عربي21:
2025-07-29@18:03:30 GMT

قراءة في السياسة النقدية المصرية

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة يوم الخميس الماضي بمقدار 100 نقطة أساس بعد تثبيتها خلال الشهرين السابقين، ليصل سعر الفائدة على الإيداع والإقراض لليلة واحدة إلى 19.25 في المئة و20.25 في المئة على الترتيب، وسعر الائتمان والخصم والعملية الرئيسية للبنك المركزي عند 19.75 في المئة، وبذلك تكون أسعار الفائدة قد ارتفعت بنحو 1100 نقطة أساس منذ آذار/ مارس 2022.

وقد عزا البنك المركزي هذه الزيادة لتفادي الضغوط التضخمية والسيطرة على توقعات التضخم، وقد بلغ معدل التضخم بمدن مصر أعلى مستوى له على الإطلاق في حزيران/ يونيو مسجلا 35.7 في المئة مقارنة بـ32.7 في المئة في الشهر السابق.

وقد رأى البعض أن هذا القرار جاء مخالفا للتوقعات، حيث كان الرأي أن الاتجاه سيكون نحو تثبيت سعر الفائدة، وفي رأينا أن هذه التوقعات لم تكن صائبة، وأن ما فعله البنك المركزي من رفع سعر الفائدة كان متوقعا وهو تحصيل حاصل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الاقتصاد المصري وأوشك على الغرق، فقد بدت ظواهر هذا الارتفاع من خلال ما سبقه من طرح البنك الأهلي المصري وبنك مصر (وهما بنكان حكوميان يعكسان سياسة الحكومة) شهادتين دولاريتين بفئة 1000 دولار أمريكي ومضاعفاتها للشهادة، وذلك للمصريين والأجانب؛ الشهادة الأولى بعائد 9 في المئة سنوياً، ويصرف العائد مقدماً للسنوات الثلاث 27 في المئة تراكمي بالجنيه المصري؛ كما أن الشهادة الثانية ذات عائد 7 في المئة سنوياً، ويصرف العائد ربع سنويا بالدولار الأمريكي، ويبدأ تاريخ إصدار الشهادة اعتباراً من يوم العمل التالي للإيداع ويعتبر أساس العائد والاسترداد، طبقاً للشروط والأحكام المنظمة لذلك، كما يمكن لحاملي الشهادة الأولى الاقتراض بالجنيه المصري وحتى 50 في المئة من القيمة الاستردادية للشهادة وبحد أقصى 10 ملايين جنيه، ويتم استرداد الشهادات بالدولار الأمريكي.

لا يختلف إصدار هذه الشهادات عن النظام الهرمي الذي يأخذ الأموال من هذا ويعطيها لآخر دون توزيع عائد حقيقي، أو ما يمكن تسميته سياسة الترقيع
فهذه الشهادات صدرت بعائد مغالى فيه رغبة في المساهمة في سد الفجوة الدولارية التي تجاوزت 30 مليار دولار، وإنقاذا للبضائع المكدسة في الموانئ المصرية والتي تحتاج لأكثر من 5.5 مليار دولار، ومعالجة لعدم ثقة المواطن المصري في الوضع الاقتصادي؛ حيث انخفضت تحويلات المصريين العاملين في الخارج بما يزيد عن نسبة 26 في المئة. ولا يختلف إصدار هذه الشهادات عن النظام الهرمي الذي يأخذ الأموال من هذا ويعطيها لآخر دون توزيع عائد حقيقي، أو ما يمكن تسميته سياسة الترقيع. بل إن البنك الأهلي وبنك مصر بعد قرار رفع البنك المركزي سعر الفائدة قاما برفع أسعار الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية ذات العائد المتغير بنسبة 1 في المئة لتصل إلى 19.5 في المئة بدلا من 18.5 في المئة في السابق.

إن السياسة النقدية المصرية والتي باتت أكثر تشددا من خلال المزيد من رفع سعر الفائدة، لها خطورتها وتبعاتها لا سيما على تكلفة الائتمان، وزيادة الأسعار، والمزيد من انكماش القطاع الخاص، والدخول في ركود تضخمي، ولن يزيد هذا الرفع الأمور إلا ترقيعا وتعقيدا.

