كشفت دراسة جديدة نُشرت في JAMA Network Open، بأنّ اختبار فحص سرطان القولون والمستقيم غير الجراحي الذي يمكن إجراؤه في المنزل يمكن أن يقلل من خطر الوفاة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 33 في المئة. 

وأضافت الدراسة التي تُعتبر الأولى لتقييم فعالية هذه الأداة، باحثون في مركز جامعة ولاية أوهايو الشامل للسرطان بمستشفى آرثر جي جيمس للسرطان ومعهد ريتشارد جيه سولوف للأبحاث (OSUCCC – James) وكايزر بيرماننت.



وبحسب الدراسة نفسها،  تم تقييم البيانات من ما يقرب من 11000 مريض خضعوا لاختبار المناعة الكيميائية للبراز(FIT) في المنزل، بين أعضاء كايزر بيرماننت في شمال وجنوب كاليفورنيا بين عامي 2002 و2017. 

وتمتلك كايزر بيرماننت وهي أحد أكبر برامج الفحص في المنزل في الولايات المتحدة وكانت رائدة في تنفيذ فحص سرطان القولون والمستقيم في المنزل لزيادة الامتثال لإرشادات الفحص الشاملة وتحسين فجوات التفاوت العرقي.

وفي هذا السياق، قال تشيك دوبيني، وهو دكتور في الطب، ماجستير في الصحة العامة، المؤلف الرئيسي للدراسة والذي يشغل منصب كبير مسؤولي المساواة في مركز ويكسنر الطبي، والمدير المساعد للتنوع والمساواة والشمول في OSUCCC - James وأستاذ في كلية الطب بجامعة ولاية أوهايو: "اختبار الفحص الصحيح هو الذي يتم إجراؤه".

وأضاف: "يتم إجراؤه بشكل جيد. على الرغم من أننا نعلم منذ عقود أنه يمكن اكتشاف سرطان القولون والمستقيم في حالته المبكرة قبل السرطانية من خلال الفحص، إلا أن حوالي 60 في المئة فقط من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 75 عاما يقومون بالفحص". 

وتابع بأن: "هذه مأساة لأننا نستطيع إنقاذ المزيد من الأرواح من خلال جعل الفحص أكثر سهولة من خلال طرق الفحص غير الجراحية مثل FIT"، مردفا أن  "بعض الأشخاص قد لا يحصلون على فحص تنظير القولون بسبب الخوف أو الإحراج، مما يؤدي إلى تشخيص العديد من الأشخاص بالمرض في مراحل أكثر تقدما وأقل قابلية للعلاج".


وأوضح دوبيني: "تظهر الأدلة أن فحص FIT الذي يتم كل عام جيد مثل الحصول على تنظير القولون كل 10 سنوات لفحص الأشخاص المعرضين لخطر متوسط"، مشيرا إلى أنه "يجب أن تمنح هذه الدراسة الأفراد وأطبائهم الثقة لاستخدام هذا الاختبار غير الجراحي للفحص وإيجاد طرق لنشر هذه الاختبارات في المجتمعات المحرومة حيث تكون معدلات فحص سرطان القولون والمستقيم منخفضة للغاية".

ومع ذلك، يلاحظ أنه من الأهمية بمكان ألا يتأخر أي شخص لديه اختبار إيجابي في إجراء تنظير القولون لمتابعة نتيجة FIT غير الطبيعية. تنظير القولون هو إجراء يتم فيه إدخال أنبوب رفيع بطرف كاميرا صغير في المستقيم لعرض بطانة الأمعاء. 

إلى ذلك، يمكن بعد ذلك إزالة السلائل السرطانية في وقت الإجراء وعلاج السرطانات المبكرة قبل الوصول إلى مرحلة متقدمة. يتضمن FIT عينة براز يتم جمعها في المنزل وإرسالها بالبريد إلى المختبر حيث يتم اختبارها.

لهذه الدراسة الجديدة، قام الباحثون بتقييم المعلومات من 10711 شخصا أكملوا فحص FIT لفحص سرطان القولون والمستقيم. تم تحديد المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 52 و 85 عاما عبر مراكز طبية متعددة بين عامي 2002 و 2017.

بالإضافة إلى تقليل خطر الوفاة المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 33 في المئة، لاحظ الباحثون انخفاضا بنسبة 42 في المئة في خطر الإصابة بالسرطانات التي تحدث في الجانب الأيسر من القولون بما في ذلك سرطانات المستقيم. 


كذلك، ارتبط فحص FIT بانخفاض خطر الوفاة بسرطان القولون والمستقيم بين الآسيويين غير الهسبانيين والسود غير الهسبانيين والبيض غير الهسبانيين.

من جهته، قال دوغلاس كورلي، وهو دكتوراه في الطب وأحد الباحثين الرئيسيين ورئيس قسم الأبحاث في Kaiser Permanente، شمال كاليفورنيا: "إن فحص سرطان القولون والمستقيم ناجع وهو أحد أفضل الطرق لتقليل الوفيات الناجمة عن سرطان القولون والمستقيم".

"تؤكد هذه الدراسة، التي أجريت على فحص FIT واحد على الأقل في السنوات القليلة الماضية، أن هذه الطريقة أداة فعالة. ويمكن إجراؤها في المنزل، ونتوقع أن الاستخدام المنتظم السنوي، على النحو الموصى به، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض أكبر في وفيات السرطان بمرور الوقت" بحسب المتحدث نفسه.

