ما سر الرحلة الغامضة لطائرة عسكرية روسية إلى كوريا الشمالية؟
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
تسببت رحلة لطائرة عسكرية من روسيا إلى كوريا الشمالية في مخاوف كبيرة بشأن إمداد بيونغ يانغ لموسكو بالأسلحة، لدعم غزو الرئيس الروسي فلاديمر بوتين لأوكرانيا.
وكشفت بيانات موقع رصد حركة الطيران "فلايت رادار 24" أن طائرة عسكرية روسية من طراز "إليوشين آي إل-62 إم"، توجهت من موسكو إلى بيونغ يانغ يوم 31 يوليو وعادت يوم 2 أغسطس.
وظلت الطائرة الروسية في مطار العاصمة الكورية الشمالية، لمدة 36 ساعة، وفق بيانات "فلايت رادار 24".
ونقل موقع "إن كي نيوز" الكوري الجنوبي، الذي يتتبع حركة الطيران إلى الجارة الشمالية، أن هذه الرحلة هي "الأولى من نوعها منذ منتصف عام 2019"، حينما زار نائب وزير الدفاع الروسي، ألكسندر فومين، كوريا الشمالية.
ولم تعلن روسيا أو كوريا الشمالية عن مثل هذه الرحلة، ولا يتضح من كان على متنها.
يذكر أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، زار كوريا الشمالية في يوليو الماضي، حيث حضر عرضا عسكريا نظمه كيم جونغ أون.
وذكر "إن كي نيوز" أن "الرحلة ربما تكون نتيجة لزيارة شويغو ولاتفاقيات محتملة مع كيم"، مضيفا أن المحللين "يتكهنون بأن الطرفين ربما عقدا صفقات أسلحة".
والإثنين، علّق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماتيو ميلر، على الرحلة، قائلا: "أوضحنا مخاوفنا بشأن سعي كوريا الشمالية لدعم روسيا في عدوانها ضد أوكرانيا".
وأضاف: "سنواصل الإعلان عن مثل هذه المخاوف، وسنعمل على تنفيذ كل عقوباتنا".
يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فرضا عقوبات قوية ضد روسيا منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022.
سر الرحلة الغامضةونقلت وكالة بلومبرغ، عن المحلل العسكري، جوست أولينامس، إن "بيع كوريا الشمالية أسلحة لروسيا سيكون بمثابة تصعيد كبير جدا"، وأضاف: "ستتم إدانة هذه الخطوة باعتبارها انتهاك للعقوبات المفروضة".
ونظرا لأن روسيا تستهلك مركباتها العسكرية بشكل كبير، مثل دبابات "تي – 54" و"تي-62"، فإن أوليمانس رأى أنه "ربما تكون كوريا الشمالية آخر من ينتج قطع غيار هذه الأنواع، وتحتفظ لنفسها بمخزون كبير".
وخلال زيارة بيونغ يانغ، أطلع زعيم كوريا الشمالية وزير الدفاع الروسي شويغو، على طائرات مسيرة، لكنه من غير المحتمل أن يتم استخدامها في أوكرانيا قريبًا.
وقال الزميل البارز بمعهد الشؤون العسكرية في كوريا الجنوبية، يون سوك جون، إن "هذه المسيّرات ليست في مرحلة الاستخدام النهائي، فكوريا الشمالية تفتقد القدرة على تصنيع كميات كبيرة على أي حال".
كما نقلت "بلومبرغ" عن مديرة الشؤون الإقليمية في الشبكة النووية المفتوحة (Open Nuclear Network) ومقرها فيينا، راتشيل مينيونغ لي، شعورها بـ"القلق" من أن "البلدين ربما ناقشا تعميق التعاون العسكري" خلال وجود وزير الدفاع الروسي في كوريا الشمالية.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قد عبّر في وقت سابق هذا الشهر عن "قلق" الولايات بشأن احتمالية تزويد كوريا الشمالية بذخائر لروسيا.
وقال: "معلوماتنا تشير إلى أن روسيا تسعى إلى رفع تعاونها العسكري مع كوريا الشمالية".
فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن بلاده "تشتبه بأن زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية هدفها ضمان إمدادات أسلحة تحتاج إليها بلاده في حربها في أوكرانيا".
وبعد زيارة نادرة قام بها شويغو إلى بيونغ يانغ بمناسبة ذكرى مرور سبعين عاما على الهدنة التي وضعت حدا للحرب الكورية مع الجارة الجنوبية، قال بلينكن إن "روسيا تقوم بجولة على حلفائها للتزود بالأسلحة". وصرح للصحفيين في أستراليا: "أستبعد أن يكون هناك في عطلة".
والتقى شويغو خلال زيارته لكوريا الشمالية زعيم البلاد، كيم، الذي اصطحبه في جولة للاطلاع على أحدث الأسلحة الكورية الشمالية وأكثرها تطورا، ومن بينها صواريخ باليستية عابرة للقارات ومسيرات عسكرية لم تشاهد من قبل.
وروسيا، الحليفة التاريخية لكوريا الشمالية، هي من البلدان النادرة التي تقيم بيونغ يانغ علاقات ودية معها.
في مارس الماضي، أعلن البيت الأبيض أن "روسيا تواصل سعيها للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية بهدف استخدامها في النزاع الأوكراني"، وذلك بعدما زودت بيونغ يانغ مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة التي قاتلت على الجبهات الأمامية في أوكرانيا، ذخائر مدفعية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وزیر الدفاع الروسی إلى کوریا الشمالیة فی أوکرانیا بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
صور فضائية تكشف حجم "الكارثة التي أغضبت زعيم كوريا الشمالية"
كشفت صور التقطت من الأقمار الاصطناعية عن أضرار لحقت بسفينة حربية كورية شمالية لحظة تدشينها، في حادث أثار غضب زعيم البلاد كيم جونغ أون.
والأربعاء شاهد كيم المدمرة التي يبلغ وزنها 5 آلاف طن تُسحق جزئيا، أثناء إطلاقها في حوض بناء السفن الشمالي الشرقي في تشونغجين.
ووصف كيم الحادث بأنه "عمل إجرامي لا يمكن التسامح معه"، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية.
وتظهر الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، السفينة الحربية مغطاة بأغطية زرقاء، ومستلقية على جانبها ومقدمتها على اليابسة، بينما جزء كبير من مؤخرتها في الماء.
والجمعة أفادت وسائل إعلام رسمية أن كوريا الشمالية باشرت تحقيقا في الحادث الذي وقع أثناء تدشين سفينة حربية جديدة، معتبرة في تقييمها أن الأضرار "غير خطيرة".
وأعلنت كوريا الشمالية وقوع "حادث خطير" خلال مراسم تشدين المدمرة البحرية حديثة البناء، مما تسبب في "سحق بعض أجزاء قاع السفينة واختلال توازنها".
واعتبر كيم الحادث "عملا إجراميا ناجما عن إهمال مطلق".
وأعلن جيش كوريا الجنوبية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية وسيول خلصتا إلى أن "محاولة الإطلاق الجانبي" للسفينة باءت بالفشل، وأن السفينة تُركت مائلة في المياه.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية، الجمعة، أن "الفحص تحت المياه والفحص الداخلي للسفينة الحربية أكدا أنه، على عكس الإعلان الأولي، لم تكن هناك ثقوب في قاع السفينة".
وقالت الوكالة إن "الجانب الأيمن من هيكل السفينة تعرض للخدش، وتدفقت كمية من مياه البحر إلى القسم الخلفي من السفينة عبر قناة الإنقاذ".
وأضافت أن حجم الأضرار التي لحقت بالسفينة "ليس خطيرا"، لكنها أكدت أنه "من الضروري توضيح سبب الحادث".
وأفادت الوكالة أن أجهزة إنفاذ القانون في كوريا الشمالية استدعت مدير حوض بناء السفن في مرفأ تشونغجين الواقع على الساحل الشرقي هونغ كيل هو.
ويقدر الخبراء أن "تستغرق اعمال إعادة التوازن للمدمرة عن طريق ضخ المياه من الحجرة العائمة يومين أو ثلاثة"، وفق التقرير.
وأضاف التقرير أن عمليات تصليح جانب المدمرة ستستغرق حوالى 10 أيام.
والشهر الماضي، كشفت بيونغ يانغ عن مدمرة يبلغ وزنها 5 آلاف طن أطلق عليها اسم "تشوي هيون"، مزودة بـ"أقوى الأسلحة"، ومن المرتقب أن تدخل "في الخدمة مطلع العام المقبل".
ورجح الجيش الكوري الجنوبي أن تكون السفينة الجديدة تتمتع بمواصفات "تشوي هيون" نفسها.
وقال الجيش الكوري إن "تشوي هيون" ربما تم تطويرها بمساعدة روسيا، مقابل نشر بيونغ يانغ آلاف الجنوب لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا.
ويقول محللون إن السفينة الحربية التي تعرض للحادث الأربعاء ربما بنيت أيضا بمساعدة روسية.