرى من الوجبات الغذائية الكافية والصحية وتقدم لهم وجبات فاسدة وسيئة.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني غزة الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال ابراهيم منصور المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

تحذير من مخطط إسرائيلي خطير يستهدف حياة البرغوثي

حذّر نادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى -في بيانين منفصلين- من مخطط "خطير وممنهج" يستهدف حياة الأسير مروان البرغوثي داخل السجون الإسرائيلية، بعد تلقي عائلته اتصالا يفيد بتعرضه لاعتداءات قاسية.

وقال مدير عام نادي الأسير أمجد النجار، في بيان اليوم الجمعة، إن التصعيد الوحشي الذي يتزامن مع تنامي الدعوات الدولية للإفراج عن البرغوثي، يكشف توجها خطيرا لدى حكومة الاحتلال للتخلص منه وهو رهن الاعتقال.

واعتبر النجار أن ما حصل مع عائلة البرغوثي يمثل "جريمة مركّبة وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني"، محذرا من أن حياة البرغوثي "باتت في خطر حقيقي" في ظل سياسة انتقامية تمارسها إدارة السجون بحقه وبحق الأسرى الفلسطينيين عموما، وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن أي مكروه قد يتعرض له".

ودعا  الأمم المتحدة ودول العالم إلى "التدخل العاجل"، وإيفاد لجنة تحقيق لزيارة البرغوثي والاطلاع على ظروف عزله و"الضغط الفعلي للإفراج عنه قبل فوات الأوان".

وأضاف نادي الأسير في بيانه أن التهديدات والاعتداءات الممنهجة التي يتعرض لها البرغوثي ونخبة من قيادات الحركة الأسيرة "حلقة جديدة في سياسة القتل البطيء والتصفية المتعمدة".

وأشار إلى أن الأسرى يواجهون "جرائم إعدام بطيء تشمل التعذيب والتجويع والعزل والاعتداءات الجنسية والحرمان من العلاج".

خطر حقيقي

بدوره، قال مكتب إعلام الأسرى -التابع لحركة حماس– في بيان صحفي إن هناك خطرا حقيقيا يتهدد حياة البرغوثي، مؤكدا أن الاعتداءات والعزل ومنع الزيارة والتهديدات العلنية تشكّل "تصعيدا ممنهجا" يعكس نية واضحة لاستهدافه.

وأضاف البيان أن عملية الترهيب التي تعرضت لها عائلته "جزء من سياسة الاحتلال في إرهاب عائلات الأسرى والضغط عليهم"، داعيا الأمم المتحدة والصليب الأحمر إلى "فتح تحقيق فوري ووقف الجرائم المتصاعدة داخل السجون".

إعلان

وجاءت التحذيرات بعد أن تلقت عائلة البرغوثي اتصالا من شخص قالت إنه عرّف نفسه بأنه أسير محرر، أطلعهم على معلومات حصل عليها عن تعرض الأسير مروان البرغوثي لاعتداءات قاسية.

وأوضح قسام -نجل مروان البرغوثي- أن العائلة "تبحث عن أي مصدر رسمي أو قانوني يؤكد أو ينفي المعلومات المتداولة"، دون أن تحصل حتى الآن على رد من الجهات المختصة.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قد اقتحم زنزانة البرغوثي في أغسطس/آب الماضي، ووجّه له تهديدات مباشرة بالقتل.

ويقضي البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) 5 أحكام بالسجن المؤبد منذ اعتقاله عام 2002.

وترفض إسرائيل إطلاق سراحه رغم الإفراج عن آلاف الأسرى خلال صفقات تبادل، وآخرها عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات مشابهة

  • اتصال هاتفي مجهول يحدث صدمة واسعة وسط عائلة ومقربي مروان البرغوثي
  • تحذير من مخطط إسرائيلي خطير يستهدف حياة البرغوثي
  • فلسطين: انتهاكات خطيرة تهدد حياة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية
  • "العمل الأهلي الفلسطيني" تكشف كوارث يتعرض لها الأسرى بسجون الاحتلال
  • جوع وعنف يومي.. تفاصيل صادمة عن واقع السجون الإسرائيلية
  • اكتظاظ وتجويع وإهمال طبي.. أوضاع الأسرى تصل إلى حد الكارثة منذ 7 أكتوبر
  • رائحة الصرف الصحي وانتشار الحشرات.. كارثة السجون الإسرائيلية تتجاوز كل الحدود
  • مركز فلسطين: استشهاد أسير واعتقال 570 فلسطينيًا بينهم نساء وأطفال خلال نوفمبر
  • استشهاد أسير من غزة تحت التعذيب داخل سجون الاحتلال
  • تقرير إسرائيلي رسمي: تدهور غير مسبوق في ظروف الأسرى الفلسطينيين