سموم الدراما الهابطة !!!!
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
بقلم : سمير السعد ..
في عصر العولمة والانفتاح الإعلامي . أصبحت المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين من أبرز وسائل الترفيه التي يتعرض لها الشباب والشابات . وبرغم أن هذه الأعمال تحمل بين طياتها الكثير من التشويق والإثارة إلا أنها قد تنطوي على مخاطرَ عدة تؤثر سلبًا على الشباب في مراحلهم العمرية الحساسة .
حيث تتسم بعض المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين بنقل ثقافاتٍ وعاداتٍ تختلفُ جذريًا عن تلكَ الموجودة في المجتمعات العربية . هذا التباين قد يؤدي إلى تشويش القيمِ والمفاهيمِ لدى الشباب الذين يتأثرونَ بسهولةٍ بما يُشاهدون . فعلى سبيل المثال قد يتعرضُ المراهقون لمشاهدَ تتعلقُ بالعلاقاتِ الاجتماعيةِ التي تتناقضُ مع القيم والتقاليد المحلية . مما يجعلهم يشعرون بأنَ هذه السلوكيات طبيعية ومقبولة .
وقد تحتوي بعض هذه المسلسلات على مشاهدَ عنفٍ أو سلوكيات غير لائقة . يمكنُ أن تؤثرَ سلبًا على الشباب وتدفعهم لتقليد هذه السلوكيات في حياتهم اليومية . فالدمجُ بينَ العُنفِ والتشويق في السياق الدرامي قد يخلقُ اعتقادًا لدى المشاهدين الصغار خصوصًا بأن استخدام العنف هو وسيلة مشروعة لحل المشاكل .
ولابدَ ان نُشير إلى إمكانية تأثير المحتوى العاطفي والمشوق الذي تقدمه هذه الدراما على الحالةِ النفسيةِ للمراهقين . وأن يتسبب في القلقِ أو الإكتئاب لدى بعضهم . إضافًة إلى ذلك قضاءَ ساعاتٍ طويلةٍ في متابعةِ المسلسلات والذي يؤدي إلى تقليلِ وقت النشاط البدني والاهتمام بالدراسة أو الهوايات . مما يؤثر سلبًا على الصحة العامة والنفسية للشباب . حيثُ تُعزز بعض المسلسلات المدبلجة صورة نمطية محددة عن الحياة والمجتمع . مما قد يؤدي إلى تطوير توقعات غير واقعية لدى المراهقين حول الحياة الحقيقية . هذا التباين بين ما يشاهدونه على الشاشة وما يواجهونه في حياتهم اليومية يمكن أن يخلق شعورًا بالإحباط وعدم الرضا عن الذات .
إذن لابد ان هنالك أمور عدة للحدِ من التأثيرات السلبية لهذه المسلسلات . حيثُ يتوجب على الأهل توجيهَ ومراقبةِ ما يشاهده أبناؤهم . ويمكن للأهل ايضًا إستغلال الوقت الذي يقضونه مع أبنائهم لمناقشة محتوى هذه المسلسلات وتوضيح ما هو مناسب وما هو غير مناسب في سياق ثقافتهم وقيمهم . كما يجبُ تعزيز المحتوى المحلي الذي يعكسُ القيمَ والتقاليدَ العربية بشكلٍ إيجابي ويقدم نماذجَ يُحتذى بها للشباب .
في النهاية يمكن القول إنَ المسلسلات المدبلجة والدراما الموجهة للمراهقين قد تحملُ بعض المخاطر التي تتطلب توعيةً ومراقبةً من الأهل والمجتمع . فبالتوجيه الصحيح يمكن تحويل هذه الوسائل الترفيهية إلى فُرصٍ تعليميةٍ وثقافية تُعزز القيم الإيجابية وتُساعدُ على بناء شخصيات قويةٍ متوازنة … سمير السعد
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات المسلسلات المدبلجة
إقرأ أيضاً:
ضاحي خلفان: الأسرة منبع القيم والهوية ونواة بناء المجتمعات
أكد الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، رئيس مجلس إدارة جمعية توعية ورعاية الأحداث، أن استقرار الأسرة لم يعد شأناً خاصاً، بل قضية وطنية ترتبط بمستقبل الدولة وهويتها وأن الأسرة النواة الأولى لبناء المجتمعات.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية موسعة نظمتها الجمعية في مجلس أم سقيم التابع لمجالس أحياء دبي، تزامناً مع يوم الأسرة، بحضور نخبة من الأخصائيين الاجتماعيين والتربويين والإعلاميين، بعنوان «التحديات التي تواجه الأسرة في الاستقرار الأسري»، وأدارها الدكتور محمد مراد عبد الله، أمين السر العام للجمعية.
وقال الفريق ضاحي خلفان: الأسرة منبع القيم والهوية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المتسارعة قد تُحدث خلخلة في البنية الأسرية، إذا لم نواجهها برؤية استراتيجية. ومن أبرز التحديات ضعف الروابط الأسرية بسبب انشغال كل فرد بعالمه الرقمي. وطالب بدراسة مثل هذه الظواهر واقتراح الحلول المناسبة لها داعياً إلى ترسيخ مفاهيم التخطيط السليم داخل الأسرة وغرسها في الأبناء منذ الصغر.