وأردف: "في بيئتنا، أدى توفير طرق متعددة لفحص السرطان إلى زيادة المشاركة إلى أكثر من 80 في المئة، وهو ما ارتبط بانخفاض بنسبة 50 في المئة تقريبا في وفيات سرطان القولون والمستقيم".


إلى ذلك، أطلق مركز ويكسنر الطبي ومركز OSUCCC – James برنامجا تجريبيا لتوفير اختبارات فحص سرطان القولون والمستقيم في المنزل والتي تُقدم الآن أيضا في عيادات الرعاية الأولية. يعد البرنامج خطوة أولى في التنفيذ الأوسع لزيادة الفحص.

ووفقا للجمعية الأمريكية للسرطان، فإن المرضى السود أكثر عرضة بنسبة 20 في المئة للإصابة بسرطان القولون وأكثر عرضة بنسبة 40 في المئة للوفاة بسبب المرض مقارنة بالمرضى البيض غير اللاتينيين. كما يعاني الأشخاص في منطقة الآبالاش من معدلات عالية بشكل غير متناسب للوفاة بسبب سرطان القولون والمستقيم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الصحة العامة الصحة العامة جنوب كاليفورنيا سرطان القولون المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بسرطان القولون فی المنزل فی المئة

إقرأ أيضاً:

طعام محبب للملايين حول العالم قد يسبب مرضا مميتا

كشفت دراسة جديدة، أن الإفراط في تناول طعام محبب لدى الملايين، قد يؤدي إلى تغيرات ضارة في الأمعاء، تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
وكشفت الدراسة التي أجرتها كلية بايلور للطب في أمريكا، وشملت 34 مشاركا، معظمهم من الرجال، أن تناول كميات كبيرة من الجبن قد يقضي على البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ويؤدي إلى التهابات مزمنة، وهي عوامل مرتبطة بتطور السرطان في القولون على المدى الطويل.
وأوضح الباحثون أن الجبن، كمنتج مخمّر، قد ينتج خلال عملية التخمير مركبات تؤثر سلبا على توازن ميكروبيوم الأمعاء لدى بعض الأفراد، خاصة أولئك الذين لديهم حساسية تجاه الأطعمة المخمّرة، وفقا لوسائل إعلام غربية.
وأظهر التحليل أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من الجبن، انخفضت لديهم مستويات بكتيريا “Bacteroides” و”Subdoligranulum”، وهما نوعان من البكتيريا المعروفة بدورها الحيوي في حماية القولون، والحفاظ على جهاز مناعي سليم.
في المقابل، أظهرت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا كميات أكبر من الحليب ومنتجات الألبان الأخرى (باستثناء الجبن) كانت لديهم نسب أعلى من بكتيريا “Faecalibacterium”، وهي بكتيريا مفيدة معروفة بخصائصها المضادة للالتهابات.
ومن اللافت أن الدراسة لم تجد أي صلة واضحة بين تناول الزبادي وتقليل الالتهاب، رغم سمعته كغذاء مفيد لصحة الأمعاء.
من ناحيته، بيّن خبير الطب الباطني في نيويورك، الدكتور ستيوارت فيشر، أن للميكروبيوم دورا أساسيا في تطور أمراض القولون، مؤكدا أن “الأطعمة التي تسبب التهابات معوية، مثل بعض أنواع الجبن، قد تكون عاملا مساهما في الإصابة بسرطان القولون لدى بعض الأشخاص”، ونصح فيشر بالوقاية من خلال إجراء تنظير القولون المنتظم وتناول البروبيوتيك يوميا.
من جانبها، قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة لي جياو، إنها شخصيا تفضل استبدال الجبن ومنتجات الألبان بالتوفو والحمص كمصادر صحية للبروتين والكالسيوم، مشددة على أن “الاعتدال هو الأساس” في استهلاك منتجات الألبان، خاصة الجبن الغني بالدهون المشبعة، التي ارتبطت سابقا بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون.
وخلص الباحثون في دراستهم، أن صحة القولون ترتبط بشكل وثيق بتوازن البكتيريا المعوية، وأن بعض مكونات الجبن قد تعطل هذا التوازن لدى فئة معينة من الناس، ما يعزز الدعوة إلى تناول هذه المنتجات باعتدال، واعتماد أساليب وقائية مبكرة، مثل الفحوصات الدورية.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • من المياه إلى الغاز المنزلي.. فساد الإخوان يغرق تعز بالأزمات
  • للوقاية من المضاعفات.. اكتشف أعراض سرطان المثانة
  • أسعار باقات النت المنزلي والموبايل اليوم الثلاثاء 17 يونيو
  • وقاية مبكرة.. خطوة واحدة تحمي طفلك من سرطان الأمعاء مستقبلاً
  • تفقد الانضباط الوظيفي في هيئتي المواصفات والمقاييس والاستثمار
  • طعام محبب للملايين حول العالم قد يسبب مرضا مميتا
  • كيفية دفع فاتورة الغاز المنزلي بالموبايل
  • إلى وزارة التربية.. مع العتب!
  • قد يسبب لك مرضا مميتا.. احذر هذا الطعام المفضل للكثيرين
  • استشر الطبيب فورا.. أعراض تشير إلى الإصابة بسرطان الأمعاء