تركيا تعيد وديعة بقيمة 5 مليارات دولار إلى السعودية.. ومصادر تكشف الاسباب
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
وأوضح المركزي التركي، في بيان، أن الالتزامات الخارجية تحسنت في الآونة الأخيرة بنحو 7 مليارات دولار من خلال تخفيض أرصدة الودائع، وهو ما أتاح له تخفيض التزاماته من النقد الأجنبي بوتيرة قياسية.
والعام الماضي، قام الصندوق السعودي للتنمية بإيداع 5 مليارات دولار في خطوة أتت ضمن سياق إظهار الثقة في توجه تركيا الاقتصادي الجديد، وذلك في ظل تحسن العلاقات بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن المركزي التركي أكد أن الاتفاقية التي أبرمتها تركيا مع الصندوق السعودي للتنمية جرى إنهاؤها بالاتفاق المتبادل.
وأشارت إلى أن الخطوة التركية هي أحدث علامة على تحول تركيا إلى سياسات أكثر تقليدية من خلال التركيز على استقرار اقتصاد البلاد.
وبحسب ما نقلته وكالة "بلومبيرغ" عن الخبير الإستراتيجي في الأسواق الناشئة في "آر بي سي بلوباي أسيت مانجمنت"، تيم آش، فإن إعادة الوديعة تعتبر "علامة على الثقة".
وأوضح الخبير أن "تركيا تنتقل إلى وضع أفضل بكثير مع صافي الاحتياطيات الإيجابية الآن"، حسب تعبيره.
وبعد إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العام الماضي، تخلت تركيا عن السياسة غير التقليدية بالإبقاء على الفائدة منخفضة، وأطلقت العنان لتشديد السياسة النقدية، ورفعت سعر الفائدة الرئيسي على دفعات متتالية من 8.5 بالمئة إلى 50 بالمئة.
جاء ذلك ضمن خطة اقتصادية يقودها بشكل أساسي فريق اقتصادي مكون من وزير المالية محمد شيمشك، ونائب الرئيس جودت يلماز، ورئيس البنك المركزي فاتح قره خان، من أجل خفض معدلات التضخم المرتفعة وجذب المستثمرين الأجانب.
وتجدر الإشارة إلى أن تغييرات شاملة في السياسات الاقتصادية التي كانت مثيرة للخلافات في السابق، أجريت خلال العام الماضي، بثت الأمل في إمكانية ترويض الزيادات المتواصلة في الأسعار في نهاية المطاف، وفقا لوكالة رويترز
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
كيف خسرت روسيا قاذفات نووية بـ7 مليارات دولار خلال دقائق؟
شنت أوكرانيا أمس الأحد واحدة من أكبر هجماتها في الحرب مع جارتها روسيا، إذ استهدفت قاذفات روسية بعيدة المدى ذات قدرة نووية في سيبيريا وقواعد عسكرية أخرى ما ألحق أضرارا وخسائر مادية كبيرة.
فما الذي حصل بالأمس في هجوم "شبكة العنكبوت" الذي وصف بالأكثر ضراوة وكلف روسيا نحو 7 مليارات دولار خلال دقائق معدودة وبأسلحة رخيصة الثمن؟.
كيف وقع الهجوم؟استهدفت أوكرانيا بطائرات مسيرة خفيفة قاذفات روسية بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية في قاعدة عسكرية في سيبيريا، وهو أول هجوم من نوعه حتى الآن حيث تبعد خطوط المواجهة أكثر من 4300 كيلومتر.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور لم يجر التحقق من صحتها نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي قاذفات إستراتيجية روسية، الغرض منها إسقاط قنابل نووية على أهداف بعيدة، وهي تحترق في قاعدة بيلايا الجوية شمال إيركوتسك بعد انقضاض عشرات المسيرات الأوكرانية عليها.
