قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، إن "الحركة مازلت منفتحة حتى الآن على كل القضايا التي تخدم أبناء شعبنا الفلسطيني سواء على المستوى السياسي أو الوطني أو حتى على المستوى الإغاثي والإنساني"، وذلك في معرض رده على سؤال طرحته "عربي21" بشأن مدى تأثر المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال بواقعة اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.



وأضاف: "بالتأكيد الاحتلال غير جاد على الإطلاق في إتمام المفاوضات؛ فلو كان جادا ما ارتكب هذه الجريمة (اغتيال هنية)، خاصة لقائد كبير هو المعني بإدارة المفاوضات"، متابعا: "مجازر الاحتلال المتواصلة، واغتيالاته الإجرامية، وإعداماته الميدانية، ستكون بالتأكيد عائقا في طريق إنجاح أي مقترح أو أي مبادرة قادمة".

وطالب طه، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، المجتمع الدولي، بأن "يدرك جيدا أن الكيان الصهيوني هو مَن يعطّل الوصول لأي اتفاق، ولا بد من محاسبته على جرائمه ومجازره بحق شعبنا ومقدساتنا وأرضنا".

هروب الاحتلال إلى الأمام

وأردف: "رئيس الحكومة الفاشية المتطرفة، بنيامين نتنياهو، يدرك اليوم أن إبرام أي اتفاق مع المقاومة أو إنجاح مساعي الوسطاء سيقابله إنهاء لحياته السياسية، فضلا عمّا ينتظره من لجان تحقيق ومحاكمات، وبالتالي هو يحاول الهروب إلى الأمام بوضع العراقيل التي كانت آخرها الشروط التي تم إعلانها في لقاء باريس الرباعي، وخاصة الإصرار على تواجد الاحتلال في محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، وممر نتساريم، بالإضافة لوضع القيود على عودة أبناء شعبنا إلى مناطق شمال غزة، وذلك من أجل استمرار العدوان الغاشم".

وزاد الناطق الرسمي باسم حركة حماس: "سياسة الأمر الواقع التي تحاول الإدارة الأمريكية أن تفرضها على المجتمع الدولي يجب أن تواجه بموقف شجاع من المجتمع الإقليمي والدولي، ويجب أن تكون هناك آليات واضحة تلزم الاحتلال الصهيوني بكافة القرارات الدولية".

وأرجع عدم إعلان إسرائيل حتى الآن تبنيها اغتيال هنية، إلى محاولتها التهرب من "المسؤولية عن تلك الجريمة النكراء التي ارتكبتها بحجم شخصية هنية، وخوفا من ردود الأفعال الدولية، وخاصة لانتهاكها سيادة وأمن الجمهورية الإسلامية في إيران، وهي تحاول ألا تُسجل عليها نقطة سوداء أمام المجتمع الدولي، لكن مَن يتحمل مسؤولية هذه الجريمة هو الكيان الصهيوني".

وأشار طه إلى أن "سلسلة ردود الفعل الرسمية والشعبية على تتوالى، وما زالت مستمرة بشكل كبير، وهو الأمر الذي يبرهن عن مكانة الشهيد القائد إسماعيل هنية على المستوى العربي والإسلامي ودوره المحوري في توحيد جهود الأمة واحتضانها للقضية الفلسطيني".

مَن سيخلف هنية؟

وبسؤاله عن موعد بدء الإجراءات الداخلية لاختيار خليفة هنية، أجاب: "هذا الأمر سابق لأوانه، ولا يمكننا التعليق عليه الآن. هذا الأمر متعلق بالمؤسسات الداخلية للحركة؛ فهي التي تقرر ذلك وفق الأنظمة الداخلية لها".

وأوضح أن "حركة حماس تعرّضت في كثير من المحطات لاغتيال قادة كبار بها، لكن ارتقاء القادة الشهداء كان دائما ما يمنحنا دفعا وقوة وصلابة في المضي قدما في مشروع المقاومة، والتمسك بهذا المشروع سبيلا وحيدا من أجل انتزاع حقوقنا المشروعة على أرض فلسطين، ولم ولن يفلح الاحتلال في كسر إرادتنا بأي صورة من الصور".

وبشأن المستجدات الخاصة بملابسات اغتيال هنية، نوّه الناطق الرسمي باسم حركة حماس، إلى أن "التحقيقات لا زالت مستمرة من جانب الجهات المعنية في إيران، وقيادة الحركة على تواصل مع طهران بهذا الشأن".

