كثف الجيش السوداني، الثلاثاء، جهوده لتحقيق مكاسب في العاصمة الخرطوم، في واحدة من أعنف المعارك منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع، في الوقت الذي تتعرض فيه العاصمة لدمار واسع، وفقاً لشهود عيان، يعانون من تصاعد حدة القتال مع انتشار الدمار.

وقال سكان إن الجيش نفذ ضربات جوية وقصفاً بالمدفعية الثقيلة، منذ الإثنين، في محاولة للاستيلاء على جسر عبر نهر النيل تستخدمه قوات الدعم السريع في نقل تعزيزات وأسلحة من أم درمان إلى مدينتي بحري والخرطوم.

والمدن الثلاث يشكلن معاً العاصمة الأوسع للسودان.

وجاء الرد قوياً من قوات الدعم السريع، مما أدى إلى احتدام الاشتباكات في الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين وحالات نزوح. وكانت قوات الدعم السريع تحتل جزءاً كبيراً من العاصمة عند اندلاع القتال في منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

#السودان.. تحلّل الجثث يهدد بكارثة صحية ومخاوف من تفشي الكوليرا https://t.co/0b8rN5rzu2

— 24.ae (@20fourMedia) August 8, 2023

وقال نشطاء في أحياء بشرق أم درمان إن 9 مدنيين على الأقل لقوا حتفهم، وقال أحد سكان العاصمة يدعى نادر عبد الله (52 عاماً) عبر الهاتف إن: "الوضع مرعب في أم درمان، إطلاق رصاص وأصوات مدفعية وقصف بالطيران، الضرب من كل الاتجاهات".

ونشبت الحرب بعد 4 سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية، واندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين شاركا في انقلاب عام 2021، بسبب خلافات حول خطة للانتقال إلى الحكم المدني.

وأعلن الجانبان عن إحراز تقدم عسكري في الأيام القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة. وتوقفت جهود تقودها السعودية والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 4 ملايين شخص نزحوا من بينهم أكثر من 900 ألف فروا إلى البلدان المجاورة التي تعاني أصلاً من صراعات وأزمات اقتصادية.

هل بقي شيء للفوز به؟

وفرّ أكبر عدد من اللاجئين، أكثر من 377 ألفاً إلى تشاد قادمين من منطقة دارفور بغرب السودان، حيث اتهم شهود الميليشيات العربية المتحالفة مع قوات الدعم السريع بشن سلسلة هجمات عرقية ضد الجماعات غير العربية.

وتزداد رقعة الجوع وتتزايد حصيلة الضحايا بين المدنيين. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنها سجلت أكثر من 300 وفاة بين 15 مايو (أيار) و17 يوليو (تموز) الماضيين، بسبب مرض الحصبة وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة، نظراً لمحدودية التمويل الإنساني وصعوبة الوصول.

وقال المتحدث باسم المفوضية وليام سبيندلر في إفادة صحفية في جنيف: "في ظل عدم استقرار المقام بعائلات كثيرة منذ أسابيع ومع القليل جدا من الغذاء أو العقاقير، ما زال هناك ارتفاع في معدلات سوء التغذية وتفشي أمراض ووفيات ذات صلة".

وتسبب سقوط الأمطار الموسمية في نزوح في بعض أجزاء السودان ومخاوف من انتشار الأمراض التي تنقلها المياه. ومع القتال، يُضطر السكان في العاصمة إلى التعايش مع انقطاع الكهرباء والمياه وتفشي النهب من قبل قوات الدعم السريع وانهيار الخدمات الصحية ونقص الغذاء.

وقال محمد أوشر (37 عاماً) الذي يعيش في جنوب الخرطوم: "لا هؤلاء ولا هؤلاء قادرون على الحسم، واللي بيقولوه في وسائل الإعلام غير مختلف على أرض الواقع".
وأضاف "هي الخرطوم ماذا بقي فيها ليحسموه أصلاً؟، المؤسسات اتدمرت، الجامعات والأسواق كلها اتدمرت".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أحداث السودان قوات الدعم السریع أکثر من

إقرأ أيضاً:

انفجارات جديدة في بورتسودان وأميركا تدين هجمات الدعم السريع

دوّت أصوات انفجارات لليوم الرابع على التوالي في العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان. وبينما أكد الجيش السوداني أن دفاعته الجوية تصدت لطائرات مسيرة، دانت الولايات المتحدة هجمات قوات الدعم السريع على البنية التحتية الحيوية داخل المدينة.

