بغداد– طالبت هيئة الحشد الشعبي والفصائل المسلحة المنضوية تحت تحالف "المقاومة الإسلامية في العراق" الحكومةَ بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد بشكل فوري بعد ليلة وصفت بـ"الدموية والغادرة" أمس الأول، جراء عدة هجمات نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل في العراق وسوريا ولبنان وإيران.

واستهدفت القوات الأميركية معسكرا لقوات الحشد الشعبي في محافظة بابل جنوبي بغداد، مما أدى إلى مقتل أربعة من منتسبيه، كما أسفرت هجمات إسرائيلية متزامنة عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت، وتلا ذلك ضربات استهدفت مواقع قرب العاصمة السورية.

ودعت هيئة الحشد -في أعقاب الضربات الجوية التي شنتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة شمالي محافظة بابل- السلطات العراقية إلى اتخاذ قرار فوري يقضي بخروج القوات الأجنبية.

وقال المسؤول الإعلامي للهيئة مهند العقابي للجزيرة نت إن الهيئة أصدرت بيانا أكدت فيه أن ما جرى من "عملية عدوانية غاشمة على قواتنا بالحشد الشعبي، يدعونا إلى القيام بكل ما علينا من مسؤوليات وطنية وقانونية وشرعية في الدفاع عن سيادة وكرامة العراق، وتوحيد الجهود، لاتخاذ قرار فوري بخروج القوات الأجنبية من بلادنا".

وأكد أن "الاعتداء تزامن مع العملية الإجرامية التي نفذها الكيان الغاصب باغتيال هنية يعري مخططات الأعداء بإشعال المنطقة وتوسيع دائرة الحرب والعدوان".

دوريات قتالية للحشد الشعبي داخل حدود العراق (العراقية) مسؤولية الحكومة

من جهتها، طالبت قوى "المقاومة الإسلامية في العراق" الحكومة بالدفاع عن سيادة البلاد، بحسب مهدي الكعبي عضو حركة النجباء العراقية، وهي إحدى أبرز فصائل "المقاومة الإسلامية".

وأكد الكعبي -في حديث للجزيرة نت- أن استهداف العراق من خلال القصف الأميركي المتكرر لقوات الحشد الشعبي التابعة للقوات المسلحة العراقية "عدوان سافر ومرفوض من قبل الشعب العراقي وحكومته" مطالبا الحكومة بالدفاع عن مؤسساتها الأمنية والعسكرية وإدانة العدوان الأميركي على سيادة العراق.

وفي السياق، تعهد الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول -في أعقاب الهجوم- باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة لحفظ الحقوق.

وبين الجانب الأميركي أن قواته استهدفت بضربة جوية دفاعية مقاتلين في محافظة بابل العراقية حاولوا إطلاق مسيرات تهدد هذه القوات والتحالف الدولي، مما أسفر عن مقتل 4 عناصر من الحشد الشعبي.

وبحسب القيادة المركزية الأميركية، فإن الطائرات المسيرة تعتبر تهديدا للقوات الأميركية والتحالف الدولي، مؤكدة "حق الدفاع عن النفس واتخاذ الإجراءات المناسبة".

وتنشر الولايات المتحدة نحو 2500 عسكري في العراق و900 في سوريا ضمن التحالف الدولي لما تسميه محاربة تنظيم الدولة.

تصعيد متوقع

وحول التداعيات المحتملة في أعقاب الهجمات الأميركية الإسرائيلية في المنطقة، يرى الخبير بالشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء الركن المتقاعد عماد علو أن هذه الأحداث تؤشر إلى مرحلة جديدة من التصعيد والتوتر بالشرق الأوسط في إطار الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وبدعم من الولايات المتحدة.

ولفت اللواء المتقاعد بهذا الصدد إلى ردود الأفعال الغاضبة جدا على تلك الهجمات من قبل القيادة السياسية والعسكرية في العراق وإيران وحزب الله اللبناني، وكذلك الحكومة اللبنانية.

ويقول علو للجزيرة نت إن أصوات الدعوات للتهدئة وعدم توسيع نطاق الحرب تتراجع أمام إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع رقعة الصراع واستهداف محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط امتدادا إلى الحديدة في اليمن حيث مازالت النيران تشتعل في مينائها.

وأشار إلى أن السيناريوهات المتوقعة إزاء ذلك سوف تكون على شكل ضربات عسكرية مركزة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لافتا النظر إلى ما جاء على لسان كتائب حزب الله في العراق من أنه ستكون هناك ضربات للمصالح الأميركية، مرجحا أن اعتبارات عدم إحراج الحكومة العراقية لم تعد موجودة بعدما أدان المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة هذا الاعتداء واعتبر ذلك جريمة نكراء.

وعبر الخبير العسكري عن اعتقاده بأن تشهد المنطقة خلال المرحلة المقبلة تصعيدا خطيرا، باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، وهذا ما سينعكس على المفاوضات التي يجريها العراق مع الولايات المتحدة بهدف انسحاب الأخيرة، وكذلك التهدئة التي يسعى لها الوسطاء في قطر ومصر لإنهاء الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة.

الضربة الأميركية للحشد الشعبي تزامنت مع ضربات إسرائيلية استهدفت قادة بحماس وحزب الله (الأناضول) خيار المواجهة

وحول الخيارات المتاحة أمام العراق في أعقاب الهجمات الأخيرة، يرى الخبير الأمني صفاء الأعسم أن العراق والمنطقة في موقف خطر خاصة بعد اغتيال هنية وشكر، والهجمات على مقرات الحشد الشعبي، وعلى مواقع قرب السيدة زينب في سوريا، وهذه مؤشرات على أن هناك من يريد التصعيد.

وأِشار الأعسم -في حديث للجزيرة نت- إلى أن قوى المقاومة قد لا تحقق نتائج عالية في حال مهاجمتها للأميركيين وإسرائيل بسبب ضعف التقنية العسكرية.

وخلص إلى أن العراق أمام خيارين، إما التهدئة أو اللجوء إلى ردود الأفعال السريعة، وذلك قد يؤدي إلى حرب مفتوحة في المنطقة وربما إلى حرب عالمية ثالثة.

وكانت الحكومة العراقية قد وجهت دعوة عاجلة لمجلس الأمن الدولي على خلفية اغتيال هنية، لاتخاذ موقف حازم "بعدما تجاوز الكيان الصهيوني على سيادة البلدان واستهتاره بالقوانين الدولية" بحسب المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي.

وقال العوادي في بيان إن "الكيان الصهيوني يسعى إلى إشعال فتيل الأزمات وتوسعة الصراعات التي ستدفع حتماً إلى تداعيات خطيرة في المنطقة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة الحشد الشعبی للجزیرة نت فی العراق فی أعقاب

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي:تهريب النفط بعلم الحكومة يلحق ضرراً كبيراً بسمعة العراق

