ممثل المشهد المثير للجدل بأولمبياد باريس يعتذر للمسيحيين وتساؤل إسلامي غاضب
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
أعرب المغني الفرنسي فيليب كاترين عن أسفه، واعتذر للعالم المسيحي بعد أن أدى الدور الرئيسي في العرض المسرحي الذي انتقده الرأي العام لإساءته إلى المسيحية في حفل افتتاح أولمبياد باريس، في حين قارنت أصوات مسلمة بين المسارعة الفرنسية إلى الاعتذار فيما يخص المسيحيين، مقابل رفض ذلك إذا تعلق الأمر بالمسلمين.
وأوضح كاترين -في لقائه مع قناة" سي إن إن"- أن أغنية "نو" التي أداها وتعني "عاري" قدمت رسالة بسيطة، على حد وصفه.
وفي حين حاول المغني الفرنسي تبرير الأغنية بقوله "لو كنا عراة، فهل ستكون هناك حروب؟ ربما الجواب لا، لأنه لا يمكنك إخفاء الأسلحة عندما تكون عراة"، إلا أنه استدرك بالقول "إذا صدم (الأداء) بعض الناس، فأنا آسف جدا لأن ذلك لم يكن القصد بلا شك".
وأشار إلى أنه نشأ مسيحيا ويعتقد أن التسامح له مكانة مهمة في هذا الدين.
وزعم أن العرض الافتتاحي المثير للجدل لا علاقة له بـ"العشاء الأخير"، وقال إنه يأمل أن يسامحه المجتمع المسيحي على ذلك ويفهم أن هذا كان سوء فهم.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم أولمبياد باريس آن ديكا "بالتأكيد لم تكن هناك أي نية على الإطلاق لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية، وإذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن نأسف لذلك حقا".
انتقادات حادةوفي حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس، الجمعة، أثار عرض "ملكة السحب" (رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مساحيق التجميل) ردود فعل من السلطات الدينية والرأي العام على أساس أنه يصور لوحة العشاء الأخير وعدم احترام المعتقد الديني.
ولوحة العشاء الأخير للفنان الإيطالي ليونارد دافينشي تحظى بمكانة في الديانة المسيحية لأنها تصور ما يعتقده البعض بالمسيح عيسى (عليه السلام) وحوارييه.
وتعرض هذا العرض وغيره من فقرات الحفل لانتقادات حادة، حيث اعتبر البعض أنها كانت تتضمن ترويجا للشذوذ.
ومكان من يُوصف بـ"السيد المسيح" في لوحة العشاء الأخير، ظهر رجل عار قال نقاد إنه يمثل ديونيسوس، وهو إله الخمر والاحتفالات الماجنة في الأساطير الإغريقية القديمة، الذي عرف أيضا بمواكبه واحتفالاته وطقوسه الوثنية المتحررة من القيم الأخلاقية.
وفي هذا الصدد، نشر حساب الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية على منصة إكس بيانا للأساقفة الفرنسيين جاء فيه: "للأسف، احتوى هذا الحفل على مشاهد تسخر من المسيحية، ونحن نقابل هذا الوضع بحزن عميق".
ووجه البيان الشكر لأبناء الديانات الأخرى على إعرابهم عن تضامنهم مع المسيحيين في مواجهة هذا الوضع.
خواء أخلاقيمن جانبه شن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان السبت، هجوما لاذعا جديدا انتقد فيه "ضعف الغرب وتفككه" وهو ما تجلى برأيه في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
ورأى الزعيم المحافظ أن الحفل الذي أقيم الجمعة على نهر السين، وهدف إلى إظهار التنوع في فرنسا، تجسيد "للخواء" الأخلاقي في الغرب، وأضاف أوربان "إنهم يتخلون تدريجا عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة، مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد".
وأعلن أوربان أن "القيم الغربية، التي طالما اعتبرت عالمية، أصبحت غير مقبولة ومرفوضة بشكل متزايد من قبل العديد من دول العالم"، مثل الصين والهند وتركيا والدول العربية.
وفي سياق متصل، ندد راعي كنيسة الروم الكاثوليك في رام الله عبد الله يوليو، السبت، باستخدام فرنسا الشواذ في حفل افتتاح الأولمبياد، معتبرا ما حدث "خطير جدا".
وقال يوليو في تصريحات لوكالة الأناضول: "لا يجوز تمثيل السيد المسيح بهذه الطريقة التي فيها انتهاك للقدوس والمقدسات، وأي استغلال واحتقار بالنسبة لي هو عملية مقصودة لتشويه المفهوم الديني ومحاربة الأديان وليس الدين المسيحي فقط".
وتابع أن "الموضوع خطير جدا، استخدام المثليين وغير المثليين عملية خطيرة لإفراغ الدين من محتواه ضمن عملية مدروسة وممنهجة من قوى مخفية في العالم عابرة للحدود تستهدف القضاء على الدين".
اعتذار فرنسا عن العرض الافتتاحي يثير غضب الملايين.. لماذا؟ pic.twitter.com/CeJ51YUjNR
— شبكة رصد (@RassdNewsN) July 29, 2024
غضب إسلاميمن جانبه، أدان الأزهر الشريف مشاهد الإساءة للمسيح -عليه السلام- في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، محذرا من خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدِّين وترويج الشذوذ والتحول الجنسي.
وقال الأزهر -في بيان- إن تلك المشاهد "تصور المسيح -عليه السلام- في صورة مُسيئة لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرفيع، وبأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة".
وأكد الأزهر رفضه الدائم لكل محاولات المساس بأي نبي من أنبياء الله.
عدة شركات أمريكية تلغي التعاقد الإعلاني مع أولمبياد باريس بسبب الترويج للمثلية و السخرية من المسيح في افتتاح الاولمبياد ، و فرنسا تعتذر للمسيحيين.
—-
عند الغرب الإساءة للذات الإلهية و القران الكريم حرية تعبير ????????♂️
— حسين الغاوي (@halgawi) July 28, 2024
ومع الاعتذار للمسيحيين، قارنت أصوات مسلمة بين رد الفعل الفرنسي في هذا الموقف والمسارعة إلى الاعتذار في مقابل التمسك بما تعتبره فرنسا "حرية رأي" إذا تعلق الأمر بالإساءة للمسلمين أو مقدساتهم، كما حدث في أزمة الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار البعض إلى ما اعتبروه تحيّزا وتناقضا فرنسيا فجّا ضد المسلمين. وكتب عبد الله الجديع أن اعتذار في فرنسا "يطرح السؤال الجاد لمَ لم تعتذر باريس عن الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، وحينها كانت المسألة بنظرهم حرية تعبير استدعت دفاع الرئيس الفرنسي عن تلك الحرية، حتى لو كانت تمس مشاعر المسلمين في العالم؟".
أما حسين الغاوي فكتب على منصة إكس: "عدة شركات أميركية تلغي التعاقد الإعلاني مع أولمبياد باريس بسبب الترويج للمثلية والسخرية من المسيح في افتتاح الأولمبياد، وفرنسا تعتذر للمسيحيين.. عند الغرب الإساءة للذات الإلهية والقرآن الكريم حرية تعبير!".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أولمبیاد باریس العشاء الأخیر فی حفل افتتاح
إقرأ أيضاً:
المفتي العام للمملكة يوصي الحجاج بإخلاص الحج لله واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
أوصى سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، حجاج بيت الله الحرام بإخلاص الحج لله تعالى، واتباع سنة نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، وأن يعظموا حرمات الله وشعائره في آدائهم النسك.
جاء ذلك في كلمة توجيهية لسماحته بمناسبة دخول عشر ذي الحجة قال فيها: إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل بعضَ الشهور والأيام، وجعلها مواسم للخيرات، وفضّل بعض البقاع والبلدان، فاشكروا الله تعالى أنْ بلّغكم هذه الأيام الفاضلة، أيام العشر، والأيام المعلومات، في هذه الأماكن المباركة.
وقد اختص الله -جل وعز- هذه الأيام بعبادات عظيمة؛ منها: الحج إلى بيت الله الحرام، والطواف، والسعي، وأداء المناسك، وسائر الأعمال الصالحة، كالإكثار من ذكر الله تعالى.
حجاج بيت الله الحرام: إنكم تؤدون في هذه الأيام المباركة مناسك الحج، وكلٌّ له أجره بإذن الله تعالى، متى ما أخلص العبدُ المسلمُ العبادةَ لله تعالى، وحده لا شريك له، اقتداءً بخليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام- الذي نادى بالحج كما قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”، وقال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}، أمَا وقد وصلتم إلى هذه البقاع المباركة؛ فإنّ من الواجب على كل حاجٍ أن يلتزم بأداء العبادة على وجهها الصحيح، وأنْ يخلص العمل لله جل وعلا مستشعرًا عِظم هذه الأماكن، والأدب فيها، مستذكرًا قوله تعالى: “فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ”، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ”، فإذا أحرمتم بالحج وجب عليكم تعظيم هذا النسك، والبعد عن كل ما يفسده من الرفث والفسوق والجدال.
إخواني حجاج بيت الله الحرام: إن أمامكم أيامًا مباركة يأتي فيها الحاج مقتديًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ويتذكر معها ما ورد في حجة الوداع التي أبان فيها -صلى الله عليه وسلم- من قوله وفعله النسك الصحيح على ما يريده الله جل جلاله، والذي كان يوصي صحابته فيها بقوله: “خذوا عني مناسككم”.
أخي الحاج المبارك: اليوم الثامن من ذي الحجة هو يوم التروية، قف فيه بمنى كما وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أصبح يوم التاسع من ذي الحجة، كان يؤدي الصلاة فيه في أوقاتها يقصر الرباعية، ومع إشراقة يوم عرفة تتجهون بعون الله إلى عرفة للوقوف فيها، حتى غروب شمس هذا اليوم، متذللين خاشعين مُلبّين، تسألون الله تعالى، وترجون غفرانه، وقبول حجكم وأعمالكم، وعودتكم مغفورًا ذنبكم، ثم تتجهون بعد الغروب إلى المزدلفة -المشعر الحرام-، وتقضون ليلتكم فيها، تؤدون صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا للعشاء عند وصولكم إليها، وعليكم السكينة والوقار، وتلتقطون الجمار، حيث يبدأ الحجاج مع يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة برمي جمرة العقبة والتوجه إلى المسجد الحرام للطواف فيه طواف الإفاضة، وتعودون إلى منى لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث، وعليكم بالاقتداء بالنبي -صلى عليه وسلم-.
وأعمال يوم النحر: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والذبح، والطواف، ومن قدّم بعضها على بعضٍ فلا شيء عليه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “افعل ولا حرج”، أسأل الله أن يكتب أجركم، وأن يتقبل منكم طاعتكم وأعمالكم.
اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تُدشن مبادرة “طريق مكة” في المالديف
إخواني الحجاج: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل- والإخلاص لله في العبادة بعيدًا عن البدع والشركيات التي قد يقع فيها بعض العوام، هدانا الله وإياهم، وقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين -بقيادتها المسددة والموفقة- العلماء والمرشدين والموجهين والدعاة لبيان المنهج الصحيح وأداء هذا الركن العظيم وفق منهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، التي أبان فيها كل أمر يحتاجه المسلم حينما قال لهم: “خذوا عني مناسككم”، والعلماء قد استعدوا لبيان ما يشكل على المسلم في أداء هذا النسك، ومراكز الإرشاد والتوجيه موجودة، وبلغات متعددة، وكتب ميسرة.
أخلصوا عملكم لله في كل ما تأتون من هذه المناسك، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ}، فالإخلاص الإخلاص، وسؤال العلماء فيما يشكل عليكم.
إخواني تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يجزي ولاة الأمر على هذا التيسير للحج، وتهيئة جميع الإمكانات؛ ليؤدي الحجاج حجهم بالراحة والطمأنينة.
وفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وأجهزة الأمن، ومؤسسات الدولة، على ما يقدمون من جهود مباركة، على كل الأصعدة، وما يقومون به من خدمة حجاج بيت الله الحرام، وما يشهده الحرمان الشريفان من تنظيم وترتيب لتسهيل وصول الحجاج، وقضاء مناسكهم بيسر وسهولة، كتب الله أجرهم وأعانهم ووفقهم لكل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.