ملفات مسربة: إسرائيل أجهضت دعوى أميركية بشأن بيغاسوس
تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT
أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأن ملفات مسربة أماطت اللثام عن إجراءات استثنائية اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لإحباط دعوى قضائية أميركية شديدة الخطورة هددت بالكشف عن أسرار حول إحدى أسوأ أدوات القرصنة سمعة في العالم.
وفي تقرير لاثنين من صحفييها الاستقصائيين في مكتبها بالعاصمة الأميركية واشنطن، ذكرت الصحيفة أن مسؤولين إسرائيليين صادروا وثائق حول برنامج التجسس "بيغاسوس" من الشركة المصنِّعة له وهي مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية للاستخبارات الإلكترونية، في محاولة لمنعها من الامتثال للمطالب الواردة في الدعوى القضائية التي قدمتها شركة واتساب في إحدى المحاكم الأميركية لتسليم معلومات تتعلق بأدوات الاختراق الحاسوبي.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الوثائق تُظهر أن المضبوطات كانت جزءا من خطة قانونية بارعة أقدمت عليها إسرائيل للحيلولة دون إفشاء معلومات عن برنامج بيغاسوس، تعتقد تل أبيب أنها ستلحق بالبلاد "أضرارا دبلوماسية وأمنية خطيرة".
ضحايا تجسسويسمح برنامج بيغاسوس لعملاء مجموعة "إن إس أو" باستهداف الهواتف الذكية ببرمجيات خفية تستطيع استخراج الرسائل والصور وتسجيل المكالمات وتنشيط الميكروفونات سرا.
وقالت الغارديان إن المجموعة ظلت منذ أواخر عام 2019 تخوض معركة قضائية في الولايات المتحدة مع شركة واتساب التي قالت إن الشركة الإسرائيلية استخدمت ثغرة أمنية في خدمة المراسلة لاستهداف أكثر من 1400 من مستخدميها في 20 دولة على مدى أسبوعين.
وأضافت الصحيفة أن مصادرة الملفات وأجهزة الكمبيوتر من مكاتب المجموعة في يوليو/تموز 2020 -والتي كانت مخفية حتى الآن عن الجمهور بموجب أمر حظر نشر صارم أصدرته محكمة إسرائيلية- تلقي ضوءا جديدا على العلاقات الوثيقة بين الحكومة الإسرائيلية و"إن إس أو" والمصالح المتداخلة لأجهزة المراقبة المملوكة لشركة تابعة للقطاع والمؤسسة الأمنية للدولة.
نجدة أثناء التقاضيوبحسب تقرير الغارديان، فإن عمليات المصادرة تلك تمت بعد أن ناقش المسؤولون الإسرائيليون والشركة المعنية (إن إس أو) كيفية الرد على مطالب واتساب بالكشف عن الملفات الداخلية حول برامج التجسس الخاصة بها، وقد أثار ذلك تساؤلات عما إذا كانوا قد قاموا بالتنسيق لإخفاء معلومات معينة من الإجراءات القانونية الأميركية.
وفي إحدى مراحل التقاضي، تبين أن رود روزنشتاين، المحامي الموكل من "إن إس أو"، والذي كان يشغل منصب نائب المدعي العام في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سأل محامي إسرائيل الأميركيين عما إذا كانت الحكومة الإسرائيلية "ستهبّ لنجدة" الشركة في معركتها القانونية مع واتساب.
وكشفت الغارديان تفاصيل عن حصولها هي وتحالف يضم مجموعة من المؤسسات الإعلامية وإعلاميين إسرائيليين -مقره في باريس- على نسخة من حكم قضائي سري يتعلق بمصادرة الملفات الداخلية لمجموعة "إن إس أو" التي جرت في يوليو/تموز 2020.
ومن خلال الجمع بين سجلات المحكمة الأميركية والمعلومات الواردة من المصادر والتحليل الجنائي الذي أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية لبعض الملفات، تمكن تحالف المؤسسات الإعلامية من تأكيد التفاصيل الرئيسة التي تم الكشف عنها في الملفات المخترقة.
مخالفة الالتزاموبحسب باحثين من منظمة العفو الدولية، فإن الملفات "تتوافق مع عملية اختراق وتسريب لسلسلة من حسابات البريد الإلكتروني"، ولكن "من غير الممكن التحقق من صحة رسائل البريد الإلكتروني بشكل مشفر إذ قام المتسللون بإزالة البيانات الوصفية المهمة للبريد الإلكتروني".
وظهرت تفاصيل أنشطة إسرائيل وراء الكواليس في قضية واتساب مع استمرار الدعاوى القضائية في المحكمة الفدرالية في شمال كاليفورنيا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت واتساب شركة "إن إس أو" بمخالفة ما التزمت به بمشاركة ملفاتها الداخلية في إطار عملية قانونية، تُعرف باسم الاستكتشاف، من شأنها أن تسمح لواتساب بجمع المعلومات للمساعدة في إيراد الأدلة التي تدعم قضيتها وإلقاء ضوء غير مسبوق على كيفية استخدام عملاء "إن إس أو" من الحكومة الإسرائيلية لبرناج بيغاسوس للتجسس.
ومع ذلك -تقول الغارديان- فإن التدخل الخفي للحكومة الإسرائيلية أعاق قدرة واتساب على إجبار "إن إس أو" على تسليم معلومات مهمة. وأبلغ محامو واتساب المحكمة الأميركية مؤخرا بأن الشركة الإسرائيلية "لم تقدم سوى 17 وثيقة داخلية خاصة بها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الحکومة الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
عملية «الراية السوداء».. إسرائيل تهاجم الحوثيين والرد الصاروخي يضرب الأراضي الإسرائيلية
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الإثنين، انطلاق عملية عسكرية واسعة ضد جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن تحت مسمى “الراية السوداء”، رداً على ما وصفته إسرائيل بـ”الاعتداءات المتكررة” التي تنفذها الجماعة ضد أراضيها ومصالحها البحرية، فيما رد الحوثيون بإطلاق صاروخين باتجاه إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم ذاته.
وأطلقت مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي فجر الإثنين 50 قذيفة وصاروخًا على أهداف حيوية تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، في عملية وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها “غير اعتيادية” واستهدفت موانئ ومنشآت حيوية وسفينة تجارية.
وقال كاتس في بيان رسمي إن الجيش الإسرائيلي “باشر تنفيذ عملية الراية السوداء لمعاقبة الحوثيين”، مؤكداً أن الهجمات الجوية استهدفت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، إلى جانب محطة الكهرباء المركزية في رأس كتنيب.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن “عشرات الطائرات الحربية، وبتنسيق استخباري مع هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، أغارت على بنى تحتية يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية وإرهابية”، مشيراً إلى أن “الموانئ التي تم استهدافها تُستخدم لنقل أسلحة من إيران تُوظف في تنفيذ هجمات على إسرائيل وسفن التجارة الدولية”.
وأكد الجيش أن من بين الأهداف المستهدفة كانت السفينة التجارية “GALAXY LEADER” المحتجزة من قبل الحوثيين منذ نوفمبر 2023، حيث جرى قصف معدات رادارية على متنها يُعتقد أنها تُستخدم لمراقبة التحركات البحرية الدولية. كما تم استهداف محطة كهرباء قال الجيش إنها تُستخدم لدمج الطاقة في أنشطة عسكرية.
في المقابل، أعلنت جماعة “أنصار الله” أنها ردّت على العدوان الإسرائيلي بإطلاق صاروخين من اليمن باتجاه إسرائيل. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن “أنظمة الدفاع الجوية عملت على اعتراض التهديد”، فيما تم تفعيل صافرات الإنذار في القدس والضفة الغربية والبحر الميت ومنطقة غوش عتصيون، قبل أن تعلن قيادة الجبهة الداخلية لاحقاً أن “الحادثة انتهت”.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، إن “القوات الجوية اليمنية تتصدى في هذه الأثناء للعدوان الصهيوني على بلدنا”، مؤكداً أن الرد اليمني سيستمر.
ويأتي هذا التصعيد في سياق المواجهة الإقليمية المتصاعدة منذ اندلاع الحرب في غزة، حيث كثّف الحوثيون عملياتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل وممرات الملاحة الدولية، في ما تصفه الجماعة بأنه “دعم للمقاومة الفلسطينية”. وتتهم إسرائيل إيران بتوجيه وتسليح الحوثيين، وتعتبرهم “ذراعاً مركزية” في منظومة طهران الإقليمية.
وأكد الجيش الإسرائيلي في ختام بيانه أن “الرد سيستمر بقوة ضد كل من يهدد مواطني إسرائيل، مهما بلغت المسافة”، في إشارة إلى أن الحملة ضد الحوثيين قد تتواصل خلال الأيام المقبلة.
هجوم جديد في البحر الأحمر.. استهداف سفينة يونانية بطائرات مسيّرة وزوارق مفخخة ونجاة طاقمها
شهد البحر الأحمر تصعيدًا جديدًا بعد تعرض ناقلة بضائع سائبة تديرها شركة يونانية لهجوم عنيف قبالة السواحل الجنوبية الغربية لليمن، في حادث أمني هو الأول من نوعه منذ منتصف أبريل، ويُعتقد أن له بصمات جماعة الحوثي.
شركتا “أمبري” و”ديابلوس” للأمن البحري أكدتا أن الهجوم بدأ بإطلاق نار وقذائف صاروخية من ثمانية زوارق صغيرة، تلاه استهداف بأربع وحدات بحرية مسيّرة، اثنتان منها اصطدمتا بجسم السفينة، ما ألحق أضرارًا بشحنتها. لاحقًا، تعرضت السفينة لهجوم بصواريخ وزوارق مسيّرة مفخخة، ما تسبب في اندلاع حريق وتسرب المياه إلى داخلها.
وقد اضطر الطاقم إلى مغادرة السفينة التي اشتعلت فيها النيران، وتم إنقاذهم من قِبل سفينة تجارية عابرة، وفقًا لما أكدته هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة “ستيم شيبينغ” المشغلة للسفينة.
وأشارت شركة “أمبري” إلى أن خصائص السفينة المستهدفة “تنطبق على المعايير التي حددها الحوثيون مسبقًا لاختيار أهدافهم”، رغم عدم صدور أي إعلان رسمي من الجماعة اليمنية حتى الآن بشأن مسؤوليتها عن الهجوم.
وقع الحادث على بعد 51 ميلاً بحريًا جنوب غربي ميناء الحُديدة، في وقت لا تزال فيه التوترات الإقليمية على أشدها نتيجة استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران، والغارات الجوية الأميركية على مواقع نووية إيرانية في يونيو.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو وقف الضربات الأميركية ضد الحوثيين، عقب ما وصفه بـ”اتفاق ضمني” لوقف استهداف الممرات البحرية، وهو ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات بشأن جدوى هذا القرار في ظل استمرار التهديدات البحرية.
منذ نوفمبر 2023، نفّذت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على سفن شحن، ما أدى إلى مقتل أربعة بحارة على الأقل، وإغراق سفينتين، والاستيلاء على ثالثة، مما أحدث اضطرابات كبرى في خطوط التجارة البحرية العالمية وأجبر شركات الشحن على تغيير مساراتها.