السياسة النقدية المصرية والتي باتت أكثر تشددا من خلال المزيد من رفع سعر الفائدة، لها خطورتها وتبعاتها لا سيما على تكلفة الائتمان، وزيادة الأسعار، والمزيد من انكماش القطاع الخاص، والدخول في ركود تضخمي، ولن يزيد هذا الرفع الأمور إلا ترقيعا وتعقيدا
وهذه الزيادة في سعر الفائدة -في رأينا- هي رسالة لصندوق النقد الدولي بأن الحكومة المصرية تسير وفق توصياته وتخضع لإرشاداته، لا سيما الخضوع لشروط القرض الأخير بقيمة ثلاثة مليارات دولار، والذي لم تحصل مصر سوى على دفعة واحدة منه في نهاية العام الماضي، وتوقفت الدفعة الثانية بسبب عدم إجراء المراجعة الأولى لبرنامج الصندوق والتي كان مقررا لها في منتصف آذار/ مارس الماضي لتأخر الحكومة في تنفيذ الإجراءات المتفق عليها مع الصندوق؛ التي تشمل الاستمرار في تحرير سعر صرف العملة المحلية، والمضي قدما في برنامج الطروحات الحكومية للشركات المملوكة لها لصالح القطاع الخاص.

إن سلوك الحكومة المصرية يكشف أنها في طريقها للمزيد من الخضوع والتضحية بالمواطن من أجل تحقيق الرضا للصندوق، فقد منحت مؤسسة التمويل الدولية وصاية على خصخصة الشركات الحكومية، ورفعت سعر الفائدة، ومن المتوقع في أيلول/ سبتمبر أو تشرين الأول/ أكتوبر القادمين أن تقوم بتعويم جديد للعملة المصرية، وما هو ما يعني فتح باب الدمار للاقتصاد وغلاء الأسعار وقتل الحماية الاجتماعية، وبذلك يكون حدث ما قلته وكتبته -قبل سنوات- بعد الانقلاب العسكري؛ بأن السياسة الاقتصادية للانقلاب تتلخص في كلمات ثلاث: "التجريف والتوريط والتخدير".. تجريف لموارد مصر بالبيع، وتوريط للبلاد والعباد في ديون، وتخدير للشعب بتجميل زائف لمشروعات باهظة التكاليف قليلة العائد من خلال ديون بلا تنمية.. لك الله يا مصر.

twitter.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الاقتصاد السياسة النقدية النقد الدولي مصر اقتصاد النقد الدولي السياسة النقدية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک المرکزی سعر الفائدة فی المئة من خلال

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. النائب عبدالمنعم إمام يتحدث تفصيليًا عن توظيف الذكاء الصناعي في السياسة والانتخابات

كتب- حسن مرسي:

قال النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، إن استغلال التكنولوجيا الحديثة أصبح ضرورة، مشيرًا إلى أن التركيز ينصب على تنظيم التحالفات الانتخابية والتواصل مع الناخبين بطرق مبتكرة.

خلال حواره ببرنامج "الطريق إلى البرلمان"، الذي يقدمه الكاتب الصحفي محمد سامي عبر منصات موقع مصراوي، أضاف إمام أن العمل على الأرض يتطلب تنسيقًا دقيقًا سواء بين المرشحين عن الحزب أو لتنظيم الجهد في المناطق والدوائر الانتخابية.

وتابع أن الجانب الثاني يعتمد على صياغة السياسات عبر التواصل الاجتماعي، مستخدمًا أدوات مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين الحملات الانتخابية.

أشار إمام إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مستقبل بعيد، بل واقع يغير حياتنا بشكل جذري، سواء للأفضل أو الأسوأ.

وأكد أن غياب النقاش حول تأثيره على السياسة يشكل عائقًا، مشيرًا إلى أمثلة عالمية مثل شركة "أدفانسد" التي تنبأت بنتائج انتخابات ترامب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تطرق النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، إلى كيفية استخدام هذه التكنولوجيا في استهداف الجمهور وتحليل احتياجاته، موضحًا أنها ستظهر بصورة جلية في انتخابات مجلس النواب القادمة.

وأضاف أن هذا النهج قد يعيد تشكيل مفاهيم التحالفات الانتخابية التقليدية في مصر، مما يتطلب تكيفًا مع التغيرات الجديدة.