وقالت أجهزة الأمن الأوكرانية إنها نفذت "عملية خاصة واسعة النطاق" استهدفت أربعة مطارات عسكرية في أنحاء روسيا.
وأضافت أن نحو 41 طائرة روسية تستخدم "لقصف المدن الأوكرانية" أصيبت، مشيرة خصوصا إلى قاذفات إستراتيجية من طرازات تو-95 وتو-22 وطائرات رادار من طراز إيه-50.
إعلانوتنفذ أوكرانيا بانتظام هجمات بطائرات مسيّرة على مواقع داخل روسيا خلال الحرب المستمرة بينهما منذ 3 أعوام، ولكن هذه المرة يبدو أنها استخدمت أسلوب عمل مختلف تماما.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المسيّرات أطلقت من مواقع "في المنطقة المجاورة مباشرة" للمطارات، أي من داخل الأراضي الروسية. وأوضحت أن الهجوم استهدف أيضا مطارات أخرى في مناطق إيفانوفو وريازان وأمور، عند الحدود مع الصين في أقصى شرق روسيا، لكن تم صدها.
ما الأسلحة المستخدمة؟وفق مصادر أوكرانية فقد قامت كييف بتهريب طائرات مسيّرة إلى روسيا، حيث تم إخفاؤها بعد ذلك في هياكل خشبية في أسقف حاويات شحن تم فتحها عن بعد لإطلاق المسيّرات.
وأظهرت مقاطع فيديو، نقلتها وسائل إعلام روسية لكن لم يتم التحقق من صحتها، طائرات مسيّرة تنطلق من شاحنات.
وأكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن أحد أماكن التي أعد فيها الهجوم في روسيا "يقع بجانب مكتب" جهاز الأمن الفدرالي الروسي (أف اس بي).
وتم التخطيط للعملية الأوكرانية التي تحمل الاسم الرمزي "شبكة العنكبوت"، منذ أكثر من عام ونصف، وأشرف عليها زيلينسكي، وفقا للمصادر الأوكرانية.
وأكد زيلينسكي أن الهجوم تم باستعمال 117 مسيّرة وعدد مماثل من العناصر الذين "تم إخراجهم من الأراضي الروسية في الوقت المناسب".
على الرغم من أن الجيش الروسي لم يعلن تفاصيل كثيرة عن الهجوم وتفاصيله والأضرار الناجمة عنه إلا أن مدونين ومحللين روس تحدثوا عما وصفوه بفشل استخباراتي لبلادهم.
واستنكر مدونون عسكريون روس "يوما أسود للطيران" في بلادهم بعد خسائر تعرضت له عدة مطارات روسية وما يدور الحديث عن إعطاب وتدمير حوالي 40 طائرة بينها قاذفات إستراتيجية تبلغ قيمتها جميعا حوالي 7 مليارات دولار.
إعلانواعتبرت قناة تلغرام "ريبار" المقربة من الجيش الروسي أن "هذه، دون مبالغة، ضربة قاسية للغاية"، منددة بـ"أخطاء خطرة" ارتكبتها الاستخبارات الروسية.
وعلى الطرف المقابل، أشاد زيلينسكي على غرار مسؤولين أوكرانيين آخرين بالنتائج ووصفها بأنها "رائعة للغاية" و"تستحق أن تذكر في كتب التاريخ".
ما الخسائر الناجمة؟أعلن جهاز الأمن الأوكراني الأحد أن الهجوم بالمسيّرات الذي نفّذه ألحق أضرارا بالطيران العسكري الروسي تقدّر كلفتها بسبعة مليارات دولار، وطال ما نسبته 34% من القاذفات الروسية الإستراتيجية التي تحمل صواريخ كروز.
واليوم الاثنين، قال أندريه كوفالينكو المسؤول في مجلس الأمن والدفاع الوطني الأوكراني إن أوكرانيا دمرت 13 طائرة على الأقل خلال الهجوم على قواعد جوية روسية أمس الأحد، في وقت أكدت فيه مصادر أوكرانية أخرى أن عدد الطائرات التي تم تدميرها أو تضررت يبلغ أكثر من 40.
من جهتها، اعترفت وزارة الدفاع الروسية "باندلاع النيران في طائرات عدة بعد إطلاق مسيّرات" في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك الواقعتين على التوالي في القطب الشمالي الروسي وشرق سيبيريا، إلا أنها لم تقدم تفاصيل إضافية عن حجم الخسائر وقيمتها.
في وقت يتوقع فيه مراقبون أن يكون الرد الروسي "قاسيا" و"غير مسبوق" على الهجوم الأوكراني الكبير والمفاجئ الذي استهدف مطارات عسكرية بعيدة عن الحدود بين البلدين، تلتزم موسكو الصمت رسميا في الحديث عن هذا الرد.
وتشبه بعض الأوساط السياسية والإعلامية الروسية ضربات الأحد واستهداف القاذفات الروسية بالمعنى الإستراتيجي بحادثة "بيرل هاربور الأميركية" التي كانت سببا بدخول الولايات المتحدة بالحرب العالمية الثانية وضربها لليابان بالقنابل النووية.
إعلانورأى بعض المحللين أن ضربة الأحد تمس العقيدة النووية الروسية التي عدلتها موسكو خلال الحرب وذلك كونها استهدفت القاذفات الإستراتيجية وهذا يستدعي "ردا نوويا من قبل روسيا"، إلا أن موسكو حتى الآن لم تفصح رسميا عن خسائرها أو ردها المتوقع أو الذي تنوي القيام به.
إلا أن الصمت الرسمي لم يمنع موسكو من مواصلة هجماتها الجوية شبه اليومية على الأراضي الأوكرانية، وقالت القوات الجوية الأوكرانية أمس الأحد أن روسيا أطلقت 472 طائرة مسيرة على البلاد خلال ساعات، وهو أعلى عدد للطائرات المسيرة في هجوم ليلي خلال الحرب.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان إن روسيا أطلقت أيضا سبعة صواريخ. وأضافت أنه جرى إسقاط 382 من الطائرات المسيرة أو تحييدها، إلى جانب إسقاط ثلاثة من الصواريخ.
توقيت الهجوم؟
يأتي الهجوم الأوكراني الكبير في وقت تكثف فيه واشنطن مساعيها لإيجاد نهاية للحرب بين موسكو وكييف، وفي ظل تراجع عسكري أوكراني على بعض الجبهات ومحاولات كييف حشد الدعم الغربي مجددا لمواجهة الهجوم الروسي واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها موسكو خلال الحرب.
كما أنه جاء قبل يوم واحد من اجتماع مسؤولين روس وأوكرانيين اليوم الاثنين في مدينة إسطنبول بتركيا لإجراء الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ 2022.
ويرى محللون أن توقيت الهجوم الأوكراني القوي وغير المسبوق يأتي للحصول على موقع قوة على طاولة المفاوضات في إسطنبول لأنه وكما هو معروف أن القوي أو المنتصر هو الذي يفرض شروطه عادة عند وضع السلاح أو الجنوح للسلم.
ومنذ عودته إلى كرسي الرئاسة في يناير/ كانون الثاني الماضي، يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا وأوكرانيا بإحلال السلام، لكنهما لم تتوصلا حتى الآن إلى اتفاق، وحذر البيت الأبيض مرارا من أن الولايات المتحدة "ستنسحب" من جهود إنهاء الحرب إذا حال عناد الجانبين دون التوصل إلى اتفاق سلام.
إعلانوأسفرت الجولة الأولى من المحادثات في 16 مايو/أيار الماضي عن أكبر عملية تبادل للأسرى في الحرب، لكنها لم تسفر عن أي بادرة سلام، أو حتى وقف لإطلاق النار، إذ اكتفى الطرفان بتحديد موقفيهما التفاوضيين المبدئيين.