طبيب عمل بغزة يكشف مشاهد مروعة عاينها في القطاع تحت عدوان الاحتلال
تاريخ النشر: 14th, August 2024 GMT
كشفت رواية طبيب عمل لشهرين متتالين ضمن فريق طبي يتبع لمنظمة "أطباء بلا حدود" في غزة عن مشاهد من الكوارث التي يرزح تحتها الفلسطينيون بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع المحاصر، بما في ذلك النزوح المتكرر وقصف المناطق التي يدعي الاحتلال أنها "آمنة".
وقال الطبيب جاويد عبد المنعم في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، في معرض حديثه عن قصف الاحتلال: "رد فعلي هو شعور بالاشمئزاز.
وأضاف أن "هذا شيء أريد أن يفهمه الناس حقا. لأنه عندما تكون هناك، في المواصي، في خانيونس، يمكنك رؤية السفن البحرية في البحر، ويمكنك رؤية مروحيات أباتشي والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار بشكل مستمر. تعرف أصوات الطائرات الرباعية. تتعلم بسرعة كبيرة، طوال اليوم، التمييز بين القصف من السفن الحربية أو الطائرات الرباعية أو مدافع أباتشي. وهذا يحدث طوال الوقت. وبعد ذلك تكون في العمل وتجد ضحايا جماعية تلو الأخرى من الناس الذين يعيشون في ما يسمى بالمنطقة الآمنة".
وحول إجبار الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين على النزوح من مكان إلى آخر، قال الطبيب "زملائي وحدهم، بعضهم نزحوا قسراً بهذه الطريقة 4 مرات خلال الأسابيع 8 التي قضيتها هناك، وهؤلاء عاملون في مجال الرعاية الصحية".
وتابع أنه "شكل من أشكال المضايقة وعدم الاستقرار، وهناك نقص في الأمان للأطفال والناس. في بعض الأحيان تأتي أوامر الإخلاء ويبدأ العنف والعمل العسكري على الفور. لذا فإن الخدمات في تلك المناطق ليست مناسبة. النظافة والصرف الصحي، كل هذه الأمور تؤدي إلى أمراض وعلل لا ينبغي أن تحدث. لذا هناك شح في الأمان وهناك شح في النظافة والصرف الصحي".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، حمل الناس على النزوح من جديد في عدد من الأحياء والمناطق وسط مدينة خانيونس جنوب القطاع، وذلك في ظل استهدافه عددا من الأماكن التي يتجمع فيها النازحون خلال هذه الأسبوع.
وشدد عبد المنعم على أنه "لم ير مسلحين داخل الخيام أو بينها أو في المستشفى"، وذلك في إشارة إلى مزاعم الاحتلال التي يسوق لها حين يقصف مراكز الإيواء والمدارس التي تؤوي النازحين في قطاع غزة.
وفجر السبت، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا مجزرة مروعة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث استشهد أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات بجراح مختلفة جراء استهداف مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وفي شهادته على أوضاع الأطباء والمسعفين في قطاع غزة في ظل العدوان، قال الطبيب في حديثه مع "سي إن إن": "عدد المرات التي رأيتهم فيها يرتجفون أو تتوسع فيها بآبئ أعينهم بسبب خوفهم من أمر الإخلاء أو القصف بالقرب من المكان الذي يعيشون فيه، هذا يعني أن عليهم النزوح والانتقال إلى مكان آخر بحثًا عن الأمان في إحدى الليالي، وفي اليوم التالي يأتون إلى العمل".
وأضاف "على سبيل المثال، في منتصف أمر الإخلاء، في 22 تموز /يوليو مثلا، كان هناك أمر إخلاء كبير للأجزاء الشرقية من خانيونس، كان هناك عدد كبير من الضحايا طوال اليوم. عندما رفعت نظري عن ضحية إصابات جماعية وجدت زميلا أعرف أنه لا ينبغي أن يكون هناك. سألته لماذا أنت هنا؟ وتبيّن أن شقيقه وأطفاله ومنزلهم تعرضوا للقصف في ذلك اليوم. أو عندما عدت إلى الجناح ووجدت المعالج الطبيعي والمستشار يبكيان. سألت: ماذا حدث؟ ليردا: تتصل بنا عائلاتنا من منطقة الإخلاء تلك. لا يمكنهم الخروج من المبنى. يمكنهم رؤية الدبابات الإسرائيلية، ولا يشعرون بالأمان للمجيء".