وأشار رئيس حزب العدل، إلى أن فرض قيود على الذكاء الاصطناعي قد يكون خطأ، مشددًا على ضرورة استغلاله كفرصة لدفع السياسة إلى مرحلة متقدمة.

وأعرب النائب عبد المنعم إمام، رئيس حزب العدل، عن تفاؤله بالجيل الجديد الذي يمتلك القدرة على استيعاب هذه التحولات وتطويرها.


لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

النائب عبد المنعم إمام حزب العدل التحالفات الانتخابية الطريق إلى البرلمان الذكاء الاصطناعي

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: بيان عاجل من محافظة الجيزة بشأن انقطاع المياه بعدة مناطق الأخبار المتعلقة عبدالمنعم إمام: رئيس الوزراء ووزير المالية بيستلفوا 2 مليار جنيه كل يوم أخبار حياة الناس أصعب.. عبد المنعم إمام: الغني والفقير يعانون في القطاع الصحي أخبار "الدستور" يعقد اجتماعًا مع مرشحيه المحتملين للانتخابات البرلمانية المقبلة أخبار وزير الصحة يبحث تعزيز التعاون في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي بالقطاع أخبار

إعلان

أخبار

المزيد التنسيق تنسيق المرحلة الأولى 2025.. 93.1% الحد الأدنى لطب الأسنان -(فيديو) شئون عربية و دولية قطر تهدد بقطع الغاز عن أوروبا.. ما السبب؟ التنسيق تعرف على الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى علمي علوم - (فيديو) حوادث وقضايا الداخلية: ضبط طن حشيش بحوزة تشكيل عصابي شديد الخطورة شئون عربية و دولية حكومة غزة: القطاع يحتاج يوميًا 600 شاحنة إغاثية

الثانوية العامة

المزيد جامعات ومعاهد أمين اتحاد الجامعات العربية يشارك في حفل تخرج الطلاب المصريين من جامعة التنسيق تنسيق المرحلة الأولى 2025.. 93.1% الحد الأدنى لطب الأسنان -(فيديو) التنسيق تعرف على الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى علمي علوم - (فيديو) مدارس وزير التعليم يشهد انطلاق البرنامج التدريبي لمعلمي اللغة العربية بالتعاون جامعات ومعاهد انتهاء أعمال لجنة المقابلات الشخصية للمرشحين لمنحة الحكومة اليابانية للطلاب

إعلان

أخبار

لأول مرة.. النائب عبدالمنعم إمام يتحدث تفصيليًا عن توظيف الذكاء الصناعي في السياسة والانتخابات

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

سعر الدولار يتراجع 23 قرشا في البنوك بنهاية تعاملات الأحد سبب انقطاع الكهرباء عن 5 مناطق بالجيزة وموعد عود التيار - بيان رسمي ثلاث مناطق فقط.. تفاصيل الهدنة التي أعلنتها إسرائيل في غزة 45 درجة في الظل.. الطقس: بدء ذروة الموجة الحارة وتحذير من الأرصاد للإعلان كامل للإعلان كامل 43

القاهرة - مصر

43 31 الرطوبة: 11% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • توقعات بتخفيض أسعار الفائدة في البنك المركزي تدريجياً بنسبة 7.5%
  • اتفاق كابل وإسلام آباد التجاري.. اقتصاد يتجاوز السياسة أم امتداد لها؟
  • تراجع سعر الدولار في البنك المركزي المصري
  • دويتشه بنك يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.8% وتخفيض سعر الفائدة 4%
  • البطاطس المصرية تغزو أوروبا.. خبير بالبحوث الزراعية: التسهيلات الأوروبية خطوة استراتيجية تعكس ثقة متزايدة في المنتج الزراعي المصري
  • لأول مرة.. النائب عبدالمنعم إمام يتحدث تفصيليًا عن توظيف الذكاء الصناعي في السياسة والانتخابات
  • البنك الأهلي المصري يقدم حساب توفير المستقبل المجاني بالجنيه والدولار
  • ثلاث مستعمرات استيطانية في خطر
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • زيارة مستشار ترامب: جديد السياسة الامريكية تجاه ليبيا