وقد انبعثت أعمدة دخان شمالي هذه المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر.

قال الجيش السوداني إن "المضادات الأرضية تصدت اليوم الأربعاء بنجاح لمسيرات كانت تحاول أن تهاجم قاعدة فلامنقو البحرية في بورتسودان وأسقطت معظمها".

وبدوره، تعهد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بالرد على هجمات الدعم السريع في بورتسودان، قائلا إن "استهداف المنشآت المدنية لن يخيف الشعب".

وأضاف البرهان -خلال اجتماع لجنة الأمن والدفاع- أن ما يحدث الآن في السودان يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، كما يهدد حياة ملايين المواطنين، من خلال تدمير البنية التحتية والمنشآت المدنية، إضافة إلى الأخطار على الأمن الملاحي في البحر الأحمر.

وتتعرض مدينة بورتسودان منذ الأحد الماضي لهجمات -بالطيران المسير التابع لقوات الدعم السريع- طالت مطار بورتسودان ومحطة كهرباء تحويلية ومستودعات للنفط في محيط الميناء الجنوبي وجنوب المدينة، فضلا عن فندق وسط بورتسودان.

إعلان

وكانت مصادر قد أفادت للجزيرة بأن مُسيّرات قصفت فجر أمس مستودعات للوقود في ميناء ومطار بورتسودان شرقي البلاد، وقالت شركة الكهرباء إن مُسيرة استهدفت محطة بورتسودان التحويلية مما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي في المدينة.

وكانت بورتسودان تتمتع بهدوء نسبي منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023.

وقد فتحت الضربات بالطائرات المسيرة على بورتسودان جبهة جديدة في الحرب باستهداف المقر الأساسي للجيش شرق السودان بعد أن تمكن الجيش في مارس/آذار من طرد قوات الدعم السريع من أغلب مناطق وسط البلاد بما في ذلك العاصمة الخرطوم ودفعها غربا.

إدانة أميركية

في هذه الأثناء، قالت السفارة الأميركية في الخرطوم إن "واشنطن تدين الهجمات الأخيرة بالمسيرات التي يقال إن قوات الدعم السريع نفذتها ضد البنية التحتية الحيوية في بورتسودان وفي أنحاء البلاد".

وأضافت السفارة في بيان أن هذه الهجمات تمثل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الدائر في السودان.

وأعربت عن شعورها بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع والتقارير التي تفيد بوقوع أعمال عنف من قبل قوات الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر.

وشددت السفارة الأميركية على أنها تواصل الدعوة إلى السماح الكامل وغير المقيّد بوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين.

وأكدت أهمية أن يمتنع من سمتهم الفاعلين الخارجيين عن تزويد أطراف النزاع بالسلاح.

ومنذ فترة، تتهم السلطات السودانية الدعم السريع بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، بينها محطات كهرباء وبنية تحتية بمدن البلاد الشمالية، مثل مروي ودنقلا والدبة وعطبرة، دون تعليق من الأخيرة.

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

إعلان

مقالات مشابهة

  • قوات الدعم السريع تكثّف استخدام المسيّرات ضد مناطق سيطرة الجيش في السودان
  • هكذا تتبنى الدعم السريع نموذج الإبادة الجماعية الإسرائيلي بالسودان
  • انفجارات جديدة في بورتسودان وأميركا تدين هجمات الدعم السريع
  • بعد قطع العلاقات مع الإمارات..البرهان يتوعد قوات الدعم السريع بالهزيمة
  • البرهان بعد هجمات بورتسودان: سننتصر على "الدعم السريع" ومعاونيها
  • هجمات بمُسيرات تهز مدينة بورتسودان .. وتهدد وصول المساعدات
  • هل يصبح تصعيد بورتسودان نقطة تحوُّل بالحرب السودانية بعد عامين من الصراع؟
  • هجمات بمُسيرات تهز مدينة بورتسودان وتهدد وصول المساعدات
  • مشاهد لاشتعال النيران بقصف الدعم السريع بورتسودان
  • الأمم المتحدة: الهجوم على بورتسودان “تطور مقلق”