طالب سيناتور أمريكي، الرئيس جو بايدن بإعادة النظر في المساعدة العسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل الميول المتطرفة لحكومة بنيامين نتنياهو.

وتعج حكومة الاحتلال الإسرائيلي الحالية بالمتطرفين اليمينيين، وتضم  وزيري الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا ذات مرة إلى الفصل بين اليهود والعرب في أجنحة الولادة خشية أن تُجبر زوجته على إنجاب مولودها بجوار "عدو".



ولم يقتصر تطرف حكومة نتنياهو على تصاعد موجة الاعتداءات والعنف ضد الفلسطينيين، بل امتد أثرها سلبا على العلاقات مع الإدارة الأمريكية، ففي تصريح سابق للرئيس الأمريكي جو بادين قال فيه: "إن الوزراء الإسرائيليين الذين يريدون الاستيطان في كل مكان بالضفة الغربية هم جزء من المشكلة".
كما وصف بايدن بعض وزراء حكومة الاحتلال بالتطرف، ما دفع بن غفير إلى الرد بالقول: "إسرائيل ليست جزءا من الولايات المتحدة".

دعوة سيناتور لوقف انتهاكات الاحتلال

ونشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا، ترجمته "عربي21"، قالت فيه، إن السيناتور كريس فان هولين، دعا الرئيس بايدن إلى إعادة النظر في المساعدة العسكرية لـ"إسرائيل" في ظل الميول المتطرفة لحكومة الاحتلال.

كما دعا فان هولين بايدن بأن ينخرط شخصيا لمنع "العنصريين" في الحكومة الإسرائيلية من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارتكاب "انتهاكات صارخة" ضد الفلسطينيين، وإلا ستخاطر الولايات المتحدة بتدمير مصداقيتها.


وبعد زيارته للضفة الغربية الشهر الماضي، أخبر فان هولين، السيناتور الديمقراطي عن ميريلاند، صحيفة "الغارديان" أنه على بايدن إعادة تقييم الدعم العسكري الأمريكي الضخم لـ"إسرائيل" ومنعها من استخدامه في العمليات داخل الضفة الغربية وقمع الفلسطينيين، بما في ذلك تواطؤ الجيش مع عنف المستوطنين ضد السكان المدنيين العرب، محذرا من التقاعس الذي قد ينظر إليه اليمين المتطرف على انه ضعفا أمريكيا.

وأضاف أن "على الرئيس بايدن أن ينخرط شخصيا في معالجة القضايا، ويجب أن نكون واضحين، فالدعم العسكري الأمريكي يجب ألا يستخدم أو يدعم عنف المستوطنين، ويجب ألا يستخدم لغرض توسيع المستوطنات أو حماية الذين يقيمون كتلا غير شرعية (مستوطنات)".

وقال هولين، العضو في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، إن إدارة بايدن مطالبة بالتاكد من اختراق "إسرائيل" قانون ليهي، 1997 والذي يحظر الدعم العسكري لدول مارست جيوشها انتهاكات ضد حقوق إنسان. 

وينضم السيناتور لعدد من الأصوات الداعية لوضع شروط على الدعم العسكري السنوي لـ"إسرائيل" وقيمته 3.8 مليار دولار ولمنع استخدام الأسلحة الأمريكية ومعدات أخرى لتعزيز الاستعمار لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة؛ عبر بناء المستوطنات وطرد الفلسطينيين بالقوة، أو تقويض السياسة الأمريكية في حل الدولتين.

خطورة حكومة نتنياهو المتطرفة
وذكر فان هولين أنه شاهد نتيجة  "سرقة الأراضي" أثناء زيارته، مضيفا: "عندما ترى بعينك فإن هذا يؤكد خطورة الوضع الآن مع حكومة نتنياهو المتطرفة والتي تضم عنصريين مثل بن غفير وسموتريتش ويظهر بوضوح أنها مصممة على السيطرة الكاملة على الضفة الغربية".

وأردف: أنا قلق جدا بشأن عنف المستوطنين وحقيقة أنك ترى (قوات جيش الاحتلال) تحرف نظرها أو تتعاون أحيانا مع المستوطنين في الهجمات على القرى والبلدات. كما قال فان هولين إنه "كان داعما بثبات للدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل للدفاع عن نفسها ضد إيران وحزب الله والجماعات المسلحة مثل حماس، ولكن ليس لكي تستخدم في اضطهاد الفلسطينيين". معتقدا أن "الوقت حان للنظر في الدعم الأمني الأمريكي وكيفية استخدامه".


وكان بايدن تحدثا علنا ضد التعديلات القضائية التي دفع بها المتطرفون ليضعفوا المحاكم بهدف منعها من الوقوف أمام سياساتهم في الضفة الغربية، كما وتجاهل نتنياهو ولم يدعه إلى البيت الأبيض منذ انتخابه نهاية العام الماضي.

لكن فان هولين يرى أن على بايدن الذهاب أبعد، فهو يخشى من التقاعس الذي ينظر إليه كمسهل لسياسات "إسرائيل" وعلامة ضعف، في ظل  الرفض المزدري للدعم الأمريكي بعدما وصف بايدن الحكومة الإسرائيلية بأنها "الأكثر تطرفا" في تاريخ البلد.

ورغم قول بن غفير في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا) "إن على بايدن أن يفهم  بأننا لم نعد نجمة في علم أمريكا"، إلا أن النقاد قالوا إن بن غفير لم يتردد في قبول الدعم الأمريكي، بحسب التقرير.

وأشار فان هولين  إلى أن بايدن  يحتاج إلى موقف قوي، وإلا دمر سمعة أمريكا، فغياب مطالب المحاسبة من الولايات المتحدة فإننا نقوض سمعتنا. مضيفا: "يجب علينا أن نقف من أجل مبادئنا والتي تعلم سياسة الولايات المتحدة، وهي قيم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان وحكم القانون، ولو لم نقف من أجل هذه السياسات، حتى لو كنا نتعامل مع دول صديقة مثل إسرائيل، فإننا نقوض مصداقيتنا حول العالم".


ومع أن العالم ركز على بن غفير وسمورتيش إلا أن فان هولين يعتقد أن كل حكومة الاحتلال بحاجة لأن تحاسب، "فبقية الإئتلاف إما متواطئ مع أفعالهم من خلال الدعم أو الإهمال، وكل هذا يحدث  في ظل الحكومة وهي بحاجة لأن تكون مسؤولة عن أفعالهم"، بحسب هولين.

وأردف: "الرئيس يواصل القول أنه يدعم حل الدولتين بإجراءات متساوية من الكرامة والحرية للشعبين، ولكن ما يحدث على الأرض والوقت الحقيقي يقوض الرؤية التي حددها الرئيس بايدن بنفسه. وهذه هي لحظة إعادة فحص السياسة الأمريكية ووضع محددات للمضي قدما".
 
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر دعا السفير الأمريكي السابق لدى "إسرائيل" دانيال كيرتز وأرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق، للتوقف عن الدعم العسكري والدبلوماسي غير المشروط لـ"إسرائيل" وقطع الإمدادات العسكرية.

وهناك دعوات من منظمة "جي ستريت" الموالية للاحتلال ومع السلام للتأكد من عدم استخدام المساعدات الأمريكية لتعزيز الاحتلال.

وتظهر استطلاعات الرأي بأن غالبية اليهود الأمريكيين تدعم تقديم مساعدات أمريكية مشروطة للاحتلال والتأكد من عدم استخدامها لتوسيع مستوطنات الضفة الغربية، إلا أن أي تحرك لقطع المساعدات أو وضع شروط عليها، ستواجه بضغوط من جماعات اللوبي، مثل اللجنة الأمريكية - الإسرائيلية للشؤون العامة أو "إيباك" المرتبطة بأعضاء الكونغرس. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات بايدن الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين امريكا فلسطين الاحتلال الإسرائيلي بايدن سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة حکومة الاحتلال الدعم العسکری الضفة الغربیة بن غفیر

إقرأ أيضاً:

حكومة غزة: إسرائيل قتلت 102 فلسطينيا بمراكز توزيع المساعدات

غزة – أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى “102 شهيدا و490 مصابا” خلال 8 أيام.

وقال المكتب الحكومي في بيان: “الاحتلال الإسرائيلي يُحوّل مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية إلى مصائد موت جماعي وفخاخ دموية، وارتفاع حصيلة الضحايا المُجوَّعين إلى 102 شهيداً و490 مصاباـ خلال 8 أيام فقط”.

ويأتي الارتفاع بعدد القتلى بعد أن ارتكب الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء مجزرة جديدة قرب “مركز المساعدات الأمريكي – الإسرائيلي في محافظة رفح، أسفرت عن استشهاد 27 مدنياً مُجوّعاً، وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة، وفق البيان.

وأشار المكتب إلى أنه ومنذ 27 مايو/ أيار، حين بدأت إسرائيل بتشغيل المشروع المشبوه الذي تروج له تحت مسمى “الاستجابة الإنسانية”، فإن الجيش يمارس “القتل على الملأ وعلى الهواء مباشرة” بحق الفلسطينيين “المجوّعين”.

واستكمل قائلا: “إن ما يُسمى بمراكز توزيع المساعدات التي تقام في مناطق حمراء مكشوفة وخطيرة وخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال، تحوّلت إلى مصائد دم جماعية، يُستدرج إليها المدنيون المُجوَّعون بفعل المجاعة الخانقة والحصار المشدد، ثم يتم إطلاق النار عليهم عمداً وبدم بارد، في مشهد يختصر خُبث المشروع ويُعري أهدافه الحقيقية”.

وحمل المكتب الحكومي الإدارة الأمريكية التي تدعم بشكل سياسي وميداني “المشروع الدموي” لتوزيع المساعدات، “المسؤولية المباشرة عن استخدام الغذاء سلاحا في حرب الإبادة الجماعية الجارية بغزة”.

ولفت إلى أن المجازر الإسرائيلية اليومية بحق الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات من شأنه أن “يكشف للعالم أن ما يجري هو استخدام متعمد للمساعدات كأداة للقتل والتطهير الجماعي، وهو ما يرقى لجريمة إبادة بموجب المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948”.

وطالب “الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية، والتحرك الفوري والضغط بكل الوسائل المتاحة لفتح المعابر الرسمية دون تدخل أو شروط من الاحتلال، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية” من خلال مؤسسات أممية ودولية محايدة.

كما دعا إلى “تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق هذه المجازر وتقديم مرتكبيها للعدالة الدولية، محذرا من مغبة “الصمت الدولي الذي يعطي الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من المجازر”.

وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري، دفعت إسرائيل 2.4 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة، بإغلاقها المعابر لمدة 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولاسيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

من جانبه، أقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على فلسطينيين قرب مركز توزيع “مساعدات” في منطقة العلم بمدينة رفح بزعم وجود “تحرك مشبوه” تجاه قواته.

ويجري توزيع “المساعدات” في ما تُسمى “مناطق عازلة” وسط مؤشرات متزايدة على فشل هذا المخطط؛ إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر في الأيام الماضية بسبب تدفق أعداد كبيرة من الجائعين، ما دفع القوات الإسرائيلية إلى إطلاق النار، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

كما أن الكميات الموزعة من المساعدات توصف بأنها “شحيحة جدا”، ولا تفي بمتطلبات مئات الآلاف من الجائعين في القطاع.

وتتم عملية التوزيع وفق آلية وُصفت من منظمات حقوقية وأممية بأنها “مهينة ومذلة”، حيث يُجبر المحتاجون على المرور داخل أقفاص حديدية مغلّفة بأسلاك شائكة، في مشهد شبّهه مراقبون بممارسات “الغيتوهات النازية” في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

بدورها، ادعت “مؤسسة غزة الإنسانية” أنها غير مسؤولة عن مقتل فلسطينيين قرب مركز توزيع “المساعدات” في منطقة العلم برفح، اليوم.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية بيانا للمؤسسة قالت فيه: “لا نسيطر على المنطقة الواقعة خارج مواقع توزيع المساعدات والمناطق المحيطة بها، وليس لدينا أي علم بأنشطة الجيش الإسرائيلي خارج محيطنا، الذي لا يزال منطقة حرب نشطة”.

يذكر أن إذاعة الجيش الإسرائيلي سبق أن أقرت بأن مخطط “توزيع المساعدات”، عبر “مؤسسة غزة الإنسانية”، يهدف إلى تسريع إخلاء سكان شمال القطاع، من خلال حصر توزيع المساعدات في 4 نقاط فقط تقع جنوب غزة.

في المقابل، حذرت “حكومة غزة” ومنظمات حقوقية مثل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أن ذلك يأتي تمهيدا لتهجير الفلسطينيين وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: "يهدوت هتوراه" يُهدّد بإسقاط حكومة نتنياهو ودعوات لحل الكنيست
  • السيناتور الأمريكي شومر يدعو لعرض الاتفاق النووي الإيراني على الكونجرس
  • حكومة السودان والدعم السريع يتبادلان الاتهام بالهجوم على قافلة غذاء
  • حكومة غزة: إسرائيل قتلت 102 فلسطينيا بمراكز توزيع المساعدات
  • اعترف بالحقيقة.. مسؤول سابق بإدارة بايدن: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة
  • مسؤول بإدارة بايدن: إسرائيل ارتكبت "بلا شك" جرائم حرب في غزة
  • مسؤول بإدارة بايدن يقر بارتكاب إسرائيل جرائم حرب في غزة.. هكذا برر صمته
  • نائب يدعو حكومة السوداني إلى إيقاف تصدير النفط عبر الإقليم
  • الاحتلال يضاعف عملياته العسكرية في غزة.. والوسطاء العرب يعملون على تقريب وجهات النظر لوقف إطلاق النار
  • إسرائيل وحربها الممنهجة