عسكريون سابقون : نتنياهو يشكل تهديدا وجوديا للدولة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
قال رؤساء سابقون لأركان الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" إن رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو ، يشكل "تهديدا وجوديا" للدولة.
جاء ذلك في رسالة وجهت، مساء الثلاثاء، إلى قادة مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين قبل إلقاء نتنياهو خطابا أمام الكونغرس، مساء اليوم الأربعاء، وفق ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
ووقع الرسالة 18 شخصية بينها الرئيس الأسبق لأركان الجيش الإسرائيلي دان حالوتس، والرئيس الأسبق للموساد تامير باردو، ورئيس أركان الجيش ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، والمدير العام الأسبق لوزارة الدفاع إيلان بيران، والنائب الأسبق لرئيس أركان الجيش ماتان فلنائي، والرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي عوزي أراد.
كما وقع على الرسالة البروفيسور آرون سيشانوفر، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2004.
وجاء في نص الرسالة المتداولة على شبكات تواصل اجتماعي إسرائيلية: "باعتبارنا مجموعة من القادة الذين خدموا دولة إسرائيل لعقود من الزمن في مؤسسات الدفاع والصناعة والقطاعات الأكاديمية والقانونية والخدمة العامة، نكتب إليكم بقلق بالغ بشأن زيارة رئيس الوزراء نتنياهو إلى الولايات المتحدة والأضرار التي تخلفها لأهدافنا المشتركة".
وقالوا: "تعطي هذه الزيارة الأولوية لبقائه (نتنياهو) السياسي الشخصي على حساب مصالحنا المشتركة. لقد فقد نتنياهو دعم الشعب الإسرائيلي ويحاول دعم ائتلافه الداخلي من خلال استعراض القوة في الولايات المتحدة".
وأضافوا: "سيستضيف الكونغرس زعيما بدون تفويض، ويواجه المحاكمة على جرائم كبرى. لدى نتنياهو تضارب قانوني غير مسبوق في المصالح مع دولة إسرائيل، ويواجه محاكمة جنائية بتهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، ويخضع لتحقيق رسمي".
وأوضح المسؤولون الإسرائيليون السابقون أن نتنياهو "لا يزال غير راغب في وضع تصور لخطة ما بعد الحرب، ويستمر في زعزعة استقرار الأمن القومي لإسرائيل والولايات المتحدة".
وقالوا إن نتنياهو "يتحمل مسؤولية الحرب (على غزة ) بسبب فشله في تقييم المخاطر على حدود غزة، من خلال نقل القوات اللازمة لدعم مطالب شركائه السياسيين المتطرفين".
وأشاروا إلى أنه "لا يمكننا المبالغة في هذا، فرئيس الوزراء نتنياهو يشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل".
وقالوا: "ليس لديه أهداف استراتيجية واضحة للحرب في غزة، ولا خطة لليوم التالي، ولا استراتيجية لكيفية التعامل مع التهديد الوجودي الذي تمثله إيران".
وأضافوا: "لعقود من الزمن، ظل (نتنياهو) يحرض الإسرائيليين ضد بعضهم البعض، ما ألحق الضرر بنسيجنا الاجتماعي الوطني، وألحق ضررا كبيرا بقدراتنا الدفاعية، وتسبب في تآكل اقتصادنا وتدمير مكانتنا الدولية".
وتابعوا: "نتنياهو يضر بشدة بمصالح الأمن القومي الأمريكي من خلال نهجه في هذه الحرب، ما يؤثر سلبا على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وخارجه، ويعرض إسرائيل للخطر بشكل أكبر".
ومن المتوقع تنظيم مظاهرات في واشنطن ضد نتنياهو الذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام الجلسة المشتركة للكونغرس مساء الأربعاء.
والاثنين، وصل نتنياهو إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر أن يلتقي غدا الخميس الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولاحقا نائبته كامالا هاريس.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
انترسبت: إسرائيل تقتل سكان غزة بمنع الغذاء أو خلال محاولة الحصول عليه
قال موقع إنترسبت إن الموت في غزة، في ظل حصار الاحتلال المتواصل، قد يأتي من نقص الغذاء، أو حتى من محاولة الحصول عليه.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إنه خلال استعداد عمال مطبخ غزة الخيري لتقديم وجبات الطعام للعائلات النازحة التي لجأت إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مشروع بيت لاهيا، الأسبوع الماضي، بدأت القنابل بالتساقط. استمر الهجوم 30 دقيقة وأسفر عن استشهاد أربعة أشخاص بحسب مدير المطبخ هاني المدهون نقلا عن ابن أخيه الذي يعمل في المطبخ ونجا من الهجوم.
وكان من بين الضحايا ابن عم المدهون، سامح إبراهيم المدهون، البالغ من العمر 16 عاما، والذي كان متطوعا في المطبخ. وقال المدهون إنه استشهد مع امرأتين كانتا تحتميان معا. وبترت ذراع ابن عم آخر كان يساعد في المطبخ بعد إصابته بنيران صاروخية. وتمكن المعزون من دفن سامح في قبر حفر على عجل قبل الفرار من المنطقة.
وأجبرت الغارة المطبخ على الخروج من مشروع بيت لاهيا إلى جباليا جنوبا. وهذه الحركة طبيعية بالنسبة للمطبخ، الذي يدير عدة مواقع متنقلة في جميع أنحاء القطاع وينتقل إلى أي مكان تشتد فيه الحاجة.
وقال المدهون: "نذهب حيث يوجد الناس". وقد اعتمدت بعض العائلات على مطبخ غزة كمصدر رئيسي للغذاء في ظل المجاعة المستمرة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي غير القانوني للمساعدات الإنسانية على غزة. ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح مكان توجه المطبخ يمليه القصف وأوامر الإخلاء.
في تشرين الثاني/ نوفمبر، استشهد محمود المدهون، شقيق المدهون، المؤسس المشارك لمطعم غزة الخيري، في غارة للاحتلال بطائرة مسيرة أثناء توصيله الطعام إلى مستشفى كمال عدوان، الذي كان محاصرا من قبل الجيش. ووصف المدهون وعائلته الهجوم بأنه اغتيال مستهدف، وقالوا إن الجيش يواصل استهداف العاملين في مطعم غزة الخيري.
وكانت الغارة الجوية التي وقعت يوم الثلاثاء بالقرب من مطعم غزة الخيري في مشروع بيت لاهيا جزءا من حملة عسكرية إسرائيلية أوسع نطاقا، أطلقتها يوم الأحد الماضي والمعروفة باسم "عملية عربات جدعون".
وتتضمن الخطة قصفا مكثفا في الشمال بهدف دفع الفلسطينيين جنوبا، مما يؤدي في النهاية إلى تركيز سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.1 مليون نسمة فيما أسماه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو "منطقة معقمة"، والتي يسيطر عليها الجيش بالكامل.
كما استخدم الاحتلال "منطقة معقمة" في الضفة الغربية المحتلة للإشارة إلى المناطق التي تعزل الفلسطينيين مع إتاحة الوصول للمستوطنين الإسرائيليين.
في وقت سابق من هذا الشهر استعرض وزير مالية الاحتلال المتطرف بتسلئيل سموتريتش خطة دفع الفلسطينيين جنوبا، مشيرا إلى جنوب غزة بـ"منطقة إنسانية" على طول حدودها مع مصر. وقال سموتريتش، وفقا لترجمات من العبرية، إنه من الجنوب، "سيبدأ الفلسطينيون بالرحيل بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة" بسبب سوء الأحوال المعيشية.
وعند مناقشة عملية "عربات جدعون،" ردد نتنياهو يوم الأربعاء موقف حليفه اليميني، قائلا للصحفيين إن من بين شروطه "لإنهاء الحرب" مطلب نزع سلاح حماس ونفيها من غزة. كما قال إن "إسرائيل ستنفذ خطة ترامب، في إشارة على الأرجح إلى اقتراح الرئيس دونالد ترامب بتحويل غزة إلى ريفييرا الشرق الأوسط ونقل سكانها الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وهي فرضية تتماشى مع الرؤية الراسخة لجماعات المستوطنين اليمينية المتطرفة لدى الاحتلال.
وأفادت قناة إن بي سي نيوز مؤخرا أن إدارة ترامب كانت تعمل على خطة لتهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني بشكل دائم من غزة إلى ليبيا، التي تعاني من مشاكلها الخاصة المتمثلة في عدم الاستقرار والعنف، والمعروفة بإساءة معاملة المهاجرين. على الرغم من أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إنه لم يكن على علم بخطة ليبيا، إلا أنه كرر خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى.
وقد أثارت خطة الاحتلال للسيطرة على توزيع المساعدات إدانة واسعة النطاق من الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان وجماعات الإغاثة والأمم المتحدة، وهي الجهات المسؤولة عن غالبية توزيع المساعدات في غزة.
ورفضت منظمات الإغاثة والأمم المتحدة الخطة، التي تتحايل على المبادئ التوجيهية والهياكل القائمة لإيصال المساعدات إلى الفلسطينيين في غزة وقالت إن عدم موافقة الأمم المتحدة يعني تهميش أكثر من 13 ألف عامل إغاثة تابعين للأونروا في غزة.
وتدير الأمم المتحدة عادة 400 موقع توزيع؛ أما خطة الاحتلال فتقلص هذا العدد إلى أربعة مواقع، وصرح المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، بأن الخطة تترك الفلسطينيين أمام "خيار مستحيل بين النزوح والموت".
وانتقد سكوت بول، مدير السلام والأمن في منظمة أوكسفام أمريكا، خطة الاحتلال لإجبارها الفلسطينيين على "إعادة ترتيب حياتهم وتغيير مكان إقامتهم بشكل جذري خدمة لأجندة سياسية".
وقال بول: "إنها خطة ستخلف حتما مئات الآلاف، إن لم يكن أكثر من مليون فلسطيني، وكثير منهم من أكثر الفئات ضعفا في قطاع غزة". وأضاف أن خطة مؤسسة غزة الإنسانية تترك "المساعدة ذات المغزى كفكرة لاحقة" ولا تعالج المساعدات الضرورية الأخرى، مثل الخدمات الصحية السريرية، وخدمات الرعاية الصحية الخارجية، واحتياجات المأوى، وإدارة النفايات، والحصول على المياه النظيفة.
وأضاف بول: "ما نتحدث عنه في الغالب هو الرغبة في تجنب الظهور بمظهر المتواطئ في المجاعة".
وشبّهت مارا كرونينفيلد، المديرة التنفيذية لوكالة الأونروا في الولايات المتحدة، الخطة بمعسكرات الاعتقال النازية في ألمانيا التي فرّ منها جدها، والتي قتلت فيها أخته وعائلتها لاحقا.
وقالت كرونينفيلد: "إن وضع نفس الدولة التي تهدد علنا بالإبادة، والتي حوّلت بالفعل معظم غزة إلى أنقاض، ثم تجبر الناس على النزوح منها، ووضع هذا الكيان مسؤولا عن المساعدات الإنسانية لإبقاء الناس على قيد الحياة، هو ببساطة مزيج من السخافة والشر".