الثورة نت:
2025-06-25@03:21:42 GMT

اليمن وحكايات البحر الفدائي

تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT

 

 

ذكريات وحكايات كثيرة في فلسطين عن اليمن وطباع أهل اليمن وشهامتهم، وما يشكله اليمن اليوم من حالة وفاء وإسناد لفلسطين وغزة، التي يتطلع أهلها بثقة عالية إلى الشعب اليمني وقيادته الحكيمة والشجاعة التي جسدت الأقوال بالأفعال.
وانطلاقاً من أهمية سلاح البحرية منذ الحرب العالمية الثانية، استخدمت القوات المسلحة اليمنية أحد أهم الأسلحة الاستراتيجية المتوفرة لديها، وهو سلاح الممرات البحرية، لمنع السفن الإسرائيلية أو السفن المتجهة إلى موانئ كيان الاحتلال، من عبور البحر الأحمر ومضيق باب المندب حتى وقف العدوان على قطاع غزة، ورفع الحصار وإدخال المساعدات.


ومن حسن حظ الجغرافيا الفلسطينية أنها تطل على 3 مسطحات مائية، هي البحر الأبيض المتوسط من الغرب، والبحر الميت من الشرق، والبحر الأحمر من الجنوب، وللفلسطينيين كما إخوتهم اليمنيين تاريخ وباع طويل في ركوب البحر والملاحة فيه تجارياً وعسكرياً وثقافياً.
وهذا ما سيستفيد منه بحر غزة الممتد على طول مساحة قطاع غزة بمسافة تزيد عن 42 كلم، وهو البحر الهادر بالحياة والمقاومة، وله في الماضي والحاضر دور كبير في العمل الفدائي البحري الذي لم يقتصر سابقاً على الفلسطينيين وحدهم، بل شارك فيه فدائيون من لبنان وسوريا والعراق واليمن الذي تقوم قواته المسلحة اليوم بإسناد غزة عبر البحر، وبالمسيرات التي تلحق الضرر الكبير بالإسرائيليين واقتصادهم ومعنوياتهم وتشتت قدراتهم العسكرية والأمنية.
وعبر تاريخ الصراع مع الاحتلال ركب الفدائيون الفلسطينيون خيول الأزرق، وساروا على كتف الموج، وصارعوا التيه وأهوال البحر، شاهرين الريح رصاصاً وبنادق من أجل العودة والخلاص من الاحتلال.
وغزة شقيقة صنعاء وصعدة والحديدة، تنهض من ركام الحرب ولا تتوقف عن الحلم والحنين، وأهلها يعانقون البحر بمواجهة خذلان الصحاري والقصف المتواصل، ويدخلون البحر ليواجهوا فيه الخطر الكبير وليحصلوا منه على الخير الوفير، مع قناعتهم بسهولة النجاة منه أكثر من إمكانية النجاة من خطر الاحتلال، والحرب التي أصبحت الآن تخاف منهم أكثر مما يخافون منها.
ويذهب أهل غزة إلى البحر كلما استطاعوا، بعيداً من حالة الاختناق التي تسببها الخيام ومراكز الإيواء ويطلبون منه أن يتحول إلى ملاذ آمن وأن يعدهم بأحلام مستقرة وبأيام أقل قسوة لا يتساوى فيها الموت والحياة. ‏
ورغم الحرب وبشاعتها ما زال البحر في غزة واليمن يشبه صورة من نحب ورائحة نوافذ البيوت ومصدراً للإلهام والتفكير، ويحتفظ بعمقه واتساعه بالكثير من الحكايات عن الفدائيين، وأمواجه شاهدة على الكثير من الضحكات والبكاء والغضب والصبر وكتابة الشعر والأغنيات ومنها أغنية (سنرجع يوماً إلى حيّنا) التي كتبها على شواطئ بحر غزة الشاعر هارون هاشم رشيد ولحنت في بيروت، وغنتها السيدة فيروز بصوتها الملائكي الساحر.
وما زال بحر غزة رغم الدمار والغبار يحصي أنفاس الأمل والضوء العائد من جهة اليمن، ليعود الفدائي المؤمن بأن (لا بر إلا ساعداه) ولا خيار له سوى الصمود والمقاومة ليؤدي دوره في الدفاع والهجوم، ويقوم بإطلاق زخات من الفرح والمطر والرصاص والأناشيد كلما حلقت في أجواء فلسطين المسيّرة “يافا”، التي تؤكد بأن غزة ليست لوحدها ولن يستطيع أحد رميها في البحر والصحراء، وستبقى صامدة تقدم دروساً في الصبر والانتصار على الاحتلال الذي لا يعرف بأن للبحر طرقاً وذكريات وأمل بلقاءات ستأتي وتصنع المعجزات في غزة التي ستعود حتماً كزنبقة تشم رائحة البحر لأول مرة.

كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سماحة المفتي يهنئ إيران ويشيد بموقف اليمن

مسقط - الرؤية

قال سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، المفتي العام لسلطنة عُمان، إن العدوان الأميركي على إيران لم يُحقق أثرًا يُذكر، مهنئًا الشعب الإيراني وقيادته على صمودهم، وموجهًا التحية لأبطال اليمن على ما وصفه بـ"الوقفة البطولية والغيرة الإيمانية".

وأضاف سماحته في بيان نُشر على حساباته الرسمية: لم يحقق العدوان الأمريكي على #إيران أثرا يُذكر؛ فالحمد لله، وبهذا أهنئ الإيرانيين قيادة وشعبا، وأشكر أبطال #اليمن المغاوير على غيرتهم الإيمانية ووقفتهم البطولية. وإنها لوقفة تبشر بتلاحم أحرار الأمة، وبمستقبل واعد تُطْوى فيه صفحة الاحتلال البغيض للمقدسات الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • بتمويل أوروبي.. اليونسكو ترميم مئات المنازل التاريخية في اليمن
  • بيان ملتقى مشايخ ووجهاء اليمن بشأن القصف الإيراني الذي طال دولة قطر
  • الميكروفون الرياضي المفقود في اليمن
  • تقارير إعلامية: الصواريخ الأخيرة التي أطلقتها إيران استهدفت الجليل
  • سماحة المفتي يهنئ إيران ويشيد بموقف اليمن
  • إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
  • الجزائر تجدد دعمها للدفع بمسار تسوية الأزمة في اليمن التي طال أمدها
  • إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ.. وإيران: أطلق من اليمن
  • من هو سعيد إيزادي الذي أعلن الاحتلال الإسرائيلي اغتياله في طهران؟