وشدّد طه على أن "من حق إيران أن تدافع عن سيادتها وأمنها تجاه أي اعتداء، وهذ أمر كفلته كل الشرائع الدولية، وعلى الاحتلال أن يكون جاهزا لدفع أثمان ذلك".

كما شدّد على أن "استهداف الشهيد القائد إسماعيل هنية ما كان ليكون لولا الغطاء الذي وفّرته الإدارة الأمريكية للاحتلال الصهيوني، وكلنا ندرك تماما بأن هذه الجريمة حصلت بعد أيام قليلة من نهاية الزيارة التي أجراها نتنياهو لواشنطن".

وواصل حديثه بالقول: "اليوم يجب أن يكون هناك موقف عربي وإسلامي واضح في وجه سياسة الإجرام الصهيوني التي لم ولن تتوقف فقط عند الساحة الفلسطينية، لأنها تتمادى شيئا فشيئا باتجاه البلاد العربية والإسلامية المختلفة".

عجز وصمت دولي

واستطرد قائلا: "هذا العجز والصمت المخزي من المجتمع الدولي غير مبرر على الإطلاق، ولا بد أن يكون هناك موقف شجاع وجريء يلجم الاحتلال ويوقف جرائمه البشعة بحق أطفالنا ونساءنا وكل أبناء شعبنا الباسل، وعلى الجميع أن يدرك بأن المصمت على جرائم الاحتلال سيؤدي إلى مزيد من الفوضى والشرور في المنطقة بأكملها".

وأوضح الناطق الرسمي باسم حركة حماس، أن "اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية ليس استهدافا فقط لحركة حماس، وإنما هو استهداف لكل حركات المقاومة ولكل الأحرار من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وهو أيضا استهداف لسيادة واستقرار جمهورية إيران الإسلامية".

وأكمل: "ارتقاء الشهيد القائد إسماعيل هنية يتطلب تضافر كل الجهود الوطنية على المستوى الفلسطيني من أجل المحافظة على حقوق شعبنا ووحدتنا في الميدان في مواجهة العدوان الصهيوني الذي ما زال مستمرا في إجرامه حتى هذه اللحظة، ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، وعلينا جميعا كأمة عربية وإسلامية أن نتحد، وأن نعيد تقييم مواقفنا، ونستنهض أنفسنا لحماية قضيتنا وحماية هذه المنطقة".

والأربعاء، أعلنت حماس اغتيال هنية إثر "غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".

وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء الماضي.

وسبق ذلك عقده مساء الثلاثاء، مباحثات مع بزشكيان بشأن التطورات السياسية والميدانية المتعلقة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفق بيان للحركة.

وأعيد انتخاب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحماس للمرة الثانية على التوالي عام 2021 لدورة تنتهي في 2025.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس المفاوضات إسماعيل هنية غزة إسرائيل إسرائيل حماس غزة مفاوضات إسماعيل هنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الدولی إسماعیل هنیة اغتیال هنیة على المستوى

إقرأ أيضاً:

هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟

في مفاجأة لم يتوقعها العالم جراء التصعيد المتبادل بين الطرفين، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد حرب دامت لـ 12 يومًا.

لكن ما أثار حفيظة العديد من المراقبين، أنه على الرغم من تأكيد ترامب انتهاء الحرب بين الإيرانيين والاحتلال، فإنه لم يشر من بعيد أو قريب للمجازر التي ترتكب في غزة ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، التي قاربت على نهاية عامها الثاني.

ووسط إصرار إيران وإسرائيل أن أحدهما حقق النصر على الآخر، ليس هناك من ينظر إلى الشعب الفلسطيني، الذي يأمل لوقف معاناته المتواصلة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة داخل القطاع، فضلا عن سقوط ما يقرب من 180 ألف شهيد ومصاب أغلبيتهم من النساء والأطفال.

وجدد الاتفاق الإيراني الإسرائيلي آمال الشعب الفلسطيني لوقف المعاناة التي يتعرض لها يوميًا جراء الغارات الجوية والاستهداف المباشر للمدنيين من قبل قوات الاحتلال، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة، وسط استهداف مباشر للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والوقود، إلى جانب ممارسة سياسة الحصار الخانق عن طريق منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، ما أدى إلى انتشار الأوبئة وسوء التغذية.

