موقع 24:
2025-06-01@09:59:28 GMT

في عالم يتغيّر… لماذا لا تتغيّر أفريقيا؟

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

في عالم يتغيّر… لماذا لا تتغيّر أفريقيا؟

ليس في أفريقيا ما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل وقد دخلت معظم دول القارة نفقاً مظلماً

ليس الانقلاب الذي وقع في النيجر وأطاح بالرئيس الشرعي محمد بازوم سوى تتويج للفشل الفرنسي في أفريقيا، وهو فشل على كلّ المستويات. في أساس الفشل عدم استيعاب الرئيس إيمانويل ماكرون أنّ بلده لم يعد تلك القوة التي تمتلك القدرة على تنفيذ سياساتها، خصوصا في أفريقيا.


في مرحلة ما بعد الانقلاب النيجيري، تواجه فرنسا، التي فقدت  قبل ذلك مالي وبوركينا فاسو، تحديات كبيرة تتعلّق أوّلا بموقعها الأفريقي المميّز والدفاع عنه مباشرة أو بالواسطة. هل سينفع التدخل العسكري في النيجر ومن سيكون المستفيد الأوّل منه؟ يطرح السؤال نفسه على الرغم من استيعاب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، في مقدّمتها نيجيريا، خطورة الوضع في البلد الفقير الذي يمتلك ثروات كبيرة، بينها اليورانيوم من جهة، وانعكاسات انقلاب النيجر على القارة السمراء كلها من جهة أخرى.
ماذا إذا فشل التدخل العسكري في النيجر وما هي انعكاساته على الصعيد الأفريقي وعلى التوازنات القائمة في القارة حيث التنافس الحقيقي بين الولايات المتحدة من جهة وكلّ من الصين وروسيا، التي صارت تابعة للصين، من جهة أخرى؟ تبدو كلّ المخاوف مشروعة، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن منطقة الساحل الممتدة من موريتانيا إلى البحر الأحمر تعجّ بالحركات المتطرفة التي تدفع في اتجاه نشر الإرهاب الذي يهدّد كلّ دولة من دول المنطقة، بما في ذلك نيجيريا.

يصبّ في مصلحة الموقف الفرنسي كون رأس الحربة في أيّ تدخل عسكري يستهدف إعادة بازوم إلى موقع رئيس الجمهوريّة سيكون أفريقيا وليس فرنسيا. لا شكّ أنّ احتمال حصول مثل هذا التدخل وارد. لذلك، قرّر المجلس العسكري الانقلابي في النيجر إغلاق المجال الجوي للبلد.
لن يكون قرار التدخل العسكري الأفريقي في النيجر سهلا، خصوصاً أن موقف دول مجموعة إيكواس ليس متماسكاً. ما على المحكّ كبير جدا في قارة تشهد غير منطقة فيها تجاذبات أخذت طابعاً دموياً. في نيجيريا نفسها، توجد انقسامات. فقد حضّ سياسيون كبار في نيجيريا الرئيس بولا تينوبو على إعادة النظر في التهديد بالتدخل عسكرياً. دعا مجلس الشيوخ النيجيري رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية بصفته رئيساً للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى "تشجيع القادة الآخرين في المجموعة والعمل على تعزيز الخيارات السياسية والدبلوماسية".
وفق دستور البلاد، لا يمكن للجيش في نيجيريا المشاركة في عمليات خارج الحدود من دون مصادقة مجلس الشيوخ، باستثناء حالات "التهديد الداهم أو الخطر" على الأمن القومي. كان الرئيس النيجيري حضّ هذا الأسبوع على إيجاد “حلّ شامل وودّي للوضع في النيجر”. لم يحدّد كيف يمكن التوصل إلى حلّ “شامل وودي” في ظلّ إصرار الانقلابيين على التخلص من الرئيس المنتخب الذي يبدو أنّه يعاني من مشاكل كثيرة، بينها أن سلفه محمد يوسفو يريد تصفية حساباته معه، فضلا عن أنّه ينتمي إلى الأقليّة العربية في البلد.
كان لافتا أيضا موقف النظام الجزائري الذي يكشف رغبة في ممارسة ضغوط على فرنسا مستغلا الحدث النيجري. حذّرت الجزائر من أيّ تدخل عسكري في جارتها الجنوبية الشرقية التي تتشارك معها حدودا بطول ألف كيلومتر. قال الرئيس عبدالمجيد تبون في مقابلة تلفزيونية أجريت معه قبل أيّام “نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر. ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر”.
هل عودة الشرعيّة في النيجر تهديد للجزائر، فيما استيلاء العسكريين على السلطة ورفع أعلام روسيا في نيامي وإحراق العلم الفرنسي مساهمة في الاستقرار في هذا البلد وفي المنطقة؟

قد يكون تبون على حقّ عندما يقول إن “التدخل العسكري لا يحل أيّ مشكلة بل يجعل الأمور أكثر تعقيدا… الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها”. نسي تبون أن بلاده تشنّ حرب استنزاف على الجار المغربي عبر أداة اسمها “بوليساريو” منذ العام 1975 وأن مثل هذا النوع من الحروب بالواسطة جزء من سياسة تعتمدها المجموعة العسكريّة، الحاكمة فعلا في الجزائر، والتي ليس عبدالمجيد تبون سوى واجهة لها.
يكفي ما يحدث في السودان حيث حرب داخلية من دون أفق سياسي مستمرّة منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي للتأكّد من أن القارة الأفريقية دخلت مرحلة جديدة. من النيجر إلى السودان، ليس ما يشير إلى وجود حلّ ممكن. لا يلوح في الوقت الحاضر أيّ أمل في السودان. يبدو البلد مقبلاً على المزيد من التفتت في المستقبل المنظور في ضوء عناد الجنرالين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) المصرّين على استمرار الصراع بينهما.
إلى أين سيأخذ عناد جنرالات النيجر ذلك البلد؟
كلّ ما يمكن قوله أن ليس في أفريقيا ما يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل، هذا إذا وضعنا جانبا استثناءات قليلة. دخلت معظم دول القارة نفقاً مظلماً في وقت تظهر فيه فرنسا في كلّ يوم يمر مزيداً من الضعف. فرنسا في مأزق. يزداد هذا المأزق تعقيداً. لا يدلّ على ذلك أكثر من سؤال في غاية البساطة: هل التدخل العسكري في النيجر ممكن وما النتائج التي ستترتب عليه؟
مثل هذا التدخل ممكن وغير ممكن. إذا حصل تدخل ليس معروفا كيف سيكون الرد عليه داخل النيجر وفي المنطقة المحيطة بها. هناك دعم من مالي وبوركينا فاسو، حيث العسكر في السلطة، للانقلاب العسكري على محمد بازوم… وهناك دول مثل الجزائر تسعى إلى الانتهاء من أيّ وجود فرنسي في أفريقيا مستغلة الانقلاب العسكري في النيجر. هناك أخيرا الصين وروسيا ومجموعة فاغنر التي لا يهما سوى دعم أنظمة مارقة ونهب دول أفريقية وتخفيف الضغط على روسيا في أوكرانيا في عالم يتغيّر بسرعة كبيرة. العالم يتغيّر لماذا لا تتغيّر أفريقيا أيضاً؟

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة انقلاب النيجر التدخل العسکری فی النیجر فی أفریقیا من جهة

إقرأ أيضاً:

عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي

ينعكس ضوء الصباح الدافئ على بقايا قوس صخري طبيعي قرب جزيرة داروين، إحدى أكثر جزر غالاباغوس عزلة. في المياه الزرقاء الصافية العميقة، تتحرك آلاف الكائنات البحرية مثل أسماك وقرش المطرقة وإغوانات بحرية بحثا عن الطعام.

كان انهيار قوس داروين، الذي سُمي على اسم عالم الطبيعة البريطاني الشهير صاحب نظرية التطور، عام 2021 نتيجةً للتآكل الطبيعي. لكن زواله سلّط الضوء على هشاشة أرخبيل شاسع يتعرض لضغوط متزايدةٍ من تغيّر المناخ والأنواع الغازية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"دم التنين" في سقطرى.. كنز بيئي نادر مهدد بالاندثارlist 2 of 4المانغروف.. كنز بيئي نادر تتهدده المشاريع الساحليةlist 3 of 4أكبر 5 غابات مطيرة.. ما هي وماذا بقي منها؟list 4 of 4ضعف التمويل وعدم الإيفاء بالالتزامات يعرقلان حماية المحيطاتend of list

يؤثر ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مصادر الغذاء للعديد من الحيوانات البحرية في جزر غالاباغوس. تواجه الإغوانا البحرية، وهي من الأنواع العديدة المتوطنة أو الفريدة في جزر غالاباغوس، صعوبة في العثور على الطحالب الحمراء والخضراء التي تفضلها.

كما تجد السلاحف البحرية صعوبة في بناء أعشاشها في درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا. وتزداد صعوبة تربية صغارها مع ارتفاع درجة حرارة المياه وقلة العناصر الغذائية المتاحة.

العشرات من كلاب البحر تستلقي على الشاطئ في جزيرة داروين (رويترز)

أضاف الاحترار الكبير الناجم عن تغير المناخ في السنوات الأخيرة ضغوطا على العديد من الأنواع في الجزر النائية قبالة سواحل الإكوادور.

إعلان

تقول ناتاشا كابيزاس، وهي مرشدة طبيعية، "لدينا هنا شيء من كل شيء، ولهذا السبب يقول الناس إن جزر غالاباغوس متنوعة للغاية، ولكن لدينا عدد صغير من كل شيء".

لطالما كانت جزر غالاباغوس حساسة لتغيرات درجة حرارة المحيط. يقع الأرخبيل نفسه عند نقطة التقاء التيارات المحيطية الرئيسية، الباردة من الجنوب، والدافئة من الشمال، والتيار الصاعد البارد من الغرب. ثم هناك ظاهرة النينيو، وهي ارتفاع دوري وطبيعي في درجة حرارة المحيط الهادئ يؤثر على الطقس في جميع أنحاء العالم.

وبينما تتفاوت درجات الحرارة تبعا للفصول والأحداث المناخية الطبيعية الأخرى، فإن درجات حرارة المحيطات آخذة في الارتفاع بسبب تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، إذ تمتص المحيطات الغالبية العظمى من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي.

السلاحف العملاقة تعد علامة مميزة لجزر غالاباغوس (رويترز)

وقد شهد المحيط أسخن عقد له منذ القرن الـ19 على الأقل خلال السنوات العشر الماضية، وكان عام 2024 أدفأ عام على اليابسة وفي المحيطات على الإطلاق.

مع بداية شهر يونيو/حزيران، يحل الشتاء في نصف الكرة الجنوبي، ويجلب تيار كرومويل أسماك قرش الحوت وأسماك المطرقة وسمك الشمس الضخم إلى السطح.

كما يوفر هذا التيار المغذيات لطيور البطريق والسحالي البحرية وأسود البحر بحثا عن الطعام. ومع ظهور المزيد من هذه الحيوانات هذا الموسم، يتتبع العلماء كيفية تأثرها بظاهرة النينيو العام الماضي.

قد يؤدي النينيو إلى نقص في الغذاء لبعض الأنواع، مثل الإغوانا البحرية والسلاحف البحرية، إذ يعني ارتفاع درجة حرارة المحيط تناقص مصادر الغذاء. وقد لاحظ العلماء الذين يراقبون هذه الأنواع انخفاضا كبيرا في أعدادها خلال أحداث النينيو.

تسبح الإغوانا البحرية كالأفاعي في الماء من صخرة إلى صخرة، في وقت تتلاطم فيه الأمواج على شاطئ جزيرة فرناندينا. وبينما تتشبث بالصخور تحت الماء لتتغذى على الطحالب التي تنمو هناك، تدور أسود البحر حولها كالجراء باحثة عن من تلعب معه.

إعلان

وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس إن "الإغوانا كانت من أكثر الأنواع المتضررة من ظاهرة النينيو العام الماضي، وهي لا تزال تتعافى الآن".

مع تهديد ارتفاع درجات حرارة المحيطات للكائنات البحرية والمائية، تواجه اليابسة مشكلة مختلفة. فالحيوانات البرية مثل القطط البرية والكلاب والخنازير والماعز والأبقار -وهي ليست حيوانات محلية- تهدد الأنواع الفريدة في الجزر.

تعد الإغوانا واحدة من أكبر السحالي في العالم وهي قادرة على السباحة (أسوشيتد برس)

تُشكّل الحيوانات الدخيلة تهديدا خاصا للسلاحف العملاقة المرتبطة ارتباطا وثيقا بجزر غالاباغوس. انخفضت أعداد السلاحف بشكل كبير في القرن 19 بسبب الصيد الجائر، وقد سعت السلطات جاهدة لحمايتها من البشر. ويُحظر قتل السلاحف العملاقة منذ عام 1933.

وقال خورخي كاريون مدير هيئة الحفاظ على جزر غالاباغوس "في ليلة واحدة، يستطيع خنزير بري تدمير جميع مواقع التعشيش في منطقة ما.. يحاول حراس المتنزهات زيارة مواقع التعشيش مرة واحدة يوميا، ويقتلون الخنازير عند عثورهم عليها. لكن الخنازير يصعب الوصول إليها".

تتغذى القطط البرية على فقس الإيغوانا البحرية، كما يتنافس كل من الخنازير والقطط مع السلاحف على الطعام القليل.

تأثرت أعداد الإيغوانا بفعل ارتفاع حراة المحيط (رويترز)

وإذا لم تكن الأنواع الغازية وارتفاع درجة حرارة المحيطات كافيين، فهناك البلاستيك الذي يُمثل مشكلة واسعة الانتشار في محيطات العالم. وقد أفادت دراسة حديثة بوجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في بطون طيور البطريق في جزر غالاباغوس. ويقول كاريون "لا يوجد حيوانات في جزر غالاباغوس لا يحتوي غذاؤها على جزيئات بلاستيكية دقيقة".

مقالات مشابهة

  • استخدام التقنيات الطبية لمتابعة صحة الحجاج
  • تفاحة بلا طعم .. سلسلة إخفاقات تهز عرش آبل
  • من الهواتف إلى robots.. هونر تقتحم عالم الروبوتات البشرية
  • غرق بالكامل.. نزح المياه من نفق سيدي بشر في الإسكندرية
  • عالم جزر غالاباغوس الفريد تحت وطأة التغير المناخي
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • عالم بالأوقاف: كل لحظة في العشر الأوائل من ذي الحجة كنز لا يعوض
  • الساعة التي أنقذت حياة حاج.. تدخل طبي سعودي دقيق في قلب مكة
  • مناورات نارية في قلب الساحل.. تحالف إفريقي يتأهب لصدّ زحف الإرهاب من النيجر
  • الذكاء الاصطناعي يدخل عالم التسوق