صاروخ مجهول.. 7 أسئلة تشرح حادث مجدل شمس
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
أعلنت إسرائيل -اليوم الأحد- رفع جاهزيتها القتالية في الشمال وتوعدت حزب الله "بدفع الثمن" ردا على سقوط قتلى في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، كانت تل أبيب قد زعمت أنهم سقطوا بصاروخ أطلق من جنوب لبنان.
كما قطع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رحلته في الولايات المتحدة، وتوجه فور وصوله لإسرائيل إلى اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لبحث الرد على حزب الله.
من جهته، بادر حزب الله بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع شرق البلاد تحسبا لشن إسرائيل هجوما، وفق تصريحات مسؤولين أمنين لرويترز.
ويخشى مراقبون أن يتسبب هذا الحادث في نشوب حرب شاملة بين حزب الله وبين إسرائيل، قد تتوسع إلى حرب إقليمية.
كيف وقع الحادث؟مساء أمس السبت، سقط صاروخ في ملعب كرة قدم في قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل حين كان عدد من الفتية يلعبون فيه.
ولم تكن القرية ومحيطها من القرى العربية قد شهدت منذ بدء الاشتباكات الحدودية في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي سقوط صواريخ أطلقها الحزب أو فصائل المقاومة في لبنان.
من القتلى؟وأسفر سقوط الصاروخ عن مقتل 12 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاما، وإصابة نحو 30 آخرين من سكان القرية الدرزية.
وجميع القتلى من الطائفة الدرزية -وهم 3 طفلات و7 أطفال- ويحملون الجنسية السورية.
ماذا قالت إسرائيل؟وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ الذي انفجر في ملعب كرة القدم إيراني من نوع "فلق 1" برأس حربي يزن 53 كيلوغراما.
وأشار إلى أن الصاروخ أطلق من جنوب لبنان، ولا يملك مثل هذا النوع من الصواريخ "إلا حزب الله".
كما قالت إذاعة جيش الاحتلال إن القبة الحديدية فشلت في اعتراض الصاروخ، وأكدت "عدم إطلاق أي صواريخ اعتراض بسبب التضاريس المعقدة".
وأضافت أنه "لم يكن من الممكن إعطاء إنذار أطول زمنا" يسمح باعتراض الصاروخ والهروب إلى الملاجئ.
كيف فسر الحزب الحادث؟ونفى حزب الله ما وصفه بـ"الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة" عن مسؤوليته عن قصف ملعب كرة قدم في مجدل شمس، وأكد أن لا علاقة له بالحادث على الإطلاق.
وقال بعض المحللين إنه من الممكن أن صاروخا اعتراضيا إسرائيليا أطلقته القبة الحديدية قد سقط خطأ بالملعب في مجدل شمس، لا سيما أن القرية لا تعد هدفا لحزب الله.
وقبل سقوط الصاروخ في قرية مجدل شمس، كان الحزب قد أعلن أنه استهدف مقر قيادة لواء حرمون في ثكنة "معاليه غولاني" الإسرائيلية بصاروخ "فلق 1″، غير أن المقر المستهدف بعيد نسبيا عن مجدل شمس.
هل يشعل الحادث حربا؟التصعيد بعد حادث مجدل شمس محتمل بشدة، لا سيما بعد أن أكدت إسرائيل أنها سترد عليه باستهداف لبنان. غير أن المواجهة لا تزال قابلة للاحتواء مع سعي واشنطن لمنع اندلاع حرب.
من جهتها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر قولها إن التقديرات تشير إلى أن إسرائيل سترد بقوة على حزب الله، لكن على نحو لا يقود إلى حرب شاملة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن من بين السيناريوهات المطروحة للرد على استهداف مجدل شمس اللجوء إلى مسارات "عمل عسكري أكثر صرامة من ذي قبل".
وأكدت أن إسرائيل غير معنية بحرب شاملة مع حزب الله، لكنها تريد توجيه ما وصفته بـ"الضربة الموجعة" له، والقابلة للتنفيذ فورا.
وكان حزب الله أكد سابقا أنه لا يريد توسيع الحرب لكنه "مستعد لها"، لا سيما أنه يملك ترسانة أسلحة أكثر تقدما مما كان يملك في حرب 2006.
ومن المحتمل أن يؤدي التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار في قطاع غزة إلى إنهاء أو خفض الاشتباكات الحدودية بين لبنان وإسرائيل.
أين تقع مجدل شمس؟وحول مجدل شمس، فالقرية تقع في الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل منذ حرب يونيو/حزيران عام 1967، وضمّت أجزاء منها عام 1981 في خطوة اعترفت بها الولايات المتحدة عام 2019 بعد سنوات من رفض المجتمع الدولي الاعتراف بذلك.
ويعيش نحو 25 ألف سوري من الدروز تحت الاحتلال الإسرائيلي في الجولان، ويرفضون الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
ومجدل شمس هي القرية الدرزية الأكبر من 4 قرى (عين قينيا ومسعدة وبقعاثا) تشكل المجتمعات السورية في الجولان المحتل.
ويعتبر سكان مجدل شمس مواطنين سوريين من قبل الحكومة السورية، في حين منحتهم إسرائيل الإقامة الدائمة في عام 1981، وتعرّفهم في سجلاتها على أنهم "سكان مرتفعات الجولان" بدون اعتراف بجنسيتهم السورية.
يعد الجولان أرضا زراعية خصبة غنية بالموارد الطبيعية، لا سيما المياه، لذلك تعتبره إسرائيل التي تعاني نقصا مزمنا بالمياه، مهما لها.
وكانت مسألة المياه في ستينيات القرن الماضي من الأسباب الرئيسية للخلاف الإسرائيلي السوري الممهّد لحرب 1967، وطالبت دمشق لاحقا باستعادة الجولان كاملا حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه الرئيسي بالمياه العذبة لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی مجدل شمس فی الجولان حزب الله لا سیما
إقرأ أيضاً:
مسؤول أمريكي: لا نهاية لهجمات الحوثيين على إسرائيل وواشنطن توقف المواجهة
كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، اليوم السبت، عن مواقف متقدمة للإدارة الأمريكية بشأن التعاطي مع جماعة الحوثي، في ظل استمرار الجماعة في شن هجمات صاروخية وبالطائرات المسيّرة على إسرائيل، رغم الضربات الجوية المتكررة على صنعاء والحديدة.
ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي قوله إن "الحوثيين لن يوقفوا هجماتهم على إسرائيل أبداً"، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية قررت التوقف عن إنفاق الأموال واستخدام الذخائر المتطورة في "معركة لا نهاية لها" ضد الجماعة.
وأوضح المسؤول أن واشنطن اختارت "أقل الخيارات سوءاً"، بوقف إطلاق النار من طرفها تجاه الحوثيين، والتركيز بدلاً من ذلك على معالجة "أسباب الهجمات" من خلال توجيه الموارد نحو احتواء التصعيد إقليمياً.
ويعكس هذا الموقف تحولا لافتا في الاستراتيجية الأمريكية، التي شاركت منذ أواخر العام 2023 في دعم تحالف دولي لتأمين الملاحة في البحر الأحمر عقب سلسلة من الهجمات الحوثية على سفن تجارية، بعضها مرتبط بإسرائيل.
من جهته، صعّد زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي من لهجته، مؤكداً أن العمليات القادمة "ستكون أكثر فاعلية وتأثيراً على العدو الإسرائيلي"، ودعا أنصاره إلى الخروج في مظاهرات أسبوعية دعماً لما وصفه بـ"القضية المركزية".
وفي تطور جديد، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي تجاه مطار بن غوريون في تل أبيب، وقال إن الضربة "حققت هدفها وأجبرت الملايين على اللجوء إلى الملاجئ"، وهو ما نفاه الجيش الإسرائيلي، مؤكداً اعتراض الصاروخ.
وتوعّد وزير الدفاع الإسرائيلي، في أعقاب هجوم جديد على مطار صنعاء، بتدمير المطار "مراراً وتكراراً"، مشيراً إلى أن "الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة"، وموضحاً أن الجماعة "ستُفرض عليها عزلة جوية وبحرية تامة".
وأطلقت جماعة الحوثي منذ 17 مارس الماضي نحو 32 صاروخاً وعدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، كما زعمت فرض حظر جوي على مطار بن غوريون، وحظر بحري على ميناء حيفا.
وهددت الجماعة بالعودة إلى استهداف السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، في البحر الأحمر وخليج عدن، مؤكدة أنها ستوسّع دائرة عملياتها خلال المرحلة المقبلة.
وبحسب الإحصاءات المعلنة، فقد شن الحوثيون منذ نوفمبر 2023 وحتى يناير 2024 هجمات استهدفت نحو 100 سفينة، وأسفرت عن غرق سفينتين، وقرصنة سفينة ثالثة، إلى جانب إطلاق أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية.
ومنذ 20 يوليو 2024 وحتى 28 مايو 2025، نفذت إسرائيل تسع موجات جوية استهدفت البنية التحتية الحيوية في اليمن، وتحديداً المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأسفرت تلك الضربات عن تدمير مطار صنعاء بالكامل، إلى جانب أربع طائرات مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، كما استُهدفت الموانئ الثلاثة الرئيسية في الحديدة، ومصنعان للأسمنت، ومحطات كهرباء حيوية في الحديدة وصنعاء.