ولليوم الـ313 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية ومراكز الإيواء.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ39 ألف شهيد، وأكثر من 91 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الفلسطينيون الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
78 شهيدا بغزة والاحتلال يستهدف المسعفين بحي التفاح
استُشهد 3 مسعفين من طواقم الخدمات الطبية الفلسطينية، إضافة إلى الصحفي مؤمن أبو العوف، إثر قصف إسرائيلي استهدفهم خلال محاولتهم انتشال جثث عدد من الشهداء، والمصابين، من منزل تعرض للقصف الإسرائيلي في حي التفاح شرق مدينة غزة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استهداف إسرائيل طاقم الإسعاف الليلة الماضية، والذي استُشهد إثره 3 مسعفين بحي التفاح في غزة، جريمة حرب مركّبة.
ووصفت حماس الاستهداف بأنه يمثل مستوى غير مسبوق من الوحشية والإجرام، ويكشف سعي جيش الاحتلال لخنق كل أدوات النجاة والإنقاذ في القطاع.
وطالبت حماس المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل المسؤولية لوقف جرائم إسرائيل ومحاسبة قادتها وإنقاذ مصداقية المنظومة الدولية التي تتعرض -حسب قولها- لامتحان تاريخي أمام جرائم الإبادة.
مصائد للموتفي هذه الأثناء، أفادت مصادر بمستشفيات غزة باستشهاد 78 شخصا إثر القصف الإسرائيلي على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم، بينهم 20 استشهدوا برصاص قوات الاحتلال خلال انتظارهم تلقي المساعدات من مركز المساعدات الأميركي قرب محور نتساريم، وذلك بمحيط دوار النابلسي غربي مدينة غزة.
كما أفاد مصدر في مجمع ناصر الطبي باستشهاد 8 فلسطينيين في استهداف إسرائيلي قرب مركز مساعدات الشركة الأميركية شمال رفح جنوبي القطاع.
إعلانووصف الدكتور عدي دبور مدير الفريق الطبي بجمعية الإغاثة الطبية في غزة مراكزَ توزيع المساعدات بأنها أصبحت مصائد للموت، مشيرا إلى نقل جثث 17 شهيدا صباح اليوم من نقطة توزيع في محور نتساريم، وقال للجزيرة إن هذه المراكز أُنشئت في مناطق بعيدة وعبر مسالك مهينة للكرامة الإنسانية.
تبرير إسرائيليمن جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق خلال الليل طلقات تحذيرية على فلسطينيين اقتربوا من قواته وشكلوا تهديدا في منطقة ممر نتساريم.
وأضاف جيش الاحتلال أن الحادث وقع على بعد مئات الأمتار من موقع توزيع مساعدات، وقبل ساعات من فتحه، مدعيا أن الفلسطينيين اقتربوا من القوات رغم التحذيرات من أنها منطقة قتال نشط، مشيرا إلى أنه على علم بالتقارير التي تفيد بوقوع إصابات جراء إطلاق النار، مشيرا إلى أنه يجري تحقيقا معمقا في الحادث.
وفي غضون ذلك، قال مصدر في مستشفى الشفاء بغزة إنه تم انتشال جثث 9 شهداء إثر غارات إسرائيلية على منازل في جباليا البلد شمالي القطاع.
ووسط القطاع، أفاد مدير مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية على منزل بدير البلح.
وبتجويع متعمد يمهد لتهجير قسري -وفق الأمم المتحدة- دفعت إسرائيل 2.2 مليون فلسطيني في غزة إلى المجاعة بإغلاقها المعابر في وجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.
إعلان