تدهور الأوضاع في قطاع غزة مصير الحرب بين إسرائيل وحماس

لا يزال مصير الحرب في غزة بين حماس وتل أبيب مجهولًا عقب دخول الحرب الشهر الـ 20 على التوالي، والتي أدت إلى تدمير شبه كامل للقطاع، وبحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن مصادر مقربة من حركة حماس، قالت إن هناك جهودا جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقالت المصادر، إن حماس منفتحة على مناقشة أي عرض يؤدي إلى إنهاء الحرب، مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس ويرفضها الاحتلال.

وفي بيان صادر لها اليوم الثلاثاء، طالبت حركة حماس بوقف فوري وشامل لحرب الإبادة على أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في غزة، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف المجازر في القطاع.

وأكدت حماس أن نقاط توزيع المساعدات فب غزة مصائد للموت، مشددة على أنها تُستخدم لإدارة التجويع.

من جانبها أفادت صحيفة «ذا تايمز»، البريطانية، بأن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد نساها البعض، لكنها لا تزال قائمة دون نهائية واضحة، وسط أهداف عسكرية متغيرة باستمرار، مشيرة إلى أن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، طالب أصوات داخل إسرائيل باغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: «الآن غزة.. حان الوقت لإنهاء الصراع هناك أيضًا.. أعيدوا الرهائن، وأنهوا الحرب».

كما طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة، وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين: «نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب».

وأضاف البيان: «تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران، الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما».

تدهور الأوضاع في قطاع غزة معاناة الشعب الفلسطيني

وفي أعقاب الأزمة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح الشعب الفلسطيني، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 56.077 شهيدا و131.848 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.

وأشارت وزارة الصحة في بيان صادر اليوم الثلاثاء، إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت نحو 79 شهيدا بينهم «5 شهداء انتُشلت جثامينهم»، و289 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5.759 شهيدا، و19.807 إصابات.

قطاع غزة المساعدات تحولت إلى فخاخ مميتة مقصودة ومدروسة

وفي خدعة جديدة، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة واستهداف أكبر عدد منهم، تترقب القوات الإسرائيلية لحظة تجمع المواطنين منتظري المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، المسؤولة عن نظام توزيع المواد الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة، حيث تفتح الآليات العسكرية نيرانها تجاه المواقع المكتظة بالمدنيين الآملين في الحصول على الطعام، حيث تُعد جريمة جديدة تُضاف في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح: «لم يحدث في تاريخ الحروب أن يتحول الألم والجوع إلى أداة للقتل الجماعي، وأن تُستخدم المساعدات كطُعم للموت، وتُحول مراكز توزيع الغذاء إلى ميادين للإعدام الجماعي».

وأضاف «فتوح»، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، تمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال، بعدما استهدفت قواته الفلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

وأوضح أن الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم لم يكونوا يحملون سوى وجعهم وجوع أطفالهم، ووقفوا ينتظرون قافلة غذائية، لكن الاحتلال استقبلهم بقصف وحشي حوّل المساعدات إلى أشلاء، والمكان إلى ساحة موت مفتوحة، مشيرًا إلى أن المساعدات تحولت إلى فخاخ مميتة مقصودة ومدروسة.

ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، من أن غزة تواجه جفافًا، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، جيمس إلدر: «سيبدأ الأطفال بالموت عطشا.. 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل»، مشيرًا إلى أن المستويات حاليا أقل بكثير من معايير الطوارئ فيما يتعلق بمياه الشرب لسكان غزة.

اقرأ أيضاًإصابة جنود من جيش الاحتلال في كمين مسلح بقطاع غزة

المجلس الوطني الفلسطيني: الاحتلال حول المساعدات لفخاخ موت جماعي في غزة

ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة إلى 37

مقالات مشابهة

  • حماس تُعقّب على ادعاءات نتنياهو وكاتس بسيطرتها على المساعدات بغزة
  • ‏الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر
  • حماس تكشف سبب فشل التوصل لإنهاء الحرب في غزة
  • الحرب تشعل أسهم شركات السلاح الصينية مع توقع زيادة الصادرات
  • جهود مصرية قطرية لإحياء مفاوضات غزة.. وحماس تبدي استعدادًا أوليًا
  • هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
  • ماذا تعرف عن ساعة فلسطين التي ضربها الاحتلال في وسط طهران؟ (شاهد)
  • السوداني: موقفنا لم يكن ضعيفاً ونجحنا بتجنيب العراقيين مآسي الحروب
  • حماس تعلق علي مجـ.ازر الاحتلال بحق الفلسطينين في نقاط توزيع المساعدات
  • حماس تدين مجازر الاحتلال في غزة وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل