الفاشر: الحصار والمجاعة
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
محمد بدوي
في مقال سابق بعنوان قراءة حول قرار مجلس الامن الدولي حول الفاشر تعليقا على قرار مجلس الأمن الدولي بالرقم(2736) الصادر في13 يونيو 2024حول مدينة الفاشر، علقنا بضرورة توسيع مظلة الحماية للمدنيين لتشمل مناطق أخري في السودان، بالرغم من تخفيف حدة الهجوم المباشر الذي كان نسقا سابقاً في الفترة قبل القرار، الإ أنه في تقديري ليس تنفيذا للقرار لكن هنالك اسباب أخري ساهمت في الأمر هو أن الدعم السريع عمل على كسب الوقت لترتيب صفوفه مره أخري.
كما أشرت إلي أن التطورات في تقديري لا علاقة لها بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي، فالحصار ظل مضروبا على الفاشر، مع السماح بالمخرج الجنوبي الغربي الذي يبدأ من معسكر زمزم الي مناطق طويلة، جبل مره، تشاد عبر الطينة الحدودية، ثم عبر خزان جديد الي الدبة بالولاية الشمالية ومناطق اخري.
بالمقابل للحصار فقد تم تقييد حركة البضائع القادمة الي الفاشر عبر خزان جديد برسوم باهظة تصل الي مليار ونصف جنينه سوداني اي جوالي 470 دولار امريكي للشاحنه التي تحمل مواد غذائية، لتتمكن من الوصول الي معسكر زمزم الذي اصبح مركز لمئات الالاف من الفاريين من المدينة التي نزح منها سكان ما فاق 80 ضاحية سكنية بالاضافة الي المدنيين الفاريين في وقت سابق من ولايات دارفور الاخري والتي ظلت عودتهم تشوبها عقبات كتيرة ولا سيما المجموعات المنحدرة من اصول مشتركة مع قادة الحركات التي انضمت للقتال الي جانب الجيش ( القوة المشتركة) اضف الي شح النقد وارتفاع رسوم قيمة الحصول علي النقد عبر التحويلات البنكية بخصم يتراوح بين 15-20% من قيمة المبلغ بعد ان كان في السابق حوالي 10%
اعاد الدعم السريع تنظيم صفوفه بملء فراغ اللواء على يعقوب بقوة من المستنفرين بقيادة الامير عبدالرحمن كبرو من النجعة بولاية غرب دارفور الذي وصل الفاشر بقواته و التي تقدر بـ 110 سيارة قتالية من قوام 70 سيارة من غرب دارفور و40 من كبكابية بشمال دارفور، ثم عاد القصف بشكل ممنهج وكثيف منذ الاسبوع المنصرم مستهدفا سوق المواشي كمركز للحصول على السلع الغذائية والمستشفي السعودي حيث فاق عدد القتلي الـ 80 قتيلا بما دعا الاطباء لاعلان الاضراب عن العمل نسبة لعدم توفر الحماية هذا مع شح الدواء الذي يصل عبر الاسقاط الجوي والذي تم لخمس مرات منذ مايو 2024 في ظل استمرار القصف علي المرافق الصحية التي بالخدمة.
موقف الدعم السريع بجنيف وموافقته على وصول المساعدات الانسانية يقابله موقف مغاير بما يحدث من قصف وحصار وتضييق وفرض رسوم على البضائع التي لا يكاد كل المدنيين يتمكون من شرائها، فما يحدث هو مزيد من التضييق وهو حصار لسقوط المدينة عبر القصف الكثيف المجبر على المغادرة و الحصار الذي يقرب من حافة اعلان المجاعة بشكل رسمي صار قاب قوسين او ادني من اعلان رسمي اي بما يقود الي سقوط بطرقة اخري عبر التجويع.
اخيرا : على الدعم السريع ايقاف القصف الذي يستهدف الفضاء العام للمدنيين واماكن الحصول على الخدمات الغذائية والطبية بشكل خاص، وفك الحصار عن المدينة التزاما بقرار مجلس الامن الدولين على القوات المسلحة مراجعة موقفها الرافض لايصال المساعدات الانسانية ، وعلى مجلس الامن الدولي اتخاذ ما يلزم لتنفيذ قراره حول الفاشر وتوسيع مظلة حماية المدنيين فبعد القرار واجه الالاف من المدنيين ظروف قاسية في سنجه والسوكي وغيرها وعليه التحرك لاتخاذ ما يعزز تنفيذ قراره وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الضغط وعدم الركون للتعهدات السياسية التي تقابلها صورة مغايرة في الواقع كما يحدث بالفاشر ولا سيما بدء فصل الخريف الذي يحمل المزيد من التعقيدات.
الوسوممحمد بدويالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: محمد بدوي الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
استعدادات مكثفة لإنجاح الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
معرض دمشق الدولي 2025-07-29alineسابق قافلة مؤلفة من 22 شاحنة تحمل مواد غذائية وإغاثية تدخل إلى مدينة السويداء عن طريق معبر بصرى الشام الإنساني بريف درعا انظر ايضاً مؤتمر صحفي خاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدوليدمشق-سانا عقدت وزارة الاقتصاد والصناعة والمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية، مؤتمر صحفياً خاصاً بإطلاق فعاليات …
آخر الأخبار 2025-07-29تحذير أممي: المجاعة تتكشف في غزة 2025-07-29حمص… فتح باب الاكتتاب على بذار البطاطا المستوردة 2025-07-29زراعة طرطوس.. تقديرات أولية بإنتاج أكثر من 149 ألف طن من الحمضيات 2025-07-29مباحثات سورية لبنانية لتعزيز التعاون العلمي 2025-07-29تواصل العمل في مشروع تأهيل جسر الرستن الحيوي بحمص 2025-07-29قبيل التشغيل المرتقب… تحديث وصيانة شاملة في شركة إسمنت حماة 2025-07-29المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا: تسيير أول قافلة عودة طوعية من لبنان إلى سوريا 2025-07-29الحرارة أعلى من معدلاتها في معظم المناطق السورية 2025-07-29مطالبات دولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإقامة الدولة الفلسطينية 2025-07-29وزيرا التعليم العالي والعدل يوقعان اتفاقية لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي المشترك
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |