توتر بين مقاتلين قبليين والحوثيين وسط اليمن
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أفادت مصادر مطلعة أن مسلحي جماعة الحوثي فرضوا، السبت، حصارا خانقا على قرية "حمة صرار" في مديرية ولد ربيع الواقعة شمال شرق البيضاء، بعد وصول تعزيزات حوثية إلى المنطقة على مدى الأيام الماضية.
وأضافت المصادر لـ"عربي21"أن التوتر سيد الموقف في القرية، وسط هذا الحصار الذي فرضه الحوثيون استعدادا لاقتحامها، بعد أيام من اشتباكات بين مقاتلين من قبيلة قيفة ومسلحين حوثيين يوم الأربعاء الماضي، بعد مقتل أحد سكان القرية بأيدي مسلحي الجماعة.
وقالت المصادر المطلعة إن عناصر مسلحة حوثية تتمركز في نقطة داخل القرية، فتحت النار على أحد المواطنين كان يستقل دراجة نارية ولم يتمكن من التوقف عند النقطة بعدما فقد التحكم بدراجته.
وتابع أنه هذا المواطن أصيب بجروح، بينما قام مواطن آخر من سكان القرية بالتدخل لإسعافه وتضميد إصابته.
وحسب المصادر فإن المسلحين الحوثيين في النقطة أطلقوا النار مرة أخرى على المواطنين الجريح والآخر الذي جاء لإسعافه، ما أدى إلى مقتل المسعف، الأمر الذي أثار حفيظة أبناء القرية المنتمية لقبيلة قيفة في البيضاء وسط البلاد.
وأشارت إلى أن بعد مقتل المواطن برصاص مسلحي النقطة الحوثية الواقعة وسط قرية "حمة صرار"، اندلعت اشتباكات بين مقاتليها والمسلحين الحوثيين.
وحسب المصادر فإن مسلحين حوثيين لجؤوا إلى مئذنة مسجد القرية الذي حولوه إلى ثكنة عسكرية منذ سنوات، وقاموا بعمليات قنص لأبناء القرية، بعد فرارهم من الحاجز العسكري الذي كانوا يقيمون فيه.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 9 مسلحين حوثيين، بينما قتل مواطن من سكان قرية "حمة صرار" وإصابة اثنين آخرين.
وعلى إثر ذلك، دفعت جماعة الحوثي بتعزيزات عسكرية إلى محيط القرية، قبل أن يتم اعتراضها من مقاتلين قبليين ينتمون لقبائل قيفة التي تتوزع على 5 مديريات شمال مدينة البيضاء، وأعاقوا وصولها إلى تلك البلدة.
المصادر ذاتها، لفتت إلى أن وساطة قبلية تدخلت للتهدئة واحتواء الموقف، إلا أن الحوثيين واصلوا الدفع بالتعزيزات بالعتاد من بينها دبابات وهاجموا مناطق زراعية في البلدة، قبل أن يتم صدهم من قبل مقاتلين قبيلة قيفة.
ووفق المصادر اليمنية فإن الوساطة نجحت في إخلاء جثث قتلى الحوثيين"، وهو أحد مطالب الجماعة، إلا أنها عاودت السبت، نحو قرية " حمة صرار" بعد إكتمال استعداداتها لاقتحامها، وفرضت طوقا عليها ومنعت وصول أي إمدادات من المواد الغذائية إلى القرية.
ولم تستبعد المصادر تفجر الوضع عسكريا بين مقاتلي القبائل ومسلحي الحوثي، في ظل فشل الوساطة في ثني الجماعة عن اقتحام القرية الريفية.
وتشهد مناطق البيضاء التي تقطنها قبائل عدة معروفة بشراستها بين فينة وأخرى، مواجهات مع المسلحين الحوثيين بسبب اعتداءاتهم على السكان المحليين.
وفي آذار/ مارس الماضي، قامت قوات تابعة للحوثيين بتفجير منزل على رؤوس ساكنيه في حي الحفرة بمدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، وبداخله أكثر من 20 شخصا بينهم نساء وأطفال.
وأدى التفجير أيضا، إلى تهدم عدد من المنازل في حارة الحفرة وإصابة 5 أشخاص، بينهم نساء وأطفال كان معظمهم نائمين في بيوتهم.
وجاء التفجير بعد قيام "على عبد الله الزيلعي"، بقتل قيادي حوثي تورط في قتل شقيقه عام 2014، رغم مطالبات الأسرة المتكررة لسلطات الجماعة بإنصافهم. ورغم أن الزيلعي كان قد فر خارج مدينة رداع، إلا أن قوة تابعة الحوثيين حاصروا منزل عائلته، قبل أن يفجروه بعد ذلك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الحوثي اليمنية اليمن الحوثي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حمة صرار
إقرأ أيضاً:
أرحب تمهل الحوثيين وتُلوّح بالثأر لمقتل أحد وجهائها واختطاف أبنته
تشهد مناطق شمال صنعاء حالة من التوتر الشديد، عقب انتفاضة قبلية غاضبة قادتها قبائل أرحب، في أعقاب جريمة قتل وصفت بأنها "متعمّدة وبدم بارد"، راح ضحيتها الشيخ حميد ردمان، أحد وجاهات أرحب، على يد القيادي الحوثي المدعو أبو عذر فليتة، في تصعيد خطير يعكس مدى استفحال انتهاكات ميليشيا الحوثي بحق المكونات القبلية في مناطق سيطرتها.
وتُعد هذه الحادثة – بكل ما تحمله من دلالات – حلقة جديدة في سلسلة استهداف الجماعة للقبائل، سواء عبر القتل أو الإهانة أو تفكيك الروابط الاجتماعية، ضمن استراتيجية واضحة تهدف إلى إضعاف البُنى التقليدية المقاومة للظلم والاستبداد، والتي تمثل القبيلة اليمنية عمودها الفقري.
وفي تطور غير مسبوق، احتشد آلاف من أبناء قبائل أرحب، صباح اليوم الثلاثاء، في نكف قبلي واسع أمام بوابة محافظة عمران شمال صنعاء، موجهين تحذيرات شديدة اللهجة لميليشيا الحوثي بشأن ما وصفوه بـ"التمادي في سفك دماء أرحب والتطاول على حرماتها".
وطالبت القبائل بالإفراج الفوري عن ابنة الشيخ ردمان، المعتقلة منذ أيام على يد الجماعة، وتسليم الجاني (أبو عذر فليتة)، القيادي الحوثي وصهر القتيل، للعدالة، وتنفيذ القصاص العادل، دون مماطلة أو تسويف.
وأكد المحتشدون أن كل الخيارات مفتوحة، ممهلين سلطات الحوثيين ساعات معدودة قبل أن تتخذ القبيلة خطواتها، محذرين من أن "التهاون بكرامة أرحب سيُقابل بما لا تُحمد عقباه".
تعود تفاصيل الجريمة إلى خروج الشيخ حميد ردمان من منزله قبل أيام، حيث قام صهره "أبو عذر فليتة"، والذي يشغل منصب مدير أحد أقسام الشرطة في صنعاء، بملاحقته وإطلاق النار عليه مباشرة، ما أدى إلى مقتله على الفور أمام مرأى من السكان.
وعقب الحادثة، تم اعتقال ابنة القتيل – زوجة الجاني – في خطوة وصفتها القبائل بأنها إهانة مزدوجة، ووسيلة للضغط عليها وإجبارها على التنازل عن دم والدها، الأمر الذي أشعل غضبًا واسعًا اعتُبر بمثابة استفزاز صارخ للأعراف القبلية والقيم الإنسانية.
اتهمت قبائل أرحب بشكل مباشر قيادات في الجماعة الحوثية بمحاولة طمس القضية والتستر على القاتل، في حين أكدت أن أي محاولة لانتزاع أقوال أو توقيع تنازل بالإكراه، ستكون بمثابة إعلان عداء شامل لأرحب ومحيطها القبلي.
مصادر محلية أشارت إلى أن الوساطات التي حاولت تهدئة الموقف اصطدمت بتعنت حوثي وعدم جدية في التعاطي مع القضية، ما زاد من احتقان الشارع القبلي ودفع إلى تصعيد الاحتجاجات، التي قد تتخذ طابعًا ميدانيًا خلال الساعات القادمة إذا لم تتم الاستجابة الفورية للمطالب.
ويرى مراقبون أن هذه الانتفاضة ليست سوى إنذار مبكر لثورة قبلية أوسع، قد تتفجر في أي لحظة مع تزايد الاستفزازات الحوثية للمجتمع القبلي، الذي كان ولا يزال أحد العوائق الرئيسية أمام مشروع الجماعة القائم على التفكيك والتسلط. موضحين أن القبيلة اليمنية، على الرغم من محاولات الحوثي إخضاعها، ما زالت تحتفظ بقدرتها على الضغط وفرض الكلمة، مشيرين إلى أن "أرحب ليست وحدها"، وأن ما يحدث اليوم في عمران قد يُفتح على سيناريوهات تصعيد تتجاوز البُعد المحلي.