آخر تحديث: 30 يوليوز 2025 - 1:15 م بغداد/ شبكة أخبار العراق-كشف أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، الاربعاء، عن مخاطر ما كشفته شركة تسويق النفط العراقية “سومو” بشأن تهريب الخام عبر ناقلات بحرية عراقية.وقال السعدي في حديث صحفي، إن “ما ورد في وثيقة شركة تسويق النفط العراقية (سومو) بتاريخ 27 تموز/ يوليو 2025 بشأن رصد حالات تضليل بحري لناقلات عراقية يمثل تطوراً خطيراً للغاية يحمل تداعيات مباشرة على سمعة العراق النفطية ومكانته القانونية في الأسواق العالمية”.وبين أن “إيقاف أنظمة التتبع في الناقلات العراقية، وتنفيذ عمليات شحن في مناطق مصنّفة عالمياً بأنها عالية الخطورة، دون علم أو إشراف من الجهات الرسمية، هو مؤشر واضح على وجود نشاط موازٍ وغير قانوني يتسلل إلى واحد من أهم القطاعات السيادية في الدولة”.وتابع “من الناحية الاقتصادية، فإن هذه الممارسات تمثل استنزافاً مباشراً للإيرادات العامة، وتهديداً حقيقياً للشفافية التي يُفترض أن تُميّز صادرات العراق النفطية، خاصة في ظل اعتماده شبه الكلي على النفط كمصدر تمويل أساسي للموازنة”.وأضاف السعدي أن “أخطر ما في الأمر أن مثل هذه العمليات التي تتم دون تسجيل رسمي في منظومة التتبع العالمية، قد تُفسر دولياً على أنها محاولات للالتفاف على القوانين أو التورط في شبكات غسيل نفط أو تهريب دولي وفي هذه الحالة، لا يستبعد أن تتخذ مؤسسات رقابية عالمية خطوات تقييدية ضد العراق”.وحذر الخبير الاقتصادي، من أن تداعيات ذلك “قد تؤدي إلى تصنيف بعض صادرات العراق كـ(نفط رمادي) أو حتى فرض تدقيق دولي على الشحنات، وهذا سيلحق ضرراً بالغاً بسمعة الدولة، وسيقلل من قدرة العراق التفاوضية في أسواق الطاقة، بل وربما يعرّضه لإجراءات قانونية في المحاكم التجارية الدولية”.ولفت إلى أنه “نحن لا نتحدث فقط عن مخالفة فنية، بل عن تهديد إستراتيجي يقوّض مبدأ السيادة الاقتصادية، ويضعف ثقة الشركاء الدوليين، ويُربك جهود الحكومة في بناء صورة دولة نفطية مستقرة تحترم القواعد والأنظمة”.وأكد السعدي أنه “المؤسف أن هذه الممارسات تكشف هشاشة الرقابة الداخلية على حركة الثروة الوطنية، وتطرح تساؤلات جدية حول وجود شبكات منظمة سواء داخلية أو مرتبطة بأطراف خارجية تعمل على الاستفادة من ضعف الرقابة لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المصلحة الوطنية”.وشدد على أنه “في ضوء ذلك، فإنني أرى أن الجهات الأمنية والاستخبارية، رغم محدودية إمكانياتها التقنية البحرية، قادرة على احتواء هذا الخطر إذا ما تم منحها الصلاحيات الكاملة والدعم الفني اللازم، خاصة من خلال التعاون مع شركاء دوليين يمتلكون القدرة على تتبع حركة السفن وتحليل البيانات عبر الأقمار الصناعية”.وأردف السعدي “كما ينبغي أن يكون هناك تنسيق عاجل بين وزارتي النفط والدفاع، بالإضافة إلى جهاز الأمن الوطني، لوضع بروتوكول رقابي دائم على حركة الناقلات وضمان تتبعها في كل مراحل الإبحار”.وختم أستاذ الاقتصاد الدولي، بالقول إن “حماية سمعة العراق النفطية لا تقل أهمية عن حماية حدوده، فالنفط ليس مجرد سلعة بل هو عمق إستراتيجي يرتبط بسيادتنا ووجودنا الاقتصادي والتهاون مع هذا الملف سيكلف العراق كثيراً، ليس فقط من حيث الأموال، بل من حيث مكانته بين الدول المصدّرة واحترامه في المنظومة المالية العالمية”.ويوم أمس الأول الأحد، كشفت وثيقة رسمية صادرة عن شركة تسويق النفط العراقية “سومو”، موجهة إلى جهاز الأمن الوطني، عن وجود عمليات تهريب واسعة للمنتجات النفطية، تُنفّذ عبر ناقلات بحرية تستخدم موانئ أم قصر وخور الزبير والمياه الإقليمية العراقية، مستخدمة وسائل تمويه وتضليل متطورة للهروب من الرقابة. تشير الوثيقة إلى أنربعض الناقلات التي تقوم بتحميل النفط الخام ومشتقاته من الموانئ العراقية، تعتمد تقنيات معقدة مثل “إخفاء الهوية البحرية”، و”النقل البحري المظلم”، وتبديل علم السفينة أو اسمها، فضلاً عن التحميل من مواقع ومنصات غير مرخصة.

مقالات مشابهة

  • تراجع تأييد نتنياهو ومخاوف من السفر إلى أوروبا.. استطلاع يظهر تغيّرًا في المزاج الشعبي الإسرائيلي
  • العراق: الميليشيات وحرب الموارد!
  • خبراء: ركود السوق العراقية بسبب تذبذب الدينار وضعف الإنفاق العام
  • العشائر العراقية.. حصنٌ ودرعٌ بوجه الفكر المنحرف
  • خبير اقتصادي:تهريب النفط بعلم الحكومة يلحق ضرراً كبيراً بسمعة العراق
  • العراق والسعودية يؤكدان على استقرار المنطقة
  • يونامي”قلقة”من مسيرات الحشد الشعبي تجاه الإقليم
  • مؤيد اللامي.. هل يكون رجل المرحلة لإنقاذ كرة القدم العراقية؟
  • الحكومة تؤشر انخفاضاً بنسبة الفقر في العراق
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا