الخرطوم- اتسع نطاق الانتهاكات وجرائم القتل والنهب والتدمير التي تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها، ونزوح المواطنين من المناطق التي تسيطر عليها، وتباين تفسير خبراء للظاهرة وعَدّوها جزءا من ثقافة "الغنائم" لدى القوات واستعانتها بمرتزقة أجانب وقطاع طرق دافعهم للقتال هو الحصول على الأموال والذهب والسيارات.

وبدأت الانتهاكات في ولاية الخرطوم بنهب أكثر من 60 ألف سيارة وفق البلاغات الإلكترونية للشرطة، وذهَبٍ من المنازل والمصارف وأموال، وطرد المواطنين من منازلهم وإقامة عناصر الدعم السريع فيها.

كما وقعت أحداث مماثلة في مدن نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وزالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، والجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وامتدت إلى ولايتي الجزيرة ثم سنار في يونيو/حزيران الماضي ولا تزال، إلى جانب الجزء الشمالي من مناطق ولاية النيل الأبيض، وولايتي شمال كردفان وغربها وجنوبها.

جرائم حرب

واتهم مراقبون مستقلون تابعون للأمم المتحدة -في تقرير لمجلس الأمن– الدعم السريع و"المليشيات العربية المتحالفة معها" بتنفيذ أعمال عنف عرقية مروعة في الجنينة أودت بحياة نحو 15 ألف شخص، قد ترقى إلى "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

ويروي محمد جار النبي، الذي نزح إلى الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان من بابنوسة بولاية غرب كردفان -التي لا زال الجيش يسيطر عليها-، أن قوات الدعم السريع قصفت المدينة وحاصرتها حتى فر منها أكثر من 90% من سكانها، ونهبت ممتلكات ومنازل المواطنين ولم تترك حتى سقوف المنازل وشبابيكها وأبوابها.

ويقول للجزيرة نت إن عناصر يرتدون زي القوات نكلوا بهم لدى فرارهم، وضربوا كبار السن بالسياط والعصي، وأطلقوا الرصاص على شباب فقُتل عدد منهم، ولم تترك لهم أي أموال أو هواتف محمولة، وجردت النساء من الحلي والذهب، وتم حجر أطفال ولم يفرج عنهم إلا بعد دفع فدية مالية.

وفي سنار كشف المرصد السناري لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى المدنيين برصاص الدعم السريع وآلاف المفقودين بمدينة سنجة عاصمة الولاية، وقال إن المدنيين فيها يواجهون "جرائم حرب مكتملة الأركان" بواسطة هذه القوات التي استولت عليها نهاية الشهر الماضي.

ويشرح الأستاذ الجامعي "م.ح" الذي نزح من مدينة الدندر في سنار إلى كسلا في شرق البلاد، أن ما عاشه في رحلة الفرار كان مؤلما وقاسيا، حيث تعرض الشيوخ والنساء والأطفال إلى الضرب والإهانة من عناصر يرتدون زي الدعم السريع، ونهب ممتلكاتهم وأموالهم.

ويضيف للجزيرة نت أن هذه القوات أطلقت الرصاص بشكل عشوائي لدى اقتحامها الدندر لنشر الخوف والذعر، ولم تترك للمواطنين مجالا للتفكير وإنما التدافع للهرب بأرجلهم لعدم توفر سيارات إلا لعدد محدود، وانتشر المسلحون في الأحياء وكانوا يركزون على الذهب والأموال والسيارات، وفي حال عدم الاستجابة يتم إطلاق الرصاص على الأرجل والضرب بالعصي والهراوات.

من جانبه، يقول المستشار الإعلامي السابق لقائد الدعم السريع يعقوب الدموكي -للجزيرة نت- إن من نهب ودمر في بداية الحرب بالخرطوم "ليست القوات لأنها كانت وقتها مشغولة بالعمليات الحربية"، لكن نائب قائد القوات عبد الرحيم دقلو دعا المواطنين إلى نهب مؤسسات ومنازل، واستجاب لهذه الدعوة سكان الأحياء الفقيرة في أطراف ولاية الخرطوم.

ويكشف الدموكي أن المرحلة الثانية من الحرب شهدت استخدام الدعم السريع المستنفرين من إقليمي دارفور وكردفان والمرتزقة الأجانب الذين أتوا بهم من دول الجوار، فكان هدفهم المال لذا كانوا ينهبون ويقتلون كل من يعترضهم، كما أنهم نهبوا المؤسسات الحكومية والمستشفيات والسيارات وغادروا بها إلى بلادهم.

أما المرحلة الثالثة، فإن المقاتلين نهبوا الأموال والسيارات وأجهزة كهربائية وهربوا من ميادين القتال بـ"الغنائم" إلى الولايات الغربية في دارفور وكردفان حسب ثقافتهم القتالية، وفق الدموكي.

شحنٌ للقتال

وفي حديث للجزيرة نت، يلاحظ اختصاصي علم النفس سامي عبد الفتاح أن قطاعا مقدرا من عناصر الدعم السريع هم من صغار السن ولم ينالوا حظا من التعليم، وتعرضوا إلى شحن قبل دفعهم للقتال تحت مزاعم أنهم يقاتلون من أجل المهمشين والمظلومين، لذلك دمروا مؤسسات ومرافق خدمية مثل الكهرباء ومحطات المياه والمستشفيات باعتبار أن أهلهم محرومون منها.

وحسب عبد الفتاح، فإن الشحن الزائد والحماس لدى مقاتلي الدعم السريع، يدفعهم للإفراط في استخدام العنف ويعتبرون التخريب والتدمير نوعا من الردع والنصر يحقق لهم ارتياحا نفسيا وشعورا بالنشوة والفرح، كما أنهم يفتقدون قيمة الحياة المدنية والحضرية نسبة لنشأتهم في بيئة ريفية بدوية.

وفي ولاية الجزيرة، اتهمت لجان المقاومة بالولاية قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وانتهاكات في عدة مناطق وعشرات القرى، ونهب ممتلكات المواطنين والمعدات الزراعية وحتى التقاوي والسلع والمحاصيل.

ويكشف عضو لجان المقاومة " خ.ع" -للجزيرة نت- أن القرى التي اقتحمتها القوات لا يوجد بها جيش ولا شرطة، وكان المسلحون ينكلون بالمواطنين ويهينونهم وينهبون أموالهم وسياراتهم، وتجاوز عدد القتلى 400 شخص منذ سيطرة القوات على ود مدني عاصمة الولاية في منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ووفقا له، طال النهب أيضا المستشفيات والمراكز الصحية والمرافق الحكومية و"طلمبات" (مضخات) المياه وخلايا الطاقة الشمسية التي تُستخدم في توليد الطاقة لتشغيل آبار مياه الشرب وإنارة المستشفيات، وكذلك "طواحين" الغلال ومعدات الزراعة حيث يتم ترحيلها نحو غرب السودان.

وفي تقرير حديث نُشر الاثنين الماضي، كشفت المبادرة الإستراتيجية لنساء القرن الأفريقي "صيحة"، عن 14 حالة حمل غير مرغوب فيه ضمن 75 حالة اغتصاب وعنف جنسي ارتُكبت ضد النساء بواسطة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة. ووثقت 250 حالة عنف جنسي في جميع أنحاء البلاد منذ اندلاع الحرب، بينها 75 حالة في الجزيرة وقعت بين ديسمبر/كانون الأول وأبريل/نيسان الماضيين.

وتحدث التقرير -الذي اطلعت عليه الجزيرة نت- عن أنه عادة ما يطلق مقاتلو الدعم السريع الأعيرة النارية في الهواء وينطلقون في عملية النهب، بدءا من الأسواق، والمتاجر، والمجمعات التجارية، والمخازن والمرافق الحيوية مثل البنوك إذا وُجدت.

كما أشار إلى أنهم يدخلون المنازل عنوة لتفتيشها بحثا عن جنود القوات النظامية أو غيرهم من المقاتلين كما يزعمون، "وإمعانا في الترويع يستخدمون العنف الجنسي على النساء والفتيات داخل البيوت ويصاحب ذلك قتل أفراد الأسر من الرجال والشباب -وأحيانا الصبية- حال تدخلهم لمقاومة هذه الاعتداءات".

النشأة

وفي بيان لها أمس الثلاثاء، اتهمت شبكة أطباء السودان "كيان تطوعي" الدعم السريع في ولاية الجزيرة بنهب الأجهزة والمعدات الطبية وتخريب ما تبقى في كليتي الطب والمختبرات بجامعة الولاية. وقالت إن ذلك يأتي في إطار الأعمال والاعتداءات الممنهجة المتكررة التي تستهدف الجامعات والمراكز البحثية.

وفي حديث سابق للجزيرة نت اتهم والي ولاية الخرطوم أحمد عثمان حمزة الدعم السريع بتدمير البنية التحتية بطريقة ممنهجة، وطمس ملامح العاصمة التاريخية من المتاحف والآثار ودار الوثائق القومية، وحرق سجلات الأراضي حتى يفقد المواطنون حقوقهم وإثبات ملكيتهم لمنازلهم.

من جانبه، يقول الباحث في شؤون دارفور علي منصور حسب الله إن الدعم السريع -عند نشأتها- استوعبت في صفوفها مجرمين ولصوصا كانوا بالسجون وبعضهم محكومون بالإعدام، وقطاع طرق معروفين كانوا ينشطون في النهب المسلح وأقلعوا عن نشاطهم الإجرامي وعُرفوا بـ"التائبين"، في إقليم دارفور.

وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن قيادة هذه القوات استجلبت مقاتلين مرتزقة من النيجر وتشاد ومالي وغيرها وبعضهم، كان هدفهم السلب والنهب والعودة بما يحصلون عليه إلى بلدانهم، كما أن عملية الاستنفار للقتال من أبناء إقليمي دارفور وكردفان تقوم على الإغراء بالغنائم والمنهوبات لا الأجور والمرتبات.

كما أن غياب قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" وضعف قدرات نائبه وأخيه عبد الرحيم دقلو وخلافاته مع قيادات ميدانية ومقتل قيادات مؤثرة في المعارك، أضعف سيطرته على قواته، إلى جانب ثقافة القوات القائمة على خوض الحروب من أجل المغانم، وفقا للباحث.

غير أن الغالي شقيفات رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "الصيحة" المقربة من الدعم السريع يقول -للجزيرة نت- إن كل حرب لديها آثار سالبة على المدنيين والبنية التحتية، وإن حرب السودان رافقتها الدعاية والأخبار المضللة والشائعات والعمل الاستخباري لتجريم الآخر.

ويضيف أن قوات الدعم السريع ضبطت مجموعات وعصابات إجرام تروع المواطنين وتنهب ممتلكاتهم، وبعد التحري معهم يتضح أنهم "جزء من عمل استخباري للجيش لتشويه صورة القوات" وصناعة صورة ذهنية مرتبطة بالعنف والنهب والتدمير.

ويوجد متفلتون، لكن الدعم السريع شكلت لجنة لمحاربة الظواهر السالبة ومحاكم ميدانية أصدرت أحكاما بحقهم، كما يوجد طرف ثالث من أنصار النظام السابق تحاول أجهزتهم نسب أي انتهاكات للقوات، حسب شقيفات.

وبرأيه، فإن ظاهرة "الغنائم" باتت وسط قطاع من المجتمع السوداني بصورة مزعجة، واستغل بعضهم ظروف الحرب للنهب والاستيلاء على أموال ممتلكات الآخرين، وكان ذلك واضحا في بعض مناطق ولاية الخرطوم بشكل لافت.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع الدعم السریع فی ولایة الخرطوم عاصمة ولایة فی ولایة کما أن

إقرأ أيضاً:

WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالاً قالت فيه إن العالم يتعرّف على أهوال مدينة الفاشر من خلال الصمت والغياب، لا من خلال أدلة ملموسة، إذ لم تتمكن أي وسيلة إعلامية مستقلة من الوصول إلى المدينة السودانية الواقعة في ولاية شمال دارفور، والتي سقطت في أواخر تشرين الأول/أكتوبر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية أحياء مدمرة، وأراضي ملطخة بالدماء، وآثار مقابر جماعية.

واختفى المرضى الذين كانوا يعالجون في المستشفيات والعيادات التي استهدفها المقاتلون، فيما وصل الأطفال الفارون من الفاشر إلى مخيمات النازحين من دون آبائهم أو ذويهم.

وروى عمال الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة شهادات عن مجازر وعمليات اغتصاب واسعة النطاق ارتكبتها ميليشيات قوات الدعم السريع، إحدى الفصيلين الرئيسيين في الحرب الأهلية المدمرة في السودان.



ومنذ اندلاع الصراع في نيسان/أبريل 2023، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على إقليم دارفور الشاسع غرب البلاد، وجسد استيلاؤها على الفاشر عملية تقسيم فعلي بين الشرق والغرب، في حين استعادت القوات المسلحة السودانية العاصمة الخرطوم في وسط البلاد.

وأدت الحرب الأهلية إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم، بعدما نزح نحو 14 مليون شخص، نصفهم من الأطفال، وتفشت المجاعة والأمراض، ومنها الكوليرا، في مناطق واسعة، خصوصا الفاشر ومحيطها، حيث وصف شهود عيان كيف عاش السكان المحاصرون على علف الحيوانات والأعشاب الضارة.

كما ترافقت الأزمة مع العنف الممنهج الذي تمارسه قوات الدعم السريع ضد جماعات عرقية وقبلية غير عربية في دارفور، ويقدر عدد المفقودين من الفاشر بنحو 150,000 شخص، فيما يشير باحثون إلى أنّ نحو 60,000 منهم قتلوا على يد قوات الدعم السريع وحلفائها خلال الشهر الماضي فقط.

وفي أعقاب سقوط الفاشر، قال ناثانيال ريموند، المدير التنفيذي لمختبر ييل للأبحاث الإنسانية، لشبكة "سي إن إن" الشهر الماضي: "نشهد وتيرة قتل لا يضاهيها إلا الإبادة الجماعية في رواندا".

ويتابع المختبر تداعيات ما يجري، مضيفا: "نحن بصدد كارثة بشرية قد تتجاوز في غضون أسبوع عدد ضحايا غزة خلال عامين. هذه هي سرعة القتل التي نشهدها بناء على ما نراه من أكوام الجثث على الأرض".

وقالت الصحيفة إن المنطقة لا تزال تعاني أيضا من صدمات سابقة، ففي لاهاي، أصدر قضاة المحكمة الجنائية الدولية الثلاثاء حكماً بالسجن 20 عاما على علي محمد علي عبد الرحمن، قائد ميليشيا الجنجويد السودانية سيئة السمعة، بعد إدانته بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت تحت إشرافه قبل أكثر من عقدين خلال حملة مكافحة التمرد في دارفور.



وتعد الجنجويد النواة الأولى لقوات الدعم السريع، لكنها كانت آنذاك تنفذ أوامر الحكومة المركزية في الخرطوم بقيادة الرئيس عمر البشير.

وذكر الكاتب إشارات متكررة إلى العنف الإبادي الحالي، قائلاً إن مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بمقاطع مصورة لمقاتلين وقادة في قوات الدعم السريع وهم يتباهون بجرائمهم ويتفاخرون بقتل واغتصاب المدنيين من مختلف القبائل.

وسابقةً لسقوط الفاشر، شهدت مدينة الجنينة في غرب دارفور أيضا مجزرة واسعة، حيث قتلت قوات الدعم السريع وحلفاؤها نحو 15,000 شخص، وارتكبت عملية تطهير عرقي بحق شعب المساليت من أصول أفريقية سوداء.

وأشار المقال إلى أنّ الفاشر تحتل مكانة محورية في سجل الإبادة الجماعية في دارفور قبل عقدين، إذ سبق أن شنّت قوات المتمردين في نيسان/أبريل 2003 غارة على منشأة عسكرية رئيسية في المدينة، ما مهّد لحملة القمع الوحشية التي دعمتها الحكومة وما تلاها من فظائع.

وأكد الكاتب أن أوجه التشابه واضحة، فنقل عن توم فليتشر، كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة، قوله في إحاطة لسفراء الأمم المتحدة نهاية تشرين الأول/أكتوبر: "إن ما يحدث في الفاشر يُذكّرنا بالأهوال التي عانت منها دارفور قبل عشرين عاماً. لكننا نشهد اليوم رد فعل عالمي مختلفا تماما، رد فعل استسلام. إنها أيضاً أزمة لامبالاة".

وأضاف أن محللين شددوا مراراً على أنّ المأساة الحالية كانت متوقعة، ففي بيان صدر عام 2023 عند اندلاع الحرب الأهلية، قال تيغيري شاغوتا، المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لشرق وجنوب أفريقيا: "لا يزال المدنيون في دارفور اليوم تحت رحمة قوات الأمن نفسها التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور ومناطق أخرى من السودان، من المخزي أن يعيش الناس في السودان في خوف كل يوم".



ولفت إلى أن الجيش السوداني أيضاً متهم بارتكاب فظائع، لا سيما بالقصف العشوائي للمناطق المدنية التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، كما يُزعم أنّ قوات الدعم السريع قتلت عشرات المدنيين بطائرات مسيرة في منطقة كردفان جنوب وسط البلاد، التي أصبحت أحدث بؤرة توتر في حرب فشلت القوى الخارجية في كبحها.

وأضافت مجموعة الأزمات الدولية في موجزها السياسي أن السودان يقف اليوم أمام مأزق سياسي لا يستطيع أي من الطرفين كسره عسكريا، في ظل تزايد جرأة قوات الدعم السريع وترسخ وجود الجيش، وبعد أن اشترط الجيش وحلفاؤه انسحاب قوات الدعم السريع من الفاشر كشرط مسبق للمفاوضات، بات أقل استعداداً للدخول في محادثات بعد الهزيمة.

وشددت المجموعة على أنّ تجنب تقسيم دائم بين الشرق والغرب يتطلب دبلوماسية عاجلة ومبتكرة من جانب "الرباعية" بقيادة الولايات المتحدة، والتي تضم مصر والسعودية والإمارات.

وختم المقال بالإشارة إلى أن المسار الدبلوماسي لا يزال ضعيفاً رغم تدخل الرئيس دونالد ترامب مؤخرا، في ظل اعتقاد العديد من الدول بأن لها نفوذا ومصالح مهمة في الصراع، وأشار إلى أنّ الإمارات، على سبيل المثال، يُعتقد أنها دعمت ومكّنت قوات الدعم السريع عبر قنوات مختلفة، رغم نفي المسؤولين الإماراتيين بشدة.

واختتم بما كتبه جاويد عبد المنعم، الرئيس الدولي لمنظمة أطباء بلا حدود: "يتم تمكين الموت والدمار بسبب امتناع العديد من الحكومات عن استخدام نفوذها للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف قتل الناس أو منع وصول المساعدات الإنسانية، إذ تكتفي بإصدار بيانات قلق سلبية، بينما تقدم هي وحلفاؤها الدعم المالي والسياسي، والأسلحة التي تدمر وتشوه وتقتل".

مقالات مشابهة

  • والي غرب دارفور: الاستجابه لنداء دعم الجيش تؤكد وقوف الشعب موحدا لحفظ وطنه
  • حاكم دارفور يحدد خطوات لإنهاء الحرب وإعادة بناء الدولة
  • رئيس وزراء العراق: نجحنا في تجنيب البلاد تداعيات الصراعات بالمنطقة
  • حاكم دارفور يدعو لتكثيف جهود استعادة الأمن والاستقرار في السودان
  • مسؤولة ألمانية تبحث مع مناوي وقفاً فورياً لإطلاق النار وتدين انتهاكات الفاشر
  • انتهاكات وحشية..حاكم دارفور: أولويتنا حماية المواطنين من اعتداءات الدعم السريع
  • قتلى بقصف لقوات الدعم السريع وتحرك جديد للجنائية الدولية بشأن دارفور
  • الأمم المتحدة: المدنيين في دارفور وكردفان ما زالوا يواجهون عنفا متصاعدا وعشوائيا
  • حرب السودان تخرج عن السيطرة
  • WP: الفاشر تعيش كارثة إنسانية وصمت العالم يفتح الباب لأسوأ مأساة في السودان